الرئيسية
المنتديات
الانتساب : 
العمر : 
المساهمات : 
نقاط التميز
بسم الله الرحمن الرحيم
[color=black]مبحث
صفة الرؤى الله جل جلاله
الدرس : الأول
إن الحمد لله نحمده و نستعين ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله يَا أَيُّهَا]وحدة لا شريك له وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله قال الله تعالى الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ (آل عمران آية 102)...أما بعد ، فإن خير
الحديث كتاب اللهُّ ، وخير الهدي
هديُ محمد صلى لله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعدهذا مبحث صفة الرؤية أوردة فيه
أثبات صفة الرؤية الله جلا جلاله مستند فيه إلى كتاب الله و الآيات التي
تدل وتثبت صفة الكلام الله جلا جلاله ومن السنة المصطفى محمد صلي الله عليه
وسلم ,, و قد حرصت على جمع هذه المادة العلمية من كتب العلماء الموثقين في
علمهم , وقد بينت عقيدة أهل السنة والجماعة , ولم أذكر أقوال أهل البدع في
هذا البحث حتى لا يالتبس على القارئ , ذلك في وأسال الله السداد و قبول
العمل وأن يجعله خالص لوجه الكريم
أثبات
صفة الرؤية لله تعالي من سورة الأعراف :
قال الله تعالي { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن
تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ
فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً
وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ
وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ{143}
شرح الآية :
ولما
جاء موسى في الوقت المحدد وهو تمام أربعين ليلة, وكلَّمه ربه بما كلَّمه من
وحيه وأمره ونهيه, طمع في رؤية الله فطلب النظر إليه, قال الله له: لن
تراني, أي لن تقدر على رؤيتي في الدنيا, ولكن انظر إلى الجبل, فإن استقر
مكانه إذا تجلَّيتُ له فسوف تراني, فلما تجلَّى ربه للجبل جعله دكًّا
مستويًا بالأرض, وسقط موسى مغشيًّا عليه, فلما أفاق من غشيته قال: تنزيهًا
لك يا رب عما لا يليق بجلالك, إني تبت إليك من مسألتي إياك الرؤية في هذه
الحياة الدنيا, وأنا أول المؤمنين بك من قومي.
فهذه الآية الكريمة دليل قطعي علي إثبات صفة الكلام الله
واثبات صفة الرؤى الله جل جلاله من وجوه عديدة .
قال ابن القيم في
كتابه بدائع التفسير ( المجلد / 2 ، ص /264ـ 265) :
· الوجه الأول :
أن لم ينكر عليه سؤاله ولو كان محالا لأنكره عليه ولهذا لما
سأل إبراهيم الخليل ربه تبارك وتعالي أن يريه كيف يحي الموتى لم ينكر عليه ,
ولما سأل عيس بن مريم ربه إنزال المائدة لم ينكر عليه , ولما سأل نوح عليه
السلام ربه نجاة ابنه أنكر عليه سؤله وقال : { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ
فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ{45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ{46} هود .
·
الوجه الثاني :
أنه أجابه بقوله { قَالَ لَن تَرَانِي } ولم يقل لا تراني ,
ولا أني لست بمرئي , ولا تجوز رؤيتي والفرق بين الجابين ظاهر لمن تأمله
وهذا يدل علي أنه سبحانه وتعلي برى ولكن موسى عليه السلام لا تحتمل قواه
رؤية الله جل جلاله في هذه الدار لضعف قوة البشر فيها عن رؤيته تعالي يوضحه
:
· الوجه الثالث :
وهو قوله { وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ
اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته
لا يثبت لتجليه له في هذه الدار فكيف بالبشر الضعيف الذي خلق من ضعف .
· الوجه الرابع :
أن الله تعالي قادر علي أن يجعل الجبل مستقراً مكانه وليس
هذا بممتنع في مقدوره بل هو ممكن وقد علق به الؤية ولو كانت محالاً في
ذاتها لم يعلقها بالممكن في ذاته ولو كانت الرؤية محالاً لكان ذلك نظير أن
يقول إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب و أنام فالأمران عندكم سواء .
· الوجه الخامس :
قوله سبحانه وتعالي { تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ
دَكّاً } وهذا من أبين الأدلة على جواز ثبوت رؤيته تبارك وتعالي فإنه إذا
جاز أن يتجلي للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب , فكيف يمتنع أن
يتجلى لأنبيائه ورسوله و أوليائه في دار كرامته ويريهم نفسه فأعلم سبحانه
وتعالي موسى أن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار , فالبشر أضعف .
· الوجه السادس :
أنه ربه سبحانه وتعالي قد كلمه منه إليه وخاطبه و ناجاه
وناداه , ومن جاز عليه الكلم و التكليم أن يسمع مخاطبه كلامه معه بغير
واسطة فرؤيته أولى بالجواز , ولهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكلم
وقد جمعت هذه الطوائف بين إنكار الأمرين , فأنكروا أن يكلم أحد أو يراه أحد
, ولهذا سأله موسى عليه السلام النظر إليه لما أسمعه كلامه وعلم نبي الله
جواز رؤيته من واقع خطابه وتكليمه , فلم يخبره باستحالة ذلك عليه , ولكن
أراه أن ما سأله لا يقدر على احتماله كما لم يثبت الجبل لتحمله وأما قوله
تعالي { لَن تَرَانِي } فإنما يدل على النفي في المستقبل , ولا يدل على
دوام النفي , ولو قيدت بالتأبيد فكيف إذا أطلقت قال تعالي {وَلَن
يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً} سورة البقرة
(95) مع قوله تعالي {
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم
مَّاكِثُونَ{77}سورة الزخرف .
قال بن جرير الطبري(9/ 125) :
في تفسيره من حديث حماد بن سلمة أخبر ثابت عن أنس عن النبي
صلي الله عليه وسلم في قول الله تعالي { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } قال حماد ((ووضع الإبهام على مفصل الخنصر
الأيمن )) فقال حماد لثابت أتحدث بمثل هذا فضرب ثابت صدر حميد ضربة بيد
وقال : ((رسول الله صلي الله عليه وسلم يحدث به وأنا لا أحدث به )) رواه
الحاكم في صحيحه وقال : هو على شرط مسلم وهو كما قال .
وقال الإمام القاضي الدمشقي في شرح العقيدة الطحاوية ص /
207 :
( والرؤية حق
لأهل الجنة , بغير إحاطة و لا كيفية , كما نطق به كتاب ربنا :{ وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23} القيامة وتفسير
على ما أرادَ الله تعالي وعلمه , وكل ماجاء في ذلك من الحديث الصحيح عن
رسول الله صلي الله عليه وسلم , فهو كما قال , ومعناه علي ما أراد , لا
ندخل في ذلك متأولين بآرائنا , و لا متوهمين بأهوائنا , فإنه ما سلم في
دينه إلا من سَلمَ لله عز وجل و رسوله صلي الله عليه وسلم . ورد علم ما
اشتبه عليه إلى عالمه ) . أ . هـ
المخالف في الرؤية : الجهمية و
المعزلة , ومن تبعهم من الخوارج والإمامية , وقولهم باطل مردود بالكتاب و
السنة , وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة و التابعون , و أئمة الإسلام
المعرفون بالإمامة في الدين وأهل الحديث , وسائر طوائف أهل الكلام
المنسوبون إلى السنة والجماعة .
§ قوله
( والرؤية حق لأهل الجنة ) . تخصيص أهل الجنة بالذكر , يفهم منه
نفي الرؤية عن غيرهم , ولا شك في رؤية أهل الجنة لربهم في الجنة , وكذلك
يرونه في المحشر قبل دخولهم الجنة , كما دلت الأدلة على ذلك .
[size=12]1.r=red]] وللدرس بقية إن شاء الله تعالي
[color=black]مبحث
صفة الرؤى الله جل جلاله
الدرس : الأول
إن الحمد لله نحمده و نستعين ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله يَا أَيُّهَا]وحدة لا شريك له وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله قال الله تعالى الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ (آل عمران آية 102)...أما بعد ، فإن خير
الحديث كتاب اللهُّ ، وخير الهدي
هديُ محمد صلى لله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعدهذا مبحث صفة الرؤية أوردة فيه
أثبات صفة الرؤية الله جلا جلاله مستند فيه إلى كتاب الله و الآيات التي
تدل وتثبت صفة الكلام الله جلا جلاله ومن السنة المصطفى محمد صلي الله عليه
وسلم ,, و قد حرصت على جمع هذه المادة العلمية من كتب العلماء الموثقين في
علمهم , وقد بينت عقيدة أهل السنة والجماعة , ولم أذكر أقوال أهل البدع في
هذا البحث حتى لا يالتبس على القارئ , ذلك في وأسال الله السداد و قبول
العمل وأن يجعله خالص لوجه الكريم
أثبات
صفة الرؤية لله تعالي من سورة الأعراف :
قال الله تعالي { وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا
وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن
تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ
فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً
وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ
وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ{143}
شرح الآية :
ولما
جاء موسى في الوقت المحدد وهو تمام أربعين ليلة, وكلَّمه ربه بما كلَّمه من
وحيه وأمره ونهيه, طمع في رؤية الله فطلب النظر إليه, قال الله له: لن
تراني, أي لن تقدر على رؤيتي في الدنيا, ولكن انظر إلى الجبل, فإن استقر
مكانه إذا تجلَّيتُ له فسوف تراني, فلما تجلَّى ربه للجبل جعله دكًّا
مستويًا بالأرض, وسقط موسى مغشيًّا عليه, فلما أفاق من غشيته قال: تنزيهًا
لك يا رب عما لا يليق بجلالك, إني تبت إليك من مسألتي إياك الرؤية في هذه
الحياة الدنيا, وأنا أول المؤمنين بك من قومي.
فهذه الآية الكريمة دليل قطعي علي إثبات صفة الكلام الله
واثبات صفة الرؤى الله جل جلاله من وجوه عديدة .
قال ابن القيم في
كتابه بدائع التفسير ( المجلد / 2 ، ص /264ـ 265) :
· الوجه الأول :
أن لم ينكر عليه سؤاله ولو كان محالا لأنكره عليه ولهذا لما
سأل إبراهيم الخليل ربه تبارك وتعالي أن يريه كيف يحي الموتى لم ينكر عليه ,
ولما سأل عيس بن مريم ربه إنزال المائدة لم ينكر عليه , ولما سأل نوح عليه
السلام ربه نجاة ابنه أنكر عليه سؤله وقال : { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ
فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ{45} قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ{46} هود .
·
الوجه الثاني :
أنه أجابه بقوله { قَالَ لَن تَرَانِي } ولم يقل لا تراني ,
ولا أني لست بمرئي , ولا تجوز رؤيتي والفرق بين الجابين ظاهر لمن تأمله
وهذا يدل علي أنه سبحانه وتعلي برى ولكن موسى عليه السلام لا تحتمل قواه
رؤية الله جل جلاله في هذه الدار لضعف قوة البشر فيها عن رؤيته تعالي يوضحه
:
· الوجه الثالث :
وهو قوله { وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ
اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته
لا يثبت لتجليه له في هذه الدار فكيف بالبشر الضعيف الذي خلق من ضعف .
· الوجه الرابع :
أن الله تعالي قادر علي أن يجعل الجبل مستقراً مكانه وليس
هذا بممتنع في مقدوره بل هو ممكن وقد علق به الؤية ولو كانت محالاً في
ذاتها لم يعلقها بالممكن في ذاته ولو كانت الرؤية محالاً لكان ذلك نظير أن
يقول إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب و أنام فالأمران عندكم سواء .
· الوجه الخامس :
قوله سبحانه وتعالي { تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ
دَكّاً } وهذا من أبين الأدلة على جواز ثبوت رؤيته تبارك وتعالي فإنه إذا
جاز أن يتجلي للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب , فكيف يمتنع أن
يتجلى لأنبيائه ورسوله و أوليائه في دار كرامته ويريهم نفسه فأعلم سبحانه
وتعالي موسى أن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار , فالبشر أضعف .
· الوجه السادس :
أنه ربه سبحانه وتعالي قد كلمه منه إليه وخاطبه و ناجاه
وناداه , ومن جاز عليه الكلم و التكليم أن يسمع مخاطبه كلامه معه بغير
واسطة فرؤيته أولى بالجواز , ولهذا لا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكلم
وقد جمعت هذه الطوائف بين إنكار الأمرين , فأنكروا أن يكلم أحد أو يراه أحد
, ولهذا سأله موسى عليه السلام النظر إليه لما أسمعه كلامه وعلم نبي الله
جواز رؤيته من واقع خطابه وتكليمه , فلم يخبره باستحالة ذلك عليه , ولكن
أراه أن ما سأله لا يقدر على احتماله كما لم يثبت الجبل لتحمله وأما قوله
تعالي { لَن تَرَانِي } فإنما يدل على النفي في المستقبل , ولا يدل على
دوام النفي , ولو قيدت بالتأبيد فكيف إذا أطلقت قال تعالي {وَلَن
يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً} سورة البقرة
(95) مع قوله تعالي {
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم
مَّاكِثُونَ{77}سورة الزخرف .
قال بن جرير الطبري(9/ 125) :
في تفسيره من حديث حماد بن سلمة أخبر ثابت عن أنس عن النبي
صلي الله عليه وسلم في قول الله تعالي { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ
لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } قال حماد ((ووضع الإبهام على مفصل الخنصر
الأيمن )) فقال حماد لثابت أتحدث بمثل هذا فضرب ثابت صدر حميد ضربة بيد
وقال : ((رسول الله صلي الله عليه وسلم يحدث به وأنا لا أحدث به )) رواه
الحاكم في صحيحه وقال : هو على شرط مسلم وهو كما قال .
وقال الإمام القاضي الدمشقي في شرح العقيدة الطحاوية ص /
207 :
( والرؤية حق
لأهل الجنة , بغير إحاطة و لا كيفية , كما نطق به كتاب ربنا :{ وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{23} القيامة وتفسير
على ما أرادَ الله تعالي وعلمه , وكل ماجاء في ذلك من الحديث الصحيح عن
رسول الله صلي الله عليه وسلم , فهو كما قال , ومعناه علي ما أراد , لا
ندخل في ذلك متأولين بآرائنا , و لا متوهمين بأهوائنا , فإنه ما سلم في
دينه إلا من سَلمَ لله عز وجل و رسوله صلي الله عليه وسلم . ورد علم ما
اشتبه عليه إلى عالمه ) . أ . هـ
المخالف في الرؤية : الجهمية و
المعزلة , ومن تبعهم من الخوارج والإمامية , وقولهم باطل مردود بالكتاب و
السنة , وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة و التابعون , و أئمة الإسلام
المعرفون بالإمامة في الدين وأهل الحديث , وسائر طوائف أهل الكلام
المنسوبون إلى السنة والجماعة .
§ قوله
( والرؤية حق لأهل الجنة ) . تخصيص أهل الجنة بالذكر , يفهم منه
نفي الرؤية عن غيرهم , ولا شك في رؤية أهل الجنة لربهم في الجنة , وكذلك
يرونه في المحشر قبل دخولهم الجنة , كما دلت الأدلة على ذلك .
[size=12]1.r=red]] وللدرس بقية إن شاء الله تعالي
