أمجد الزهاوي .. الفقيه الجريء
(1300-1387 هـ ، 1883 – 1968 م )
ولد في زهاو التابعة لمحافظة السليمانية ونشأ فيها ودرس على يد علمائها خاصةً أبوه محمد سعيد مفتي بغداد وجده محمد فيضي مفتي بغداد.
أكمل
دراسته الدينية في بغداد ثم سافر إلى استنبول ودرس في مدرسة القضاة وتخرج
منها وكان ترتيبه الأول على طلاب صفه فأهداه السلطان وسام الشرف.
شيوخـه :
عباس القصاب وغلام رسول الهندي وعبد الرحمن القره داغي وقاسم القيسي وغيرهم من علماء العراق في زمانه.
صفاتـه :
1.
حاد الذكاء ، 2. دقته في البحث والتحصيل ، 3. مواصلته المطالعة والحفظ ،
4. ارتياده المكتبات منذ شبابه ، 5. تتبعه الأحداث السياسية والاجتماعية
والأدبية في العالم الإسلامي ، 6. اطلاعه الواسع في العلوم الفلسفية
القديمة والحديثة ، 7. تتبعه التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة
والتطورات العلمية البحثية ، 8. كان يُحسن التكلم في اللغة العربية
والكردية والتركية والفارسية.
مواقفـه :
1. في مطار جاركارتا ..
حينما نزل من الطائرة في مطار جاكرتا في اندنوسيا وكان ممثلو الدول العربية
وزعيم عرب اندنوسيا، وممثل الحكومة ووكيل وزارة الخارجية في اندنوسيا في
استقباله، وكان العصر قد أذن، ولا يشغل الشيخ نفسه اذا دخل وقت الصلاة إلا
بالصلاة ، فلما وصل المستقبلون يسلمون عليه التفت إلى الشيخ الطنطاوي –
زميله في الرحلة- فسأله : أين نُصلي؟ فقال له : سنصلي في الفندق ، فغضب
وتركه وسأل عن القبلة ، فدله ، فبسط جبته على أرض المطار ، وأقام الصلاة ثم
صرخ بأعلى صوته : ( الله اكبر ) فأتم به الشيخ الطنطاوي وبعض المسؤولين
وأكثر المستقبلين ، وكانت ساعة خشوع.
2. في عمان : كان مدعواً إلى مائدة الملك مع أعضاء المؤتمر الإسلامي وسمع الأذان ، فترك الطعام وقام لصلاته.
3.
حدثني مَن حج معه فقال : كان يوماً شديد الحر فقال لنا الشيخ : أجلسوا في
الظل حتى آتيكم ، وذهب وطاف ثم عاد إلينا يتصبب عرقاً فسألناه لماذا لم نطف
معك ؟ قال : إن الحر شديد فخفت عليكم.
4. كان مديراً عاماً في
دائرة الأوقاف –أيام عهد الوصي عبد الإله- فطلب منه أن يصرف له ألف دينار
من خزينة الأوقاف، وكانت خزينة الأوقاف مستقلة عن وزارة المالية، فرفض ورد
على كتابه : إن هذه أموال المسلمين لا تُصرف إلا لمستحقيها.
5.
استأجر داراً ليسكن فيها وكان في الدار نخلة، فلقحها وجناها وأرسل إلى
صاحبها ثمرها فقال له : لم يكن في عقد الإيجار ذكر النخلة فهي لك ، فتعجب
الرجل من فعل الشيخ وتاب إلى الله وبدأ يصلي من ذلك اليوم.
رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه واسكنه فسيح جناته