.
ثلاث هجمات انتحارية تستهدف سفارات أجنبية في بغداد
For aljanaa.com
قتل 37 عراقياً وجرح أكثر من 190 آخرين يوم الأحد، 4 نيسان/أبريل،
جراء ثلاث هجمات انتحارية نُفّذت بالقرب من السفارة الإيرانية والمصرية
والألمانية والسورية وسط العاصمة بغداد.
وكانت القوات الأمنية العراقية قد تمكنت من إحباط عملية تفجير
رابعة عبر توقيف سائق كان ينوي تفجير نفسه في سيارته بالقرب من منطقة
الكرادة.
وقال اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، إن
الانفجار الأول وقع عندما فجر انتحاري سيارته أمام مقر السفارة المصرية في
منطقة المنصور. وقد نُفّذت هذه العملية في ساعات الصباح الأولى عندما يجتمع
المواطنون عادةً في الأسواق التجارية قرب السفارة.
وبعد دقائق قليلة، فجر انتحاري آخر سيارته بالقرب من السفارتين
الألمانية والسورية في منطقة المنصور أيضاً.
وقد أوقع الانفجاران في حي المنصور 7 قتلى و 25 جريحاً، بينهم
عناصر أمن السفارات ومدنيين عراقيين.
وخلال تعامل قوات الأمن العراقية مع التفجيرين الأولين، هزّ منطقة
الصالحية وسط بغداد أيضاً انفجار انتحاري آخر استهدف السفارة الإيرانية.
وكان هذا الانفجار هو الأكثر عنفاً، حسب قول عطا، حيث أدى إلى مقتل 30
عراقياً وجرح 166 آخرين، وبينهم أطفال ونساء كانوا ينتظرون في مصرف حكومي
لتقاضي مرتبات وقروض حكومية.
وقال عطا في حديث لموطني "لقد نجح الإرهابيون في تنفيذ هجماتهم
هذا اليوم، لكنهم لن ينجحوا في تحقيق أهدافهم بإيقاف العملية الديمقراطية
وبناء قوات الأمن في العراق". وأضاف عطا "لقد فقدنا فلذات أكبادنا اليوم،
لكننا لم نفقد الإرادة في مواصلة الحياة وبناء العراق كما يحلم به أبناؤه".
وقال النقيب عبد علي من الجيش العراقي، وكان قرب مكان الانفجار،
إن الهجوم الذي استهدف السفارة المصرية أحدث أضراراً بالغة في مبنى السفارة
والمباني القريبة منها، لكن لم يُصب أي من الموظفين بأذى.
وأضاف علي "إن القوات الأمنية تعمل على التحقق من نوع السيارات
التي نفذت بها الهجمات ولوحات تسجيلها من أجل البدء بعملية ملاحقة
الإرهابيين".
من جهته، قال المقدم جاسم عباس، من شرطة نجدة بغداد، إن الانفجار
الذي استهدف السفارة الإيرانية أدى إلى مقتل اثنين من عناصر أمن السفارة
بالإضافة إلى مدنيين. وقد تعرض مبنى السفارة أيضاً إلى أضرار كبيرة جراء
الانفجار.
وبعد العمليات الانتحارية هذه، اتهم عدد كبير من المواطنين تنظيم
القاعدة بمحاولة إفشال تقدم العراق على المستوى السياسي عبر استهداف
سفارات الدول الأجنبية في بغداد.
وقال المواطن إيهاب وليد، 54 عاماً، إن "تفجيرات اليوم رسالة من
القاعدة وباقي القتلة على أنهم منزعجون من التقدم الذي حققه العراقيون
خلال الأيام الماضية. فبعد نجاح الانتخابات بدأت سفارات دول العالم تعيد
تمثيلها السياسي على مستوى السفراء إلى بغداد وكان الوضع الأمني يتجه إلى
الاستتباب بشكل كبير، غير أنهم يحاولون إرباك الأوضاع عبر استهداف مواقع
مهمة".
وأضاف وليد "بالتأكيد سيفشلون. ونتوقع هجمات أخرى، ولكن نحن أكثر
إرادة وصبر على تحمل ما تبقى من تهديداتهم".
أما إسماعيل علاوي، 44 عاماً وأحد سكان حي المنصور، فقال "تأتي
هذه التفجيرات ضمن سلسلة عمليات يائسة لإخافة العراقيين وجعلهم يرفعون
الراية البيضاء. لكنهم واهمون لأننا سنرفض وجودهم".