تمتاز قصيدة النثر بالغنى الصوري وبجمالية التعبيرـ بالايجاز والتوهج الممتد الى حضور اسلوبي يمنح بنيتها النصية الكثير من الفاعلية ، وفي التجربة الاولى للشاعر علي مولود الطالبي شكلت بعض الثيمات الرئيسية خصيصة فنية لمنجز بكر ( ضوء الماء ) تدوينات جملية كونت لها دلالات عميقة البنى .. عبر صياغة المتداول شعريا ـ فقدمت مثلا ( الأنا ) لحضور تفاعلي يملأ مساحات واسعة من جسد المنجز ، وصاغ من تلك الاحاسيس والمشاعر رؤى تعمق مفهوم الأنا بدءا من الولوج الأول للنص ..
(أنــا نـبـراسٌ أضــاءَ العــشــق دربـاَ لـلـشـجــون ..!!
و أنـــا حــرّرت آمـالي كــطـيـفٍ .. مـن فـم الـيـأس
و مــــــرآة الــســكــــون ..!!) ص59
يتخطى حدود الموضوع عبر الوسائل الفنية لتصبح مساحة الرئيوي والفلسفي والفكري الى وجدانية المعنى باساليب متنوعة تعزز مكانة ( الأنا )عبر التشبيه والاستعارة والمجاز
(أنا كالزجاجِ ..!!
وأطـيار عـمري .. تقـبـِّل صبري .!!
فينسـدل الحزن ..
ابكي .. وابكي .. ) ص34
النظرة السائدة الى الأنوية هي نظرة انتقاصية بنت حمولتها على ابراز وتضخيم الذات واجد ان العلاقة بالآخر تعد عندهذا الشاعر جزء من الانا المتوحدة ، لكونها امتلكت التأثير المباشر على الذات .. معروفة المكونات ومحسوسة يحملها وعيا يتجسد في ثنائييات البوح الشعري التابع لمستوى التجربة نفسها ، وقد شكل الشاعر الطالبي ثيمات هوية وخصوصية تجربة قدمت ( اناه) كأنا جمعية وهذا حاصل من النتائج المهمة
(وأنا
متبخترا ..
باذخا ..
منعما ..
اجلس فوق جراحهم
واضحك .. بلا هم اذرفه
بلا عيون
فبُعدك يا وطني أعمى كما باقي المنفيين) ص58
سعى الطالبي (لأنا )تعني عنده الفعل الجوهري والمعنى التأملي وقد اسس بها شعرية نصوصه وتناص مع الآخر الذي صار أناه ـ أذ اخضع ما يؤمن به الى تلك الأنا ـ أنا الانتماء ـ وانا الوعي لتصبح الحبيبة وطن .. فالأنا تعبير حول البوح الشخصي الى غيرية تجوب عوالم اكبر من الذات ـ ولهذا تلد شطحات فلسفية تأخذنا الى المعنى المؤول، الى تقبل الأنا كوجود يبوح من خلاله بمعطيات الكون ... ويعمر حدسا بانا شاملة ـ انا الناس ـ انا الدور ـ فالانا تتسم بالوضوح الشعري وتؤدي عدة ادوار مشتركة لتجسيد موقف معين من العالم ـ وشكلت تجربة ضوء الماء ظاهرة كثرة استعمال المضافات في القصيدة ، يدل مثل هذا الفعل الشعري على اتحاد الكل بالجزء وهذه تعد من الطرق الخصبة للتشكيل الدلالي ،
( رب الجرح ، اقداح عيني ، وجه القمر ، معطف الريح ) ص12
و( خلف لغيوم ، صوت الشاعر ، وخطوات الفردوس ) ص16
( زمن الحصار ، نقوش مراسيم ، بلابل دمعي ، أول طير ، آخر عصفور ) ص17
(سرقتُ من فم حزني أجمل النغمِ
فرحت أسكب لون الليل في قلمي
ورحت أبحر والمجداف من ألمـي) ص18
تعد المضافات خصيصة اسلوبية تتضمن خبايا الافكار بواسطة استنهاض موضعي للمعنى المتشكل بطبيعته نظيرا موضوعيا واغلب هذه الاضافات تكون انزياحات مبتكرة
( قشعريرة الصبح ، اسلاك الوصايا ، ...)
(اركض فوق شفاهك بثغر ملحد
أكتبكِ في دفتر الماء أضحوكة) ص7
حتى يأت بعضها تهكميا حد التغيرات الفلسجية والتكوينية الجذرية
(ضفتي القلب ، اقداح عيني ، وجه القمر ، بلابل دمعي ، كأس الدمع ، قبعة الروح ) وأرى ان ظاهرة الاكثار من المضافات دليل حرص الشاعر على نوال اكبر قدر من الشعرية ـ والمضافات اساسا هي عبارة عن صور مركبة تمنحنا البعد العمقي في تماثلات المقصد الشعري والرؤية ..
فمن هذه المضافات ما يأتي تحت تواقيع الآنسنة
( كفوف اوطاني ، صرخة الجرح ، وجه القمر ، احلام البحار ، مقلة النار ، صدر اللقاء ) والعناصر المركبة تمنح الكثير من الفسحات التأويلية ..دلالية يرتبها السياق وباسلوب الايجاز والتكثيف وتنوع الاشتغال فالكثير منها يعمل على اسلوبية التضاد ... ولها مرونة كبيرة يستطيع من خلالها الشاعر وضع دوالي مفرداته المتعددة للوصول الى تعميق رئيوي ، ومثل هذه التعددية تغوص في المعنى وتفرز اشتغالات غرائبية تجمع احيانا اللامتجانس
الكواكب تنير الطريق
بفوانيس ، شموع ، قناديل ، مشاعل ،
السنابل ، الصحراء ، الطيور ، الأعلام ..
كلها تخضر بهجة بما نروم ) ص22
وللتأكيد الاستشهادي على سيل تلك التعدديات نقرأ
أنـا و الدمـوع ..!!
و أيامنا تتمنى الرجوع
فـتـمردي .. و تـململي .. و تـألـقـي .. و تحـرري) ص35
تنوعات دلالية كل دلالة منها ترمز لمضيء يمتلك مخزونه الدلالي في ذاكرة التلقي وكونت مساحة واسعة للعبة التضاد
(إنني أهواك أرضاً ..
مزجت فوق ثراها ...
صرخة الجرح .. وأنغام الوتر)ص2
فتسبطن هذه التعددية المفرداتية جرسا موسيقيا وبعض الطراوة والحراك ..
(
هـــذا شــعــوري ســاطــع
يــلــذني ... يــرجــنـي .. يـُـمِــضُني ... ينشئني ... يــشدنــي ..
إلــى جــمــالٍ ... خــافــتٍ ..!!) ص42
تجربة شعرية حية امتلكت حيوية التنوع الاشتغالي من صور شعرية نصهرت مضمونا في عوالم المعشوق وارتكزت على الكثير من المساعي الجمالية كالتكرار و بناء فواصل مقطعية وما سيقوله النقاد في مستقبل قريب
(أنــا نـبـراسٌ أضــاءَ العــشــق دربـاَ لـلـشـجــون ..!!
و أنـــا حــرّرت آمـالي كــطـيـفٍ .. مـن فـم الـيـأس
و مــــــرآة الــســكــــون ..!!) ص59
يتخطى حدود الموضوع عبر الوسائل الفنية لتصبح مساحة الرئيوي والفلسفي والفكري الى وجدانية المعنى باساليب متنوعة تعزز مكانة ( الأنا )عبر التشبيه والاستعارة والمجاز
(أنا كالزجاجِ ..!!
وأطـيار عـمري .. تقـبـِّل صبري .!!
فينسـدل الحزن ..
ابكي .. وابكي .. ) ص34
النظرة السائدة الى الأنوية هي نظرة انتقاصية بنت حمولتها على ابراز وتضخيم الذات واجد ان العلاقة بالآخر تعد عندهذا الشاعر جزء من الانا المتوحدة ، لكونها امتلكت التأثير المباشر على الذات .. معروفة المكونات ومحسوسة يحملها وعيا يتجسد في ثنائييات البوح الشعري التابع لمستوى التجربة نفسها ، وقد شكل الشاعر الطالبي ثيمات هوية وخصوصية تجربة قدمت ( اناه) كأنا جمعية وهذا حاصل من النتائج المهمة
(وأنا
متبخترا ..
باذخا ..
منعما ..
اجلس فوق جراحهم
واضحك .. بلا هم اذرفه
بلا عيون
فبُعدك يا وطني أعمى كما باقي المنفيين) ص58
سعى الطالبي (لأنا )تعني عنده الفعل الجوهري والمعنى التأملي وقد اسس بها شعرية نصوصه وتناص مع الآخر الذي صار أناه ـ أذ اخضع ما يؤمن به الى تلك الأنا ـ أنا الانتماء ـ وانا الوعي لتصبح الحبيبة وطن .. فالأنا تعبير حول البوح الشخصي الى غيرية تجوب عوالم اكبر من الذات ـ ولهذا تلد شطحات فلسفية تأخذنا الى المعنى المؤول، الى تقبل الأنا كوجود يبوح من خلاله بمعطيات الكون ... ويعمر حدسا بانا شاملة ـ انا الناس ـ انا الدور ـ فالانا تتسم بالوضوح الشعري وتؤدي عدة ادوار مشتركة لتجسيد موقف معين من العالم ـ وشكلت تجربة ضوء الماء ظاهرة كثرة استعمال المضافات في القصيدة ، يدل مثل هذا الفعل الشعري على اتحاد الكل بالجزء وهذه تعد من الطرق الخصبة للتشكيل الدلالي ،
( رب الجرح ، اقداح عيني ، وجه القمر ، معطف الريح ) ص12
و( خلف لغيوم ، صوت الشاعر ، وخطوات الفردوس ) ص16
( زمن الحصار ، نقوش مراسيم ، بلابل دمعي ، أول طير ، آخر عصفور ) ص17
(سرقتُ من فم حزني أجمل النغمِ
فرحت أسكب لون الليل في قلمي
ورحت أبحر والمجداف من ألمـي) ص18
تعد المضافات خصيصة اسلوبية تتضمن خبايا الافكار بواسطة استنهاض موضعي للمعنى المتشكل بطبيعته نظيرا موضوعيا واغلب هذه الاضافات تكون انزياحات مبتكرة
( قشعريرة الصبح ، اسلاك الوصايا ، ...)
(اركض فوق شفاهك بثغر ملحد
أكتبكِ في دفتر الماء أضحوكة) ص7
حتى يأت بعضها تهكميا حد التغيرات الفلسجية والتكوينية الجذرية
(ضفتي القلب ، اقداح عيني ، وجه القمر ، بلابل دمعي ، كأس الدمع ، قبعة الروح ) وأرى ان ظاهرة الاكثار من المضافات دليل حرص الشاعر على نوال اكبر قدر من الشعرية ـ والمضافات اساسا هي عبارة عن صور مركبة تمنحنا البعد العمقي في تماثلات المقصد الشعري والرؤية ..
فمن هذه المضافات ما يأتي تحت تواقيع الآنسنة
( كفوف اوطاني ، صرخة الجرح ، وجه القمر ، احلام البحار ، مقلة النار ، صدر اللقاء ) والعناصر المركبة تمنح الكثير من الفسحات التأويلية ..دلالية يرتبها السياق وباسلوب الايجاز والتكثيف وتنوع الاشتغال فالكثير منها يعمل على اسلوبية التضاد ... ولها مرونة كبيرة يستطيع من خلالها الشاعر وضع دوالي مفرداته المتعددة للوصول الى تعميق رئيوي ، ومثل هذه التعددية تغوص في المعنى وتفرز اشتغالات غرائبية تجمع احيانا اللامتجانس
الكواكب تنير الطريق
بفوانيس ، شموع ، قناديل ، مشاعل ،
السنابل ، الصحراء ، الطيور ، الأعلام ..
كلها تخضر بهجة بما نروم ) ص22
وللتأكيد الاستشهادي على سيل تلك التعدديات نقرأ
أنـا و الدمـوع ..!!
و أيامنا تتمنى الرجوع
فـتـمردي .. و تـململي .. و تـألـقـي .. و تحـرري) ص35
تنوعات دلالية كل دلالة منها ترمز لمضيء يمتلك مخزونه الدلالي في ذاكرة التلقي وكونت مساحة واسعة للعبة التضاد
(إنني أهواك أرضاً ..
مزجت فوق ثراها ...
صرخة الجرح .. وأنغام الوتر)ص2
فتسبطن هذه التعددية المفرداتية جرسا موسيقيا وبعض الطراوة والحراك ..
(
هـــذا شــعــوري ســاطــع
يــلــذني ... يــرجــنـي .. يـُـمِــضُني ... ينشئني ... يــشدنــي ..
إلــى جــمــالٍ ... خــافــتٍ ..!!) ص42
تجربة شعرية حية امتلكت حيوية التنوع الاشتغالي من صور شعرية نصهرت مضمونا في عوالم المعشوق وارتكزت على الكثير من المساعي الجمالية كالتكرار و بناء فواصل مقطعية وما سيقوله النقاد في مستقبل قريب