امتدت نيران المواجهة بين المجلس الاعلى والتيار الصدري من كربلاء الى بغداد، لتنطلق الى مدينة الكاظمية، بعد ان انحصرت خلال اليومين الماضيين في حدود مدينة الصدر، وما يجاورها، لتشمل مناطق في مدينة الكاظمية حيث احرق مكتب المجلس الاعلى فيها، وظلت منطقة الجادرية حيث مكاتب المجلس الاعلى ومنظمة بدر الرئيسية، محمية بدوريات مكثفة من الشرطة والجيش على امتداد الشارع المرتبط ما بين ساحة المسبح وصولا لجسر الجادرية، حيث فرض نوع من حظر سير المركبات المتقطع مع جولات تفتيشية امنية، جعلت من زحام المرور للسيارات يتكثف في مناطق قريبة من شارع الكرادة خارج التجاري، الذي ظهر خلال تجوال »الوطن« فيه صباح أمس، مقفرا من المارة واغلقت جميع المحلات باستثناء عدد قليل من محلات بيع المواد الغذائية. وافادت الشرطة العراقية بأن مكاتب المجلس الأعلى الإسلامي في مدينة الصدر والشعلة والكاظمية تعرضت لاقتحام مسلحين من ميليشيا جيش المهدي، وذلك على خلفية وصول جثتي امرأتين قتلتا خلال الاشتباكات التي جرت امس في مدينة كربلاء. ويروي مراسل »الوطن« ان اعمال الشغب اندلعت بعد احتكاك حراس مرقدي الحسين واخيه العباس على بعض الشعارات المعادية لحكومة المالكي، من قبل اتباع التيار الصدري، الذين رفعوا هتافات متكررة من مظاهرات »تعنيف« حكومة المالكي في مدينة الصدر قبل حوالي الاسبوعين،ومطالبتها بالخدمات وابرزها توفير الكهرباء والماء الصالح لشرب في العاصمة بغداد، فضلا عن مشتقات الوقود، او الاستقالة، وعدم الرضوخ لمطالب الرئيس الاميركي باقرار قانون باعتباره سرقة لاموال العراق وبالتالي تقسيمه الى دويلات. وبعد ان حاول حراس مرقدي الحسين والعباس انزال احد »الرواديد« الذين ينشدون الاناشيد الحسينية، حيث لم يكف عن اطلاق شعارات تندد بحكومة المالكي، حاولوا انزاله من سيارة حمل صغيرة واطفاء جهاز الاستريو المحول عليها، فهب البعض من افراد الموكب لحمايته وتسارع الموقف الى اندلاع شغب كبير استدعى اخراج الزوار من منطقة ما بين الحرمين، وايقاف تدفق الزوار اليها وحصرهم في مناطق ضيقة خارج شوارعها، فاندلعت حوادث شجار بين الزوار المحاصرين باعتبار منعهم من الوصول الى المرقدين »سبة« كما قال احد رجال الدين، التابعين للتيار الصدري، فاندلعت المواجهات مرة اخرى بعد ان كلانت قد هدأت لحوالي الساعتين. وقد نظم المكتب الثقافي للتيار الصدري في غداد حملة لتحشيد اكبر عدد ممكن من الزوار للمشاركة في ما يعتبر احد ابرز مفاصل طروحاته الفكرية حول ولادة الإمام المهدي، الثاني عشر في تسلسل ائمة المذهب الجعفري، حيث تم توفير سيرات حمل كبيرة وصغيرة لنقل المتظاهرين، وتقسيم المناطق الى مجاميع، لكل مجموعة عدة مواكب حسب محلاتها، ولكل موكب سيارة خاصة تحمل اجهزة تضخيم الصوت »الاستريو« وتذيع اما اناشيد تلقى مباشرة من قبل منشد»رادود« ام عبر جهاز السي دي. وقد واصلت هذه المواكب وصولها الى مدينة كربلاء خلال يومي الاثنين والثلاثاء، في ذروة وصول حوالي مليوني شخص لتأدية مراسم الزيارة الشعبانية، وهي ذكرى مزدوجة لولادة الإمام المهدي وتحويل القبلة من القدس الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة. |
http://www.malware-site.www/modules/news/article.php?storyid=26