«الجيش السوري الحر» يعلن تنفيذ عملية في حماه وقتل 15 عسكريا ردا على المجزرة
في وقت كانت تسلم فيه دمشق موافقتها للجامعة العربية على مبادرة حل
الأزمة، استمر الجيش السوري والعصابات المسلحة التابعة لنظام الأسد بعمليات
استهداف المدنيين، وقتل يوم أمس 34 شخصا في أنحاء سوريا، من بينهم 11
عاملا لقوا حتفهم برصاص مسلحين في مجزرة في بلدة كفرلاها في الحولة، بالقرب
من حمص، إضافة إلى قتيلين في دير الزور وعربين.
وفي حين بث ناشطون على مواقع إلكترونية مقاطع فيديو لـ«مجزرة كفرلاها»، ذكر
المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن مسلحين قتلوا 11 عاملا أمس في
مصنع في مدينة كفرلاها بريف حمص، وسط سوريا، موضحا أن «المسلحين أتوا من
قرى مجاورة للمصنع دخلوا وأطلقوا النار على العمال».
ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين سوريين، أن قوات الأمن قتلت بالرصاص 11
قرويا على الأقل من الطائفة السنية، بعد أن أوقفتهم عند حاجز على الطريق
شمال غربي مدينة حمص بوسط البلاد. ويأتي مقتلهم بعد أنباء من ناشط في حمص
عن أن مسلحين خطفوا تسعة من العلويين من حافلة وقتلوهم قرب حمص أول من أمس.
وإذا تأكدت تلك الواقعة فستكون من بين أسوأ حوادث العنف منذ اندلاع
الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد في مارس (آذار) الماضي.
غير أن عمر إدلبي، وهو نشط بارز يقيم في بيروت، قال لـ«رويترز»، إن ملابسات
حادث الحافلة غير واضحة لكن إطلاق النار وقع قرب حاجز رئيسي للجيش، وإن
بين القتلى التسعة سنيا واحدا على الأقل واثنين من المسيحيين. وأظهر تسجيل
فيديو على موقع «يوتيوب» وزعه الناشطون المعارضون للأسد، عدة جثث فيما يبدو
مكممة الأفواه ومربوطة الأيدي وراء الظهر قرب قرية كفرلاها في منطقة
الحولة معقل الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية ومهد تمرد مسلح وليد ضد
الأسد. وقال أحمد فؤاد وهو ناشط في حمص في مكالمة هاتفية مع «رويترز»:
«كانوا عمالا في مصنع صغير للطوب. لا نعرف بالتحديد وقت مقتلهم لكن ذلك كان
صباح اليوم (أمس) فيما يبدو».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 15 عنصرا أمنيا أمس في محافظة
حماه في عمليتين شنهما منشقون في سوريا. وقال المرصد «نفذت مجموعات من
المنشقين عن الجيش السوري عمليات نوعية في ريف حماه ردا على مجزرة الحولة
التي نفذتها مجموعة مسلحة من قرى موالية للنظام ضد عمال في معمل ببلدة
كفرلاها وذهب ضحيتها 11 عاملا».
وأضاف «في بلدة المضيق بريف حماه جرى تفجير عبوة ناسفة استهدفت حافلة
وسيارة للجيش السوري النظامي جنوب مشفى قلعة المضيق قتل خلالها سبعة من
عناصر الجيش كما قتل 8 من عناصر الأمن والشبيحة خلال مهاجمة منشقين حافلة
وسيارة كانت تقلهم على الطريق بين قلعة المضيق وبلدة الصقيلبية».
وأعلن «الجيش السوري الحر كتيبة أبي الفداء» في بيان «قامت مجموعة من كتيبة
أبي الفداء بضرب باص وسيارة تحمل شبيحة في منطقة قلعة المضيق وتم
تدميرهما». وأضاف البيان «قامت مجموعة من كتيبة أبي الفداء بعملية نوعية
بمدينة الصقيلبية تسفر عن قتل ستة من الأمن والشبيحة وجرح أكثر من 20
آخرين. وعادت المجموعة سالمة».
وقال مقيمون إن خمسة أشخاص آخرين قتلوا أمس في حمص حيث قصفت دبابات الجيش
الأحياء القديمة التي تشهد احتجاجات مناهضة للأسد وتؤوي منشقين عن الجيش.
وكشف ناشطون سوريون عن أن مدينة حمص شهدت إطلاق نار كثيفا في حي بابا عمرو
وسمعت أصوات 5 انفجارات منذ الصباح وترافقت مع مداهمات للأحياء والبساتين
المجاورة له. وتعرضت منازل ومساكن طلابية ومتاجر في بابا عمرو للقصف
العشوائي، وقد بثت مشاهد القصف على صفحات الناشطين وصفحة «الثورة السورية
ضد بشار الأسد»، مع العلم أنه وبحسب الناشطين فإن بابا عمرو الذي دخله أمس
آلاف الجنود ومئات المدرعات، يعتبر من أول وأقوى المناطق التي تشهد
احتجاجات ومظاهرات منذ بدء الثورة وهو الحي الأول الذي دخله الجيش في سوريا
بعد درعا البلد وبانياس.
كذلك، كشف ناشطون لـ«الشرق الأوسط» عن أن عددا من الجرحى سقطوا إثر دخول
مدرعة إلى حي وادي السايح مع قوات من الجيش والأمن وسط إطلاق نار كثيف حال
دون قدرة وصول الأهالي إلى الجرحى.
كما قتل صباح أمس، شاب من حي الشماس متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس وعثر
صباح أمس في حي الشماس على جثمان سيدة مقتولة قرب موقف للحافلات، وقتل
المجند سامر محمد نصيص في مدينة حمص بعد رفضه إطلاق النار على المتظاهرين،
واقتحمت قوات أمنية كبيرة أحياء البياضة والخالدية والخضر وباب السباع وسط
إطلاق رصاص كثيف.
أما في بانياس، فقد أعلن ناشطون عن اعتقال ثلاثة شبان دون الـ18 سنة على
حاجز عسكري هم: عمر خالد صفية، وسامح درباك وعلي البياسي. ووقوع اشتباكات
بين المنشقين والجيش السوري. وفي دير الزور في مدينة القورية، فقد خرجت
مظاهرات تطالب بإسقاط النظام مع مشاركة طلابية رغم الحصار والتشديد الأمني
الكثيف.
وفي حين بدأ التصويت على مجموعات «فيس بوك» الخاصة بالناشطين والثوار
السوريين على تسمية مظاهرات غد الجمعة، وكانت تسمية «جمعة الله أكبر» حازت
حتى مساء الأربعاء أكبر نسبة من التصويت، تلتها «جمعة علم الاستقلال» ثم
«جمعة طرد السفراء»، فقد كشفت صحيفة «الوطن» السورية أمس، عن «أن السلطات
السورية ستقوم قبل عيد الأضحى المبارك بإطلاق سراح من لم يحملوا السلاح ضد
المدنيين أو قوى الجيش والأمن الذين تم اعتقالهم خلال الأحداث في البلاد».