منتديات الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الجنة

منتديات الجنة منتدى عراقي يهتم بالطلبة العراقيين والشباب العراقي ... منوع اجتماعي خدمي


    أخلاق المسلم- الأمانة

    الإمبراطور
    الإمبراطور
    .::عضو تفتخر به الادارة::.
    .::عضو تفتخر به الادارة::.


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 23/05/2010
    العمر العمر : 34
    المساهمات المساهمات : 2568
    نقاط التميز نقاط التميز : 3638
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 2

    أخلاق المسلم- الأمانة Empty أخلاق المسلم- الأمانة

    مُساهمة من طرف الإمبراطور 2010-05-29, 3:50 am

    أخلاق المسلم- الأمانة





    وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي
    فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن
    يحملنها لعظمها وثقلها، يقول تعالى: {إِنَّا
    عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
    فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
    الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}
    [الأحزاب: 72].



    وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
    وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له» [أحمد].

    أنواع الأمانة:
    الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:

    الأمانة في العبادة:
    فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض
    الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من
    الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.


    الأمانة في حفظ الجوارح:
    وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها
    أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله سبحانه؛
    فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن
    يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل أمانة...وهكذا.


    الأمانة في الودائع:
    ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما
    يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فقد
    كانوا يتركون ودائعهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم؛ فقد
    عُرِفَ الرسول صلى الله عليه وسلم بصدقه وأمانته بين أهل مكة، فكانوا
    يلقبونه قبل البعثة بالصادق الأمين، وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه
    وسلم من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليعطي
    المشركين الودائع والأمانات التي تركوها

    عنده.

    الأمانة في العمل:
    ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه،
    فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات،
    ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل
    امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.


    الأمانة في الكلام:
    ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف
    قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل
    التقوى، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} [إبراهيم: 24].

    وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله سبحانه مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم: 26].
    وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: «إن
    الرجل لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ،
    يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط
    الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه»
    [مالك].

    والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله سبحانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والكلمة الطيبة صدقة» [مسلم].

    المسئولية أمانة:
    كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء
    أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ
    ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم: «ألا
    كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول
    عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على
    بيت بعلها (زوجها) وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو
    مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»
    [متفق عليه].


    الأمانة في حفظ الأسرار:
    فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة» [أبو داود والترمذي].

    الأمانة في البيع:
    المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، وقد
    مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في كومة
    الطعام، فوجده مبلولا، فقال له: «ما هذا يا صاحب الطعام؟» فقال الرجل: أصابته السماء (المطر) يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفلا جعلتَه فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غَشَّ فليس مني» [مسلم].



    فضل الأمانة:
    عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المعارج: 32]. وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.


    الخيانة:
    كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله سبحانه لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} [النساء: 107].
    وقد أمرنا الله عز وجل بعدم الخيانة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].
    وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك» [أبو داود والترمذي وأحمد].

    جزاء الخيانة:
    بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف
    يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي
    خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله
    عليه وسلم: «لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة» [متفق عليه].

    ويا لها من فضيحة وسط الخلائق تجعل المسلم يحرص
    دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا
    يفرط في حق الله عليه.


    الخائن منافق:
    الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان» [متفق عليه]. فلا يضيع الأمانة ولا يخون إلا كل منافق، أما المسلم فهو بعيد عن ذلك.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-14, 11:36 am