العراق عبر العصور
تأليف : طارق فتحي
الباب الثالث
نوري المالكي
نوري
كامل محمد حسن العلي المالكي ولد في قرية جنادة من قضاء طويريج التابع
لمحافظة بابل عام 1950، لأسرة ذات مكانة مرموقة في قبيلة بني مالك العربية
ووجاهة مستمدة من آبائها وابرزهم جده محمد حسن ابوالمحاسن .
الشخصية
المعروفة والقيادي البارز في ثورة العشرين ووزير المعارف في العهد الملكي ،
والشاعر الذي أوقف شعره إلى قضيته ووطنه، غلب حب الوطن في شعره على
تأريخهُ الديني كممثل للمرجعية آنذاك ، وعلى موقعه كعضو في المجلس السياسي
لقيادة ثورة العشرين ، وعلى منصبه كوزير للمعارف عام 1925.
نوري المالكي
متزوج وله أربعة بنات وولد واحد، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية
أصول الدين في بغداد ، وشهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة أربيل،
وفي عام 1970 إنضم إلى حزب الدعوة الاسلامية الذي خاض صراعاً دامياً مع
النظام السابق.
غادر نوري المالكي العراق عام 1979 بعد صدور حكم
الإعدام بحقه، ومكث في سوريا حتى عام 1982 ثم انتقل إلى إيران حيث مكث فيها
عشرون عاماً بعدها عاد إلى سوريا عام 2002 وبقي فيها حتى احتلال العراق في
2003، واصبح عضواً في قيادة الحزب ومسؤولاً عن تنظيمات الداخل طيلة فترة
تواجده في المنفى الذي قطعه في مناسبات عدة لتفقد انشطة وتشكيلات الحزب
داخل العراق .
تولى نوري المالكي مسؤولية الإشراف على صحيفة الموقف
الرياضية، وكتب العديد من المقالات في المجالين السياسي والفكري، كان
عضواً فاعلاً في جميع مؤتمرات الحزب التي عقدت في شمال العراق وخارجه،
وكانت له مداخلات واراء وطروحات أسهمت في تصويب مسار القوى السياسية
المعارضة للنظام بمختلف اتجاهاتها السياسية والفكرية
والتي يمتاز
بعلاقة وثيقة معها، وهو علاقة عززتها وحسب شهادات اغلب الرموزالسياسية
صراحته ووضوحه وميله إلى الدقة في التشخيص والجرأة في الطرح، كان نوري
المالكي من السباقين إلى العودة إلى أرض الوطن بعد سقوط النظام في التاسع
من نيسان عام 2003م، وقبل ان تستكمل العمليات العسكرية فيه، وبعد هجرة دامت
ربع قرن .
اختير نوري المالكي عضواً مناوباً في مجلس الحكم العراقي
الانتقالي، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني المؤقت، وأسهم في تأسيس
كتلة الائتلاف العراقي الموحد وكان الناطق الرسمي بإسمها والتي رشحته لتولي
مسؤولية رئاسة لجنة الامن والدفاع في الجمعية الوطنية، وشارك بفاعلية في
لجنة صياغة الدستور العراقي التي كان عضواً فيها.
أنتخب نوري كامل
المالكي لتشكيل أول حكومة عراقية دائمية منتخبة في شهر مايو 2006م، بعد
نيله اجماعاً وطنياً مكّنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية حظيت بأوسع قاعدة
شعبية وضمّ اليها مختلف الكتل السياسية، كما حظيت حكومة المالكي بدعم
وتأييد إقليمي ودولي غير مسبوق في تأريخ الحكومات العراقية.
انتشل نوري
المالكي بلاده من أتون الحرب الطائفية التي غرقت فيها، ونجح ببراعة في نشر
الأمان بصورة نسبية حيث ظن العراقيون أنهم لن يحظوا بها، ونجح المالكي
بشكيمته وبفضل زيادة عديد القوات الأميركية من تقليص نفوذ تنظيم القاعدة في
العراق وشل حركتها، ثم أغار على جيش المهدي في مناطق مختلفة من العراق رغم
الجو السياسي العاصف وانسحاب كثير من الكتل السياسية من حكومته.
تحرك
المالكي بقوة لتنفيذ سريع لحكم الإعدام بـصدام حسين الذي أصدره القضاء
العراقي، لقد نجح المالكي في جعل أهم خصومه السياسيين يعودون إلى حكومته
بعد أن رفض سياسة لي الذراع التي رأى أنهم ينتهجونها. وعلاوة على ذلك فإن
المالكي الذي ما أنفك يقوي دعائم الدولة العراقية المرتبكة نجح في اختراق
تجاهل المحيط العربي والإقليمي عامة لبلاده، وعادت السفارات لتفتح أبوابها
في بغداد مع عودة الأمن بشكل نسبي .
وعلى الصعيد الدولي ، وجّه
نوري المالكي من خلال خطابات وزيارات عدة رسالة سلام وتعاون إلى دول العالم
ومنها دول الجوار التي تحولت حدودها مع العراق إلى نقاط توتر وميادين حروب
بددت ثروات العراق والعرب والمسلمين
ونال خلال زياراته دعماً ومؤازرةً
لمبادرة المصالحة الوطنية ،ولرغبة العراق الجديد في طي صفحة الماضي وتأسيس
علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
تأليف : طارق فتحي
الباب الثالث
نوري المالكي
نوري
كامل محمد حسن العلي المالكي ولد في قرية جنادة من قضاء طويريج التابع
لمحافظة بابل عام 1950، لأسرة ذات مكانة مرموقة في قبيلة بني مالك العربية
ووجاهة مستمدة من آبائها وابرزهم جده محمد حسن ابوالمحاسن .
الشخصية
المعروفة والقيادي البارز في ثورة العشرين ووزير المعارف في العهد الملكي ،
والشاعر الذي أوقف شعره إلى قضيته ووطنه، غلب حب الوطن في شعره على
تأريخهُ الديني كممثل للمرجعية آنذاك ، وعلى موقعه كعضو في المجلس السياسي
لقيادة ثورة العشرين ، وعلى منصبه كوزير للمعارف عام 1925.
نوري المالكي
متزوج وله أربعة بنات وولد واحد، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية
أصول الدين في بغداد ، وشهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة أربيل،
وفي عام 1970 إنضم إلى حزب الدعوة الاسلامية الذي خاض صراعاً دامياً مع
النظام السابق.
غادر نوري المالكي العراق عام 1979 بعد صدور حكم
الإعدام بحقه، ومكث في سوريا حتى عام 1982 ثم انتقل إلى إيران حيث مكث فيها
عشرون عاماً بعدها عاد إلى سوريا عام 2002 وبقي فيها حتى احتلال العراق في
2003، واصبح عضواً في قيادة الحزب ومسؤولاً عن تنظيمات الداخل طيلة فترة
تواجده في المنفى الذي قطعه في مناسبات عدة لتفقد انشطة وتشكيلات الحزب
داخل العراق .
تولى نوري المالكي مسؤولية الإشراف على صحيفة الموقف
الرياضية، وكتب العديد من المقالات في المجالين السياسي والفكري، كان
عضواً فاعلاً في جميع مؤتمرات الحزب التي عقدت في شمال العراق وخارجه،
وكانت له مداخلات واراء وطروحات أسهمت في تصويب مسار القوى السياسية
المعارضة للنظام بمختلف اتجاهاتها السياسية والفكرية
والتي يمتاز
بعلاقة وثيقة معها، وهو علاقة عززتها وحسب شهادات اغلب الرموزالسياسية
صراحته ووضوحه وميله إلى الدقة في التشخيص والجرأة في الطرح، كان نوري
المالكي من السباقين إلى العودة إلى أرض الوطن بعد سقوط النظام في التاسع
من نيسان عام 2003م، وقبل ان تستكمل العمليات العسكرية فيه، وبعد هجرة دامت
ربع قرن .
اختير نوري المالكي عضواً مناوباً في مجلس الحكم العراقي
الانتقالي، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس الوطني المؤقت، وأسهم في تأسيس
كتلة الائتلاف العراقي الموحد وكان الناطق الرسمي بإسمها والتي رشحته لتولي
مسؤولية رئاسة لجنة الامن والدفاع في الجمعية الوطنية، وشارك بفاعلية في
لجنة صياغة الدستور العراقي التي كان عضواً فيها.
أنتخب نوري كامل
المالكي لتشكيل أول حكومة عراقية دائمية منتخبة في شهر مايو 2006م، بعد
نيله اجماعاً وطنياً مكّنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية حظيت بأوسع قاعدة
شعبية وضمّ اليها مختلف الكتل السياسية، كما حظيت حكومة المالكي بدعم
وتأييد إقليمي ودولي غير مسبوق في تأريخ الحكومات العراقية.
انتشل نوري
المالكي بلاده من أتون الحرب الطائفية التي غرقت فيها، ونجح ببراعة في نشر
الأمان بصورة نسبية حيث ظن العراقيون أنهم لن يحظوا بها، ونجح المالكي
بشكيمته وبفضل زيادة عديد القوات الأميركية من تقليص نفوذ تنظيم القاعدة في
العراق وشل حركتها، ثم أغار على جيش المهدي في مناطق مختلفة من العراق رغم
الجو السياسي العاصف وانسحاب كثير من الكتل السياسية من حكومته.
تحرك
المالكي بقوة لتنفيذ سريع لحكم الإعدام بـصدام حسين الذي أصدره القضاء
العراقي، لقد نجح المالكي في جعل أهم خصومه السياسيين يعودون إلى حكومته
بعد أن رفض سياسة لي الذراع التي رأى أنهم ينتهجونها. وعلاوة على ذلك فإن
المالكي الذي ما أنفك يقوي دعائم الدولة العراقية المرتبكة نجح في اختراق
تجاهل المحيط العربي والإقليمي عامة لبلاده، وعادت السفارات لتفتح أبوابها
في بغداد مع عودة الأمن بشكل نسبي .
وعلى الصعيد الدولي ، وجّه
نوري المالكي من خلال خطابات وزيارات عدة رسالة سلام وتعاون إلى دول العالم
ومنها دول الجوار التي تحولت حدودها مع العراق إلى نقاط توتر وميادين حروب
بددت ثروات العراق والعرب والمسلمين
ونال خلال زياراته دعماً ومؤازرةً
لمبادرة المصالحة الوطنية ،ولرغبة العراق الجديد في طي صفحة الماضي وتأسيس
علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.