حين عدت إلى تلمسان متوجا من وادي سوف في مهرجانها للشعر الفصيح استقبلني الأهل بفرح واستقبلتني مدينتي مغنية بنزلة برد..كتبت هذه القصيدة و أنا أسعل و أعطس من أجل أن أهديها إلى النابغين عبد الحميد بن باديس و مالك بن نبي و إلى كل من عشق قسنطينة:
نزيف البوح إلى " سرتا"</SPAN>
نزيف البوح إلى " سرتا"</SPAN>
هززتُ فيكِ جسورَ الحُلْمِ و القِببـا </SPAN> </SPAN>فمنْ هواكِ حروفي اسّاقطــتْ رُطَبـا</SPAN>
و ألبستْـكِ المعــاني كلّ قافيــةٍ </SPAN> </SPAN> </SPAN>أ لستِ شِعراً على أحداقنا كُــتــِبا؟؟</SPAN>
وخبّأتكِ عيــونُ المجـدِ أغنيــة ً </SPAN> </SPAN>ففاضَ لحنُ الرؤى كالدمـعِ و انْسكبـا</SPAN>
و غـرّدَ الفِكـْرُ مشتـاقاً أيا لُغـة ً </SPAN>يُبـرعمُ اللفظُ في أغصانهـا الأدبـا</SPAN>
جميلـة ٌ أنتِ مثلي تنزفين هـوى </SPAN> </SPAN>و تُسكـرينَ بنايِ الوشـوشاتِ رُبـى</SPAN>
وقفتِ فوقَ صخورِ البـوحِ بسملـة ً </SPAN> </SPAN>تعطّــرينَ بكَفـَّيْ "مالكٍ" سُحُبــا</SPAN>
و تغرسينَ "ابنَ باديسَ " الأُلى قمـراً </SPAN> </SPAN>فيهطل العلمُ منْ جذعِ المدى شُهُبــا</SPAN>
هنا الحدائقُ يُغفــي وردها قلمــاً </SPAN> </SPAN> </SPAN>و يستفيقُ بها وجــهُ الحصى كُتُبـا</SPAN>
و للشُّجيْـراتِ أنفــاسٌ مزقـزقـةٌ </SPAN> </SPAN> </SPAN>كأنّهُ "ماسنـيسـا" يسكـنُ الحطَبــا</SPAN>
يُراقصُ العُشبُ بالمالـوفِ "كاهنــةً" </SPAN> </SPAN>و العزفُ يُنبتُ "قسطنطينَ" و النُّجُبـا</SPAN>
زنابقُ العشقِ تنمو في يدي صُحُفــاً </SPAN> </SPAN>فمَنْ سيقرأُ عنْ "سِرتا" رحيقَ صِبـا؟؟</SPAN>
ومَنْ سيقذِفُ في "وادي الرمالِ" فمـاً </SPAN> </SPAN>ليخرُجَ القولُ مـاءً سلسـلاً عَذُبـا؟؟</SPAN>
"يوبا" تسلَّقْ جـدار العـزّ ليلكــة ً </SPAN> </SPAN>وذاكَ "يوغـرطةٌ" يُسقى لهـا نسَبـا</SPAN>
و ذُبْ معي سُكّراً في شاي ذاكرتـي </SPAN> </SPAN>إنّـي صبَبْتُكَ شِعراً كلّمـا شُرِبــا</SPAN>
و فُحْ بــ"تيديسَ" يا قلبي فلا حجَـرٌ </SPAN> </SPAN> </SPAN>إلاّ تضمّــخَ بالتاريخِ ثـُمَّ حبــا</SPAN>
هيَ الجسورُ عناقيدُ الصدى ابتسمتْ </SPAN> </SPAN>متى تجِدْ عمرَها المخمورَ سِلْ عِنبا</SPAN>
رواية ُ الحُسْنِ تحكيها الدروبُ لنـا </SPAN> </SPAN>حيثُ الحضارةُ تمشي طفلة ً و أبــا</SPAN>
فلا " الملايا" مرايا حينَ أُبصرُني </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN>فيها أطرِّزُ جفْنَ الطُّهـر و الهُدُبــا</SPAN>
وكمْ مساجدَ تغزونـي مآذنُهــا </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN>لأحمِلَ الذّكرَ في ثغـري إذا تعِبــا</SPAN>
وما رأيتُ الندى إلاّ و رتّلنــي </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN>آياتِ حبٍّ’ و باسَ الزهـرَ فاحْتجَبـا</SPAN>
سُلّي قسنطينة "الفينيقِ" </SPAN>أوردتـي </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN>و أغمدي في دمائي العُجْبَ و العَجَبـا</SPAN>همُ الأمازيغُ منْ عينيكِ قدْ قطَروا </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN> </SPAN>و يؤلِمُ الشوقُ حتّى تذرفـي العَربـا</SPAN>