مهداة للأديبة صبيحة المشاري
حين يستأنس الضوء ... محتضرا ً
في كوة المساء
أغادر ..
لأحثو على رمق التراب
شيئا ً من صورتي
وأسكنها
حيث تعرى الفصول
أتركها فوق تل من الريح
ترفع شاهدة الأرتحال
وسط التحام عيون إغترابي
أصلب صهوة الوقت
على فنجان عمري
لأبدأ عندها مسيرة الـ .....
فيتعامد البوح فوق مدى التلاشي
وتنتفض من جرحي ّ المسكون .. بعبق الجمر
.. طقوس الهجير
كتبت فوق رصيف المشاغل
إنتهى !
وألقيت في قاع قلب الزوال
بشيء ٍ من الصمت
لأهزم في القعر كأس الخواء
وأطلق في السهل وعل البكاء
وطيف الأماني
وحشد الرجاء
وما بين حبي .. وهجر الحبيبة
نهر يغادر شمس الظهيرة
ليحتسي شطآنه القانيات
لظى .. الأنزواء
يمزق بين دماء النوارس
أزمنة أخرى
تلتمع عند مساطب الحلم
لغات أخرى .. تتشظى
تبعثرني
تصادر وجه الماء
تهدد أشلائي
تنتشر بين حنايا نزفي المعقوف .. فتسكب
عند حافة الـ ...
أنقب عن فانوسك المرمري .. بين الضفاف
وألعق .. في الرمل همس السنين
وأقلب صحائف جنون التوحد
وصمت الأنين
تمازحني قبلات خيام الأمس
تدحرجني فوق منعطفات ساعاتك
ترفثني .. نحو ذكرى الماء
نحو سهولك ..
لألمس في دجى فوضاي
وهجا ً على رفث السنين
أتبعثر بين كثبانك
نحو سهولك
تتسلقني .. لتطرحني إلى قرارك
فيلثمني الشك إلى (( لا إستقرارك ))
تتراجع أصداف شموسي
فتفلح لياليك بإجبارها
على الإنطفاء
أتعلمين .. قلتها اليوم
أن شروق مفاصلي.. قريب
مثل إكتحال ألسنة الرماد
قلتها
فهل سنجلس لننسج اليوم
ونستظل ..
بأسآي
أوغل في التمزق .. وتوغل في التباكي
فلم يكن القمر عندها يقتنص الغمام
ولم تكن قوافلي المقفرة
تنخر الـ ...
لنترك القطار إذن
ونغادر ..
أسى الأحتضار
تكريت / 1997