السلام عليكم
إخفاء الخشوع :
كان
حذيفة رضي الله عنه يقول : إياكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع النفاق
قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع . وقال الفضيل بن عياض : كان
يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه . ورأى بعضهم رجلا خاشع
المنكبين والبدن فقال : يا فلان ، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ، لا هاهنا
وأشار إلى منكبيه . المدارج 1/521
وقال
ابن القيم رحمه الله تعالى مبيّناً الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق :
" خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة
والحياء ، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء و
شهود نعم الله وجناياته هو ، فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح .
وأما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع ، و كان
بعض الصحابة يقول : أعوذ بالله من خشوع النفاق ، قيل له : وما خشوع النفاق
؟ قال : أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع . فالخاشع لله عبد قد خمدت
نيران شهوته ، وسكن دخانها عن صدره ، فانجلى الصدر وأشرق فيه نور العظمة
فماتت شهوات النفس للخوف والوقار الذي حشي به وخمدت الجوارح وتوقر القلب
واطمأن إلى الله وذكره بالسكينة التي نزلت عليه من ربه فصار مخبتا له ،
والمخبت المطمئن ، فإن الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنقع فيه الماء ، فكذلك
القلب المخبت قد خشع واطمأن كالبقعة المطمئنة من الأرض التي يجري إليها
الماء فيستقر فيها ، وعلامته أن يسجد بين يدي ربه إجلالا له وذلا وانكسارا
بين يديه سجدة لا يرفع رأسه عنها حتى يلقاه . فهذا خشوع الإيمان ، وأما
القلب المتكبر فإنه قد اهتز بتكبره وربا فهو كبقعة رابية من الأرض لا
يستقر عليها الماء وأما التماوت وخشوع النفاق فهو حال عند تكلف إسكان
الجوارح تصنعا ومراءاة ونفسه في الباطن شابة طرية ذات شهوات وإرادات فهو
يتخشع في الظاهر وحية الوادي وأسد الغابة رابض بين جنبيه ينتظر الفريسة . كتاب الروح ص:314 ط. دار الفكر - الأردن .
"والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرّغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها
، وآثرها على غيرها،وحيئذ تكون راحة له وقرة عين كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم: ( ..جعلت قرة عيني في الصلاة ) " تفسير ابن كثير 5/456 والحديث في مسند أحمد 3/128 وهو في صحيح الجامع 3124
وقد ذكر الله الخاشعين والخاشعات في صفات عباده الأخيار وأخبر أنه أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما سورة الأحزاب 35
ومن
فوائد الخشوع أنه يخفف أمر الصلاة على العبد قال تعالى :{ واستعينوا
بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } والمعنى : أي مشقة الصلاة
ثقيلة إلا على الخاشعين. تفسير ابن كثير 1/ 125
والخشوع أمر عظيم شأنه ،سريع فقده ،نادر وجوده خصوصا في زماننا وهو من آخر
الزمان قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع
، حتى لا ترى فيها خاشعا . ) قال الهيثمي في المجمع 2/136 : رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن وهو في صحيح الترغيب رقم 543 وقال : صحيح
"
قال بعض السلف الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك الملوك فما الظن بمن يُهدي
إليه جارية شلاّء أو عوراء أو عمياء أو مقطوعة اليد والرّجل أو مريضة أو
دميمة أو قبيحة ، حتى يهدي إليه جارية ميتة بلا روح .. فكيف بالصلاة
يهديها العبد ويتقرب بها إلى ربه تعالى ؟ والله طيب لا يقبل إلا طيبا وليس
من العمل الطيب : صلاة لا روح فيها . كما أنّه ليس من العتق الطيب عتق عبد
لا روح فيه ." المدارج 1/526
إخفاء الخشوع :
كان
حذيفة رضي الله عنه يقول : إياكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع النفاق
قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع . وقال الفضيل بن عياض : كان
يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه . ورأى بعضهم رجلا خاشع
المنكبين والبدن فقال : يا فلان ، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ، لا هاهنا
وأشار إلى منكبيه . المدارج 1/521
وقال
ابن القيم رحمه الله تعالى مبيّناً الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق :
" خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة
والحياء ، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء و
شهود نعم الله وجناياته هو ، فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح .
وأما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع ، و كان
بعض الصحابة يقول : أعوذ بالله من خشوع النفاق ، قيل له : وما خشوع النفاق
؟ قال : أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع . فالخاشع لله عبد قد خمدت
نيران شهوته ، وسكن دخانها عن صدره ، فانجلى الصدر وأشرق فيه نور العظمة
فماتت شهوات النفس للخوف والوقار الذي حشي به وخمدت الجوارح وتوقر القلب
واطمأن إلى الله وذكره بالسكينة التي نزلت عليه من ربه فصار مخبتا له ،
والمخبت المطمئن ، فإن الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنقع فيه الماء ، فكذلك
القلب المخبت قد خشع واطمأن كالبقعة المطمئنة من الأرض التي يجري إليها
الماء فيستقر فيها ، وعلامته أن يسجد بين يدي ربه إجلالا له وذلا وانكسارا
بين يديه سجدة لا يرفع رأسه عنها حتى يلقاه . فهذا خشوع الإيمان ، وأما
القلب المتكبر فإنه قد اهتز بتكبره وربا فهو كبقعة رابية من الأرض لا
يستقر عليها الماء وأما التماوت وخشوع النفاق فهو حال عند تكلف إسكان
الجوارح تصنعا ومراءاة ونفسه في الباطن شابة طرية ذات شهوات وإرادات فهو
يتخشع في الظاهر وحية الوادي وأسد الغابة رابض بين جنبيه ينتظر الفريسة . كتاب الروح ص:314 ط. دار الفكر - الأردن .
"والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرّغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها
، وآثرها على غيرها،وحيئذ تكون راحة له وقرة عين كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم: ( ..جعلت قرة عيني في الصلاة ) " تفسير ابن كثير 5/456 والحديث في مسند أحمد 3/128 وهو في صحيح الجامع 3124
وقد ذكر الله الخاشعين والخاشعات في صفات عباده الأخيار وأخبر أنه أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما سورة الأحزاب 35
ومن
فوائد الخشوع أنه يخفف أمر الصلاة على العبد قال تعالى :{ واستعينوا
بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } والمعنى : أي مشقة الصلاة
ثقيلة إلا على الخاشعين. تفسير ابن كثير 1/ 125
والخشوع أمر عظيم شأنه ،سريع فقده ،نادر وجوده خصوصا في زماننا وهو من آخر
الزمان قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع
، حتى لا ترى فيها خاشعا . ) قال الهيثمي في المجمع 2/136 : رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن وهو في صحيح الترغيب رقم 543 وقال : صحيح
"
قال بعض السلف الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك الملوك فما الظن بمن يُهدي
إليه جارية شلاّء أو عوراء أو عمياء أو مقطوعة اليد والرّجل أو مريضة أو
دميمة أو قبيحة ، حتى يهدي إليه جارية ميتة بلا روح .. فكيف بالصلاة
يهديها العبد ويتقرب بها إلى ربه تعالى ؟ والله طيب لا يقبل إلا طيبا وليس
من العمل الطيب : صلاة لا روح فيها . كما أنّه ليس من العتق الطيب عتق عبد
لا روح فيه ." المدارج 1/526