تواصل تقديم برامجها بنفس الوجوه وتحت عناوين تمجّد العقيد
فضائيات القذافي ترقص على جثث الضحايا وصحاف جديد في طرابلس
كانت الساعة تشير إلى تمام الثامنة مساء
بتوقيت ليبيا المحلي، حين أطل على شاشة الجماهيرية، مذيع، تنقصه الأناقة،
ليتلو خبرا مهما، يقول فيه، وملامح القلق تبدو واضحة على وجهه، وكأنه مرغم
على الكلام: "يا شعب الفاتح العظيم (في إشارة لثورة الفاتح سبتمبر التي
أوصلت القذافي لسدة الحكم).. لقد بدأت قوات العدوان الصليبي عملياتها،
وقصفت مستشفى، ينزل به العديد من المرضى المصابين بأمراض مزمنة، وبجواره
دار للمسنين.."، كان الخبر مقتضبا جدا، أنهاه المذيع، رافعا عينيه من فوق
الورقة، وهو يقول: "تحيا ليبيا ويحيا القائد العظيم..إ لى الأمام،
إلى الأمام"؟!!
فضائيات القذافي ترقص على جثث الضحايا وصحاف جديد في طرابلس
كانت الساعة تشير إلى تمام الثامنة مساء
بتوقيت ليبيا المحلي، حين أطل على شاشة الجماهيرية، مذيع، تنقصه الأناقة،
ليتلو خبرا مهما، يقول فيه، وملامح القلق تبدو واضحة على وجهه، وكأنه مرغم
على الكلام: "يا شعب الفاتح العظيم (في إشارة لثورة الفاتح سبتمبر التي
أوصلت القذافي لسدة الحكم).. لقد بدأت قوات العدوان الصليبي عملياتها،
وقصفت مستشفى، ينزل به العديد من المرضى المصابين بأمراض مزمنة، وبجواره
دار للمسنين.."، كان الخبر مقتضبا جدا، أنهاه المذيع، رافعا عينيه من فوق
الورقة، وهو يقول: "تحيا ليبيا ويحيا القائد العظيم..إ لى الأمام،
إلى الأمام"؟!!
- في الوقت ذاته، الذي كان يتلو فيه هذا المذيع خبره العاجل، أوردت قناة
الجزيرة خبرا آخر، باللون الأحمر العاجل أيضا، تقول فيه أن كتائب القذافي،
استهدفت مقر إذاعة ليبيا الحرة، مباشرة عقب البيان الأول الذي تلاه صاحب
الإذاعة وأعده بنفسه. - يقول بعض الخبراء الإعلاميين، أن الحقيقة هي الضحية الأولى للحرب، وقد
تاهت فعلا هذه الحقيقة وتوارت بين الإعلامي الرسمي المدجّن، والإعلام
الثوري الباحث عن الانتصارات والخائف من الاستهداف والاغتيال. أحد هؤلاء
الخبراء، وهو "وليام أ. راف" وصف في كتابه "الإعلام العربي" الصادر عام
2004، الصحافة الليبية بأنها صحافة تعبئة، بمعنى أن الإعلام الليبي لا
ينتقد سياسات الحكومة الوطنية، سيما السياستين الخارجية والداخلية. عدا
الفضائيات الأجنبية وشبكة الإنترنت، يفرض النظام سيطرته على الإعلام ولا
وجود لوسائل إعلامية مستقلة. - قناة الجماهيرية التي تطلق على نفسها وصف "قناة الجماهير"، ومعها
الليبية والهداية، وليبيا الفضائية، وهي كلها قنوات، أشرف على تأسيسها نجل
القذافي، سيف الإسلام، عبر شركته، المسماة الغد، ردت على القصف الذي يدور
حاليا، بالأغاني الوطنية والحماسية، التي ترافق صور عدد قليل من
المحتفلين في الساحة الخضراء، أو باب العزيزية، حيث من
المفروض أن القذافي، يختبئ رفقة عائلته. - القنوات الليبية التي ترد على القصف بالأغاني، عثرت أيضا على صحّافها
(على غرار محمد السعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي في نظام صدام حسين)،
حيث بات وكيل وزارة الخارجية، خالد الكعيم، أحد أبرز الوجوه الإعلامية
التي تمارس التضليل على الشعب، رافعا شعارات على غرار أن "القائد
مسيطر على الوضع تماما، وبأننا سندحر العدوان"، في
الوقت الذي تقترب فيه أساطيل فرنسا وأمريكا من شواطئ
طرابلس. - خالد الكعيم نفسه، هو الذي أطلّ مع بداية الثورة، وطلب الحديث إلى
قناة الجزيرة، شاتما أميرها وسلطتها قائلا أن هذه الأخيرة، تختار بعناية،
لمن توجه قصفها الإعلامي، ولا غرابة، أن يكون واحدا من المخططين لاستهداف
طاقمها في بن غازي، واغتيال مصورها، الشهيد، علي حسن الجابر؟! - يضمن الدستور الليبي حرية التعبير، لكن "ضمن حدود المصلحة العامة
ومبادئ الثورة"، ووسائل الإعلام الخاصة محظورة. قانون الإعلام الصادر عام
1972 هو قانون قمعي وينص على أحكام بالسجن تتراوح مدتها بين شهر وسنتين
لإساءات، كـ"التشكيك بأهداف الثورة".