من هو الافضل السيستاني والقرضاوي و بابا الفاتيكان ام بيل غيتس
قد
يكون مؤلم للبعض خوضي في هكذا مقارنة لكني اعتقد ان نكأ الجراح ابرء لها
من تركها تتقيح . اعتقد ان تقييم أي انسان على وجه البسيطة يعتمد على
مستوى عطاءه للبشرية وانجازاته في مجال المنفعة العامة وتقليل مستوى
المعاناة التي قد تكون صفة ملازمة للبشرية المعذبة , ولو اجرينا مقارنة
مجازية بين الاسماء المذكورة في عنوان هذا المقال لخرجنا باستنتاجات تتلخص
ببعض الامور , فلو تتبعنا شخصية علي السيستاني اكبر مرجعية فقهية للشيعة
الامامية الاثني عشرية نلاحظ ان جل ماقدمه الرجل هي ابحاث في علم اللاهوت
لاتغني ولاتسمن من جوع وقد تكون اجتراراً لمن سبقوه في هذا المجال ثم
انكفأ عن الحياة العامة لا يتصل بوسائل الاعلام ولا ينتج بيان الا خلال
مكتبه حتى ظنه البعض مومياء مازالت على قيد الحياة لكنه في المقابل يتمتع
بامتيازات أعتبارية هائلة جعلت منه المحرك الأساس للسياسة العراقية
الحالية وبنفوذه تفيئ اللصوص المتصدرين للسلطة الآن , وتمتثل لامره
امكانيات مالية تقدر بالمليارات من اموال حقوق الفقراء الذين تتلوى كبادهم
جوعاً في قرى النجف عدى اخريات تتناثر في مدن العراق البائسة , ولا يعلم
الجميع آلية صرف هذه الاموال وهل هي حكر على مشاريع اقتضت حنكة المرجع
وبعد نظره ان تكون في مدن ايران فقط ؟ وقد كان بودي ان يتصدق أحد المراجع
ولو بوجبة أفطار واحدة لفقراء العراق في شهر رمضان في حين أجد حتى
المومسات والراقصات يفتتحن موائد الرحمن للفقراء في هذا الشهر في بلدان
اسلامية اخرى ومنها مصر على سبيل المثال , وقد ينبري قائل ويقول ان المرجع
يعيش حياة الزهد في منزله فاجيبه متسائلاً لم المرجع يستقل سيارة مرسيدس
(شبح) ؟ ولم المرجع يتطبب في اوربا ؟ في حين لايجد بعض مرضى العراق علاجاً
في ابسط مستشفيات العراق ان صح توصيفها بالمستشفيات . قيل ان احد اصحاب
الامام علي (ع) جاء ووجد الامام يتناول غداءه الذي هو عبارة عن رغيف شعير
وملح فأوصاه الرجل بالرفق بنفسه كونه كبير السن فاجابه الامام باروع اجابة
تند عن معاني النبل والشعور بالمسؤولية وقال ( كتب على أئمة العدل ان
يتأسوا بأضعف رعيتهم ) ترى هل يتأسى السيستاني وباقي مراجع الشيعة بأضعف
رعيتهم ومقلديهم ام لا ؟ هل يتزاحمون هم او ذويهم على قنينة غاز او
(جليكان) بنزين او يصابون بالمرارة لدى مراجعتهم دائرة حكومية لانجاز
معاملة ما مثل مايحدث لعامة الناس ؟ .
اما
يوسف القرضاوي فبلغ من همة هذا الرجل انه يطبق (شرع الله) بشراهة أثمرت عن
زواجه من فتاة تدعى آمنة تصغره بستين عاماً وهو الذي أصدر فتاوى تجيز لبعض
الرمم البشرية تفجير اجسادها النتنة وسط فقراء واطفال العراق البائسين
مقابل (وجبة غداء) مع النبي ( ص) في الجنة باسم (الجهاد ضد المحتل) وامام
عينيه المغشية القاعدة العسكرية الاميركية في سيليه وقرب أذنيه التي
اصابها الوقر مفاسد امير قطر وزوجته الرابعة الشيخة موزة بنت ناصر , لكنهم
أولي الأمر وارباب النعمة التي اغدقت على الشيخ الشيئ الكثير ولا يجوز
نقدهم , وهو الذي يدعو الى مقاطعة حفدة القردة والخنازير من الصليبيين
واليهود ـ حسب وصفه ـ وثلاثة من ابناءه احداهم أنثى يدرسون في أرقى جامعات
بريطانيا واميركا, وجل انتاجه عبارة عن فتاوى بائسة تدعو الى التعصب
والتحجر الفكري وألغاء الآخر .
اما
بابا الفاتيكان فميوله العنصرية الدينية تفوق الوصف ففيما يدعو الى السلام
يندد في نفس الوقت بأي محاولة لانضمام تركيا المسلمة الى الاتحاد
الاوربي حسب وصفه وقد أوصى بحرمة استخدام الكوندوم ( الواقي الذكري) لدى
زيارته افريقيا التي يتفشى فيها الايدز بشكل مريع وخاصة في صفوف الاطفال
الذين يولدون حاملين الفايروس من الابوين بحجة عدم جواز تقنين النسل لأنه
مخالف لفطرة الخالق وكان الأجدى به تفعيل حملة تبرعات لعلاج المصابين في
هذه القارة المنكوبة وهم بالملايين او تخصيص جزء من ريع الاوقاف الكنسية
الهائلة العائدة الى الفاتيكان لهذا الغرض بدل المواعظ الفارغة التي
لاتشبع جائع ولاتشفي مريض وقطعاً يعيش هو حياة الدعة والرخاء شأنه شأن كل
رجال الدين على اختلاف مللهم ونحلهم الذين ابتلت بهم الشعوب ومازال .
امام
هؤلاء الثلاث يقف بيل غيتس الذي انتج وطور برامج تشغيل الحاسوب واحدث ثورة
في منظومة المعلومات والاتصالات جعلتنا نتحاور ونتبادل الافكار ونحن في
بلدان شتى وفتحت أفاق التطور العلمي على مصراعيه وهو الحاصل على اربع
شهادات دكتوراه فخرية من افخم جامعات بريطانيا واليابان والسويد ومن جامعة
هارفارد الاميركية كما اتم دراسته للحقوق من نفس الجامعة عام 2007م واحتل
الرقم واحد بين اثرياء العالم لعدة سنوات , وجمع ثروته التي تقدر ب 58
مليار دولار بجهده الشخصي , كما أنشأ في عام 2000 مع زوجته مليندا مؤسسة
بيل وميلندا غيتس التي تهتم بالأعمال الخيرية كمحاربة مرض الإيدز وبعض
الاوبئة الاخرى المتفشية في الدول الفقيرة , وقد ساهمت هذه المؤسسة في
التقدم العلمي داخل الولايات المتحدة وفي باقي أرجاء العالم خلال الدعم
الكبير لمراكز البحوث العلمية وتقديم المنح الدراسية للطلبة , وتقدر
مامنحته هذه الشركة في مجال الاعمال الخيرية ب 29 مليار دولار وهي ثلث
ثروة غيتس , ومؤخراً انسحب هذا الرجل من سوق العمل ليترك للأخرين حرية
المنافسة وتفرغ لادارة مؤسسته الخيرية . وفي الختام اتسائل ترى من الافضل
السيستاني والقرضاوي وبابا الفاتيكان ام بيل غيتس؟ اترك الاجابة للقارئ
الكريم.