خيبَة الحُروفِ التي لاتستجيب شيء محسُوب على قلمِي الصغيْر
الصَوت الخفيُّ والكلام الطويْل
هذه الأشياء لايُطيعها حرفي , بل كأنها تدعُو القلَم للإسترخاء ساعَة
تجتمِعُ فيها رغْبَة البَوح مع عِصيان الحَرف
أؤمِنُ دائماً بأن الصَمت حِكمَة تختبئ خلفَها الأشياء التي لاتستحق أن نتحدّث عنها
أو نلتفِت لها طويلا و نقِف على طللِها ونسمعُ نشيْج الجُرح في داخلنا
ويعود الصدى بلاجَواب !!
بعْضُ الأشياء حولنا تُجبِرنُا عَلى أن نقتات الصَمتَ حَلوَى نسلُو بِها عَن غصص الجِراح التي يفتقها البَعض فيْنَا
وبعْضُ المواقف تقُودُنا إلى ممرٍ شاسِع نمضِي فيْه بعيْداً عَن شجَب النفْس وصِراعاتِها
لنطرُق أبواب الأعُذارِ ونلِجُ مِن أيّها يُفتَح
وبعْضُ الجِراح تنزِفُ طَويْلاً ثُمّ تمُوتُ فجأة , أو رُبّما تُهجَّر إلَى عوالِم النِسيان سريْعاً ,
لأنّ القُلوب المُتخمَة بالبياض لا تعرِفُ سَواد الحِقْد ولا تسمعُ صَوت الإنتقامِ ولا صريخ الكُره
و بعْضُ الأرواح مُترعَة بالطُهْر تعُودُ سريعاُ لِتُخضّب أرضَ الجِراح بالصَفْح
وتمزّق خَيْوطَ البُعْد قبْلَ أن تمتَدْ وتستوطِنُ سريعاً مدائن الوفَاء
ذاك الوطَن الفسيْح المُتخَم بالوِداد الذِي لا ينتهِي ببِدايَة جُرْح بلْ يكبُر فِي كُل مرّه
يستيقظُ فيهَا الحنين الغافي عَلَى شُرُفاتِ الذِكرَى
والعفُو يعتلِي عَرْشِ الجِراحِ ويُنادِي بإحقاق الصَفَاء في تِلك المدائِن
وبعْض الأرواح سخيَة سخيَة سخيَة بالوفاء بِلا مِنّة
وفِي المُقابِل نشعُر أحياناً بأن الوداد في بعْضِ القلُوب تشرنقَ عَلى أغصان مصلَحَة ما
وأن أواصِر المحبّة اختنقت عَلى عتَبَاتِ الجُحُود
وأن خُيُوطُ الوِصَال تهترئ بتباعْدِ تلك القُلُوبِ
وبتمازَج البيَاض بفلتات اللِسَان الموبوءة بالكَذِب
وأنّ أرضُ القُرب تجدب بتجافِي تلْك الصَدوُر والأرواح
وملامِحُ الصِدقِ التِي بدَت تغيْب فيها !!
ونتساءَلُ طويلاً
لمَ صَارَ سهْمُ اللِسَان يقصِمُ هامَة الصفْوِ
لِمَ يستعصِي العَفُو عَلى قلُوبٍ تتلُو كثيراً ” والعافينَ عنِ الناس والله يُحِبّ المُحسِنيْن “
لِمَ أصبَح الصَمتُ فِي لُجّة الخِصَام سذاجَة وضِعْفاً
لِمَ باتَ الإنتقام دَيناً لا بُد مِن إستيفاءِه
و مَتَى يستفيْق صَوتَ الإخاءِ ..!!
القَلمُ ...
في يدِ المؤمن كـالغيث ، أينما ســال مـداده نَـفَـع
وفي يدِ المجـاهد ســلاح ، أينما سُـدِّد أصــــــاب
وفي يدي مُثقـلٌ بالألـم ، مُفعـم بالأمـلِ والرَّجــاء