مكان الولادة:
تاريخ الولادة:
نبذة
خبير المقام العراقي الأول الأستاذ والمعلم - قارئ المقام.. عازف
السنطور الذي استطاع خلال حياته التي امتدت من عام 1920 حتى عام 2003، خدمة
تراث بغداد الموسيقي والغنائي . والرجب من الشخصيات البغدادية المعروفة
باهتمامها بالمقام العراقي ، تابع وهو صغير كل الانشطة الموسيقية البغدادية
دينية ودنيوية . درس المقام على اغلب أساطين الغناء آنذاك وتعرف على الطرق
ا
- سيرة الحياة
- ألبوم الصور
- فيديو
- مرفقات
لمختلفة في اداء المقام العراقي . ان اغلب افكاره وتنظيراته
التي تنعكس في مؤلفاته عن المقام تعتمد (رؤيا العين) والمعايشة ، في حقبة
تعد من اخصب الحقب بالنسبة لغناء بغداد .تعلم المقام منذ عام 1937، والعزف
على آلة السنطور عام 1949، وقام بتدريس العزف على هذه الآلة في معهد الفنون
الجميلة. فتاريخه حافل بالانجازات الفنية، فهو مطرب سجل العديد من
المقامات العراقية بصوته، وهو عازف على آلة السنطور الذي يعود له الفضل في
بقاء هذه الآلة وعدم إندثارها إبان هجرة عازفيها في العقد الخمسيني من
القرن العشرين الى فلسطين المحتلة. تبلور الاتجاه الجمالي للحاج هاشم محمد
الرجب، الى فن المقام العراقي تحت تأثير البيئة والمحيط الذي عاشه الرجب في
مدينة الاعظمية التي تعد من اهم المراكز المقامية في بغداد، ومن ثم تحت
تأثير التجارب الغنائية لكثير من المغنين المقاميين الذين اتصل بهم منذ
صغره واستمع اليهم، فكانت بدايته في حضوره مع والده للاستماع الى المناقب
النبوية الشريفة والشعائر الدينية الاخرى والمشاركة فيها في بعض الاحيان،
ثم جذبته التجمعات الشعبية في غناء المربع البغدادي، وقد مارس هذا الغناء
بعض الوقت في الثلاثينات، خاصة في كسلات سلمان باك المشهورة في (قضاء
المدائن). سجل الحاج هاشم محمد الرجب المقام العراقي بصوته القوي، وكانت
اشهر مقاماته مقام المنصوري (سلَّمه صبا) ومقام الحجاز ديوان ومقام
الحليلاوي ومقام الراشدي (سلمه بين الرست والجهاركاه) ومقام العجم عشيران
وغيرها، وقد تم تسجيل اكثرها في العقد الخمسيني..
ومن اجل الفهم الحقيقي لانجازات الحاج هاشم الرجب الفنية
بصورة مجتمعة.. فإنه يجدر بنا الرجوع الى بداياته الاولى في البيئة والواقع
المحيطين به ونشأته الاولى التي ارتبطت انجازاته الفنية بها ارتباطا
شديدا..
وباستعراض شيء من حياة الرجب، نلاحظ ان طفولته قد عاصرت سنوات
ما بعد ثورة العشرين وتأسيس الجيش العراقي في 6/1/1921، أي ان طفولته كانت
في حقبة التحول.. اما سنوات فتوَّتهِ وشبابه فقد عاصرت تجارب بث الاذاعة
العراقية بداية الثلاثينات حتى اعلن عن تأسيسها رسميا عام 1936 وكذلك الامر
مع تأسيس معهد الفنون الجميلة الذي بدأ هو الآخر بداية الثلاثينات وتأسس
في نفس العام.. اما سنوات ظهوره كفنان على المستوى الاعلامي فقد عاصرت
انتصاف القرن العشرين او قبله بسنوات قليلة، وهي الحقبة التي اطلقنا عليها
اسم (حقبة التجربة).. وهي حقبة خصبة ومثمرة في القرن العشرين، وما اعقب
ذلك، وعلى الاخص قيام ثورة 14 تموز 1958 التي اعلنت عن نهاية وجود الانكليز
وكذلك نهاية الحكم الملكي واعلان الحكم الجمهوري لاول مرة في العراق.
وعليه فإنه لم يكن من قبيْل المصادفة ان جاءت انجازات الرجب الغنائية
والموسيقية والكتابية والخبرة الفنية في معرفة اعماق الاصول التاريخية
المقامية، منصبَّة على تصوير وعكس واقع العراق المتطـــــلع الى التقدم
والقاء الضوء على جو الحياة السائدة..
لقد اتصف الغناء المقامي بالدرجة الاولى بعكس واقع التآلف
الاجتماعي الذي كان يسود العلاقات الاجتماعية سواء بين افراد المجتمع
كافراد او بين الاسر الاجتماعية فيما بينها كمجموعات اسرية وعائلية، وصوَّر
المقام العراقي وكذلك الالوان الغنائية الاخرى لكل بيئات وخصوصيات المجتمع
العراقي، كالغناء الريفي والغناء البدوي وغناء القوميات والاديان
والاقليات الاخرى من خلال كل المغنين، كيف ان التآلف الاجتماعي من شأنه ان
يجعل الحياة الاجتماعية برُمَّتها متفائلة وحيوية لدرجة جعلت من الصدق
التعبيري في الموسيقى والغناء المقامي وغير المقامي من اهم الصفات او
المميزات التي اتصف بها الغناء والموسيـــقى في العراق، الامر الذي جعل
الجمهور المقامي يصل في تذوقه وحبه لغناء المقام العراقي حدا يشبه الجنون
او اقرب الى ذلك..! كما لو كان قد قدِّر لهذا الجمهور ان يوحي وكأنه لم
يسبق له ان استمع الى أي موسيقى وغناء آخر غير غناء بلده.
وهو أول منظر عراقي في القرن العشرين تجتمع لديه المعرفة
العملية والنظرية في هذا المجال، اهتم بتأريخ الموسيقى العربية والاسلامية ،
وتطابقت افكاره وتنظيراته مع المنظرين العرب والاجانب امثال يوسف شوقي
وجورج فارمر وزاكس وكولا نجيت واوين رايت ، معتمداً على جهده الشخصي
وموهبته وذكائه للوصول إلى الحقائق .
ان جميع الدراسات والبحوث التي تناولت الموسيقى العراقية -
المقام بشكل خاص - اعتمدت معلوماته المنشورة او الشفوية من خلال المقابلات
والمراسلات والمهاتفات التلفونية التي يتلقاها كل يوم من الدارسين
والباحثين العراقيين والعرب والاجانب . فضلاً عن اعتمادهم مكتبته الموسيقية
التي ضمت أهم المصادر والمخطوطات التي جمعها من جميع انحاء العالم . كان
الرجب يسمي - المقام العراقي - (علم الهواء) لأن هذا العلم الذي يسمع ويحفظ
وينتقل شفاهاً يحتاج ذاكرة قوية ومتابعة متواصلة - وصبراً، زيادة على
القدرات الصوتية. وقد طرح هذا المفهوم على مجموعة من خبراء التراث غير
المادي للشعوب ، فاعجبوا بهذا التعبير الذي وجدوه يتصل مع الهواء المتجدد
المنعش الذي يتسم به التراث غير المادي دائم التغير والتبدل كما هو الهواء .
ان اسهامات الحاج هاشم الرجب في خدمة المقام العراقي تظهر
جلية واضحة في مجموعة الكتب التي اصدرها والبحوث والدراسات والمقالات التي
نشرها في الصحف والمجلات فضلاً عن المحاضرات النظرية والتطبيقية ترافقه في
ذلك الفرقة التقليدية للمقام العراقي . كان الرجب حريصاً متشدداً بكل ما
يتعلق بالمقام ، ومن مظاهر حرصه انه لا يقبل ان يقرأ احد المقامات ناقصاً
بحضوره وكان ينبري للتنبيه فوراً وامام الجمهور . ومن مظاهر حرصه الطلب
الذي قدمه إلى وزير الثقافة السابق السيد مفيد الجزائري في 5 / 11 / 2003
يطلب فيه الالتفات والاهتمام بمجموعة كبيرة من المقامات التي تتعرض للاهمال
والنسيان وربما الانقراض بسبب تركها . وقد تكون هذه الورقة هي آخر الطلبات
التي قدمها بهذا الشأن.
وقد اتصل به العشرات من الدارسين والباحثين للاستفادة من
معلوماته وتنظيراته ، ابرزهم الباحثة العراقية الجادة د. شهرزاد قاسم حسن
التي كانت تزور بغداد من اجل الاتصال به للاجابة على اسئلتها الكثيرة
والرسائل الكثيرة التي كانت ترسلها للحاج وهي محفوظة في مكتبته... وقد طلبت
منه ان يوافق على ان يشرف على دراساتها بموافقة خطية منه وبطلب من الجهات
المسؤولة في باريس باعتباره المصدر الاكثر ثقة والمعروف دولياً لكل ما
يتعلق بالمعلومات التي تحتاجها وهي تذكره بكثير من الامتنان وتقدم الشكر
والتقدير لكرمه المتواصل معها.
كما اهتم الحاج هاشم الرجب من جانب آخر بالعزف على آلة
السنطور، وهي الآلة التراثية الموسيقية الخاصة بالعراق، بعد ان طلبت منه
الحكومة عام 1951 تقريبا تعلُّمها على يد احد العازفين الذين ينوون السفر
والهجرة الى فلسطين المحتلة، وقد جاء الرجب بزميله وابن مدينته المرحوم
شعوبي ابراهيم خليل ليتعلم هو الآخر على آلة الجوزة ليصبحا معا بعدئذ نواة
لتكوين اول فرقة للجالغي البغدادي من العرب المسلمين في العصر الحديث او في
القرن العشرين بعد ان اقتصرت على عازفين من يهود العراق واحيانا من
المسيحيين وذلك لاسباب اجتماعية مباشـرة جعلت من المسلمين يبتعدون عن
الموسيقى على صعيدها الاعلامي..!
على كل حال.. فبالرغم من ان الرجب لم يستمر الى النهاية عازفا
على آلة السنطور وعضوا في فرقة الجالغي التي اضيف اليها عازفي الايقاع،
إلا أنه اسَّس جيلاً جديدا في العزف على هذه الآلة حيث تُلمذ على يديه بعض
العازفين امثال المرحوم حمودي الوردي وعبد الله علي وابنه باهر الرجب الذي
يعد افضلهم جميعا وغيرهم من العازفين الآخرين،وفي عام 1961 فاجأ الرجب
الوسط المقامي باصداره اول كتاب متخصص في المقام العراقي،وهكذا ظلَّ الرجب
يصدر الكتب والمؤلفات حتى وفاته يوم 8/12/2003، فكان كتابه، (من تراث
الموسيقي والغناء العراقي) الصادر في بغداد عام 2002 استمراراً لاهتماماته
هذه وهو الاخير.. وهكذا يكون الرجب قد ركز جهوده في هذه الناحية التي رأى
فيها وفرة في الموضوع ولذة في البحث والتعريف رغم ان هذه الاهتمامات
الكتابية عاصرت بداياته الفنية مجتمعة مع الغناء والعزف.. فكان كتابه الاول
مجموعة من ابيات الابوذية المقيدة قد صدر عام 1949 ثم انجز بحثا متكاملا
(بحث في الابوذية) في عام 1961 حتى جاء كتابه الشهير في نفس العام (المقام
العراقي) الذي مرَّ الحديث عنه، وبعد ذلك جاء كتابه (الشعر العامي –
المذيل) سنة 1964، وبعد ثلاث سنوات جاء كتابه (حل رموز الاغاني للمصطلحات
الموسيقية في كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني)– سنة 1967.. وفي العقد
السبعيني اصدر كتاب – (تحقيق وشرح كتاب –الادوار-) لصفي الدين البغدادي
الارموي المتوفي سنة 693هـ 1294 م.. ثم كتاب..(تحقيق وشرح كتاب – الرسالة
الشرفية) للارموي البغدادي سنة 1982.. واتبع ذلك كتاب آخر مناظر لسابقه وهو
– تحقيق وشرح كتاب (الرسالة الفتحية) لمحمد بن عبد الحميد اللاذقي كان
حياً سنة 888هـ 1486 م وذلك سنة 1986 ببغداد. وكتابين آخرين في العام 1982-
الموسيقون والمغنون خلال الفترة المظلمة – وكتاب – محاظرات في الموسيقى
العربية- وفي 1988 اصدر – كتاب – موسوعة الابوذية العراقية مطلقة ومفيدة
1988 في الدوحة. واخيرا جاء كتابه – من تراث الموسيقى والغناء العراقي 2002
وهوكتابه الأخير..
في الغناء المقامي سجل الحاج هاشم الرجب بصوته 44 مقاما
عراقيا، للاذاعة العراقية.. ولكنه قبل تسجيله لهذه المقامات كان قد سجل
ثمان اسطوانات برفقة فرقة الجالغي البغدادي المؤلفة من صالح شميل عازف الرق
ويهودا شماس عازف الطبلة وذلك على حساب اذاعة الشرق الادنى بواسطة الفنان
وديع خوندة الذي كان مسؤولا عن الموسيقى في الاذاعة التي كان مقرها جزيرة
قبرص.. وان هذه الاذاعة ألغيت بعد الاعتداء الثلاثي على الجمهورية العربية
المتحدة سنة 1956..
من انجازات الرجب الفنيه التي انجزها خلال سيرته المقاميه،
عندما مارس خبرته المقاميه التي اتصف بها وغلبت على كنيته الفنيه - خبير
المقام العراقي - فقد استلم مهمه رئاسه اللجنه الفنيه لاختيار المغنين
المقاميين المتقدمين الى الاذاعه العراقيه لقبولهم كمغنين معتمدين فيها
لتلبيه طموحاتهم في تسجيل المقامات العراقيه بأصواتهم.. و ذلك بعد وفاة
رئيس اللجنه السابق المغني المخضرم جميل البغدادي عام 1953، ومن هذا
التاريخ دخل الرجب في حضيره الوسط المقامي بكل قوه وأثار الانتباه اليه
اكثر من أي وقت مضى فنجح في مهمته و تفرد فيها... و من المغنين الذين كان
له الرأي في قبولهم كمغنين عرفوا بعد ئذ، حمزه السعداوي وعبد الجبار
العباسي وعبد الرحمن العزاوي وعبد المجيد العاني وغيرهم الكثير.
برز الحاج هاشم الرجب خلال سيرته الفنية متميزا بعدة خصال كما
مر بنا، فهو المغني وهو العازف وهو المؤلف وهوالخبير المقامي، ويمكننا ان
نضيف اشياء اخرى الى ذلك عندما قام باعداد برامج اذاعية وتلفزيونية كثيرة
في شأن المقام العراقي، وكان اكثرها شهرة هو برنامج (سهرة مع المقام
العراقي) التلفزيوني الذي استمر حوالي خمس سنوات متتالية اسبوعيا امتدت كل
حلقة فيه اكثر من ساعة تلفزيونية.. ما بين عامي(1984و1988) ظهر من خلاله
الكثير من المغنين المقاميين الجدد تحت اشراف الرجب امثال سامي عبداللطيف
وخالد السامرائي وحامد السعدي ومحمود السماك وابراهيم العزاوي وغيرهم
الكثير، وبذلك يكون الرجب قد انشأ جيلا جديدا من المغنين المقاميين من
الذين ظهروا لاول مرة امام الجمهور من خلال هذا البرنامج رغم ان بعضهم كان
لديه بعض التجارب البسيطة، وبهذا يكون الرجب قد انشأ فعلا، جيلا بل اجيالا
من مغني المقام العراقي وهو ديدنه منذ بدايته كفنان مقامي حتى وفاته.
للرجب عائلة كبيرة تتكون من
سبعة ابناء وابنتين . وتخرج من ابنائه من الموسيقيين باهر - العازف الماهر
على آلتي القانون والسنطور، ومهنا - العازف البارع على آلة الكمان - وصهيب
العازف على آلة الجوزة ومهلب العازف على آلة الايقاع . وكثيراً ما رافق
الابناء الرجب في المناسبات الموسيقية
سبعة ابناء وابنتين . وتخرج من ابنائه من الموسيقيين باهر - العازف الماهر
على آلتي القانون والسنطور، ومهنا - العازف البارع على آلة الكمان - وصهيب
العازف على آلة الجوزة ومهلب العازف على آلة الايقاع . وكثيراً ما رافق
الابناء الرجب في المناسبات الموسيقية