[size=21]الإعجاز
العلمي في أذكار النبي الأعظم
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل
شيئاً إلا ويذكر الله تعالى، ولكن لماذا؟ ما هي الحكمة والفائدة من هذا
العمل؟ إن هذه الأذكار هي علاج لكثير من الأمراض النفسية......
كثيرة هي الأشياء التي كان يفعلها نبي
الرحمة صلى الله عليه وسلم، وفيها ردّ على كل ملحد أو مشكك يدعي أن محمداً
كان يريد الشهرة والمال والنساء!! فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان
يحافظ على الأذكار صباحاً ومساءً حتى آخر لحظة من حياته. والذي يتعمق في
هذه الأذكار والأدعية يرى فيها دليلاً واضحاً على صدق هذا النبي الرحيم.
فالإنسان الذي يكذب على الناس وعلى الله
يكون همّه الدنيا وزينتها وشهرتها ومالها ونساءها، ويظهر ذلك جلياً في
أقواله وأفعاله، ولكن عندما نتأمل حياة خير البشر صلى الله عليه وسلم نلاحظ
أن كل همّه كان الآخرة! ويظهر ذلك واضحاً في الأذكار والأدعية والأفعال
والأقوال. وهذا يدل على أنه صادق لأنه يعمل لما بعد الموت، فلو بحثنا في
العالم بأكمله لا نجد إنساناً كاذباً يعمل لأجل الآخرة وهو يدرك أن الله
سيحاسب البشر على كل صغيرة أو كبيرة.
أحبتي في الله، نستطيع أن نتدبَّر
الحكمة من أذكار النبيّ ونحن نعيش في عصر العلم، حيث وجدتُ أن علماء
البرمجة اللغوية العصبية وعلماء النفس وحتى الأطباء يؤكدون على أهمية أن
يردّد الإنسان عبارات محددة كل يوم صباحاً ومساءً، وهذه العبارات سوف تحدث
تغييراً في العقل الباطن وبالتالي تحدث تغييراً في الشخصية، ويؤكدون أن هذه
العبارات يمكن أن تكون علاجاً لبعض الأمراض، وكذلك يؤكدون أن تكرار عبارات
محددة صباحاً ومساءً يمكن أن يكون سبباً في النجاح في الحياة ومزيد من
الإبداع والسعادة.
ومن هنا يمكن أن ندرك عَظَمَة هذا النبي
عندما أمرنا أن نردد عبارات محددة كل يوم صباحاً ومساءً، وسوف نتأمل بعض
هذه العبارات ونحاول معرفة ما تحمله من أسرار علمية تتجلى في هذا العصر
لتكون وسيلة نزداد بها حباً وشوقاً للقاء الحبيب الأعظم صلى الله عليه
وسلم، وبنفس الوقت فإن هذه الحقائق هي ردّ علمي مقنع على كل من يشكك برسالة
هذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام.
سوف نعيش مع نماذج قليلة من أذكار
المصطفى عليه الصلاة والسلام، وينبغي على المؤمن أن يحفظ هذه الأذكار عن
ظهر قلب، فما أجمل أن نلقى النبي ونحن حافظين لكلامه في صدورنا.
آية تحفظك من شر كل
شيء!
إنها آية الكرسي: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ
إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ
الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
[البقرة: 255]، وهي الآية التي أكد النبي أن من يقرأها صباحاً لا يزال عليه
حافظ من الله حتى يمسي، ومن قرأها مساء لا زال عليه حافظ من الله حتى
يصبح.
لقد جرَّبتُ قراءة هذه الآية على أي شيء
أمتلكه، وقد وجدتُ أن تلاوة آية الكرسي هو سبب في حفظ الأشياء بإذن الله
تعالى. وعندما نقرأ هذه الآية على أولادنا أو إخوتنا فإنها تكون سبباً في
وقايتهم من الشر، ولكن ما الذي يحدث علمياً؟
إن ثقة الإنسان بشيء ما تساعده على
تحقيقه. فالاعتقاد السائد اليوم عند علماء البرمجة اللغوية العصبية أنك إذا
فكَّرتَ كثيراً بأن مرضاً ما سيصيبك، فسوف يصيبك هذا المرض بالفعل؟ لأن
التفكير يحدث نشاطاً في خلايا محددة من الدماغ، وهذه الخلايا العصبية تعطي
أوامر لأعضاء وأجهزة الجسم حسب الأوامر التي تتلقاها.
فأنتَ عندما تغذِّي دماغك بأفكار
التشاؤم فسوف يصيبك شيء منه، ولذلك يقترح هؤلاء العلماء أن تقوم بتكرار
عبارات تؤكد فيها أنك ستكون بمأمن من هذا الشر، أو أن هذا المرض لن يصيبك،
أو أنه لن يستطيع أحد أن يؤذيك، وستكون النتيجة رائعة، هكذا يقولون.
ومن هنا نقول: إن تلاوتك لآية الكرسي
مثلاً وما تحمله هذه الآية من معاني سيؤدي إلى حفظك من كل سوء، فالله تعالى
الذي حفظ الكون بأكمله لن يعجز عن حفظ مخلوق ضعيف يلجأ إلى الله ويتلو
آياته ويعتقد أن الله سيحفظه ويحميه من كل سوء أو مرض. ولذلك فإن الأثر
النفسي لقراءة آية الكرسي وتكرارها عدة مرات هو أثر عظيم يشعرك بالاطمئنان
ويخلصك من الوساوس والمخاوف التي تنتابك أثناء التشاؤم أو الخوف من المرض
أو الخوف من الأذى.
سورة
تقيك شر كل عين أو حاسد أو سحر
إنها سورة الفلق (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا
حَسَدَ) والتي كان النبي
يحافظ على تلاوتها مراراً وتكراراً وبخاصة في الصباح والمساء،
لم أكن مقتنعاً بأن العين لها تأثير على
الإنسان، ولكنني مررت بتجربة استمرت بحدود السنة فكنتُ أرى خلالها شخصاً
يحسد الناس على كل شيء، والجميع يكرهونه ويحاولون الابتعاد عنه، ولكن
الظروف شاءت أن يزورني هذا الشخص كل مدة بحكم صلة الرحم والقرابة التي لا
أستطيع أن أنكرها. والشيء الغريب أن هذا الشخص كلما حضر في منزلي وبعد
ذهابه مباشرة فإن أمراً سيئاً لابد أن يحدث مثل كسر غرض من أغراض المنزل أو
إصابة السيارة بصدمة أو مرض وغير ذلك! وتكرر ذلك أكثر من عشرين مرة، أي أن
هذه الأمور السيئة لم تحدث بالمصادفة بل بفعل عين هذا الشخص الذي كان
يتمنى زوال النعمة عن الآخرين.
ولدى السؤال تبين أن معظم من زارهم هذا
الشخص قد حدث لهم نفس الأمر، وهذا ما جعلني أستيقن أن العين حق (كما قال
حبيبنا صلى الله عليه وسلم) وأنه ينبغي أن نبحث عن العلاج، وبدأتُ أتلو
سورة الفلق كلما رأيتُ هذا الشخص، وأكررها سبع مرات، وسبحان الله اختفت
الأمور السيئة التي كانت تحدث من قبل!
إن هذه القصة حدثت معي وربما حدثت مع
ملايين البشر ولكنهم لم ينتبهوا لمثل هذه الأمور، والجانب العلمي في هذا
الموضوع أني عندما أتلو سورة الفلق وألجأ إلى الله فإن هذه السورة تمنحني
قوة وثقة كبيرة بالله، واعتقاد أن عين هذا الشخص لن تؤثر بي أو بمن حولي،
وهذا يعني أنني أعطي تعليمة للدماغ أن يكون مهيئاً لرد أي "أشعة" قد تصدر
من عين الحاسد ومقاومتها وصرفها بإذن الله تعالى، وبالتالي فإن هذه السورة
ستكون سبباً في حمايتي من الشر والسوء.
سوره تبعد عنك الهموم والوساوس والخوف
وهي سورة الناس التي ختم الله كتابه
بها: (قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ
شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ
* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) هذه هي آخر سورة من القرآن،و طالما تساءلتُ: لماذا ختم الله
كتابه المجيد بهذه السورة التي نستعيذ من شر الشيطان ووساوسه؟
تقول الإحصائيات الحديثة إن معظم الناس
(وبخاصة في دول الغرب و دول الإلحاد) يعانون من اضطراب نفسي ما، ويعانون من
وسوسة ما تسبب لهم التعاسة والاكتئاب والقلق. وحتى لدى المسلمين نجد مثل
هذه الاضطرابات النفسية، وهي ما ينعكس عليهم سلبياً ويكون سبباً في عدم
إحساسهم بالسعادة.
ولذلك فإن الله تعالى شاء أن يجعل آخر
سورة لتكون علاجاً للاضطرابات النفسية فهو أعلم بخلقه وأعلم بنفوسهم وأعلم
بما يصلح هذه النفوس. ولذلك فإنك عندما تقرأ سورة الناس وتكررها وأنت خاشع
متأمل متدبِّر كلماتها الرائعة، فإن هذه الكلمات والمعاني ستؤثر على مناطق
محددة في الدماغ وتنشطها لتعطي الأوامر إلى أجهزة الجسم بأن يزيل عنه
التوتر والوسوسة والتفكير السلبي.
كذلك فإن كلمات هذه السورة عند تكرارها
مرات عديدة ستحدث تغييراً في نشاط الدماغ بحيث تساعده على التفكير الإيجابي
والفعال، وتتخلص بسهولة من الوسوسة أو التردد أو الحيرة التي تقع بها
نتيجة ضغوط الحياة. فمن منَّا ليس لديه مشاكل في حياته؟ ومن منا لم يمر
بظروف قاسية سببت له القلق والإحباط والاكتئاب؟ فهذه السورة العظيمة هي
علاج لمثل هذه الاضطرابات، ولكن بشرط أن تقرأها بتمعن وتفكّر وخشوع، وأن
تعتقد أن الله قادر على أن يبعد عنك أي ضرر وأنه قادر على أن يحل لك
مشكلتك، ولكن التجئ إليه بقلب مخلص، وسوف تزول مشاكلك بإذنه تعالى.
هل تحب أن تختم
القرآن في ربع دقيقة!!
وهذه سورة تعدل ثلث القرآن كما أخبر
بذلك سيد البشر عليه الصلاة والسلام، إنها سورة التوحيد والإخلاص: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *
اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَدٌ)، فهذه
السورة لها أثر عظيم في الشفاء وفي الرزق وفي منحك القوة وقوة الشخصية وهي
السورة التي كان النبي يكثر من قراءتها. وبالتالي فإن قراءتك لهذه السورة
ثلاث مرات (وهذا العمل يستغرق أقل من ربع دقيقة) فإنك تكون قد ختمت القرآن!
والحقيقة هذه السورة من أجمل السور في
القرآن (والقرآن كله عظيم ورائع)، فهي سورة قصيرة جداً لا تتجاوز السطر
الواحد ولكن معانيها غزيرة وعظيمة. فأنت عندما تقرأ سورة الإخلاص فإنك تعود
إلى الفطرة التي فطرك الله عليها. وهذا ما حدث مع أحد القساوسة عندما قرأ
هذه السورة لأول مرة فوجد صدى لهذه الكلمات في أعماقه، لقد أحس أنه يعرفها،
وقال: لقد حفظت هذه السورة من أول مرة ولا زالت تتردد في أعماقي لدرجة
البكاء!
ثم قال إنني ولأول مرة أشعر بأن هناك
كلاماً يخاطب العقل والروح، إن إحساسي بأن الله واحد يشعرني بالارتياح
والطمأنينة، ولذلك فإنني أشهد أن الله واحد أحد وأن الإسلام حق لأنني وجدتُ
أن الإسلام هو دين الفطرة.
ولذلك يا أحبتي كانت هذه السورة سبباً
في إسلام هذا القس بعد أن لمس الحقيقة ووجد أن الإسلام هو الدين الحقيقي،
وهو الدين الوحيد الذي يقود إلى السعادة والاطمئنان، ولذلك قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97]. فهذا قانون إلهي يؤكد أن كل مؤمن
سيكون مطمئناً وحياته طيبة. أما الملحد فلابد أن تمتلئ حياته بالمشاكل
والهموم وضنك العيش ولن يشعر بالسعادة أبداً ولو ظن أنه سعيد، بل إنه قلق
في داخله، وهذا ما أخبر به القرآن في قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ
كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) [طه: 124-126].[/size]