القلب
الحي...رزق المؤمن
حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة
إلى المال أوالعقارات.
وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى نوع
آخر من الأرزاق
كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة.
فمن
يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال.
ومن يرى
سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة
من الأولاد
فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون.
ومن الناس من يرى
أن الله قد رزقه أكرم رزق،
وقسم له أفضل قسمة،إذا من الله عليه ووهبه
خلقا حسنا
فصدق فيه قول القائل:
فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك
مقسم الأرزاق
ألوان الرزق
والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه،
وتتباين صوره
كـ المال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة
العلمية,
كـ الرضا والسعادة وراحة البال،والصحة والإيمان واليقين.
ففي
الحديث : "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"،
وفي حديث آخر:
"إن
للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في
الصدر ونورا في الوجه".
وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان،إذ أنه لون من
ألوان الرزق،
يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقداراستعداده
لتلقي رزق الله
وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان،
القلوب
التي تستشعر المعصية عن بعد،
هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين
عباده كما يقسم المعايش بينهم:
{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم
مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ
رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).
قلبك في جنة
الآخرين
فـ قلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه،
ومن
الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.
من ذا
الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله:
{الَّذِينَ
إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2).
من ذا الذي يلين قلبك
لذكره:
{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).
أليس من رزق الله لك أن
وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير،
وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض
منه؟
أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات
الله،
فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة
المعصية والتفريط؟
فـ القلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب.
ولنا
في القرآن خير دليل, حين نقرأ:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
وفي الحديث عن الرجل الذي
قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين:
"إن لي عشرة من البنين ما قبلت
واحدا منهم قط"،
فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع
الرحمة من قلبك,
من لا يرحم لا يُرحم".
ترابط القلوب
ويجهل
الكثيرون قيمة المحبة في الله
فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب
{وَأَلَّفَ
بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا
أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).
إن المتبصر في حال القلوب يجد
رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به.
فالمرء إن ربط قلبه بالله
هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله.
فلا يفقد شيئا طالما أن
الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري:
" إلهي! ماذا وجد من
فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا,
وخسرت صفقة
عبدٍ لم يجعل له من حبك نصيبا".
فـ ما خرج من القلب وصل إلى القلب،
وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان.
إن كان هذا طريق القلوب, فهيا نسير
فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.
اللهم
إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول
فيتعبون أحسنه
اللهم بيض وجوهنا ، ويمن كتابنا ، ويسر حسابنا ،
وتولنا
أمرنا ، وأختم بالباقيات الصالحات أعمالنا
اللهـــــم آميـــــن
الحي...رزق المؤمن
حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة
إلى المال أوالعقارات.
وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى نوع
آخر من الأرزاق
كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة.
فمن
يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال.
ومن يرى
سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة
من الأولاد
فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون.
ومن الناس من يرى
أن الله قد رزقه أكرم رزق،
وقسم له أفضل قسمة،إذا من الله عليه ووهبه
خلقا حسنا
فصدق فيه قول القائل:
فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك
مقسم الأرزاق
ألوان الرزق
والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه،
وتتباين صوره
كـ المال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة
العلمية,
كـ الرضا والسعادة وراحة البال،والصحة والإيمان واليقين.
ففي
الحديث : "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"،
وفي حديث آخر:
"إن
للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في
الصدر ونورا في الوجه".
وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان،إذ أنه لون من
ألوان الرزق،
يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقداراستعداده
لتلقي رزق الله
وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان،
القلوب
التي تستشعر المعصية عن بعد،
هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين
عباده كما يقسم المعايش بينهم:
{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم
مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ
رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).
قلبك في جنة
الآخرين
فـ قلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه،
ومن
الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.
من ذا
الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله:
{الَّذِينَ
إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2).
من ذا الذي يلين قلبك
لذكره:
{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).
أليس من رزق الله لك أن
وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير،
وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض
منه؟
أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات
الله،
فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة
المعصية والتفريط؟
فـ القلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب.
ولنا
في القرآن خير دليل, حين نقرأ:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).
وفي الحديث عن الرجل الذي
قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين:
"إن لي عشرة من البنين ما قبلت
واحدا منهم قط"،
فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع
الرحمة من قلبك,
من لا يرحم لا يُرحم".
ترابط القلوب
ويجهل
الكثيرون قيمة المحبة في الله
فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب
{وَأَلَّفَ
بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا
أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).
إن المتبصر في حال القلوب يجد
رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به.
فالمرء إن ربط قلبه بالله
هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله.
فلا يفقد شيئا طالما أن
الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري:
" إلهي! ماذا وجد من
فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا,
وخسرت صفقة
عبدٍ لم يجعل له من حبك نصيبا".
فـ ما خرج من القلب وصل إلى القلب،
وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان.
إن كان هذا طريق القلوب, فهيا نسير
فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.
اللهم
إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول
فيتعبون أحسنه
اللهم بيض وجوهنا ، ويمن كتابنا ، ويسر حسابنا ،
وتولنا
أمرنا ، وأختم بالباقيات الصالحات أعمالنا
اللهـــــم آميـــــن