أحيانا يصف الناس الحب بالصادق، وهو ما يوحي بأن هناك نوعا آخر من الحب، كاذب، فهل هذا التقسيم للحب محق؟هل يمكن أن يصنف الحب إلى صادق وآخر كاذب؟ وإذا أمكن التصنيف، فما هي مواصفات الحب الصادق والآخر الكاذب؟
الحب مرتبط بالمشاعر، والمشاعر لايصنعها الإنسان وإنما هي تتولد ذاتيا في داخله، فكيف يكون منها الصادق والكاذب؟
المشاعر انفعالات تعتلج في ثنايا النفس فتخالجها من حين إلى حين، كالشعور
بالحب أو الغضب أو الرضا أو الحزن أو غيرها من الانفعالات، وهي لاتحمتل
سوى أحد حالين أن تكون موجودة أو لاتكون، أي أن يكون حب أو لايكون، أن
يكون غضب أو لايكون، أن يكون رضا أو لايكون، فهي لا مجال فيها لمسألة
الصدق والكذب على الإطلاق.
حين
يكون هناك زيف أو كذب هل يكون في المشاعر ذاتها أم في الادعاء بوجودها؟
هناك من يدعي الحب وهو لايشعر به، ومن يتظاهر بالرضا وهو غير راض، ومن
يلبس لباس الحزن وهو غير مكترث، وهكذا، فيختلط على الناس الأمر فينسبون
الكذب في الادعاء، بوجود المشاعر إلى المشاعر نفسها، أما المشاعر في
حقيقتها فإنها ليس لها سوى صورة واحدة لا تقبل غيرها.
وإذا كانت مسألة الكذب والصدق في المشاعر مسألة وهمية، فماذا
عن الزيادة والنقصان فيها؟ هل هي حقيقية أم وهمية أيضا؟ هل المشاعر تزيد
في درجتها وتنقص، أم أنها ثابتة في الدرجة فلا زيادة ولا نقصان؟ نحن عادة عندما نعبر عن فرط مشاعرنا تجاه أمر ما أو شخص ما، نقول (حبي لك كبير) (شوقي إليك عظيم) (رغبته في الفوز طاغية) (بلغ الغضب بفلان مبلغا عظيما) (كدت أطير من فرط الفرح) الخ تلك التعبيرات التي توحي بالزيادة في المشاعر، فهل هي تعبيرات نابعة عن علم صحيح بالزيادة؟ وإذا قبلنا بالقول إن المشاعر تزيد وتنقص، ما المعيار الذي تقاس به الزيادة والنقصان؟.
الناس
غالبا يقيسون المشاعر وفق ما يظهر على صاحبها من صفات أو ما يأتيه من
سلوك، فالزيادة في الغضب تعرف مما يظهر على ملامح الوجه من انقباض واحتقان
وما قد يمارسه الغضبان من صراخ وحركات هوجاء، كما أن الفرح يقاس بمدى ما
يبديه الفرحان من انبساط في المزاج، وخفة في الحركة، وتسامح مع الناس،
وإبداء شيء من الكرم ربما لم يعهد فيه من قبل. أما الحب فغالبا يقيسه
الناس بمدى العطاء الذي يبذله المحب، كلما زاد مقدار العطاء دل على زيادة
الحب، وبطبيعة الحال فإن المقصود بالعطاء هنا ليس العطاء المادي، فالعطاء
المادي يدل على القدرة المادية أكثر مما يدل على درجة الحب، العطاء الذي يقاس به الحب هو التفاني في إرضاء الحبيبوالاستماتة في تحقيق سعادته وتقديمها على كل شيء وعلى كلأحد بما في ذلك الذات، كما تفعل الأمهات اللاتي غالبا يضرب المثل بعظم حبهن لأولادهن.
وعودة إلى مسألة الصدق والكذب في الحب، هل كان عمر بن أبي ربيعة صادقا في حبه أم كاذبا حين قال:
سلام عليها ما أحبت سلامنا
فإن كرهته، فالسلام على الأخرى
منقول
الحب مرتبط بالمشاعر، والمشاعر لايصنعها الإنسان وإنما هي تتولد ذاتيا في داخله، فكيف يكون منها الصادق والكاذب؟
المشاعر انفعالات تعتلج في ثنايا النفس فتخالجها من حين إلى حين، كالشعور
بالحب أو الغضب أو الرضا أو الحزن أو غيرها من الانفعالات، وهي لاتحمتل
سوى أحد حالين أن تكون موجودة أو لاتكون، أي أن يكون حب أو لايكون، أن
يكون غضب أو لايكون، أن يكون رضا أو لايكون، فهي لا مجال فيها لمسألة
الصدق والكذب على الإطلاق.
حين
يكون هناك زيف أو كذب هل يكون في المشاعر ذاتها أم في الادعاء بوجودها؟
هناك من يدعي الحب وهو لايشعر به، ومن يتظاهر بالرضا وهو غير راض، ومن
يلبس لباس الحزن وهو غير مكترث، وهكذا، فيختلط على الناس الأمر فينسبون
الكذب في الادعاء، بوجود المشاعر إلى المشاعر نفسها، أما المشاعر في
حقيقتها فإنها ليس لها سوى صورة واحدة لا تقبل غيرها.
وإذا كانت مسألة الكذب والصدق في المشاعر مسألة وهمية، فماذا
عن الزيادة والنقصان فيها؟ هل هي حقيقية أم وهمية أيضا؟ هل المشاعر تزيد
في درجتها وتنقص، أم أنها ثابتة في الدرجة فلا زيادة ولا نقصان؟ نحن عادة عندما نعبر عن فرط مشاعرنا تجاه أمر ما أو شخص ما، نقول (حبي لك كبير) (شوقي إليك عظيم) (رغبته في الفوز طاغية) (بلغ الغضب بفلان مبلغا عظيما) (كدت أطير من فرط الفرح) الخ تلك التعبيرات التي توحي بالزيادة في المشاعر، فهل هي تعبيرات نابعة عن علم صحيح بالزيادة؟ وإذا قبلنا بالقول إن المشاعر تزيد وتنقص، ما المعيار الذي تقاس به الزيادة والنقصان؟.
الناس
غالبا يقيسون المشاعر وفق ما يظهر على صاحبها من صفات أو ما يأتيه من
سلوك، فالزيادة في الغضب تعرف مما يظهر على ملامح الوجه من انقباض واحتقان
وما قد يمارسه الغضبان من صراخ وحركات هوجاء، كما أن الفرح يقاس بمدى ما
يبديه الفرحان من انبساط في المزاج، وخفة في الحركة، وتسامح مع الناس،
وإبداء شيء من الكرم ربما لم يعهد فيه من قبل. أما الحب فغالبا يقيسه
الناس بمدى العطاء الذي يبذله المحب، كلما زاد مقدار العطاء دل على زيادة
الحب، وبطبيعة الحال فإن المقصود بالعطاء هنا ليس العطاء المادي، فالعطاء
المادي يدل على القدرة المادية أكثر مما يدل على درجة الحب، العطاء الذي يقاس به الحب هو التفاني في إرضاء الحبيبوالاستماتة في تحقيق سعادته وتقديمها على كل شيء وعلى كلأحد بما في ذلك الذات، كما تفعل الأمهات اللاتي غالبا يضرب المثل بعظم حبهن لأولادهن.
وعودة إلى مسألة الصدق والكذب في الحب، هل كان عمر بن أبي ربيعة صادقا في حبه أم كاذبا حين قال:
سلام عليها ما أحبت سلامنا
فإن كرهته، فالسلام على الأخرى
منقول