عقد الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية اليوم الأحد، اجتماعا ثلاثيا ضمه ونظيره التركى أحمد داود أوغلو ومنيب المصرى رئيس تجمع الشخصيات الوطنية الفلسطينية المستقلة، تناول موضوع المصالحة الفلسطينية، وخطورة الانقسام على مستقبل المشروع الوطنى الفلسطينى، فضلا عن الخطوات القادمة بشأن الحوار المنتظر عقده بين فتح وحماس ومختلف الفصائل الفلسطينية فى القاهرة، والذى لم يحدد موعده بعد.
وقال المصرى فى تصريحات عقب اللقاء إن وجود تركيا ومصر فى المعادلة الفلسطينية، سوف يكون قوة دافعة للمشروع الوطنى الفلسطينى، فى ضوء النوايا الحسنة المتوافرة حاليا، واحتضان مصر للقضية الفلسطينية، مضيفا أن: "أوغلو طرح خلال الاجتماع إمكانية التنسيق مع الجانبين المصرى والفلسطينى، كما قمنا بتسليمه وثيقة أعدها التجمع للعرض على المسئولين المصريين"، مشددا على خطورة الانقسام الجارى الآن بين الفلسطينيين، وقال إن المستفيد الأكبر من هذا الانقسام هى إسرائيل.
وأشار المصرى إلى أنه بجانب الاجتماع الثلاثى عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الدكتور نبيل العربى، سبقها اجتماع صباح اليوم الأحد، مع مسئولى المخابرات المصرية، وهو الاجتماع الذى سيتواصل مساء الليلة فى وقت لاحق، مؤكدا على أن مصر تمثل بالنسبة للفلسطينيين قوة دافعة من أجل المصالحة الوطنية خاصة بعد الثورة المصرية العظيمة، وأخذ القارب الفلسطينى إلى بر الأمان، مشيرا إلى أنه استمع من وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى تقييمه للموقف الحالى.
وأضاف المصرى أن جولة الحوار القادمة ستعقد فى أقرب وقت ممكن، خاصة أن الوقت مناسب بعد الثورة المصرية العظيمة التى شهد لها العالم أجمع، وهى ثورة سوف تصب تجاه المصلحة الوطنية الفلسطينية.
وردا على سؤال حول أن كان التجمع الذى يترأسه سيواصل جولاته التفاوضية بين فتح وحماس مجددا، قال المصرى: "نعم، لأننا نرى ضوءاً فى نهاية النفق"، مؤكدا على أن الهدف الرئيسى من تحركهم هو الوصول لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ترضى كل الأطراف، حتى يشعر كل طرف أنه حصل على حقوقه، وصولا إلى الحق الأكبر وهو الحق الفلسطينى".
وحول موقفه من التصعيد العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، قال المصرى: "إننا نشجب مثل هذه الأمور، ونقول فى الوقت ذاته إنه حان الوقت للدول العربية أن تقف وقفة رجل مع الفلسطينيين، وخاصة أخواننا فى غزة، لمنع المذابح التى ترتكب بحق المدنيين فى القطاع، وفك الحصار المفروض على غزة، لأن غزة هى جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطينى".
وردا على سؤال حول موقفه من طلب الجامعة العربية من الأمم المتحدة بفرض حظر جوى على قطاع غزة، قال المصرى إن هذا الطلب الذى أيدته مصر وتركيا اليوم الأحد، هو مطلب عادل جدا، ولابد على الدول العربية أن تدفع فى هذا الاتجاه، وتطلب من الأمم المتحدة عدم التعامل بازدواجية المعايير فى تناولها للقضايا الدولية، فى ضوء قرارها بفرض منطقة حظر جوى على ليبيا مؤخرا.
وحول أن كانت الورقة المصرية للمصالحة صالحة للتطبيق الآن، أم أنها تحتاج لتعديلات، أكد المصرى أن الورقة تحتاج لتعديلات حتى تكون فى صالح المشروع الوطنى الفلسطينيى ولصالح كل من قاموا بالتحاور حول المصالحة، مشيرا إلى أن معظم الموضوعات الخاصة بالمصالحة والعالقة قد انتهت بنسبة 75%، مؤكدا أن الفلسطينيين سيبذلون كل ما فى وسعهم من جهد لتذليل العقبات المتبقية وصولا للمصالحة.
ونفى المصرى أن يكون هناك حديث أو توجه عن ورقة بديلة للورقة المصرية للمصالحة، وقال إن هناك نوعا من تبادل الأفكار يجرى حاليا بين الفصائل، مشيرا إلى أنه والوفد الفلسطينيى الزائر لمصر اليوم الأحد، قد طرح مجموعة من الأفكار التى لقيت قبولا لدى مصر وتركيا.
وردا على سؤال حول إن كان قد تلقى دعوة من مصر للدخول فى جلسات حوار جديدة، قال المصرى: "لم نتلقَ شيئا الآن، لكن نحن لازلنا نعمل على ما هو مطروح من أفكار".