ن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة
، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم(136)
.
قال المؤلف ـ رحمه
الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان
مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) يعني أن الصلوات الخمس تكفر
الخطايا ما بين صلاة الفجر إلى الظهر ، ومن الظهر إلى العصر ، ومن العصر
إلى المغرب ، ومن المغرب إلى العشاء ، ومن العشاء إلى الفجر ، هذه تكفر ما
بينها من الخطايا . فإذا عمل الإنسان سيئة وأتقن هذه الصلوات الخمس ،
فإنها تمحو الخطايا ، لكن قال : ( إذا اجتنبت الكبائر ) يعني إذا اجتنبت
كبائر الذنوب .
وكبائر
الذنوب هي : كل ذنب رتب عليه الشارع عقوبة خاصة ، فكل ذنب لعن النبي صلى
الله عليه وسلم فاعله فهو من كبائر الذنوب ، كل شيء فيه حد في الدنيا
كالزنى ، أو وعيد في الآخرة كأكل الربا ، أو فيه نفي إيمان ، مثل ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )(138) ، أو فيه براءة منه ، مثل ( من غشنا فليس منا)(139) ، أو ما أشبه ذلك فهو من كبائر الذنوب .
واختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اجتنبت الكبائر
) هل معني الحديث أن الصغائر تكفر إذا اجتنبت الكبائر ، وأنها لا تكفر إلا
بشرطين هما : الصلوات الخمس ، واجتناب الكبائر ؟ أو أن معنى الحديث أنها
كفارة لما بينهن إلا الكبائر فلا تكفرها ، وعلى هذا فيكون لتكفير السيئات
الصغائر شرط واحد ، وهو إقامة هذه الصلوات الخمس ، أو الجمعة إلى الجمعة ،
أو رمضان إلى رمضان ، وهذا هو المتبادر ـ والله أعلم ـ أن المعنى : أن
الصلوات الخمس تكفر ما بينها إلا الكبائر فلا تكفرها ، وكذلك الجمعة إلى
الجمعة ، وكذلك رمضان إلى رمضان ، وذلك لأن الكبائر لابد لها من توبة خاصة
، فإذا لم يتب توبة خاصة فإن الأعمال الصالحة لا تكفرها ، بل لابد من توبة
خاصة . والله الموفق .
من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة
، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم(136)
.
الشرح
قال المؤلف ـ رحمه
الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان
مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) يعني أن الصلوات الخمس تكفر
الخطايا ما بين صلاة الفجر إلى الظهر ، ومن الظهر إلى العصر ، ومن العصر
إلى المغرب ، ومن المغرب إلى العشاء ، ومن العشاء إلى الفجر ، هذه تكفر ما
بينها من الخطايا . فإذا عمل الإنسان سيئة وأتقن هذه الصلوات الخمس ،
فإنها تمحو الخطايا ، لكن قال : ( إذا اجتنبت الكبائر ) يعني إذا اجتنبت
كبائر الذنوب .
وكبائر
الذنوب هي : كل ذنب رتب عليه الشارع عقوبة خاصة ، فكل ذنب لعن النبي صلى
الله عليه وسلم فاعله فهو من كبائر الذنوب ، كل شيء فيه حد في الدنيا
كالزنى ، أو وعيد في الآخرة كأكل الربا ، أو فيه نفي إيمان ، مثل ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )(138) ، أو فيه براءة منه ، مثل ( من غشنا فليس منا)(139) ، أو ما أشبه ذلك فهو من كبائر الذنوب .
واختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اجتنبت الكبائر
) هل معني الحديث أن الصغائر تكفر إذا اجتنبت الكبائر ، وأنها لا تكفر إلا
بشرطين هما : الصلوات الخمس ، واجتناب الكبائر ؟ أو أن معنى الحديث أنها
كفارة لما بينهن إلا الكبائر فلا تكفرها ، وعلى هذا فيكون لتكفير السيئات
الصغائر شرط واحد ، وهو إقامة هذه الصلوات الخمس ، أو الجمعة إلى الجمعة ،
أو رمضان إلى رمضان ، وهذا هو المتبادر ـ والله أعلم ـ أن المعنى : أن
الصلوات الخمس تكفر ما بينها إلا الكبائر فلا تكفرها ، وكذلك الجمعة إلى
الجمعة ، وكذلك رمضان إلى رمضان ، وذلك لأن الكبائر لابد لها من توبة خاصة
، فإذا لم يتب توبة خاصة فإن الأعمال الصالحة لا تكفرها ، بل لابد من توبة
خاصة . والله الموفق .
من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله