عمار وجيه
الديوه جي والرحيّم .. أستاذان متخصصان في علم الأمراض .. رجلٌ وامرأة
..تشرفنا بزيارتيهما عام 1980 يوم ألقيا علينا نحن طلبة الطب في جامعة
بغداد محاضرات قيمة في ذلك العام . أدركنا يومها كم هي غنيةٌ برجالها
ونسائها . إنها نينوى مدينة العلم والفهم والفكر والدين ، أنجبت قرناء
وتلاميذ للمرحوم الصواف . فيها نشأ الشيخ عبد الله النعمة والشيخ بشير
الصقال ومن رحمها تألق الدكتور عماد الدين خليل ورعى أجيالها المعلم الأول
أستاذنا الجليل غانم حمودات أطال الله في عمريهما .
جادت مدينتنا على محافظات العراق طرّاً، وعلى كثير من دول المهجر
بالأكاديميين والأطباء والمهندسين ومن سواهم .
ولأنها جوهرة العراق المصون ..ولأنها نقيٌ هواؤها .. عذبٌ ماؤها .. خصبةٌ
تربتها .. غضةٌ خضرتها .. وافرٌ خيرها ..حباها الله بجمال المظهر والجوهر،
فكيف لا يكثرُ حسادُها ؟
نينوى عصيةٌ على الأعداء ، فهي لا تعبُد النار ولا تبيح الشمعدان ذي الأذرع
السبعة .. حققت نجاحات كثيرة على مر العصور وارتقت فيها حضارات عبر الدهور
. ومنذ أن رفع عنها الغطاء العثماني وجد الانكليز ضالتهم وأرسلوا إليها
ذئابهم فنشروا الفكر القومي، الذي مزق العراقيين أشلاءً .. عربا وكردا
وتركمانا وشبكا وإيزيديين وسريانا .. وتنابز الناس بالألقاب وثارت الضغائن
بين الأحباب .
وكما أنها كانت مظلومة قبل الاحتلال ، يوم أن شوّهت صورتها عند الشيعة
والأكراد فإنها بعد الاحتلال أشدُّ مظلوميةً . نهبت في أيامها الاُوَلْ من
البيشمركة لولا تدارك رحمة الله ولطفه . وخدعت من قبل المفسدين يوم حرم
عليها دخول الجيش والشرطة والاشتراك في العملية السياسية حتى غفت على دماء
ضحاياها وهي تحلم بالفارس المخلّص يأتيها على فرس أبيض ذي جناحين !!
وحين أفاقت نينوى من سباتها لتلحق بما فاتها وجدت نفسها مغبونة، مرة بعد
مرة . مقاعد نوابها مغبونة وأمنها مفقود وحكومة العراق لا تعيرها أية أهمية
والإعلام سادرٌ عنها بذريعة فقدان الأمن ، وحكومة الإقليم لا همّ لها سوى
مصلحتها وأصوات ناخبيها، والمحتلون الغرب والشرق يرقصون فرحاً لفجيعتها ..
ليس هذا فحسب ، بل المؤلم هو تشرذم أهلها وتفرقهم وعدم إجماعهم على راية
جامعة تنهض بهم .
ويوم أن عاتبناهم إذ تخلوا عن إخوانهم في الحزب الإسلامي ولم يصوتوا له في
انتخابات مجالس المحافظات كانت ردود أفعال بعضهم إزاء عتابنا سلبية ، ولا
بأس، لأننا نتقبل اللوم . ولكني أسأل، اليوم، ما الذي فعلته حكومتهم
المحلية ، هل أعادت إليكم الاقضية الشمالية أم زاد الأمر تعقيداً ؟
وأخيراً، وليس أخراً ، وبعد أن نجح إخوان نينوى من التوافق في الحصول على
ثلاثة وثلاثين مقعداً برلمانياً لها ، فسد الأمر من جديد وخسرت المدينة
قرابة خمسة مقاعد ، بتعجل من تعجل، واستغلال من استغل، وانتقض الغزل .
ولأنها رسالة إلى إخوتي في نينوى أقول : لا حلّ لكم إلا بالتكاتف صفاً
واحداً لتنهضوا بمدينتكم . ففرقتكم كانت سبباً في ضعف بعض من يمثلكم . وعسى
أن نعيَ الدرس جميعاً والله حسبنا ونعم الوكيل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الديوه جي والرحيّم .. أستاذان متخصصان في علم الأمراض .. رجلٌ وامرأة
..تشرفنا بزيارتيهما عام 1980 يوم ألقيا علينا نحن طلبة الطب في جامعة
بغداد محاضرات قيمة في ذلك العام . أدركنا يومها كم هي غنيةٌ برجالها
ونسائها . إنها نينوى مدينة العلم والفهم والفكر والدين ، أنجبت قرناء
وتلاميذ للمرحوم الصواف . فيها نشأ الشيخ عبد الله النعمة والشيخ بشير
الصقال ومن رحمها تألق الدكتور عماد الدين خليل ورعى أجيالها المعلم الأول
أستاذنا الجليل غانم حمودات أطال الله في عمريهما .
جادت مدينتنا على محافظات العراق طرّاً، وعلى كثير من دول المهجر
بالأكاديميين والأطباء والمهندسين ومن سواهم .
ولأنها جوهرة العراق المصون ..ولأنها نقيٌ هواؤها .. عذبٌ ماؤها .. خصبةٌ
تربتها .. غضةٌ خضرتها .. وافرٌ خيرها ..حباها الله بجمال المظهر والجوهر،
فكيف لا يكثرُ حسادُها ؟
نينوى عصيةٌ على الأعداء ، فهي لا تعبُد النار ولا تبيح الشمعدان ذي الأذرع
السبعة .. حققت نجاحات كثيرة على مر العصور وارتقت فيها حضارات عبر الدهور
. ومنذ أن رفع عنها الغطاء العثماني وجد الانكليز ضالتهم وأرسلوا إليها
ذئابهم فنشروا الفكر القومي، الذي مزق العراقيين أشلاءً .. عربا وكردا
وتركمانا وشبكا وإيزيديين وسريانا .. وتنابز الناس بالألقاب وثارت الضغائن
بين الأحباب .
وكما أنها كانت مظلومة قبل الاحتلال ، يوم أن شوّهت صورتها عند الشيعة
والأكراد فإنها بعد الاحتلال أشدُّ مظلوميةً . نهبت في أيامها الاُوَلْ من
البيشمركة لولا تدارك رحمة الله ولطفه . وخدعت من قبل المفسدين يوم حرم
عليها دخول الجيش والشرطة والاشتراك في العملية السياسية حتى غفت على دماء
ضحاياها وهي تحلم بالفارس المخلّص يأتيها على فرس أبيض ذي جناحين !!
وحين أفاقت نينوى من سباتها لتلحق بما فاتها وجدت نفسها مغبونة، مرة بعد
مرة . مقاعد نوابها مغبونة وأمنها مفقود وحكومة العراق لا تعيرها أية أهمية
والإعلام سادرٌ عنها بذريعة فقدان الأمن ، وحكومة الإقليم لا همّ لها سوى
مصلحتها وأصوات ناخبيها، والمحتلون الغرب والشرق يرقصون فرحاً لفجيعتها ..
ليس هذا فحسب ، بل المؤلم هو تشرذم أهلها وتفرقهم وعدم إجماعهم على راية
جامعة تنهض بهم .
ويوم أن عاتبناهم إذ تخلوا عن إخوانهم في الحزب الإسلامي ولم يصوتوا له في
انتخابات مجالس المحافظات كانت ردود أفعال بعضهم إزاء عتابنا سلبية ، ولا
بأس، لأننا نتقبل اللوم . ولكني أسأل، اليوم، ما الذي فعلته حكومتهم
المحلية ، هل أعادت إليكم الاقضية الشمالية أم زاد الأمر تعقيداً ؟
وأخيراً، وليس أخراً ، وبعد أن نجح إخوان نينوى من التوافق في الحصول على
ثلاثة وثلاثين مقعداً برلمانياً لها ، فسد الأمر من جديد وخسرت المدينة
قرابة خمسة مقاعد ، بتعجل من تعجل، واستغلال من استغل، وانتقض الغزل .
ولأنها رسالة إلى إخوتي في نينوى أقول : لا حلّ لكم إلا بالتكاتف صفاً
واحداً لتنهضوا بمدينتكم . ففرقتكم كانت سبباً في ضعف بعض من يمثلكم . وعسى
أن نعيَ الدرس جميعاً والله حسبنا ونعم الوكيل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]