منتديات الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الجنة

منتديات الجنة منتدى عراقي يهتم بالطلبة العراقيين والشباب العراقي ... منوع اجتماعي خدمي


    |♠| بـِـقـَـلـَـمـِـي ♠ غــُـرفــَـة داخــلــيــِّـة .. !

    mo7 layali
    mo7 layali
    .::عضو تشيط::.
    .::عضو تشيط::.


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 29/05/2010
    العمر العمر : 32
    المساهمات المساهمات : 158
    نقاط التميز نقاط التميز : 338
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 1

    |♠| بـِـقـَـلـَـمـِـي ♠ غــُـرفــَـة داخــلــيــِّـة .. ! Empty |♠| بـِـقـَـلـَـمـِـي ♠ غــُـرفــَـة داخــلــيــِّـة .. !

    مُساهمة من طرف mo7 layali 2010-05-29, 8:19 pm

    القصة مع بعض التعديلات لتناسب الكّل إلّا
    أصحاب " القلوب المريضة "




    ♠️ غـُـرفـَـة داخلــيـِّـة
    .. ♠️




    |♠| بـِـقـَـلـَـمـِـي ♠ غــُـرفــَـة داخــلــيــِّـة .. ! Icon



    لا أذكرُ
    صباحاً مرّ عليّ خلال ستةِ آلافٍ ومئتي صباح إلّا وشتمت فيه هذا المسمار
    الصدئ اللعين بأقرفِ وأشدّ الشتائم بذاءة .. تلك التي تشبه إلى حدٍّ كبير
    القرف الذي أحياه !!


    - تفوو .. مجبورة أنا
    إتصَبَّح فيكـ كل يوم ؟ الله يلعنها من حياة !


    كان صوتُ أبي
    الصدى الوحيد لصوتي :


    - " ومن سخط .. فلهُ
    السخط !! "*




    أقلعتُ عن
    مجادلتهِ مذ حملَ فردة حذاءَه المهترئ الثقيل الخاص بعجائز زمانه ورماني
    بها .. حينها ارتطمت بثديي الأيمن وآلمني حدّ فقدانِ الوعي !


    بتُّ أحتفظُ
    بسخطي لي .. وأكتفي بأمنية خبيثة : كلّ أترابِكـَ ماتوا ودُحرِجوا في
    القبور وربما في الجحيم .. وأنت لا زلتَ حيّاً جاثماً فوقَ رئتي .. ساقا
    الله توَدِعْنا .. ساقا الله !!




    ×



    هذا الفقر
    المدقع العاهر اللعين .. لم يذر لنا شيئاً ..


    لكنّي اليوم ..

    والآن .. الآن
    .. في هذهِ اللحظة ..


    أكتبُ فوق
    سريرٍ واسع رهف ورحب .. ملمسه ناعم للغاية .. أو هوَ ربما ملمس الغطاء ، لا
    أدري .. ربما يكون هذا هو الحرير الذي سمعتُ عنه وكنتُ كلّما سألتُ والدي
    عنه أجاب : لا تحلمي كثيراً .. وصفع مؤخرة رأسي بقسوة وأكمل تسبيحاته
    المعتادة ..


    لذا لا أجلس بجواره
    معظم الوقت ..




    و ......... آه
    ..


    هنالك حمّام
    هنا .. وصالون ومطبخ وخزانة ملابس أكبر من الغرفة الصغيرة خاصتنا التي كانت
    تختزل كلّ هذهِ الغرف !!




    لو تعلمُ أمّي
    أنْ .. صار لديّ بعلٌ ( كما تصفه ) وأنّي لست ( قبيحة الملامح ، دميمة ،
    مسترجلة ، سمجة و" بايرة "** كما كانت تردّد !! )


    فها هوَ الآن "
    بعلي " يرقدُ بسلام .. كفّهُ اليُمنى تتحقّق منّي كلّ هنيهتين فتستقرّ فوق
    رأسي .. وكفّهُ الأخرى ، على كل حال ، تحت الوسادة .. وعينيه مغمضتين
    وفوقَ شفاهِه تتأرجحُ ابتسامة لذّة بلهاء .. تماماً كما ابتسامتي !!




    ×



    الحائطُ هنا ..
    ليسَ خشبياً مليئاً بالمسامير .. ليسَ رطباً " شوكيّاً " ..


    هذا الحائط ..
    أملس .. وملوّن !!


    الحائط الذي
    دوماً حلمتُ به ..


    أتحسّسه الآن
    بيدي .. نعم أملس ..


    والغرفة فسيحة
    .. فيها أربعةُ نوافذ كبيرة .. شرّعتها للهواء ..


    ياااه ، لم
    أختبر هذا الشعور يوماً !


    ورغمَ غبطتي
    هَممتُ بإغلاقها حينما طلبَ* هذا بذريعة أنّنا سنقوم " ببعض الأمور " !
    هجستُ من حذاءِه .. خصوصاً وأنه يملك حذاءًا له مقدّمة غريبة تشبه رأس
    المسمار المزعج !!




    ×



    وقمنا .. بـ "
    بعض الأمور " ..




    ×

    Flash back





    حينما هممتُ
    بالخروج صباح ذاك اليوم ، أعطاني والدي ورقة صغيرة وقال :


    سلي المارّين
    عن هذهِ الورقة .


    سلّمني إيّاها
    صديقي القديم الذي مرّ صدفة لأمسح له حذاءُه اللامع أصلاً ، وردّد : تعال
    إليّ .. وسأجد لكَ عملاً ما يُخرجكـ من هذا الحيّ المُقرف !!!


    وحينما
    يدلّونكِ وتصلين إليه .. لا تنسي تقبيل يديه لتشكريه نيابةً عنّي .. وإلّا
    ....


    - حاضر .. ( همستُ بخوف )




    ومدّ يده مرّة
    أخرى وناولني بضعة قروش .. واقترب منّي ، خفت ، لكنّه همس بخبث : لا بأس من
    بعضِ القروش لربما .. يتحسّن هذا الحال !!!!


    ودفعني بكلتا
    يديه .. للخارج !




    ×



    ليس من
    الضروريّ أن أذكر كلّ تلك الحذافير التي قادتني لما يسمّونها " شركة عبد
    الحميد وأبناءِه للعقارات " ..


    إنما استغربت
    منّي .. حينما قارنتُ نفسي بالمارّين .. شعرتُ بأنّ هناك خلّلاً ما .. إمّا
    فيّ أو فيهم ..


    أريتُ البوّاب
    ضخم الجثّة ، الورقة ، فاستغرب وتمتم : توقيع المدير نفسه !!


    وأذِنَ لي
    بالدخول ، على مضض ، وبملامح لعينة ازدرتني من أعلى رأسي حتّى أسفلِ قدمي
    ..


    أضاف : آخر طابق ..
    !!




    لم افهم لكنّي ظللتُ
    أصعد الأدراج الكثيرة ( لاحقاً عرفت وظيفة الجدار الحديدي المنشطر لبابين
    دونما مقبض !! ) ، وحينما وصلت شتمتُ أبي تعدادَ الدرجات هناك ..




    نفس النظرة
    التي واجهتها عند البوّابة واجهتها وأبصرتها في ملامحها المفبركة !!!


    - سيدي .. هنالك غريبة
    توّد رؤيتك ومعها " الكارت " الخّاص بالشركة والموّقع من قبل والدكـ ،
    شخصياً !! ( همسَتْ لكائن أبيض غريب .. لهُ ذيل يشبه خصلاتِ شعري الفوضويّة
    !!


    وأدخلتني بعد
    طول انتظار .. سحقاً لها !!




    ×



    - السلامُ عليكم ورحمة
    الله وبركاته سيدي ..


    - أهلاً !

    - تفضّل .. ( وناولتُه
    الورقة البيضاء )


    جُلجِلت ضحكة
    سائبة في الغرفة .. ظننتُ ، لوهلة ، بأنّ الجدرانَ ستتفتّت على إثرها !!




    حينما رفعتُ
    رأسي لأرقبه وأفهم سبب ضحكه ذاك ألفيتُه يتأملني بنظراتٍ مُريبة .. ويخرج
    لسانه بحركة لم أفهم ماهيتها !


    لكنّه ابتسم
    لاحقاً وقال : أووه .. حسناً حسناً .. فهمت !! تعالي معي !! لنقوم " ببعضِ
    الأمور "


    فرحت حينئذ .
    فـُـرِجـَـتْ .. فـُـرِجـَـتْ !


    ورافقته
    بخطواتِ تتراقصُ طرباً وفرحاً .. إذاً سأبدأ العمل بهذه السرعة ..




    كان هنالك غرفة
    جانبيّة ( لا ، بل هيَ أشبهُ بِبيتٍ مُصغّر !! )


    والغرفة ، هي
    نفسها الغرفة التي ..




    ×



    التي .. تحوي
    سريراً عالياً واسعاً وجدراناً ملساء ليست رطبة وليس يسكنها أيّ مسمار ..




    ×



    استيقظَ الآن
    .. وابتسم لي .. وبادلته الابتسامة .. وقال : هذا هوَ عملُكِ من الآن
    فصاعداً ..


    فرحت فعملي
    ممتع وسهل ..


    شكرته وتذكرت
    كلامَ والدي فاقتربت منه وانتشلتُ كفّه وقبّلتها .. فضحكَ وقبلّ جبيني
    وردّد : فتاة مطيعة .. طيبة .. مطيعة !


    وشكرتُه بخجل
    ..


    سألني ارتداء ملابسي
    والعودة للبيت .. لأعود غداً .. !




    حينما وقفت
    أمام الباب الخارجي تذكرتُ أمر القروش التي منحني إيّاها والدي لأسلّمها له
    ومددتُ يدي وقلت : هذهِ لك سيدي .. والدي ، يبعثُ لك التحية والسلام ..
    ويشكركـ




    فضحك بصخب عظيم
    حتّى بان سقف حلقِه .. وحينما هدأ مدّ يده لجيبه وأخرج ورقاتٍ كثيرة
    ورماها أمامي وأغلق الباب وانصرف !!




    حملتها فكأنّها
    رضيعٌ يخصّني .. احتضنتها بكلّ جزعٍ وخوف وأخفيتها داخل حمّالة الصدر
    خوفاً من أن تُسرَق !!




    ×



    - حصلت على العمل !

    - أحقاً ؟

    - نعم ، يا والدي !



    أعرضتُ عنه
    ومددتُ يدي لحمّالة الصدر وأخرجت الورق الذي رماه " بعلي " قبالتي .. ثمّ
    رفعتُ يدي لأسلّم الورق لوالدي وقلت : هذا ما أعطاني إيّاه حينما أعطيته
    القروش !!


    فانتشلها والدي
    واشتمّها وقبّلها وربّت على رأسي وردّد : عفارم عليكي يا بنتي .. عفارم
    عليكي !




    ...

    وانصرف !! ..

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-28, 11:02 am