حفنتان من خراب الـ..... وطن
مهند التكريتي
الحفنة الأولى ((آهات من فجر الولادة ))انه المطلقهاهي بغداد تجهضها وحشة المفردات ويلجمها سوط جيوش الجياعتعود إلى رحم الذكرياتمخاض ..تكور .. طلقتعود إلى جدث الفراتين..تتكور تشطر ثدي الماء.. لتولد من جديدمن تحت آثار الرماد... تأتي الولادةفتتساقط الكلمات على طبق السنينويقوم لها أصداء وطنليستعير فوق حلة عرسها سعير الحرائق وطبع الجليدتتوقف بين خرائط العذابات ...وأبجدية الدماء..وغسق النجيعتتكور لتعود إلى ضرعهايشاطرها النفي في صمتها والقصيدة المكبوتة في جوفهاتخرج من أصفادها ..سجنها.. تمد أصابعها من جديدتغسل شعر جدائلها بندى ... أولادها الشهداءوتقف لتزرع جماجمهم في حدود الدمتسترجع أغشية شرايينهمتوقدها في رحمها المخمليشهاباً يستنفر الكبرياءشموخاً ...اباءاًيسخر من جميع النصوصويشهق في أوار دخانهأبجديات الدناءة والرضوخ..يقيس أواره بيوض التبرمفيمص حليبها المحاصر..نواة الشهداءوثكنات من الصور المالحةوحشد من الآهات..تطرق أبوابنا ..الذكرياتفافتحي يا صغيرة...أوصيك بالدم عند الارتحالحين تكون الشعارات مكتوبة بالرماحتشتعل قصاصات وشراذمكل الأسئلة؟نحو امتداد بحور الدماء.. نحو التوهجوعندما تعتقل السنبلةويسقط رأس النخلة .. وحيداً ... وئيداًعلى سلة المقصلةوينتشر في الساحة العابثون...على موائد الدمليشهدوا عند جواب عقيم ...ضياع سبايانا ..الثاكلةتتوالى صرخات المخاض .. صراخ ... صراخعذابات تولد ... فكر مقيتيدنسه بكاء جموع الثكالى , مع أمنا الأرملةيصاغ الكلام بفعل عقيم .. وفاعلهضائع في الطريق .. مصلوب مرفوع .. يعذبفافتحي عقلك يا وليدةفأن الحمامة في عشها وئدت بيوضها..واحتضنت محلها...قنبلة .............. الحفنة الثانية (( ميقات الدم ))في أناشيد الأمس اللاهبأعرت يدي أصابع قديسيورتقت عباءة الرغبة..أملا ً بأن أغفو.. لحظة ً واحدةوأتسلق معراج الحلم وأشرب من قهوته المستباحة بجرح جداري وحيثما يحل .. أرتحل معه بخطوات ٍ مبرمجةلأضم بقايا ليلي المعتق ّ وأفكر في إحتضار قيامة الوقت المفجر على عتبة القلببقنبلة ٍ مو .........ؤدةاشتق أظافر فجر غد ٍيعبئ مسامات أملي المثخن بدموع العذارى وثكل الأمهاتإيقاع قطرات ترعى أقمار من غبشتطفح بالنار وبالبارودتحتضن أوردة َ .. كفن كي لا تحجب الشمس عن حفرتهويولد الحب ممهورا ً بطعم قصيدةضمدت مقاطعها بلعاب البارود المعمّدحيث تبصق المسرات في أثداء محاريثناوتتشظى ابتساماتنا في رحم الورود وأكناف الحمائم المذبوحةحيث تدلق مجرات أيامنا ، فوق منافي خارطة ٍ تصول كحصان ٍ هائج لتكتب إيقاع دورتها الشهريةعلى صدور موت ٍ متناسخفوق أزرار الوطنحيث ينام الحب والموت كتوأمين في فراش ٍ عفنحيث تتكتك ساعات قنابلهملتغتال فرح عريس مغسول ٍ بالهالصلبوا دمّ قميصه فوق ذنب ذئبتهم وأوقدوه في سراج مصائبنا ...ومزابلهم* * * *هناك كان مذيع الحرب ... يصرح بالقتلوتـُبتكر الأخباروالنسوة يرضعن ضفائرهن لهبا ً كالقارفي هذه الساعة ...يحتفلون بإلقاء نوارسنا في البئرفتستلقي سعلاة .. لتتلقف مايتساقط من لحم الضعفاءفي هذه الساعة ..يعلن رئيسهم المقبور .. بكل جسارةحصته في وطنيوتنازلنا عن أي حصة في أي رجاء* * *سماؤناتبرق بعواء طائراتهموصحارينافارغة ٌ إلا من رفاتناوعلى الأرض خراب فارق دهشتناليلتحف أجساد َ من ذبحوا بدم ٍ باردوألقوا على قارعة رصيف ٍ مدهون ٍبنعاس ٍ مثلومكي يستكمل الله مهلته فيناويزف الينا بكارة ملهمنا مرفوعة على أعواد كمنجات ٍ تردد (( مرحى للحرية )) !ورأس ملائكتي المذعورة يُدس ُبين عظام نبي .. مفقودفي هذه اللحظة ..تداس بقايا فرس الحسينبقرون حوافر وحشيةمرت من فوق كتف المسيحلتنال بركة العم سامفي هذه الساعة لا يخدش في الحلم ..من الحلم الا الحلمو لا يجذب مع الطريدة في الشبكة الا الخيطفتغادر زنبقة أغصان طفولتهاوتسّلق ُ عصفورة في قعر ....غمامة وينهار جدار الصمت على المتكلمين فأرفعوا جسد بلادي المنحوت بثوب الأرضلأمضغ أحشاءه في جسدي ...وأوقظ كل فراشات الحقل واشعلها ...لأدفئ حقلهثم أطفؤها في الريحوألقيها فوق ثلوج خيانتهموأتخلص من عداوتهم الدموية سأكون شجاعا ً هذه المرةوأرفع كفنيوأطالب بميراث من قتلوا ، قبليفلنا شرعية فوق الأرضبهذه الأرض .. قتيل يرث قتيلا ًعند القتلتكريت 2003
مهند التكريتي
الحفنة الأولى ((آهات من فجر الولادة ))انه المطلقهاهي بغداد تجهضها وحشة المفردات ويلجمها سوط جيوش الجياعتعود إلى رحم الذكرياتمخاض ..تكور .. طلقتعود إلى جدث الفراتين..تتكور تشطر ثدي الماء.. لتولد من جديدمن تحت آثار الرماد... تأتي الولادةفتتساقط الكلمات على طبق السنينويقوم لها أصداء وطنليستعير فوق حلة عرسها سعير الحرائق وطبع الجليدتتوقف بين خرائط العذابات ...وأبجدية الدماء..وغسق النجيعتتكور لتعود إلى ضرعهايشاطرها النفي في صمتها والقصيدة المكبوتة في جوفهاتخرج من أصفادها ..سجنها.. تمد أصابعها من جديدتغسل شعر جدائلها بندى ... أولادها الشهداءوتقف لتزرع جماجمهم في حدود الدمتسترجع أغشية شرايينهمتوقدها في رحمها المخمليشهاباً يستنفر الكبرياءشموخاً ...اباءاًيسخر من جميع النصوصويشهق في أوار دخانهأبجديات الدناءة والرضوخ..يقيس أواره بيوض التبرمفيمص حليبها المحاصر..نواة الشهداءوثكنات من الصور المالحةوحشد من الآهات..تطرق أبوابنا ..الذكرياتفافتحي يا صغيرة...أوصيك بالدم عند الارتحالحين تكون الشعارات مكتوبة بالرماحتشتعل قصاصات وشراذمكل الأسئلة؟نحو امتداد بحور الدماء.. نحو التوهجوعندما تعتقل السنبلةويسقط رأس النخلة .. وحيداً ... وئيداًعلى سلة المقصلةوينتشر في الساحة العابثون...على موائد الدمليشهدوا عند جواب عقيم ...ضياع سبايانا ..الثاكلةتتوالى صرخات المخاض .. صراخ ... صراخعذابات تولد ... فكر مقيتيدنسه بكاء جموع الثكالى , مع أمنا الأرملةيصاغ الكلام بفعل عقيم .. وفاعلهضائع في الطريق .. مصلوب مرفوع .. يعذبفافتحي عقلك يا وليدةفأن الحمامة في عشها وئدت بيوضها..واحتضنت محلها...قنبلة .............. الحفنة الثانية (( ميقات الدم ))في أناشيد الأمس اللاهبأعرت يدي أصابع قديسيورتقت عباءة الرغبة..أملا ً بأن أغفو.. لحظة ً واحدةوأتسلق معراج الحلم وأشرب من قهوته المستباحة بجرح جداري وحيثما يحل .. أرتحل معه بخطوات ٍ مبرمجةلأضم بقايا ليلي المعتق ّ وأفكر في إحتضار قيامة الوقت المفجر على عتبة القلببقنبلة ٍ مو .........ؤدةاشتق أظافر فجر غد ٍيعبئ مسامات أملي المثخن بدموع العذارى وثكل الأمهاتإيقاع قطرات ترعى أقمار من غبشتطفح بالنار وبالبارودتحتضن أوردة َ .. كفن كي لا تحجب الشمس عن حفرتهويولد الحب ممهورا ً بطعم قصيدةضمدت مقاطعها بلعاب البارود المعمّدحيث تبصق المسرات في أثداء محاريثناوتتشظى ابتساماتنا في رحم الورود وأكناف الحمائم المذبوحةحيث تدلق مجرات أيامنا ، فوق منافي خارطة ٍ تصول كحصان ٍ هائج لتكتب إيقاع دورتها الشهريةعلى صدور موت ٍ متناسخفوق أزرار الوطنحيث ينام الحب والموت كتوأمين في فراش ٍ عفنحيث تتكتك ساعات قنابلهملتغتال فرح عريس مغسول ٍ بالهالصلبوا دمّ قميصه فوق ذنب ذئبتهم وأوقدوه في سراج مصائبنا ...ومزابلهم* * * *هناك كان مذيع الحرب ... يصرح بالقتلوتـُبتكر الأخباروالنسوة يرضعن ضفائرهن لهبا ً كالقارفي هذه الساعة ...يحتفلون بإلقاء نوارسنا في البئرفتستلقي سعلاة .. لتتلقف مايتساقط من لحم الضعفاءفي هذه الساعة ..يعلن رئيسهم المقبور .. بكل جسارةحصته في وطنيوتنازلنا عن أي حصة في أي رجاء* * *سماؤناتبرق بعواء طائراتهموصحارينافارغة ٌ إلا من رفاتناوعلى الأرض خراب فارق دهشتناليلتحف أجساد َ من ذبحوا بدم ٍ باردوألقوا على قارعة رصيف ٍ مدهون ٍبنعاس ٍ مثلومكي يستكمل الله مهلته فيناويزف الينا بكارة ملهمنا مرفوعة على أعواد كمنجات ٍ تردد (( مرحى للحرية )) !ورأس ملائكتي المذعورة يُدس ُبين عظام نبي .. مفقودفي هذه اللحظة ..تداس بقايا فرس الحسينبقرون حوافر وحشيةمرت من فوق كتف المسيحلتنال بركة العم سامفي هذه الساعة لا يخدش في الحلم ..من الحلم الا الحلمو لا يجذب مع الطريدة في الشبكة الا الخيطفتغادر زنبقة أغصان طفولتهاوتسّلق ُ عصفورة في قعر ....غمامة وينهار جدار الصمت على المتكلمين فأرفعوا جسد بلادي المنحوت بثوب الأرضلأمضغ أحشاءه في جسدي ...وأوقظ كل فراشات الحقل واشعلها ...لأدفئ حقلهثم أطفؤها في الريحوألقيها فوق ثلوج خيانتهموأتخلص من عداوتهم الدموية سأكون شجاعا ً هذه المرةوأرفع كفنيوأطالب بميراث من قتلوا ، قبليفلنا شرعية فوق الأرضبهذه الأرض .. قتيل يرث قتيلا ًعند القتلتكريت 2003