حافظت الثورة البحرينية "ثورة 14 فبراير" وعلى حضورها الشعبي الواسع والعريض في الشارع وعلى طابعها السلمي الذي يثير الإعجاب، برغم تفنن نظام آل خليفة القمعي في استخدام شتى صنوف العنف، ووسائل القهر والإذلال والتيئيس للشعب البحريني الثائر المظلوم في محاولة منه لإخماد الثورة المشتعلة منذ أكثر من عام ونصف.
لم يفلح نظام آل خليفة القمعي وداعميه الخليجيين في إطفاء جذوة الثورة البحرينية التي قدمت أكثر من 40 شهيداً فيهم النساء والأطفال ومئات الجرجى والمعتقلين من الناشطين الحقوقيين ودعاة حقوق الإنسان وفي مقدمتهم الناشط عبد الهادي الخواجة.
ولم يؤد التدخل العسكري السعودي والإماراتي السافر، والتواطؤ الأمريكي والغربي للقضاء على انتفاضة الشعب البحريني وثورته النبيلة المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة، وهي المطالب الجوهرية لثورات الشعوب العربية في مصر وتونس واليمن وغيرها من البلدان العربية، لكن ولسوء حظ البحرينيين الذين رفعوا تلك المطالب أنهم في غالبيتهم شيعة، وأن بلادهم تجاور المملكة السعودية الوجلة والخائفة من سقوط نظام آل خليفة أو استجابته لمطالب شعبه العادلة المتمثلة بالملكية الدستورية والإصلاحات السياسية والقضائية... الخ، وأن تمتد عدوى تلك المطالب إلى مواطني المملكة المحرومين من أبسط الحقوق السياسية والثقافية والفكرية وغيرها من الحقوق والحريات التي لم تتزحزح الحكومة السعودية عن رفضها الاستجابة لمطالب الاصلاحيين والمثقفين، كما لم تحقق من وعود الملك عبد الله بالاصلاح والتغيير ما يمكن الإشارة إليه.
ثورة البحرين السلمية حققت وبعد مضي قرابة العام والنصف على اندلاعها نجاحاً أهمها أنها فضحت وعرت نظام حكم آل خليفة أو اسقطت ما تبقى له من ظاهر المشروعية الشعبية، وأصبح في نظر العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية نظاماً قمعياً مستبداً، يستمد أسباب بقاءه واستمراره من الدعم والتأييد الخليجي السعودي تحديداً له، ومن الغطاء الأمريكي الغربي الذي جعله بعيداً عن نظام العقوبات وقرارات مجلس الأمن المخصصة تحديداً للأنظمة غير الموالية لأمريكا والغرب والسعودية... الخ، أما النظام البحريني فهو نظام عميل فاسد وذو علاقة بالكيان الصهيوني غير خافية على أحد.
الإعلام العربي الموجه يمارس التعتيم المتعمد لما يجري في البحرين وإن حدث وقام بتغطية حدث بحريني ما، فإن المعالجة تكون عابرة ومختزلة في البعد المذهبي كون غالبية البحرينيين شيعة- ولأن ذلك الانتماء المذهبي يعد جرماً وسبباً في طمس الحقائق أو تجاهلها أو تشويهها.
لقد أدى ذلك إلى اطمئنان النظام القمعي الحاكم في البحرين إلى أن أياً من جرائمه ومهما كانت فظاعتها، ستمر بهدوء ولن تثير عتب واستنكار وإدانة أياً كان.
طيلة عام ونصف أرتكب النظام البحريني مختلف أنواع القمع، والقتل والتنكيل وهدم المساجد والحسينيات والاعتقالات التعسفية، وانتهاك الحرمات واعتقال النساء والأطفال، واستخدام الغازات السامة التي تسببت في حدوث وفيات تأكد أنها بسبب استخدام أنواع من الغازات السامة أمريكية الصنع، وما يزال هذا النظام يواصل ارتكاب جرائمه بكل صلف وغرور.
ومؤخراً عرضت بعض القنوات الفضائية، والمواقع الاخبارية صوراً لرجال أمن بحرينيون يقومون بإلقاء قنابل الغاز السام على المواطنين البحرينيين إلى منازلهم عبر النوافذ، في ممارسات لم يتجرأ جيش العدو الصهيوني على القيام بمثلها حسبما نعلم.
إدانات عديدة للنظام البحريني صدرت في الغالب من منظمات إنسانية أجنبية بما في ذلك منظمة العفو الدولية التي أدانت الممارسات القمعية وانتهاكاتها حقوق الإنسان، واجراءات الاعتقال التعسفي والاحكام العسكرية بحق المدنية، لكنها وغيرها من التقارير والوثائق لم تدفع النظام البحريني صوب الحوار الجاد للخروج من الأزمة..، ويبدو من غير الطبيعي تصلب النظام البحريني في مواجهة مطالب شعبه التي تبدو عادلة ومعقولة ذلك التصلب يفسره مراقبون بأنه استجابة لاملاءات سعودية، وربما أمريكية لعدم تقديم تنازلات للشعب تصبح مثالاً يحتذى في بقية أقطار الخليج، ذلك أن التحول إلى ملكية دستورية في البحرين يعني تحولاً في الواقع السياسي ذا أهمية بالغة في احداث تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية ليست في صالح منظومات القمع والاستبداد والتبعية الحاكمة في الخليج والمنطقة، كما وأنها ليست في صالح أمريكا التي تحتضن البحرين قاعدة عسكرية مهمة ومقر للاسطول الخامس المرابط في الخليج والمحيط الهندي.
مهما تكن اجراءات القمع وانتهاك حقوق الإنسان البحريني.. ومهما كان حجم الدعم والتأييد والتواطؤ الاقليمي والدولي الذي يحظى به نظام الحكم البحريني ومهما كان شأن التعتيم الاعلامي على ما يجري من عنف رسمي وانتهاك لكافة حقوق الإنسان فإن ثورة الإنسان البحريني ماضية في طريقها لتحقيق العدل والحرية والكرامة واستعادة الحقوق.
المزيد من: المحرر : ابراهيم السراجي
لم يفلح نظام آل خليفة القمعي وداعميه الخليجيين في إطفاء جذوة الثورة البحرينية التي قدمت أكثر من 40 شهيداً فيهم النساء والأطفال ومئات الجرجى والمعتقلين من الناشطين الحقوقيين ودعاة حقوق الإنسان وفي مقدمتهم الناشط عبد الهادي الخواجة.
ولم يؤد التدخل العسكري السعودي والإماراتي السافر، والتواطؤ الأمريكي والغربي للقضاء على انتفاضة الشعب البحريني وثورته النبيلة المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة، وهي المطالب الجوهرية لثورات الشعوب العربية في مصر وتونس واليمن وغيرها من البلدان العربية، لكن ولسوء حظ البحرينيين الذين رفعوا تلك المطالب أنهم في غالبيتهم شيعة، وأن بلادهم تجاور المملكة السعودية الوجلة والخائفة من سقوط نظام آل خليفة أو استجابته لمطالب شعبه العادلة المتمثلة بالملكية الدستورية والإصلاحات السياسية والقضائية... الخ، وأن تمتد عدوى تلك المطالب إلى مواطني المملكة المحرومين من أبسط الحقوق السياسية والثقافية والفكرية وغيرها من الحقوق والحريات التي لم تتزحزح الحكومة السعودية عن رفضها الاستجابة لمطالب الاصلاحيين والمثقفين، كما لم تحقق من وعود الملك عبد الله بالاصلاح والتغيير ما يمكن الإشارة إليه.
ثورة البحرين السلمية حققت وبعد مضي قرابة العام والنصف على اندلاعها نجاحاً أهمها أنها فضحت وعرت نظام حكم آل خليفة أو اسقطت ما تبقى له من ظاهر المشروعية الشعبية، وأصبح في نظر العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية نظاماً قمعياً مستبداً، يستمد أسباب بقاءه واستمراره من الدعم والتأييد الخليجي السعودي تحديداً له، ومن الغطاء الأمريكي الغربي الذي جعله بعيداً عن نظام العقوبات وقرارات مجلس الأمن المخصصة تحديداً للأنظمة غير الموالية لأمريكا والغرب والسعودية... الخ، أما النظام البحريني فهو نظام عميل فاسد وذو علاقة بالكيان الصهيوني غير خافية على أحد.
الإعلام العربي الموجه يمارس التعتيم المتعمد لما يجري في البحرين وإن حدث وقام بتغطية حدث بحريني ما، فإن المعالجة تكون عابرة ومختزلة في البعد المذهبي كون غالبية البحرينيين شيعة- ولأن ذلك الانتماء المذهبي يعد جرماً وسبباً في طمس الحقائق أو تجاهلها أو تشويهها.
لقد أدى ذلك إلى اطمئنان النظام القمعي الحاكم في البحرين إلى أن أياً من جرائمه ومهما كانت فظاعتها، ستمر بهدوء ولن تثير عتب واستنكار وإدانة أياً كان.
طيلة عام ونصف أرتكب النظام البحريني مختلف أنواع القمع، والقتل والتنكيل وهدم المساجد والحسينيات والاعتقالات التعسفية، وانتهاك الحرمات واعتقال النساء والأطفال، واستخدام الغازات السامة التي تسببت في حدوث وفيات تأكد أنها بسبب استخدام أنواع من الغازات السامة أمريكية الصنع، وما يزال هذا النظام يواصل ارتكاب جرائمه بكل صلف وغرور.
ومؤخراً عرضت بعض القنوات الفضائية، والمواقع الاخبارية صوراً لرجال أمن بحرينيون يقومون بإلقاء قنابل الغاز السام على المواطنين البحرينيين إلى منازلهم عبر النوافذ، في ممارسات لم يتجرأ جيش العدو الصهيوني على القيام بمثلها حسبما نعلم.
إدانات عديدة للنظام البحريني صدرت في الغالب من منظمات إنسانية أجنبية بما في ذلك منظمة العفو الدولية التي أدانت الممارسات القمعية وانتهاكاتها حقوق الإنسان، واجراءات الاعتقال التعسفي والاحكام العسكرية بحق المدنية، لكنها وغيرها من التقارير والوثائق لم تدفع النظام البحريني صوب الحوار الجاد للخروج من الأزمة..، ويبدو من غير الطبيعي تصلب النظام البحريني في مواجهة مطالب شعبه التي تبدو عادلة ومعقولة ذلك التصلب يفسره مراقبون بأنه استجابة لاملاءات سعودية، وربما أمريكية لعدم تقديم تنازلات للشعب تصبح مثالاً يحتذى في بقية أقطار الخليج، ذلك أن التحول إلى ملكية دستورية في البحرين يعني تحولاً في الواقع السياسي ذا أهمية بالغة في احداث تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية ليست في صالح منظومات القمع والاستبداد والتبعية الحاكمة في الخليج والمنطقة، كما وأنها ليست في صالح أمريكا التي تحتضن البحرين قاعدة عسكرية مهمة ومقر للاسطول الخامس المرابط في الخليج والمحيط الهندي.
مهما تكن اجراءات القمع وانتهاك حقوق الإنسان البحريني.. ومهما كان حجم الدعم والتأييد والتواطؤ الاقليمي والدولي الذي يحظى به نظام الحكم البحريني ومهما كان شأن التعتيم الاعلامي على ما يجري من عنف رسمي وانتهاك لكافة حقوق الإنسان فإن ثورة الإنسان البحريني ماضية في طريقها لتحقيق العدل والحرية والكرامة واستعادة الحقوق.
المزيد من: المحرر : ابراهيم السراجي