غزة- أدهم الشريف
رحب رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة الفلسطينية
بغزة إسماعيل هنية، بأي مبادرة من شأنها أن ترفع الحصار المفروض على غزة
كلياً لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع، رافضاً في الوقت ذاته
كافة الاقتراحات القاضية بتخفيف الحصار.
وأكدَّ هنية خلال لقائه بالوفد البحريني في مقر مجلس الوزراء، الثلاثاء
15-6-2010، على أن أي اقتراحات تدعوا إلى تخفيف أو أدارة الحصار مرفوضة من
قِبل الحكومة والشعب الفلسطيني في غزة.
وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قد دعوا إلى فتح معابر قطاع
غزة لنقل كل البضائع التي يحتاج إليها الفلسطينيون والسماح بتنقلهم بحري.
وأعلن في بيان ختامي صادر عن اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي الاثنين
الماضي في لوكسمبورغ، استعداد الاتحاد للاضطلاع بدور في تفتيش البضائع
المتوجهة إلى غزة بحراً وبراً، وفقاً لإجراءات تحدَّد لاحقاً.
وقال هنية: "نحن لنا مطلب واحد، وهو مطلب لكل الدول، وهو مطلب
الإنسانية جمعاء أن ينتهي الحصار عن قطاع غزة إلى الأبد".
كما دعا الأوروبيون إلى اعتماد آلية تستند إلى اتفاق عام 2005 المتعلق
بتواجد أوروبي على معبر رفح، لمراقبة حركة مرور البضائع إلى غزة، كما أبدوا
رغبتهم في أن تراجع (إسرائيل) قائمتها للمنتجات التي تحظر إدخالها إلى
قطاع غزة.
رفض لجنة (إسرائيل)
وفي سياقٍ آخر، أكدَّ هنية على رفض حكومته لقرار (إسرائيل) بتشكيل لجنة
فحص أو تحقيق داخلية بشأن "مذبحة الحرية" التي راح ضحيتها 9 متضامنين
أتراك على متن سفينة "مرمره" التركية.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد صادقت الاثنين 14-6-2010، على
تشكيل لجنة تقصي للحقائق بشأن العدوان الأخير على سفن أسطول الحرية
التضامني الذي كان متوجهاً إلى غزة قبل أسبوعين.
وأضاف هنية "هذا خداع للرأي العام العالمي، والتفاف على المطلب الدولي
القاضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة"،
مشدداً على انه لا يمكن أن يكون الجلاد هو القاضي.
وأردف قائلاً: "لا يمكن أن يكون الإرهابي الذي سفك الدماء هو الذي يحقق
مع نفسه، ولذلك هذه لجنة تعمية ولجنة تغطية على معالم الجريمة وليست
مقبولة كشعب فلسطيني".
وثمن دولة الحكومة التركية التي رفضت تلك اللجنة، مضيفاً "نحن نقف إلى
جانب تركيا وموقفها الذي رفض هذه اللجنة، وأكد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق
دولية".
وتطرق خلال حديثه إلى متابعة الحكومة لزيارة الأمين العام لجامعة الدول
العربية عمر موسى إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن الحكومة حملَّت موسى عدة
مقترحات تتعلق بملف المصالحة الفلسطينية.
زيارة "موسى"
وأوضح رئيس الوزراء الفلسطيني أنه تلقى اتصالاً هاتفياً، أمس، من
الأمين العام لجامعة الدول العربية وتحدثا بشأن المصالحة، مشيراً إلى أن
ذلك الملف ما زال قيد البحث.
وقال: "نأمل أن تُفتح بوابة واسعة من أجل الوصول إلى مصالحة وطنية
حقيقية تكتسب صفة الديمومة وتحمي حقوق ثوابت وخيار الشعب الفلسطيني في
المقاومة والصمود".
ووجه هنية تحيته إلى ملك البحرين، وللشعب البحريني والبرلمانيين والقوى
والأحزاب البحرينية، شاكراً إياهم على ما يقدمونه نصرةً لقضية فلسطين.
وعبر عن سعادته لاستقباله الوفد بما "جاء حاملاً لمشاعر الالتزام
والمسؤولية تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية"، مضيفاً "كانت التلبية عاجلة
وسريعة لما طلبته وزارة الصحة وخلال أيام كان ذلك متوفراً".
وقال: "هذا يدل على أن القضية أبعد من قضية تضامن شعب مع شعب، وهي
رسالة لرفع المعنويات أو الحرج، إنها التزام ومسؤولية ورسالة العلاقات التي
لن تنفصل بإذن الله، والدعم المتواصل للشعب الفلسطيني حتى ينال حريته
واستقلاله".
وتابع قائلاً: "نرى أن الحصار الذي فرضته قوى الاستكبار في العالم كان
يهدف إلى إسقاط الحكومة، ويهدف إلى انتزاع مواقف سياسية، ويهدف إلى ضرب
مقومات الصمود وقدرة المقاومة على الفعل ضد الاحتلال".
وأكمل هنية يقول: "الحصار كان عقاب جماعي على شعبنا، لكن 4 أعوام من
الحصار لم تتمكن من تحقيق هذه الأهداف والشعب الفلسطيني ظل ثابتاً وصامداً،
ووفياً لدماء الشهداء ولعذابات الأسرى في سجون الاحتلال".
وأكدَّ على أن إستراتيجية الاحتلال الإسرائيلي من خلال الحصار المفروض
على غزة قد فشلت، مضيفاً "نحن الآن تحت مرحلة جديدة عنوانها الحصار ينهار".
وأوضح أن القوى التي فرضت الحصار على الشعب الفلسطيني بدأت تشعر أن
الحصار يشكل عبء عليها وليس على قطاع غزة، معتبراً أن (إسرائيل) اليوم
مُحاصرة بدماء شهداء أسطول الحرية، ومحاصرة، بحالة التضامن العربي
والإسلامي، ومحاصرة بالملاحقة القانونية، والملاحقة السياسية والإعلامية.
وقال: "ليس أمام (إسرائيل) إلا خيار واحد، وهو أن ترفع الحصار عن غزة".
الوفد البحريني
بدوره، أكدَّ رئيس الوفد البحريني وعضو المؤسسة الخيرية الملكية مصطفى
السيد، أن هدف زيارة الوفد الملكي لقطاع غزة هو دعم مطالب مواطني غزة
العادلة برفع الحصار المفروض من قِبل (إسرائيل) منذ سنوات.
ونقل السيد تحيات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إلى رئيس الوزراء
وللشعب الفلسطيني أجمع، مؤكداً على أن مملكة البحرين تولي اهتماماً بالغاً
للقضية الفلسطينية، وللعشب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
وأبدى السيد استعداده لدعم مشاريع التنمية الفلسطينية في قطاع غزة،
مشيراً إلى أنه سيتم تركيز المشاريع التي تمولها الجهات البحرينية على
تنمية المواطن الفلسطيني.
وكان الوفد البحريني الذي يضم 15 متضامناً بينهم برلمانيون قد وصل مساء
أول، أمس، عبر معبر رفح البري، في زيارة تضامنية مع سكان قطاع غزة تستمر
ليوم الجمعة، برفقة مساعدات إنسانية لأهالي القطاع.
وشملت جولة الوفد البحريني في قطاع غزة زيارة مقر الجامعة الإسلامية،
وسط مدينة غزة، للإطلاع على الدمار الذي بمنى المختبرات العلمية ومبنى تركي
بن عبد العزيز للمختبرات الهندسية، بعد أن تم تدميره بالكامل خلال الحرب
الأخيرة التي شنتها (إسرائيل) أواخر عام 2008.
وأبدى السيد استعداد مملكة البحرين والمؤسسات البحرينية الداعمة إلى
أعادة بناء مبنى المختبرات الذي دُمر اثر قصف من طائرات الاحتلال
الإسرائيلي من نوع (إف 16).
كما قام الوفد البحريني بزيارة تفقدية لمستشفى النصر، ومستشفى عبد
العزيز الرنتيسي، وجمعية مبرة الرحمة، ومستشفى القدس، فيما زار أيضاً مدارس
دار الأرقم، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية.
وتحول قطاع غزة قبلة للمتضامنين العرب والأجانب، بعد الهجوم الإسرائيلي
الدامي على أسطول الحرية وقتل تسعة متضامنين وإصابة العشرات في الحادي
والثلاثين من أيار/مايو الماضي.
المصدر: فلسطين أون لاين