الأندلس تتكرر من جديد في فلسطين
في يوم 2 ربيع الأول سنة 897 هـ الموافق 2 يناير 1492م وقع
أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك الأندلس من المسلمين
وقّع معاهدة الإستسلام و ذلك بعد قتل انتفاضة المسلمين التي قامت بين ربوع
غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس و خرج أبو عبد الله الصغير من مدينة
غرناطة و وقف على تل من التلال القريبة من قصر الحمراء قصر الحكم في
غرناطة و هو يبكي و ينتحب، قالت له أمه عائشة الحرة:
(أجل فلتبك كالنساء ملكاً لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال)
و خرج المسلمون بذلك خروجاً نهائياً من الأندلس بعد أن حكمت بالاسلام 8
قرون غير أن الأيام تحمل معها مفاجآت كثيرة فتلك البلاد التي حكمت
بالاسلام هذه المدة الطويلة لا يعيش فيها من المسلمين سوى 100 ألف مسلم
فقط و هي من أقل البلاد تعداداً للمسلمين و هو درس لا بد أن يفقهه
المسلمون.
ما هي حكاية الكلام عن الأندلس ألسنا نتحدث عن فلسطين؟
إن العلاقة وثيقة جداً بين قضية فلسطين الحالية و بين قضية الأندلس الماضية.
سبحان الله مع تباعد الزمان و المكان بين فلسطين و الأندلس إلاّ أن وثيقة و وطيدة، و هي ملحوظة في غاية الأهمية، لتاريخ الأندلس!
لماذا لم يعد للاسلام ذكر في هذه البلاد إلاّ آثاراً قديمة و بعض المساجد التي حُوِّلّت إلى كنائس؟
لماذا لم يعد للاسلام ذكر في هذه البلاد بينما احتلت بلاد اسلامية كثيرة و
مع ذلك لم يخرج منها الاسلام –احتلت مصر و السودان و الجزائر و العراق- و
معظم بلاد العالم ، لكن البلاد ما زالت مسلمة رغم الاحتلال الطويل، أما
أسبانيا فالوضع فيها مختلف! لماذا؟
· ذلك أن الاحتلال الأسباني للممالك الاسلامية في الأندلس كان احتلالاً
استيطانياً إحلالياً سرطانياً بمعنى أن الأسبان ما كانوا يدخلون مدينة
إسلامية إلاّ و يقتلوا أهلها جميعاً و مذابح جماعية في كل مكان أو
يطردونهم خارج البلاد.
· هكذا مع الوقت يتحول سكان البلد المسلمون إلى شهداء أو لاجئين ثم يأتون
بالأسبان من كل مكان يستوطنون الأندلس و هكذا مع مرور الوقت أصبح سكان
الأندلس كلهم من الأسبان و ليسوا من المسلمين و اختفى المسلمون بالكلية من
الأندلس.
ترى كيف كان حال المسلمون حول بلاد الأندلس – في تونس و الجزائر و المغرب و الشام و مصر- كيف كان حال المسلمون وقت سقوط الأندلس ؟
· كان المسلمون في فرقة شديدة و ضعف ، و لا شك أنهم فكروا مع هذا الضعف في
استعادة بلاد الأندلس لكنهم لم يستطيعوا هذا لضعف قوتهم و المؤكد أن
اللاجئين الذين خرجوا من بلاد الأندلس عند السقوط فكروا يوماً ما في
العودة و لكن لم يستطيعوا لضعف إمكانياتهم و قلة حيلتهم.
و هكذا مر شهر أو شهران و عام أو عامان و قرن أو قرنان بل 5 قرون و ضاعت الأندلس من ذاكرة المسلمين.
مَن مِن المسلمين الآن يُفكر في استعادة الأندلس؟
·
الأندلس الآن عبارة عن دولتين (أسبانيا و البرتغال) تربطهما مع كل بلاد المسلمين علاقات حميمة.
كان المؤرخون قديما عندما يتحدثون عن الأندلس يقولون(أعادها الله للمسلمين)
· كما يتحدث مؤرخ فيقول: (فتح طارق بن زياد رحمه الله بلاد الأندلس أعادها
الله للمسلمين سنة 92هـ) ذلك أنها كانت دائماً في الذاكرة أما مع تقادم
العهد فقد اختفت الكلمة، كلمة (أعادها الله للمسلمين) اختفت من أفواه
المؤرخين.
· انظروا إلى زيارة قام بها سفير مغربي للأندلس (أسبانيا) بعد سقوطها بـ
100 عام و اسمه(الغزّال الفاسي) رحمه الله سفير سلطان المغرب إلى ملك
أسبانيا كارلوس الثالث، زار في هذه السفارة مسجد قرطبه (الجامع العظيم)
فقال عنه:
" و هو من أعظم مساجد الدنيا في الطول و العرض و العلو و منذ عبرنا هذا
المسجد لم تفتر لنا عبرة مما شاهدنا من عظمته و تذكرنا ما كان عليه في عهد
الاسلام ما قُريء فيه من العلوم و ما تليت فيه من الآيات و أقيمت به من
الصلوات و قد تخيل في الفكر أن حيطان المسجد و سواريه تسلم علينا وتهش
إلينا من شدة ما وجدنا من الأسى حتى صرنا نخاطب الجمادات و نقبل كل سارية
و نعانق حيطان المسجد و جداره .
سبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة!
الأندلس تتكرر من جديد ! أين؟
في فلسطين
نعم نفس طريقة الاحتلال الأسباني، قتل و طرد للمسلمين ، تحويل الشعب إلى
لاجيء أو شهيد، هدم للمباني و الديار، و إقامة للمستوطنات اليهودية في كل
مكان، حملة إحلال منظمة للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي و إن ترك الأمر
على حاله في تراخ و دعة من المسلمين فإن المصير واحد نفس مصير الأندلس!
· إذا تقادم العهد على عملية الاستيطان و الاحلال فيصبح المكان اسمه مع
مرور الزمان (إسرائيل) كما أصبحت (الأندلس) بعد مرور الزمان اسمها
(أسبانيا و البرتغال)، إذا تقادم العهد على احتلال فلسطين فقد يأتي وقت
يزور فيه المسلمون المسجد الأقصى كما كانوا يزورون مسجد قرطبة يقبلون
السواري و الجدران و يسمعون بآذانهم شكوى المسجد لهم.
المثقفة
في يوم 2 ربيع الأول سنة 897 هـ الموافق 2 يناير 1492م وقع
أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك الأندلس من المسلمين
وقّع معاهدة الإستسلام و ذلك بعد قتل انتفاضة المسلمين التي قامت بين ربوع
غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس و خرج أبو عبد الله الصغير من مدينة
غرناطة و وقف على تل من التلال القريبة من قصر الحمراء قصر الحكم في
غرناطة و هو يبكي و ينتحب، قالت له أمه عائشة الحرة:
(أجل فلتبك كالنساء ملكاً لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال)
و خرج المسلمون بذلك خروجاً نهائياً من الأندلس بعد أن حكمت بالاسلام 8
قرون غير أن الأيام تحمل معها مفاجآت كثيرة فتلك البلاد التي حكمت
بالاسلام هذه المدة الطويلة لا يعيش فيها من المسلمين سوى 100 ألف مسلم
فقط و هي من أقل البلاد تعداداً للمسلمين و هو درس لا بد أن يفقهه
المسلمون.
ما هي حكاية الكلام عن الأندلس ألسنا نتحدث عن فلسطين؟
إن العلاقة وثيقة جداً بين قضية فلسطين الحالية و بين قضية الأندلس الماضية.
سبحان الله مع تباعد الزمان و المكان بين فلسطين و الأندلس إلاّ أن وثيقة و وطيدة، و هي ملحوظة في غاية الأهمية، لتاريخ الأندلس!
لماذا لم يعد للاسلام ذكر في هذه البلاد إلاّ آثاراً قديمة و بعض المساجد التي حُوِّلّت إلى كنائس؟
لماذا لم يعد للاسلام ذكر في هذه البلاد بينما احتلت بلاد اسلامية كثيرة و
مع ذلك لم يخرج منها الاسلام –احتلت مصر و السودان و الجزائر و العراق- و
معظم بلاد العالم ، لكن البلاد ما زالت مسلمة رغم الاحتلال الطويل، أما
أسبانيا فالوضع فيها مختلف! لماذا؟
· ذلك أن الاحتلال الأسباني للممالك الاسلامية في الأندلس كان احتلالاً
استيطانياً إحلالياً سرطانياً بمعنى أن الأسبان ما كانوا يدخلون مدينة
إسلامية إلاّ و يقتلوا أهلها جميعاً و مذابح جماعية في كل مكان أو
يطردونهم خارج البلاد.
· هكذا مع الوقت يتحول سكان البلد المسلمون إلى شهداء أو لاجئين ثم يأتون
بالأسبان من كل مكان يستوطنون الأندلس و هكذا مع مرور الوقت أصبح سكان
الأندلس كلهم من الأسبان و ليسوا من المسلمين و اختفى المسلمون بالكلية من
الأندلس.
ترى كيف كان حال المسلمون حول بلاد الأندلس – في تونس و الجزائر و المغرب و الشام و مصر- كيف كان حال المسلمون وقت سقوط الأندلس ؟
· كان المسلمون في فرقة شديدة و ضعف ، و لا شك أنهم فكروا مع هذا الضعف في
استعادة بلاد الأندلس لكنهم لم يستطيعوا هذا لضعف قوتهم و المؤكد أن
اللاجئين الذين خرجوا من بلاد الأندلس عند السقوط فكروا يوماً ما في
العودة و لكن لم يستطيعوا لضعف إمكانياتهم و قلة حيلتهم.
و هكذا مر شهر أو شهران و عام أو عامان و قرن أو قرنان بل 5 قرون و ضاعت الأندلس من ذاكرة المسلمين.
مَن مِن المسلمين الآن يُفكر في استعادة الأندلس؟
·
الأندلس الآن عبارة عن دولتين (أسبانيا و البرتغال) تربطهما مع كل بلاد المسلمين علاقات حميمة.
كان المؤرخون قديما عندما يتحدثون عن الأندلس يقولون(أعادها الله للمسلمين)
· كما يتحدث مؤرخ فيقول: (فتح طارق بن زياد رحمه الله بلاد الأندلس أعادها
الله للمسلمين سنة 92هـ) ذلك أنها كانت دائماً في الذاكرة أما مع تقادم
العهد فقد اختفت الكلمة، كلمة (أعادها الله للمسلمين) اختفت من أفواه
المؤرخين.
· انظروا إلى زيارة قام بها سفير مغربي للأندلس (أسبانيا) بعد سقوطها بـ
100 عام و اسمه(الغزّال الفاسي) رحمه الله سفير سلطان المغرب إلى ملك
أسبانيا كارلوس الثالث، زار في هذه السفارة مسجد قرطبه (الجامع العظيم)
فقال عنه:
" و هو من أعظم مساجد الدنيا في الطول و العرض و العلو و منذ عبرنا هذا
المسجد لم تفتر لنا عبرة مما شاهدنا من عظمته و تذكرنا ما كان عليه في عهد
الاسلام ما قُريء فيه من العلوم و ما تليت فيه من الآيات و أقيمت به من
الصلوات و قد تخيل في الفكر أن حيطان المسجد و سواريه تسلم علينا وتهش
إلينا من شدة ما وجدنا من الأسى حتى صرنا نخاطب الجمادات و نقبل كل سارية
و نعانق حيطان المسجد و جداره .
سبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة!
الأندلس تتكرر من جديد ! أين؟
في فلسطين
نعم نفس طريقة الاحتلال الأسباني، قتل و طرد للمسلمين ، تحويل الشعب إلى
لاجيء أو شهيد، هدم للمباني و الديار، و إقامة للمستوطنات اليهودية في كل
مكان، حملة إحلال منظمة للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي و إن ترك الأمر
على حاله في تراخ و دعة من المسلمين فإن المصير واحد نفس مصير الأندلس!
· إذا تقادم العهد على عملية الاستيطان و الاحلال فيصبح المكان اسمه مع
مرور الزمان (إسرائيل) كما أصبحت (الأندلس) بعد مرور الزمان اسمها
(أسبانيا و البرتغال)، إذا تقادم العهد على احتلال فلسطين فقد يأتي وقت
يزور فيه المسلمون المسجد الأقصى كما كانوا يزورون مسجد قرطبة يقبلون
السواري و الجدران و يسمعون بآذانهم شكوى المسجد لهم.
المثقفة