+
----
-
السلام عليـكم ...
حدائق بابل المعلقة
داخل معسكر امريكي ..!!
كانت من عجائب الدنيا السبع , هكذا
عرفنا وتعلمنا ورسمنا صورة القائد نبوخد نصر في خيالنا رجلا محاربا , وفي
ذات الوقت عاشقا متيما بزوجته ..
تركنا الحروب
والغزوات والفتوحات ووضعنا القائد العاشق في حالات من الوجد الانساني الذي
يسعى لرضى محبوبته , ومن شدة حبه لزوجته بنى الحدائق المعلقة , التي اصبحت
بعد ذلك من احدى العجائب العمرانية , اتخذت من تصميمها الفريد بطاقة عالمية
تسترخي بها على كتف التاريخ .
العراق بلاد ما بين النهرين ,
الارض التي تنطق بالتاريخ والآثار والاسرار , وتحتضن الحكايات وتفتح
مساماتها على افق الاعتزاز , تتعرض للانتهاك العلني , ليس فقط انتهاك
احتلالي يدمر الانسان ويسرق الثروات الطبيعية , بل هناك لصوص يحاولون الغاء
الذاكرة التاريخية عبر سرقة التاريخ ذاته .
لكي يكون التزوير متقنا
في المستقبل. فتزوير التاريخ جزء حيوي وهام في عقلية المحتل , بالاضافة
الى نزع شرعية الارتباط بالمكان والزمان ..!!
في خضم دخول قوات
التحالف بقيادة اميركا الى العراق , كانت هناك دروس يقوم الضّباط بتلقينها
للجنود بتدمير كل شيء قائم واذلال المواطن العراقي. ومن بين شهوات التدمير
المتاحف التي تحوي التاريخ العراقي القديم , لان التاريخ الحديث يستطيعون
اللعب فيه , لكن التاريخ القديم يبقى شاهدا عيانا على جميع المراحل المضيئة
, ويسطع رغم انف علماء الآثار ]..
فكانت السرقات المنظمة عبر
مافيا الآثار , والتي هربت الى الخارج مئات الآلاف من القطع الأثرية , عدا
عن بيع القطع الهامة الى تجار يسعون وراء هواة جمع الآثار النادرة .
وازدهرت اسواق بيع قطع الآثار , الى جانب ازدهار اسواق القتل والتعذيب في
السجون . ولم يجد العراق صدى لصراخ محبيه الذين بكوا على سرقة وفقدان هذه
الآثار , و عندما القي القبض على الضابط الامريكي الذي كان يخيىء " راس
صدام " او الرأس المعدني , الذي نزع عن التمثال الذي انزلوه وحطموه في ساحة
الفردوس معلنين " عراقا جديدا بضوء امريكي ديمقراطي " ..
لقد
احتفظ هذا الضابط بالراس المعدني , الذي يزن اكثر من ثماني كيلو غرامات ,
حتى يبيعه في الخارج , راسا يحمل فترة تاريخية سقطت في عهده . اما المؤسسات
والجمعيات العالمية , التي تهتم وتتباكى على الآثار , فقد قامت بتلميع
اسنانها حتى تبدو اسنانها ناصعة البياض امام العالم المثقف , الذي يعتبر
الحضارة الانسانية سجلا مفتوحا للنهش حين تكون الشعوب ضعيفة وفقيرة , حيث
يستطيعون عجن تلك الحضارة وتشكيلها من جديد ..
عندما قامت جماعة
طالبان في افغانستان بتحطيم تماثيل بوذا ؛ قامت القيامة ونقلت وسائل
الاعلام العالمية " وحشية رجال طالبان الذين لم يهتموا ويقدروا معنى وقيمة
هذهالتماثيل " واعتبر التحطيم قمة الجهل , وتدخلت بعض الدول وقام الرؤساء
بمناشدة رجال طالبان بعدم تحطيمها .
واليوم في العراق تتعرض حدائق
بابل المعلقة , ذات التاريخ العريق في الحضارة والقدم , الى انتهاك علني ,
فقد اقام الجيش الامريكي معسكرا داخل الحدائق , وتم ردم قسم كبير منها دون
ان يغضب احد , كان من الطبيعي ان يتصرفوا بارض العراق على هواهم ..
كل
ذلك وسط صمت وسكون جميع الجهات والجمعيات التي تعنى بالآثار , ما يؤكد ان
التواطؤ ضد العراق لا يزال ساريا ومخططا له , فرحتهم هي ان يتخلص العراق من
ماضيه حتى يعجنوا ضمير وذاكرة وتاريخ العراق على مزاجهم , مزاج ال_ ,
تمآسيح الانقضاض على الشعوب العربية ..COLOR]
اطيب التمنيات
.... نيرال
----
-
السلام عليـكم ...
حدائق بابل المعلقة
داخل معسكر امريكي ..!!
كانت من عجائب الدنيا السبع , هكذا
عرفنا وتعلمنا ورسمنا صورة القائد نبوخد نصر في خيالنا رجلا محاربا , وفي
ذات الوقت عاشقا متيما بزوجته ..
تركنا الحروب
والغزوات والفتوحات ووضعنا القائد العاشق في حالات من الوجد الانساني الذي
يسعى لرضى محبوبته , ومن شدة حبه لزوجته بنى الحدائق المعلقة , التي اصبحت
بعد ذلك من احدى العجائب العمرانية , اتخذت من تصميمها الفريد بطاقة عالمية
تسترخي بها على كتف التاريخ .
العراق بلاد ما بين النهرين ,
الارض التي تنطق بالتاريخ والآثار والاسرار , وتحتضن الحكايات وتفتح
مساماتها على افق الاعتزاز , تتعرض للانتهاك العلني , ليس فقط انتهاك
احتلالي يدمر الانسان ويسرق الثروات الطبيعية , بل هناك لصوص يحاولون الغاء
الذاكرة التاريخية عبر سرقة التاريخ ذاته .
لكي يكون التزوير متقنا
في المستقبل. فتزوير التاريخ جزء حيوي وهام في عقلية المحتل , بالاضافة
الى نزع شرعية الارتباط بالمكان والزمان ..!!
في خضم دخول قوات
التحالف بقيادة اميركا الى العراق , كانت هناك دروس يقوم الضّباط بتلقينها
للجنود بتدمير كل شيء قائم واذلال المواطن العراقي. ومن بين شهوات التدمير
المتاحف التي تحوي التاريخ العراقي القديم , لان التاريخ الحديث يستطيعون
اللعب فيه , لكن التاريخ القديم يبقى شاهدا عيانا على جميع المراحل المضيئة
, ويسطع رغم انف علماء الآثار ]..
فكانت السرقات المنظمة عبر
مافيا الآثار , والتي هربت الى الخارج مئات الآلاف من القطع الأثرية , عدا
عن بيع القطع الهامة الى تجار يسعون وراء هواة جمع الآثار النادرة .
وازدهرت اسواق بيع قطع الآثار , الى جانب ازدهار اسواق القتل والتعذيب في
السجون . ولم يجد العراق صدى لصراخ محبيه الذين بكوا على سرقة وفقدان هذه
الآثار , و عندما القي القبض على الضابط الامريكي الذي كان يخيىء " راس
صدام " او الرأس المعدني , الذي نزع عن التمثال الذي انزلوه وحطموه في ساحة
الفردوس معلنين " عراقا جديدا بضوء امريكي ديمقراطي " ..
لقد
احتفظ هذا الضابط بالراس المعدني , الذي يزن اكثر من ثماني كيلو غرامات ,
حتى يبيعه في الخارج , راسا يحمل فترة تاريخية سقطت في عهده . اما المؤسسات
والجمعيات العالمية , التي تهتم وتتباكى على الآثار , فقد قامت بتلميع
اسنانها حتى تبدو اسنانها ناصعة البياض امام العالم المثقف , الذي يعتبر
الحضارة الانسانية سجلا مفتوحا للنهش حين تكون الشعوب ضعيفة وفقيرة , حيث
يستطيعون عجن تلك الحضارة وتشكيلها من جديد ..
عندما قامت جماعة
طالبان في افغانستان بتحطيم تماثيل بوذا ؛ قامت القيامة ونقلت وسائل
الاعلام العالمية " وحشية رجال طالبان الذين لم يهتموا ويقدروا معنى وقيمة
هذهالتماثيل " واعتبر التحطيم قمة الجهل , وتدخلت بعض الدول وقام الرؤساء
بمناشدة رجال طالبان بعدم تحطيمها .
واليوم في العراق تتعرض حدائق
بابل المعلقة , ذات التاريخ العريق في الحضارة والقدم , الى انتهاك علني ,
فقد اقام الجيش الامريكي معسكرا داخل الحدائق , وتم ردم قسم كبير منها دون
ان يغضب احد , كان من الطبيعي ان يتصرفوا بارض العراق على هواهم ..
كل
ذلك وسط صمت وسكون جميع الجهات والجمعيات التي تعنى بالآثار , ما يؤكد ان
التواطؤ ضد العراق لا يزال ساريا ومخططا له , فرحتهم هي ان يتخلص العراق من
ماضيه حتى يعجنوا ضمير وذاكرة وتاريخ العراق على مزاجهم , مزاج ال_ ,
تمآسيح الانقضاض على الشعوب العربية ..COLOR]
اطيب التمنيات
.... نيرال