إِنَّ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ
لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ
الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)
« خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما
يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله ، وكان على رؤوسنا
الطير وفي يده عود ينكث به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من
عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال : إنَّ العبد المؤمن إذا كان في
انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه
كأنَّ وجوههم الشمس ، معهم أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى
يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول :
أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . فتخرج تسيل كما تسيل
القطرة من في السقاء وإن كنتم ترون غير ذلك ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها
في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ،
فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون على
ملإٍ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب؟! فيقولون : فلان بن فلان
بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى
السماء الدنيا ، فيستفتحون له فيفتح لهم ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى
السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، فيقول الله : اكتبوا
كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم
ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فتعاد روحه في جسده .
فيأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له : من ربك؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له : ما دينك؟ فيقول :
ديني الإِسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هو رسول الله .
فيقولان له : وما عملك؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . فينادي
مناد من السماء : أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا
له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ،
ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : ابشر بالذي يسرك هذا
يومك الذي كنت توعد . فيقول له : من أنت ، فوجهك الوجه يجيء بالخير؟! فيقول
: أنا عملك الصالح فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى ارجع إلى
أهلي ومالي .
قال : وإن العبد الكافر إذا كان في إقبال من
الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم
المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول : أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب ، فتفرق في جسده
فينتزعها كما يتنزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم
يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح
جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإٍ من الملائكة
إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه
التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح
فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تفتح لهم أبواب
السماء } فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ،
فتطرح روحه طرحاً ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { ومن يشرك بالله
فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } [ الحج
: 31 ] .
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان ، فيجلسانه
فيقولان له : من ربك؟ فيقول : هاههاه . . . ! فيقولان له :
ما دينك؟ فيقول : هاههاه لا أدري . . . ! فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث
فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري . . . ! فينادي مناد
من السماء : إن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار ،
فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف في أضلاعه ، ويأتيه رجل
قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : ابشر بالذي يسوءك هذا يومك
الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت فوجهك الوجه ، يجيء بالشر؟! فيقول : أنا
عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة » .
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ
لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ
الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)
« خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما
يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله ، وكان على رؤوسنا
الطير وفي يده عود ينكث به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من
عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال : إنَّ العبد المؤمن إذا كان في
انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه
كأنَّ وجوههم الشمس ، معهم أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى
يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول :
أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . فتخرج تسيل كما تسيل
القطرة من في السقاء وإن كنتم ترون غير ذلك ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها
في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ،
فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون على
ملإٍ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب؟! فيقولون : فلان بن فلان
بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى
السماء الدنيا ، فيستفتحون له فيفتح لهم ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى
السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة ، فيقول الله : اكتبوا
كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم
ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فتعاد روحه في جسده .
فيأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له : من ربك؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له : ما دينك؟ فيقول :
ديني الإِسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هو رسول الله .
فيقولان له : وما عملك؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . فينادي
مناد من السماء : أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا
له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ،
ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : ابشر بالذي يسرك هذا
يومك الذي كنت توعد . فيقول له : من أنت ، فوجهك الوجه يجيء بالخير؟! فيقول
: أنا عملك الصالح فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى ارجع إلى
أهلي ومالي .
قال : وإن العبد الكافر إذا كان في إقبال من
الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم
المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول : أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب ، فتفرق في جسده
فينتزعها كما يتنزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم
يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح
جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإٍ من الملائكة
إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه
التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح
فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تفتح لهم أبواب
السماء } فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ،
فتطرح روحه طرحاً ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { ومن يشرك بالله
فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } [ الحج
: 31 ] .
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان ، فيجلسانه
فيقولان له : من ربك؟ فيقول : هاههاه . . . ! فيقولان له :
ما دينك؟ فيقول : هاههاه لا أدري . . . ! فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث
فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري . . . ! فينادي مناد
من السماء : إن كذب عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له باباً إلى النار ،
فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف في أضلاعه ، ويأتيه رجل
قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : ابشر بالذي يسوءك هذا يومك
الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت فوجهك الوجه ، يجيء بالشر؟! فيقول : أنا
عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة » .