كانت الساعة لا تزال الثامنة مساءا و لكن الشوارع كانت خالية من الحياة عدد قليل من المارة و بعض السيارات المسرعة .فمباراة هامة كانت تجري في هذة الأثناء و الجميع يجلس في المنازل متشوقا متحفزا و مشجعا. كنت قد ودعت أحدي صديقاتي وأسرعت عائدة للمنزل قبل أن يتأخر الوقت و يصبح خطرا لفتاة مثلي أن تمشي وحدها خصوصا في هذا الحي الهادئ. كانت المصابيح تضئ الشوارع بضوء أصفر خافت و قطرات قليلة من المطر تتساقط علي استحياء . أخترت طريقا أشعراليه بألفة لأن به مسجد أبيض جميل . كنت أمشي في عجلة , أنتابني شعور أنني أهرب من شئ ما, ربما كان الهدؤء يشعرني ببعض الخوف .أدرت عيناي أتأمل طريقي المألوف وأنظر الي السيارات الخالية التي كدت أن أكون قد حفظت أشكالها من كثرة ما مررت بهذا المكان . ثم سمعت صوتا أجشا يتكلم بصوت مرتفع: وقف....وقف...نظرت الي السيارة الفخمة التي كان الحارس يساعد صاحبها علي أخراجها من الجراج, ما أجملها! فضية اللون , نظيفة و بريقها يخطف الأبصار. ظللت أنظر أليها في أعجاب. لم أري سائقها الذي كان الدخان يغطي وجهه لحظة أن وقع عليه بصري و لم أهتم بأن أعاود النظر تجاهه لكن عيناي ظلا يجوبان أجزاء سيارته الفارهة حتي عجلاتها السميكة ,ثم لمحت حركة ورائها و صوت غريب. أملت رأسي قليلا لأعرف ما هو, فأذا بي أجد قطة ملقاة علي الأرض تتألم . صاح الحارس : ماشفتهاش والله يابيه......كانتا عيناها بارزتان من شدة الألم و أخذ جسمها الأبيض النحيف يتلوي و ينتفض. أحسست بأنني أنتفض معها و سارت في جسدي رعشة غريبة . بدأ قلبي يخفق بقوة فصارصوته كناقوس يدوي. أغمضت عيناي و وجدت قدماي تسرعان و خطاي تتلاحق, تعثرت و كدت أن أقع فرفعت عيناي الي المسجد الأبيض في الأمام. أسرعت من جديد نحوه بذهن شارد و تفكير مشلول . شعرت أنني أهرب من مصير القطة , أهرب من المصير المحتوم . كان سؤالا واحدا يسيطرعلي عقلي . كيف تكون الحياة بهذه القسوة؟ وبدأت الأفكار تندفع واحدة تلو الأخري حتي شعرت برأسي تؤلمني . ظلت الأفكار تتخبط برأسي و الأنفاس تتلاحق و القلب ينتفض حتي أدركت نصف الطريق . لم اشعر بأنه طويلا الا اليوم . نظرت بجانبي فوجدت المسجد ,أخذت نفسا عميقا فبدأت نفسي تهدأ و شعرت بضربات قلبي تنتظم و خطاي تعتدل و في لحظات وجدتني قد أكملت الطريق ووصلت لنهايته . أدرت رأسي و تأملت طريقي المألوف و لكني فوجئت به مختلفا , لم يعد كما عهدته و ربما لم أعد أنا كما عهدني . لا أعرف كم مضي من الوقت و أنا أنظر اليه . شعرت بعيناي قد جفا من التحديق به فأغمضتهما لبرهة و سلكت طريقي للمنزل
3 مشترك
الطريق المالوف
aiman_200020- .::عضو محترف::.
- الجنس :
الانتساب : 17/05/2010
العمر : 34
المساهمات : 511
نقاط التميز : 1520
تقيم المستوى : 2
- مساهمة رقم 1
الطريق المالوف
@@فتى الظلام@@- .::عضو تفتخر به الادارة::.
- الجنس :
الانتساب : 11/09/2009
العمر : 34
المساهمات : 3152
نقاط التميز : 4172
تقيم المستوى : 1
- مساهمة رقم 2
رد: الطريق المالوف
شكرا لك ويعطيك الف عاافية
تسلم
تسلم
الإمبراطور- .::عضو تفتخر به الادارة::.
- الجنس :
الانتساب : 23/05/2010
العمر : 34
المساهمات : 2568
نقاط التميز : 3638
تقيم المستوى : 2
- مساهمة رقم 3
رد: الطريق المالوف
مــــــــشـــــكــــــور يااااااا غااااااالي
تســـلم الأيــادي
تســـلم الأيــادي