حكمةجاسوس ....وفطنة ملك
قصة أعجبني فحواها ..لإنها توضح ماهية نجاح الحكم والحاكم حيث يجب على ولي الأمر أن يكون على درجة عالية من الفطنة ليختار بطانته الحسنة المُعينة له على أمور الحكم والإدارة
وهنا بالفعل قد أحسن الملك إختيار من يتجسس له على عدوه ويأتيه بالخبر اليقين
ولا يخدعه او يُسلمه لأعدائه ..
عزم أحد الملوك على غزو عدوّ له فأرسل جاسوساً ليتعرف على أحوال العدو , ومدى استعداده للحرب فتنبه العدو للجاسوس وقبضوا عليه وأرغموه على كتابة رسالة لمن أرسله ليطمئنهم فيوقعوا بهم , فكتب إلى الملك مايلي:
أما بعد...
فقد أحطت علماً بالقوم وأصبحت مستريحاً من السعي وراء تعرف أحوالهم وإني قد استضعفتهم بالنسبة إليكم وقد كنت أعهد من أخلاق الملك المهلة في الأمور والنظر في العاقبة , ولكن هذا ليس وقت النظر في العاقبة فقد تحققت أنكم الفئة الغالبة بإذن الله وقد رأيت من أحوال القوم ما يطيب به قلب الملك ( نصحت فدع ريبك , ودع مهلك)
فلما انتهى الكتاب إلى الملك قرأه على رجاله فعزموا على الخروج , ولكن الملك قال :
أريد أن تتأملوا هذا الكتاب فإني شعرت فيه بأمر وإني غير سائر حتى أنظر في أمره .
فقال بعضهم : ما الذي لحظه الملك من الكتاب ؟
قال الملك : إن فلاناً من ذوي الحصافة فقد أنكرت ظاهر لفظه وتأملت فحواه فوجدت في قوله ( أصبحت مستريحاً من السعي ) يريد به أنه محبوس . وقوله : (استضعفتهم بالنسبة إليكم ) يريد أنهم أقوياء . وقوله : ( إنكم الفئة الغالبة بإذن الله) يشير إلى قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) وإني تأملت مابعده فوجدت أنه يريد القلب بالعكس , فقلبت جملة ( نصحت فدع ريبك , ودع مهلك ) فإذا مقلوبها : كلهم عدو كبير , عد فتحصن .
*****************************
قصة أعجبني فحواها ..لإنها توضح ماهية نجاح الحكم والحاكم حيث يجب على ولي الأمر أن يكون على درجة عالية من الفطنة ليختار بطانته الحسنة المُعينة له على أمور الحكم والإدارة
وهنا بالفعل قد أحسن الملك إختيار من يتجسس له على عدوه ويأتيه بالخبر اليقين
ولا يخدعه او يُسلمه لأعدائه ..
عزم أحد الملوك على غزو عدوّ له فأرسل جاسوساً ليتعرف على أحوال العدو , ومدى استعداده للحرب فتنبه العدو للجاسوس وقبضوا عليه وأرغموه على كتابة رسالة لمن أرسله ليطمئنهم فيوقعوا بهم , فكتب إلى الملك مايلي:
أما بعد...
فقد أحطت علماً بالقوم وأصبحت مستريحاً من السعي وراء تعرف أحوالهم وإني قد استضعفتهم بالنسبة إليكم وقد كنت أعهد من أخلاق الملك المهلة في الأمور والنظر في العاقبة , ولكن هذا ليس وقت النظر في العاقبة فقد تحققت أنكم الفئة الغالبة بإذن الله وقد رأيت من أحوال القوم ما يطيب به قلب الملك ( نصحت فدع ريبك , ودع مهلك)
فلما انتهى الكتاب إلى الملك قرأه على رجاله فعزموا على الخروج , ولكن الملك قال :
أريد أن تتأملوا هذا الكتاب فإني شعرت فيه بأمر وإني غير سائر حتى أنظر في أمره .
فقال بعضهم : ما الذي لحظه الملك من الكتاب ؟
قال الملك : إن فلاناً من ذوي الحصافة فقد أنكرت ظاهر لفظه وتأملت فحواه فوجدت في قوله ( أصبحت مستريحاً من السعي ) يريد به أنه محبوس . وقوله : (استضعفتهم بالنسبة إليكم ) يريد أنهم أقوياء . وقوله : ( إنكم الفئة الغالبة بإذن الله) يشير إلى قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) وإني تأملت مابعده فوجدت أنه يريد القلب بالعكس , فقلبت جملة ( نصحت فدع ريبك , ودع مهلك ) فإذا مقلوبها : كلهم عدو كبير , عد فتحصن .
*****************************