الصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
التعامل مع الطفل... المذعور الخائف
ثمن النُّضْج:
الذعر والخوف أعراض قد يُصاب بها الكبير والصغير على حد سواء، ورغم أن الشعور
بهذه الأعراض ليس شعوراً مستحبًا إلا أنه في حالة الأطفال قد يكون لازمًا وشرطًا للنمو النفسي والاجتماعي لا مفر منه.
والذُّعْر: هو الفزع الشديد دون سبب واضح أو محدد، أو الإحساس بتهديد مباشر لسلامة الفرد أو أمنه مبرر في عين الآخرين،
إلا أن الفرد نفسه يرى التهديد حقيقيًّا ويستشعره بشدة. وينعكس هذا الشعور على الحالة الجسمانية فيزداد إفراز العرق وتزيد ضربات
القلب، وقد تضطرب المعدة.
وإذا كان لا بأس من بعض التوتر؛ لأن ذلك كما يقول خبراء التربية وعلم النفس يزيد من انتباه الشخص، وقد يساعده على تحسين
أداءه في بعض الأحيان، (بل قد يحفظ سلامة الفرد أحيانًا كخوف الطفل من النار، وتجنبه العبث بأعواد الثقاب)، إلا أنه إذا ما زاد
عن حده قد يتحوَّل إلى عرض مرضي يحتاج علاجًا ومتابعة.
وتتغير طبيعة وصور الخوف والذعر بحسب عمر الطفل، فالأطفال الرضع قد يصابون بالخوف والفزع إذا غاب أحد الوالدين عن
أنظارهم أو إذا رأوا أغرابًا، في حين أن الطفل من عمر سنتين إلى ست سنوات قد يصاب بالذعر من كيانات خيالية كالعفاريت،
والأطفال الأكبر من ذلك قد يصابون بالذعر من الحيوانات أو الحوادث التي يتوقعونها كالكوارث الطبيعية أو حوادث السيارات
نتيجة رؤيتهم لها في وسائل الإعلام أو قراءتهم عنها في الكتب المدرسية أو كتب المطالعة.
ملاحظة أعراض الذعر والخوف
كيف يعرف الوالدان أن الطفل يعاني من أعراض الذعر والخوف التي تحتاج لتعامل خاص أو في بعض الحالات استشارة أخصائي نفسي؟!،
هناك خوف طبيعي وعادي ولا غبار عليه مثل: الخوف من عقر الكلب أو الخوف من التعرض للعقاب البدني، كما يتوقع أن يداخل الطفل
خوف من الانتقال إلى بيئة المدرسة أو الروضة لأول مرة. لكن الخوف إذا زاد واستمر فقد يؤثر على الحالة النفسية والعضوية للطفل،
وإذا اقترن بأعراض إنسحابية وخوف من الاختلاط بأقرانه أو الآخرين فإن هذا قد يكون له آثار سلبية بعيدة المدى، ويحتاج لتدخل
تربوي ونفسي.
وكثيرًا ما يواجه الطبيب النفسي حالات مخاوف أثناء الطفولة لم يتم علاجها أدت إلى ترُّسب مشاعر وأحاسيس؛
أصبحت فيما بعد مرضًا أو اضطرابًا نفسيًّا.
ومن أعراض وجود مشكلة في هذه الدائرة: الحركات العصبية، أو عدم القدرة على النوم الطبيعي، أو النوم فترات أطول
من المعتاد، زيادة إفراز العرق خاصة في راحة اليدين، زيادة ضربات القلب وتلاحق الأنفاس، الصداع، وأوجاع المعدة. والوالدان
يمكنهما بسهولة ملاحظة ذعر وخوف الطفل من أوضاع أو مواقف معينة، وأحيانًا قد تكون نقطة البداية الإنصات لهموم الطفل،
وتهدئته وإظهار التفهم ثم مناقشة الأمر وطمأنته بشكل مستمر وهادئ. ومن المهم أن يسأل الوالدان أنفسهما: هل ذعر الطفل يلائم سنه؟
فإذا كان مقبولاً في مرحلته العمرية فيمكن ترجيح أنه طبيعي وسيتجاوزه الطفل مع النمو – مع التأكيد على عدم تجاهله أو التقليل من
أمره – كالخوف من الظلام. فمعظم الأطفال مع الهدوء، والطمأنة، وقبلة على الجبين، ودعاء قبل النوم، وترك باب الغرفة مواربًا يَقِلُّ
خوفهم، وقد يعين ترك ضوء خافت ليلاً في الغرفة يبدد بعض الظلام ويسهل حركته في الغرفة إذا استيقظ لقضاء حاجة في الليل.
فإذا كان الذعر متفرقًا ولصيقًا بأمر واحد؛ فإن الوالدين يمكنهما التعامل معه وفق الخطوات التي سنذكرها بعد قليل،
أما إذا كان متكررًا ومتعدد الموضوعات فإن الاستشارة لطبيب أو معالج نفسي قد تكون ضرورية.
تهدئة الطفل المذعور
أولاً: إظهار الوالدين للتفهم لمخاوف الطفل، وعدم السخرية أو الاستهانة بها، والإنصات لمشاعره وتركه يُعبِّر عنها بحرية،
وإظهار الاهتمام لأن مجرد الإفصاح والحديث عن المخاوف يقلل من التوتر، ويساعد على مناقشتها والتماس سبل مواجهتها.
ثانيًا:عدم تغيير نمط التعامل مع الأشياء المألوفة؛ لأن ذلك قد يزيد الطفل وعيًا بمشروعية خوفه وأنه محق في ذلك، فتلافي المرور
بجوار منزل به حيوان في الحديقة، أو تغيير المسار أثناء السير لتجنب المرور بجوار الشرطي الذي يخيف مظهره الطفل كلها تصرفات
قد تكرس لدى الطفل أن خوفه مبرر؛ فيزيد هذا الخوف.
ثالثًا: علِّم الطفل كيف يتخلص من الخوف تدريجيًا، ففي المرة التالية عند إصابته بالخوف أو الذعر اسأله عن حجم الخوف،
فربما قلَّ بعض الشيء، و يمكننا أن نرصد كيف أن التعرض لموضوع الخوف قد يقلل من كم الفزع ونلفت نظر الطفل لذلك ونلفت
نظره على كون ذلك دليل على أن الخوف سيظل يتضاءل حتى يذهب تمامًا.
رابعاً: اجعل للطفل مركزًا ومساحة للأمان، ثم علِّمْه أن يقترب من المساحة التي تثير ذعره، ثم يعود إلى مركز الأمان ونقطة السلامة،
كأن يكون في غرفة مضاءة ثم يقترب هو من غرفته المظلمة، ثم يعود. أو أن تسأله أن يأتي بشيء من غرفتك المظلمة، ويرجع لك
بسرعة، وتنتظره أمام بابها، وبذا يحاول التغلب على خوفه فترة قصيرة تطول مع الوقت حتى يتخلص منه تمامًا.
خامسًا: حاول زيادة ثقة الطفل بنفسه من خلال الدعاء، ففي المناهج الغربية للتغلب على الخوف والذعر يعلمون الأطفال مجموعة
من العبارات لِبَثِّ الأمان في نفسه مثل: سأكون بخير وأنا قادر على التغلب على المشكلة I can do it، ويمكن أن نعلم الطفل المسلم
عبارات مثل: "الله معي" أو أن يقرأ آيات قرآنية مثل الفاتحة والمعوذتين.
سادسًا: عبر الرسوم والتلوين، ثم العرائس والألعاب التي تمثل الحيوانات التي تثير خوفه، ثم مراقبته لطفل يداعب الحيوان أو يتعامل
معه دون خوف ثم الاقتراب الهادئ.. رويداً رويداً يطمئن الطفل ،ومن المهم عدم الاستعجال أو دفع الطفل لمواجهة موضوع الخوف
بغتة حتى لا يأتي ذلك بنتائج عكسية.
سابعًا: امتداح أي نجاح يحققه الطفل في التغلب على خوفه.
وإذا لم تفلح المحاولات الأبوية الهادئة عبر فترة زمنية معقولة في حل المشكلة؛ فقد يكون اللجوء لمعالج أو طبيب نفسي
مسألة ضرورية في حالات معنية لا مفر فيها من التماس العلاج المنظم.
منقول من موقع أذكر الله
والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
التعامل مع الطفل... المذعور الخائف
ثمن النُّضْج:
الذعر والخوف أعراض قد يُصاب بها الكبير والصغير على حد سواء، ورغم أن الشعور
بهذه الأعراض ليس شعوراً مستحبًا إلا أنه في حالة الأطفال قد يكون لازمًا وشرطًا للنمو النفسي والاجتماعي لا مفر منه.
والذُّعْر: هو الفزع الشديد دون سبب واضح أو محدد، أو الإحساس بتهديد مباشر لسلامة الفرد أو أمنه مبرر في عين الآخرين،
إلا أن الفرد نفسه يرى التهديد حقيقيًّا ويستشعره بشدة. وينعكس هذا الشعور على الحالة الجسمانية فيزداد إفراز العرق وتزيد ضربات
القلب، وقد تضطرب المعدة.
وإذا كان لا بأس من بعض التوتر؛ لأن ذلك كما يقول خبراء التربية وعلم النفس يزيد من انتباه الشخص، وقد يساعده على تحسين
أداءه في بعض الأحيان، (بل قد يحفظ سلامة الفرد أحيانًا كخوف الطفل من النار، وتجنبه العبث بأعواد الثقاب)، إلا أنه إذا ما زاد
عن حده قد يتحوَّل إلى عرض مرضي يحتاج علاجًا ومتابعة.
وتتغير طبيعة وصور الخوف والذعر بحسب عمر الطفل، فالأطفال الرضع قد يصابون بالخوف والفزع إذا غاب أحد الوالدين عن
أنظارهم أو إذا رأوا أغرابًا، في حين أن الطفل من عمر سنتين إلى ست سنوات قد يصاب بالذعر من كيانات خيالية كالعفاريت،
والأطفال الأكبر من ذلك قد يصابون بالذعر من الحيوانات أو الحوادث التي يتوقعونها كالكوارث الطبيعية أو حوادث السيارات
نتيجة رؤيتهم لها في وسائل الإعلام أو قراءتهم عنها في الكتب المدرسية أو كتب المطالعة.
ملاحظة أعراض الذعر والخوف
كيف يعرف الوالدان أن الطفل يعاني من أعراض الذعر والخوف التي تحتاج لتعامل خاص أو في بعض الحالات استشارة أخصائي نفسي؟!،
هناك خوف طبيعي وعادي ولا غبار عليه مثل: الخوف من عقر الكلب أو الخوف من التعرض للعقاب البدني، كما يتوقع أن يداخل الطفل
خوف من الانتقال إلى بيئة المدرسة أو الروضة لأول مرة. لكن الخوف إذا زاد واستمر فقد يؤثر على الحالة النفسية والعضوية للطفل،
وإذا اقترن بأعراض إنسحابية وخوف من الاختلاط بأقرانه أو الآخرين فإن هذا قد يكون له آثار سلبية بعيدة المدى، ويحتاج لتدخل
تربوي ونفسي.
وكثيرًا ما يواجه الطبيب النفسي حالات مخاوف أثناء الطفولة لم يتم علاجها أدت إلى ترُّسب مشاعر وأحاسيس؛
أصبحت فيما بعد مرضًا أو اضطرابًا نفسيًّا.
ومن أعراض وجود مشكلة في هذه الدائرة: الحركات العصبية، أو عدم القدرة على النوم الطبيعي، أو النوم فترات أطول
من المعتاد، زيادة إفراز العرق خاصة في راحة اليدين، زيادة ضربات القلب وتلاحق الأنفاس، الصداع، وأوجاع المعدة. والوالدان
يمكنهما بسهولة ملاحظة ذعر وخوف الطفل من أوضاع أو مواقف معينة، وأحيانًا قد تكون نقطة البداية الإنصات لهموم الطفل،
وتهدئته وإظهار التفهم ثم مناقشة الأمر وطمأنته بشكل مستمر وهادئ. ومن المهم أن يسأل الوالدان أنفسهما: هل ذعر الطفل يلائم سنه؟
فإذا كان مقبولاً في مرحلته العمرية فيمكن ترجيح أنه طبيعي وسيتجاوزه الطفل مع النمو – مع التأكيد على عدم تجاهله أو التقليل من
أمره – كالخوف من الظلام. فمعظم الأطفال مع الهدوء، والطمأنة، وقبلة على الجبين، ودعاء قبل النوم، وترك باب الغرفة مواربًا يَقِلُّ
خوفهم، وقد يعين ترك ضوء خافت ليلاً في الغرفة يبدد بعض الظلام ويسهل حركته في الغرفة إذا استيقظ لقضاء حاجة في الليل.
فإذا كان الذعر متفرقًا ولصيقًا بأمر واحد؛ فإن الوالدين يمكنهما التعامل معه وفق الخطوات التي سنذكرها بعد قليل،
أما إذا كان متكررًا ومتعدد الموضوعات فإن الاستشارة لطبيب أو معالج نفسي قد تكون ضرورية.
تهدئة الطفل المذعور
أولاً: إظهار الوالدين للتفهم لمخاوف الطفل، وعدم السخرية أو الاستهانة بها، والإنصات لمشاعره وتركه يُعبِّر عنها بحرية،
وإظهار الاهتمام لأن مجرد الإفصاح والحديث عن المخاوف يقلل من التوتر، ويساعد على مناقشتها والتماس سبل مواجهتها.
ثانيًا:عدم تغيير نمط التعامل مع الأشياء المألوفة؛ لأن ذلك قد يزيد الطفل وعيًا بمشروعية خوفه وأنه محق في ذلك، فتلافي المرور
بجوار منزل به حيوان في الحديقة، أو تغيير المسار أثناء السير لتجنب المرور بجوار الشرطي الذي يخيف مظهره الطفل كلها تصرفات
قد تكرس لدى الطفل أن خوفه مبرر؛ فيزيد هذا الخوف.
ثالثًا: علِّم الطفل كيف يتخلص من الخوف تدريجيًا، ففي المرة التالية عند إصابته بالخوف أو الذعر اسأله عن حجم الخوف،
فربما قلَّ بعض الشيء، و يمكننا أن نرصد كيف أن التعرض لموضوع الخوف قد يقلل من كم الفزع ونلفت نظر الطفل لذلك ونلفت
نظره على كون ذلك دليل على أن الخوف سيظل يتضاءل حتى يذهب تمامًا.
رابعاً: اجعل للطفل مركزًا ومساحة للأمان، ثم علِّمْه أن يقترب من المساحة التي تثير ذعره، ثم يعود إلى مركز الأمان ونقطة السلامة،
كأن يكون في غرفة مضاءة ثم يقترب هو من غرفته المظلمة، ثم يعود. أو أن تسأله أن يأتي بشيء من غرفتك المظلمة، ويرجع لك
بسرعة، وتنتظره أمام بابها، وبذا يحاول التغلب على خوفه فترة قصيرة تطول مع الوقت حتى يتخلص منه تمامًا.
خامسًا: حاول زيادة ثقة الطفل بنفسه من خلال الدعاء، ففي المناهج الغربية للتغلب على الخوف والذعر يعلمون الأطفال مجموعة
من العبارات لِبَثِّ الأمان في نفسه مثل: سأكون بخير وأنا قادر على التغلب على المشكلة I can do it، ويمكن أن نعلم الطفل المسلم
عبارات مثل: "الله معي" أو أن يقرأ آيات قرآنية مثل الفاتحة والمعوذتين.
سادسًا: عبر الرسوم والتلوين، ثم العرائس والألعاب التي تمثل الحيوانات التي تثير خوفه، ثم مراقبته لطفل يداعب الحيوان أو يتعامل
معه دون خوف ثم الاقتراب الهادئ.. رويداً رويداً يطمئن الطفل ،ومن المهم عدم الاستعجال أو دفع الطفل لمواجهة موضوع الخوف
بغتة حتى لا يأتي ذلك بنتائج عكسية.
سابعًا: امتداح أي نجاح يحققه الطفل في التغلب على خوفه.
وإذا لم تفلح المحاولات الأبوية الهادئة عبر فترة زمنية معقولة في حل المشكلة؛ فقد يكون اللجوء لمعالج أو طبيب نفسي
مسألة ضرورية في حالات معنية لا مفر فيها من التماس العلاج المنظم.
منقول من موقع أذكر الله
والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،