بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــــــــــــه غزوة بدر الكبرى</SPAN> </SPAN> </SPAN>امتن الله سبحانه وتعالى على أهل مكة أن أكرمهم برحلتين رحلة في الشتاء ورحلة في الصيف فذهب أبو سفيان بالعير إلى الشام ولم يبق أحد من أهل مكة إلا وأعطى كل ما يملك وحين عودته ترامت الأنباء إلى يثرب أن قافلة ضخمة لقريش تهبط من مشارف الشام إلى مكة تحمل ثروة طائلة :ألف بعير موقرة بالأموال يقودها أبو سفيان بن حرب مع رجال لا يزيدون عن الثلاثين أو الأربعين.</SPAN> </SPAN>إن الضربة التي تنزل بأهل مكة لو فقدوا هذه القافلة موجعة حقا وفيها عوض كامل لما لحق المسلمين من خسائر في أثناء هجرتهم الأخيرة حيث أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ''هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها'' ولم يعزم على أحد بالخروج بل ترك الأمر للرغبة المطلقة وكان الذين صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم يحسبون أن مضيهم في هذا الوجه لن يعدوا ما ألفوا في السرايا الماضية ولم يكن متوقعا أنهم سيصطدمون بجيش مكة بدل العير حيث أن عددهم كان ثلاثمائة وبضعة عشر313 أو 314 أو 317 منهم 61 من الأوس و 170 من الخزرج و الباقي من المهاجرين ولم يتخذوا لهذا الخروج أهبتهم كاملة فلم يكن معهم سوى فرسان وسبعون بعيرا يعتقبونها. </SPAN> </SPAN></SPAN> </SPAN>أما أبو سفيان فقد التقى مجدي بن عمرو فسأله هل أحسست أحدا فأخبره بأنه ما رأى أحدا ينكره إلا راكبين جاءا إلى بدر فاستقيا من قربة ماء ثم ركبا ومضيا (وكان هذان الراكبان هما بسبس بن عمرو الجهمي وعدي بن أبي الزغباء اللذان بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر ليستكشفا خبر العير فسمعا جاريتين تختصمان في درهم لأحدهما على الأخرى </SPAN>وهي تقول اقضني حقي والأخرى تقول غدا أو بعد غد تأتي عير قريش فأعمل لها فيعطونني فأعطيك فرجعا وأخبراه صلى الله عليه وسلم) فذهب أبو سفيان إلى المكان الذي استقيا منه وأخذ من بعر بعيرهما ففته فوجد فيه النوى فقال"هذه والله علائف أهل يثرب وهذه عيون محمد وأصحابه" فبعث أبو سفيان رجلا من بني غفار يقال له ضمضم بن عمرو إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم. وقام هو بتغيير مسار القافلة جاعلا بدرا على يساره ولما علم بنجاته أرسل إليهم قيس بن امرؤ القيس يخبرهم بنجاة العير ويأمرهم بالرجوع لكن قريشا أبت حيث قال أبو جهل مقولته الشهيرة "والله لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم عليه ثلاثا فننحرالجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتغنينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها.</SPAN> وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل قدوم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له : يا أخي والله اني رأيت رؤيا أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به فقال لها : وما رأيت قالت: رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يالغدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها ألا انفروا يالغدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثم أخذ صخرة فأرسلها فأخذت تهوي حتى كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة. </SPAN> شاع </SPAN>الخبر إلى أن وصل أبا جهل فقال رادا على الرؤيا مابال بني هاشم تنبأ رجالهم والآن تريد أن تتنبأ نساؤهم.</SPAN> ومضت قريش مستجيبة لرأي أبي جهل حتى نزلت بالعدوة القصوى من وادي بدر وكان المسلمون قد انتهوا من رحيلهم المضني الى العدوة الدنيا وهكذا اقترب كلا الفريقين من الاخر </SPAN> </SPAN> </SPAN>هبط الليل فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا والزبير وسعدا يتحسسون الأخبار فأصابوا غلامين لقريش كانوا يمدانهم بالماء فأتوا بهما وسألوه -ورسول الله قئم يصلي- فقالا: نحن سقات قريش بعثونا نسقيهم من الماء .فكره القوم هذا الخبر ورجو أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما ضربا موجعا حتى اضطر الغلامان ان يقولا بأنهما لأبي سفيان فتركوهما وركع صلى الله عليه وسلم وسجد السجدتين وسلم وقال "إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما صدقا والله إنهما لقريش" </SPAN> ثم قال" للغلامين أخبراني عن قريش" </SPAN>قالا:هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى فقال لهما "كم القوم؟" قالا:لا ندري قال" كم ينحرون كل يوم؟" قالا: يوما تسعا ويوما عشرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "القوم ما بين التسعمائة والألف" فأقبل صلى الله عليه وسلم على الناس فقال "هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها"</SPAN> وانكشف وجه الجد في الأمر أن اللقاء المرتقب سيكون مر المذاق ونظر الرسول صلى الله عليه وسلم حوله فوجد أولئك المؤمنين بين مهاجر باع في سبيل الله نفسه وماله وأنصاري ربط مصيره وحاضره بهذا الدين الذي افتداه وآوى أصحابه فجمعهم يستشيرهم فقال صلى الله عليه وسلم "أشيروا علي أيها الناس" فقام أبو بكر وقال له "امض يا رسول الله"فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "جزاك الله خيرا يا أبا بكر" وأعاد النبي صلى الله عليه وسلم الكلام فقال عمر "يا رسول الله امض ونحن معك" فقال صلى الله عليه وسلم" جزاك الله خيرا يا عمر" وأعاد السؤال فتكلم المقداد بن عمرو " امض يا رسول الله </SPAN>فولله لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا ان هاهنا قاعدون ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إن معكما مقاتلون " فقال له صلى الله عليه وسلم "جزاك الله خيرا" وأعاد السؤال فقال له سعد بن معاذ وهو سيد الأوس "وكأنك تريدنا يا رسول الله" فقال النبي </SPAN>صلى الله عليه وسلم "نعم يا سعد " فقال سعد " يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وأعطيناك عهودنا </SPAN>مواثيقنا على السمع والطاعة لك فامض يا رسول الله فولله لو خضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وخذ من أموالنا ما شئت واترك لنا ما شئت ويكون الذي أخذت من أموالنا أحب الينا مما تركت وسالم من شئت وعادي من شئت وصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت فوه يا سول الله لتجدنا صدق في الحرب صبر عن اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك" فأشرق وجهه صلى الله عليه وسلم بما سمع و قال سيروا وابشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين وإني قد رأيت مصارع اليوم" وكره بعض الصحابة لقاء النفير وقالوا لم نستعد لهم..</SPAN> جاء الحباب بن المنذر يشير على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يأتوا أدنى ماء من القوم فيعسكرون فيه ثم يغورون ما وراءه من الآبار ثم يبنون عليه حوضا فيملئونه ماء </SPAN>ثم يقاتلون القوم فيشربون هم ولا يشرب العدو فقال له صلى الله عليه وسلم "لقد أشرت بالرأي " ثم أمر بتنفيذه.</SPAN> </SPAN> كانت العدوة الدنيا أرضا فيها الرمال على شكل أحقاف وأيضا الصحابة أكثرهم مشاة وهي أرض يصعب فيها المشي ولكن من كرمه سبحانه وتعالى أن أنزل تلك الليلة مطرا مثبتا للأرض ومطهرا للنفوس وكانت الأرض في العدوة القصوى حيث المشركون مختلفة فقد غرقت الأرض بالماء والأوحال بعد نزول المطر فأصب المشركين بالتعب. بنا الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عريشا يحرسه الصديق وسعد بن معاذ حيث أكثر صلى الله عليه وسلم الدعاء "اللهم هذه قريش جاءت بخيلها وخيلائها </SPAN>تحاجك وتكذب رسولك اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك الذي وعدتني اللهم إني أنشدك نصرك الذي وعدتني اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد بعد اليوم في الأرض"ثم غفا صلى الله عليه وسلم وأخذ الصحابة النعاس (قال ابن القيم رحمه الله </SPAN>النعاس في الحرب من الرحمان والنعاس في العلم من الشيطان) فكان سكينة وطمأنينة أنزلت عليهم بعد أن قام وبدأ يقول "هذا مصرع فلان بن فلان إن شاء الله " فقال عبد الله بن مسعود : فولله ما جاوز أحد منهم المكان الذي أشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم</SPAN> فكانت معركة بدر صبيحة يوم الجمعة السبع عشر من رمضان. </SPAN> وعندما وقف الفريقان للقتال اعتمد النبي صلى الله عليه وسلم خطة لم تكن قريش قد عهدتها من قبل فهم قد اعتادوا قتال الكر والفر فاعتمد النبي صلى الله عليه وسلم خطة تقضي بأن يقف المقاتلون ويقف خلفهم الرماة فإذا أقبل المشركون انهالت عليهم النبال و أوقعت فيهم القتل فيضطرون للتراجع ثم يكر عليهم المسلمون فينهزموا.</SPAN> وقف النبي أمام جيش المسلمين وقال صلى الله عليه وسلم :"قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" فقال له أحد الصحابة وهو عمير بن الحمام /جنة عرضها السموات والأرض فقال له صلى الله عليه وسلم:"نعم يا عمير" فقال عمير : بخ بخ يا رسول الله أرجو أن أكون من أهلها فقال له صلى الله عليه وسلم:" أنت من أهلها" وكان بيد عمير تمرات فقال: أما بيني وبين الجنة إلا هذه التمرات؟ إنها لحياة طويلة فألقى التمرات ودخل المعركة ومات شهيدا </SPAN> بدأت المعركة بثلاثة من قريش خرجوا لمبارزة ثلاثة من المسلمين فخرج من قريش عتبة وشيبة بنا ربيعة والوليد بن عتبة بن ربيعة وخرج لهم من الأنصار ثلاثة فقال عتبة :من أنتم </SPAN>فقالوا:نحن من الأنصار فقال أكفاء كرام ولكن لا نريدكم نريد أكفاءنا من قومنا فرجع الثلاثة فأخرج لهم </SPAN>صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب و أبا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب </SPAN> بدأت المبارزة فقتل علي الوليد وقتل حمزة شيبة أما أبو عبيدة فاختلف مع عتبة طعنا فقطعت رجل أبي عبيدة فهم علي وحمزة على عتبة فقتلاه واستشهد بعد ذلك عبيدة بن الحارث وبعد ذلك التقى الجمعان وبعد أن احتدمت المعركة جاء المدد الإلهي بنزول ألف من الملائكة للقتال إلى جانب المسلمين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويرفع يديه حتى ظهر بياض إبطيه و يقول "يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم ويبقى على هذا الحال حتى يرى جبريل عليه السلام فيقول "هذا جبريل ينزل في كوكبة من الملائكة" وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الحصى ويرميها ويقول هذا موضع مقتل أبي جهل وهذا موضع مقتل عتبة فما غادر أحد منهم المكان حتى مات فيه .</SPAN> قتل في معركة بدر سبعون من صناديد قريش ودفن قتلى المشركين في حفرة اسمها القليب و أسر سبعون </SPAN>وقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة.</SPAN> </SPAN> </SPAN>أما من المسلمين فقد استشهد أربعة عشر صحابيا كلهم من الأنصار إلا أبا عبيدة ابن الحارث |
غزوة بدر الكبــــرى
zaied- نائب المدير العام
- الجنس :
الانتساب : 23/06/2009
العمر : 27
المساهمات : 4230
نقاط التميز : 6429
تقيم المستوى : 4
- مساهمة رقم 1