القلب بين أهمية المكان والمكانة
القلب عليه مدار الحياة ، وهو موطن الإيمان ، ومأوى
المعتقد ، وليس الإنسان جسما بعضه القلب ،
ولكن في الحقيقة قلب بعضه الجسم ، ولن تجد أعجب ، ولا أروع ، ولا أجمل
من قلب تصلح أوتاره ، وتشرق أنواره ..
والقلب في الواقع حقيقة الإنسان ، وأشرف ما فيه ،
ولذا جاءت نصوص الشريعة في بيان أهميته وخطورة العناية به !!
قال تعالى ( فإنها لا
تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله )
متفق عليه
قال أبو هريرة رضي الله
عنه : القلب ملك ، والأعضاء جنوده ،
فإذا طاب الملك
طابت جنوده ، وإذا خبث خبثت جنوده .
قال
ابن القيم : الاهتمام بتصحيح بالقلب
وتسديده أولى ما اعتمد عليه السالكون
والنظر في أمراضه وعلاجها
أهم ما تنسك به المتنسكون.
وقال شيخ
الإسلام : الأعمال القلبية واجبة على جميع
الخلق المأمورين في الأصل
باتفاق أئمة الدين ، وأصل الدين في الحقيقة هو
الأمور الباطنة من العلوم والأعمال ،
وإن الأعمال الظاهرة لا
تنفع بدونها ، وهذه الأعمال الباطنة كلها مأمور بها في حق
العامة والخاصة ،
لا يكون تركها محمودا في حال أحد ، وإن ارتقى مقامه ،
فهي كلها خير محض وحسنة
محبوبة في حق كل أحد من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وصلاح الظاهر متعلق بصلاح الباطن فكلما ترقى القلب
في مراتب الصلاح
تبعته الجوارح ولذا كان أعظم الأمة صلاحا في قلبه وقالبه
هو النبي صلى الله
عليه وسلم ثم أصحابه من بعده..
قال الحسن البصري : والله ما سبقهم أبو بكر
بصلاة ولا بصوم ،
ولكن بشئ وقر في قلبه وصدقه العمل .
ومن ثم كانت عناية السلف الصالح بالقلب عناية
كبرى
قال ابن رجب : لم يكن تطوع النبي
صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة ،
بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها
بالله ، خشية له ومحبة وإجلالا
وتعظيما ورغبة فيما عنده وزهدا فيما يفنى .
قال الحسن البصري : ما نظرت ببصري ، ولا نطقت
بلساني ، ولا بطشت بيدي ،
ولا نهضت على قدمى ، حتى انظر على طاعة ، أو على معصية ، فإن كانت طاعة
تقدمت ، وإن كانت معصية تأخرت .
وقال محمد
بن الفضيل البلخي : ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله .
وقيل لداود الطائي : لو تنحيت من الظل إلى
الشمس فقال هذه خطى لا أدري كيف تكتب ؟
قال
ابن رجب : فهولاء القوم لما صلحت قلوبهم
فلم يبق فيها إرادة لغير عز وجل
صلحت جوارحهم فلم تتحرك لغير الله وبما فيه رضاه .
قال ابن القيم : القلب
هو المطيع لله وإنما المنتشر على الجوارح من العبادات أنواره
وهو العاصي لله وإنما الساري إلى الأعضاء من الفواحش آثاره ، ولذا أجمع
العارفون
على أن الخشوع محله القلب وثمرته على الجوارح
فإنك ترى الرجلين في الصف
وصورة العمل واحدة ، وما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض بحسب ما قام
في قلبيهما من خشوع وتفكر ؟.
وهذا لا يعني أبدا أن أعمال الجوارح لا أهمية لها ، بل هي أركان الإسلام
ودليل الإيمان وسلم الإحسان ، وهي العلامة الظاهرة على حسن إسلام المرء ،
وجزء لا يتجزأ من الإيمان ؛ لأن الإيمان عند أهل السنة والجماعة اعتقاد
وقول وعمل .
ومن القضايا التي تجدر الإشارة إليها أن أعمال القلوب
أشق من أعمال الجوارح ، والأجر على قدر المشقة .
قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي
، فإنها تتقلب علي .
وقيل لأحد الصالحين :
أي شئ أشد على النفس ؟ فقال الإخلاص ؛ لأنه ليس له فيها نصيب .
قال أيوب السختياني : تخليص النيات أشد على
العمال من جميع الأعمال.
ومما يؤكد ما ذكرناه أن الإنسان يحصل بقلبه مرتبة
الإحسان التي هي أعلى مراتب الدين
ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه .
فهو مبني على المراقبة والمراقبة عبادة قلبية
محضة ومن العجيب أن الأعمال القلبية
تنفع في بعض الأحايين بمفردها بعكس اعمال الجوارح فإنها لا تنفع أبدا بدون
عمل القلب .
ومما يدل على ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم
( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه
الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ) رواه مسلم .
وفي انكار المنكر إذا عجز الإنسان عن الإنكار بيده ولسانه كفاه الإنكار بقلبه
وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ، كما في صحيح مسلم .
فيارعاك مولاك : إذا كان الأمر كما ذكر وهو كما
ذكر فالواجب على كل عاقل لبيب
أن يراعي حال قلبه ويوجه عنايته إلى إصلاحه
ويبادر إلى معرفة طب القلوب
ومن ذلك معرفة أنواع القلوب .
قال ابن رجب : نص كثير من الأئمة أن الاشتغال
بتطهير القلوب أفضل من الاستكثار
من الصوم والصلاة مع غش القلوب .
قال يحى بن معاذ : كم من مستغفر ممقوت وساكت مرحوم
،
هذا استغفر وقلبه فاجر وهذا سكت وقبه ذاكر .
وقال بعض السلف : ليس الشأن فيمن يقوم
الليل إنما الشأن فيمن ينام على فراشه ثم يصبح وقد سبق الركب .
من سار على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهاجه وإن اقتصد ,
فإنه يسبق من سار على غير طريقه وإن اجتهد .
من لي بمثل سيرك المذلل تمشي رويدا وتجئ في الأول..
القلب عليه مدار الحياة ، وهو موطن الإيمان ، ومأوى
المعتقد ، وليس الإنسان جسما بعضه القلب ،
ولكن في الحقيقة قلب بعضه الجسم ، ولن تجد أعجب ، ولا أروع ، ولا أجمل
من قلب تصلح أوتاره ، وتشرق أنواره ..
والقلب في الواقع حقيقة الإنسان ، وأشرف ما فيه ،
ولذا جاءت نصوص الشريعة في بيان أهميته وخطورة العناية به !!
قال تعالى ( فإنها لا
تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله )
متفق عليه
قال أبو هريرة رضي الله
عنه : القلب ملك ، والأعضاء جنوده ،
فإذا طاب الملك
طابت جنوده ، وإذا خبث خبثت جنوده .
قال
ابن القيم : الاهتمام بتصحيح بالقلب
وتسديده أولى ما اعتمد عليه السالكون
والنظر في أمراضه وعلاجها
أهم ما تنسك به المتنسكون.
وقال شيخ
الإسلام : الأعمال القلبية واجبة على جميع
الخلق المأمورين في الأصل
باتفاق أئمة الدين ، وأصل الدين في الحقيقة هو
الأمور الباطنة من العلوم والأعمال ،
وإن الأعمال الظاهرة لا
تنفع بدونها ، وهذه الأعمال الباطنة كلها مأمور بها في حق
العامة والخاصة ،
لا يكون تركها محمودا في حال أحد ، وإن ارتقى مقامه ،
فهي كلها خير محض وحسنة
محبوبة في حق كل أحد من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وصلاح الظاهر متعلق بصلاح الباطن فكلما ترقى القلب
في مراتب الصلاح
تبعته الجوارح ولذا كان أعظم الأمة صلاحا في قلبه وقالبه
هو النبي صلى الله
عليه وسلم ثم أصحابه من بعده..
قال الحسن البصري : والله ما سبقهم أبو بكر
بصلاة ولا بصوم ،
ولكن بشئ وقر في قلبه وصدقه العمل .
ومن ثم كانت عناية السلف الصالح بالقلب عناية
كبرى
قال ابن رجب : لم يكن تطوع النبي
صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة ،
بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها
بالله ، خشية له ومحبة وإجلالا
وتعظيما ورغبة فيما عنده وزهدا فيما يفنى .
قال الحسن البصري : ما نظرت ببصري ، ولا نطقت
بلساني ، ولا بطشت بيدي ،
ولا نهضت على قدمى ، حتى انظر على طاعة ، أو على معصية ، فإن كانت طاعة
تقدمت ، وإن كانت معصية تأخرت .
وقال محمد
بن الفضيل البلخي : ما خطوت منذ أربعين سنة خطوة لغير الله .
وقيل لداود الطائي : لو تنحيت من الظل إلى
الشمس فقال هذه خطى لا أدري كيف تكتب ؟
قال
ابن رجب : فهولاء القوم لما صلحت قلوبهم
فلم يبق فيها إرادة لغير عز وجل
صلحت جوارحهم فلم تتحرك لغير الله وبما فيه رضاه .
قال ابن القيم : القلب
هو المطيع لله وإنما المنتشر على الجوارح من العبادات أنواره
وهو العاصي لله وإنما الساري إلى الأعضاء من الفواحش آثاره ، ولذا أجمع
العارفون
على أن الخشوع محله القلب وثمرته على الجوارح
فإنك ترى الرجلين في الصف
وصورة العمل واحدة ، وما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض بحسب ما قام
في قلبيهما من خشوع وتفكر ؟.
وهذا لا يعني أبدا أن أعمال الجوارح لا أهمية لها ، بل هي أركان الإسلام
ودليل الإيمان وسلم الإحسان ، وهي العلامة الظاهرة على حسن إسلام المرء ،
وجزء لا يتجزأ من الإيمان ؛ لأن الإيمان عند أهل السنة والجماعة اعتقاد
وقول وعمل .
ومن القضايا التي تجدر الإشارة إليها أن أعمال القلوب
أشق من أعمال الجوارح ، والأجر على قدر المشقة .
قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي
، فإنها تتقلب علي .
وقيل لأحد الصالحين :
أي شئ أشد على النفس ؟ فقال الإخلاص ؛ لأنه ليس له فيها نصيب .
قال أيوب السختياني : تخليص النيات أشد على
العمال من جميع الأعمال.
ومما يؤكد ما ذكرناه أن الإنسان يحصل بقلبه مرتبة
الإحسان التي هي أعلى مراتب الدين
ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه .
فهو مبني على المراقبة والمراقبة عبادة قلبية
محضة ومن العجيب أن الأعمال القلبية
تنفع في بعض الأحايين بمفردها بعكس اعمال الجوارح فإنها لا تنفع أبدا بدون
عمل القلب .
ومما يدل على ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم
( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه
الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه ) رواه مسلم .
وفي انكار المنكر إذا عجز الإنسان عن الإنكار بيده ولسانه كفاه الإنكار بقلبه
وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ، كما في صحيح مسلم .
فيارعاك مولاك : إذا كان الأمر كما ذكر وهو كما
ذكر فالواجب على كل عاقل لبيب
أن يراعي حال قلبه ويوجه عنايته إلى إصلاحه
ويبادر إلى معرفة طب القلوب
ومن ذلك معرفة أنواع القلوب .
قال ابن رجب : نص كثير من الأئمة أن الاشتغال
بتطهير القلوب أفضل من الاستكثار
من الصوم والصلاة مع غش القلوب .
قال يحى بن معاذ : كم من مستغفر ممقوت وساكت مرحوم
،
هذا استغفر وقلبه فاجر وهذا سكت وقبه ذاكر .
وقال بعض السلف : ليس الشأن فيمن يقوم
الليل إنما الشأن فيمن ينام على فراشه ثم يصبح وقد سبق الركب .
من سار على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهاجه وإن اقتصد ,
فإنه يسبق من سار على غير طريقه وإن اجتهد .
من لي بمثل سيرك المذلل تمشي رويدا وتجئ في الأول..