تحقيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) و(الإمبراطرية الفارسية الكبرى)
سباق محموم بين اليهود الصهاينة والفرس لتمزيق العراق وتفتيته.! - اطلع على خفاياالمخطط الخطير مدعم بتصريحات الجانبين
2009-05-12 :: بقلم: علي الكاش - كاتب ومفكر عراقي ::
عمامة الملالي وطاقية اليهود..وحدة الإستراتيجية و اختلافالتكتيك.!
الجزء السادس والأخير
- تقسيم العراق مطلب امريكي - إسرائيلي_- إيراني..
تشترك نظرية الأمن القومي الإيراني والصهيوني بعدة صفات من أهمها العملعلى إضعاف الكيانات العربية والأسلامية, والهيمنة على أقتصاديات العالم العربي, والتسايق التسليحي وإستنزاف الأمكانات المالية من خلال تحفيز الدول العربية للدخولفي مضمار التسابق التسليحي لدرء شرور الاطماع التوسعية في المنطقة وخلق توازن عسكريأو على الأقل توفير الإمكانات الحربية لمواجهة التحديات والتهديدات, و تتظافر جهودالفرس والصهاينة في العمل على تقسيم الوطن العربي الى كونتانات هشة تسهل تحقيق مايسمى ب( الأمبراطورية الفارسية الكبرى) أو ( إسرائيل الكبرى) التي وردت فيبروتوكولات حكماء صهيون المادة(9) " حينما نمكن لانفسنا فنكون سادةالأرض".
وهذا ما سنحاول أن نسلط عليه الضوء في هذه الجزء.
إن فكرة تقسيمالعراق ليست وليدة الغزو الامريكي للعراق وإنما هي فكرة إسرائيلية قديمة مستمدة منالتوراة لتحقيق ما يسمى ( إسرائيل الكبرى) الممتدة من اورشليم الى بابل وتدمير مدنهوسبي نسائه وقتل أطفاله حيث ورد" يا بنت بابل طوبى لمن يجازيك... ويمسك أطفالكويضرب بهم الصخرة" كما ذكرت بصورة غير مباشرة في يوميات هرتزل لإنشاء وطن قوميلليهود في فلسطين من ثم توسعه من جميع الإتجاهات, والعمل على إضعاف صوت العربالمناهضين للمشروع الأستيطاني ببذر الشقاق والتقسيم والتشتت لغرض منعهم من توحيدإرادتهم وإضعاف شوكتهم ليتم تنفيذ الإستيطان بيسر. كما وردت بصورة اوضح فيبروتوكولات حكماء صهيون التي طالبت بإنشاء وطن قومي ما بين النيل والفرات مستندةالى دعوات توراية. وفي عام 1956 ذكر المحلل السياسي(بار زوهار) في معرض تعليقه علىمذكرات (بو غوريون) بأنه خلال العدوان الثلاثي على مصر أقترح بن غوريون علىالفرنسيين خطة للتخلص من الزعيم جمال عبد الناصر وتقسيم الأردن والعراق ولبنانوسوريا وإعادة توزيع المنطقة بشكل يحقق أمن الكيان الصهيوني.
وكشف الكاتبالهندي (ك.ر.كرانجيا ) في كتابه الموسوم ( خنجر إسرائيل) الذي ترجم للعربية عام 1957 وثيقة إسرائيلية سميت بأسمه سربت من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي للرئيس جمالعبد الناصر الذي أودعها بدوره الى كر****************يا تتحدث عن بدائل لإتفاقية سايكس بيكولتقسيم المنطقة العربية الى دويلات هشة في سوريا ولبنان ومنها تقسيم العراق الىدولة كردية في شماله واخرى للعرب في الوسط وضم الجنوب الى إيران مكافأة لشرطيالخليج حينذاك رضا شاه بهلوي وكذلك زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة بما يخدمالكيان الصهيوني. وفي عام 1977 ورد مشروع التقسيم بنفس الصيغة أي تقسيم العراق الىثلاث دويلات على أساس الدين والعرق في مشروع (ليزلي غيلب) حمل أسم مدير لتخطيطالسياسي في الإدارة الأمريكية ..
علاوة على ذلك أشار اليها المفكر اليهوديهنري كيسنجر المنظر للسياسة الخارجية الأمريكية في مذكراته " سنوات العصف" التينشرت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بخمسة مجلدات والتي تشير الى خططالولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء دولة قومية للأكراد في شمال العراق تضم نصفخارطة العراق. مقترحا خطة لإبقاء الأوضاع ملتهبة بالصراعات والنزاعات للدولةالمحيطة بالكيان الصهيوني, وإضعافها بالشكل الذي يؤمن الإسقرار والأمن للكيانالصهيوني, وفيما يتعلق بالعراق أوصى بالعمل على وضع ترتيبات سياسية وعسكرية لتمزيقهوإقامة دولة جديدة في منطقة الخليج تشمل أكثر من 80% من أراضي العراق ومدها الىجانب الأحواز العربية.
وفي عام 1982 نشر مجلة(كيفونيم) تقريرا للمنظمةالصهيونية العالمية كشفت فيه عن خطة لتقسيم العراق وسوريا. كما سبق ان طرح المستشرقالأمريكي (برنارد لويس) مسألة تفكيك العراق معتبر "أنه كيان شاذ مبني على أساس خطأتأريخي صنعه الإنكليز ويتوجب تقسيمه". كما نوه المحلل الإسترايجي اليهودي (اوديدينون) عام 1982 عن تقسيم العراق بقوله " يجب علينا تحويل العالم العربي لموزاييكمفكك من مجموعات عرقية وطائفية ضعيفة تمكن إسرائيل السيطرة عليها كما تشاء لتحقيقحلم إسرائيل الكبرى".
جدير بالإشارة أن المؤرخ الإسرائيلي(بيني موريس) قددعا صراحة الى تقسيم العراق معتبرا انه دولة" مصطنعة انتجها الإنكليز ومزجوا فيهاعشوائيا شعوبا وطوائفا غير متجانسة ولا يمكن ان تتعايش فيما بينها". وخلال الغزوالإسرائيلي للبنان أوجز ( أريل شارون) الهدف من الغزو بأنه تفكيك لبنان ومن ثمتطبيق الفكرة على بقية الدول العربية لتشمل سوريا ودول الخليج العربي وفي مرحلةلاحقة مصر والعراق" الى مناطق هشة من الأقليات العرقية والطائفية المتحاربة" مضيفابأن تقسيم العراق يعتبر أهم من تقسيم سوريا" لأنه يشكل خطرا أكبر على إسرائيل, وعليه يمكن تقسيمه الى ثلاث دويلات هي الموصل وبغداد والبصرة".
كما صرحالجنرال (داني روتشيلد) الذي شغل منصب رئاسة قسم الأبحاث والدراسات في المخابراتالعسكرية الإسرائيلية بأنه يجب على حكومته أن تطور" علاقاتها مع الكانتونات التيتنشأ في العراق بعد إحتلاله ولاسيما الأكراد نظرا للعلاقة التأريخية الوطيدة بينالأثنين ". وبنفس المعنى نشر الصحافي المعروف (سيمون هيرش) تقريرا فيمجلة(نيويوركر) الامريكية تضمن معلومات خطيرة عن تعاون بين الإسرائيليين والأكرادلغرض تقسيم العراق الى دويلات" ويتماشى هذا الطرح مع خطة المستشار الأمريكي(اللانتوبول) التي نشرها على الموقع الخاص بالجيش الأمريكي داعيا الى تقسيم العراق الىثلاث دويلات وبطريقة تهكمية يتساءل" ما ضر لو اصبح العالم 196 دولة بدلا من 193" .
من المعروف أن تقسيم العراق قد طبق فعلا من قبل الإدارة الأمريكيةالصهيونية عام 1991 بفرض خطوط الطول والعرض من خلال الضغط على ما يسمى بالشرعيةالدولية وإبتزازعرابها الامين العام لتشكيل كنتونات مذهبية وعرقية تحت ما يسمى (مناطق تتمتع بالحماية الدولية), فقد قسم العراق الى ثلاثة أقسام أثنان منها شمالالعراق والجنوب مشمولان بالحماية الدولية والوسط غير مشمول بهذه الحماية في مفارقةغريبة!
و يبدو ان الصهاينة بخسوا تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات فاقترحواهذه المرة بأن تكون أربع كانتونات, فقد كشفت صحيفة(يديعوت أحرونوت) عن خطة أخرىلتقسيم العراق الى أربعة دويلات على أسس عرقية وطائفية ولكل دويلة برلمان وموازنةمالية وإدارة محلية. وهي ولاية الشمال ومركزها الموصل وتضم محافظات(دهوك، اربيل،السليمانية، الموصل، كركوك وصلاح الدين), والثانية ولاية الوسط ومركزها بغداد وتضممحافظات( بغداد والكوت والأنبار وديالى)، وولاية الفرات الأوسط ومركزها النجف وتضم ( الديوانية،كربلاء، النجف وبابل) وولاية الجنوب ومركزها البصرة وتضم ( ميسان،البصرة، المثنى وذي قار).
كما اشار (عاموس مالكا) المدير السابق لشعبةالمخابرات العسكرية للكيان الصهيوني صراحة بأن مسح العراق من الخارطة كدولة" سيقللمن المخاطر الإستراتيجية للأمن القومي الإسرائيلي، فعالم عربي بلا عراق موحد هوالأفضل لإسرائيل من عالم عربي فيه العراق".
وفي عام 1996 قدم المحافظونالأمريكان الجدد من الأصول اليهودية خطة لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات لرئيسالوزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتنياهو) خلال زيارته لواشنطن. وقبل الغزو بعامقام وزير الدفاع الإسرائيلي(ديفيد اليعازر) بزيارة كردستان العراق وناقش موضوعتقسيم العراق مع القيادات الكردية العميلة مما أثار حفيظة رئيس الوزراء التركيآنذاك( بولند اجاويد) الذي اعتبر موضوع الزيارة يشكل تهديدا لأمن تركيا.
وعلق مسؤول تركي رفيع المستوى بأن دعم إسرائيل للأكراد لتقسيم العراق منشأنه " جلب المزيد من الموت والويلات لمنطقة الشرق الأوسط". وفي اكنوبر من عام 2002نشر المحلل السياسي ( جاري دي هالبيرت) دراسة موسعة بشأن تقسيم العراق على أسسعرقية وإعادة ترسيم الحدود القومية. وفي نفس العام أصدر مركز (ستراتفور) للمعلوماتالجيوسياسية دراسة مهمة تناولتالاستراتيجية الامريكية لقسيم العراق الى ثلاثةمناطق منعزلة عن بعضها كي ينتهي وجود العراق كدولة موحدة, وذلك بضم بغداد ومحافظةالانبار الى الاردن وتشكيل ما يسمى بالمملكة الهاشمية المتحدة. وضم الموصل وكركوكالى كردستان العراق لتصبح دولة ذات حكم ذاتي. وأخيرا ضم محافظات الجنوب الى الكويت. وحسب التقرير فأن هذا الوضع سيحقق للكيان الصهيوني الأمن التام لأن العراق من أشدأعداء الكيان.
اما بعد الغزو الأمريكي للعراق فقد اشتدت هذه الدعوات وبرزتبصورة اوضح, فقد كتب (جون ديو) الباحث السياسي في معهد( إنتربرايزر الصهيوني) مقالافي ( لوس انجلوس تايمز) أكد فيه على ضرورة التعجيل بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات, ومن الجدير بالذكر ان ( ليزلي غلب)الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية فيالكونغرس الامريكي كشف في أواخر عام 2003 عن مشروع لتقسيم العراق الى ثلاث دويلاتنشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنون" الدول الثلاث هو الحل" أما المحلل الصهيوني ( جايباخور) في مركز هرتزليا فقد أعتبر عدم تقسيم العراق بعد الغزو بأنه يعني" ان الحربالأمريكية على العراق تعتبر فاشلة من الأساس ولم تتمكن من تحقيق أهدافها" ودعا الىضرب حركات المقاومة السنية بقوة" كي لا تتحول الى قاعدة لتهديد مصالح إمريكياوإسرائيل".
وفي يناير من عام 2004 نشر المحلل السياسي ( اريك ماكواردت) تقريرا حذر فيه من مغبة تقسيم العراق لأن ذلك من شأنه ان يحفز دول الجوار للتدخل فيشئون تلك الدويلات الهشة والسيطرة عليها، وسيؤدي ذلك الى اضطراب الوضع الاقليمي. وفي آذار من العام نفسه صرح هنري كيسنجر لشبكة( بي بي سي) بأن العراق" يسير بنفسهبإتجاه يوغسلافيا السابقة" قاصدا تقسيمها الى دويلات.
وقد حلل الصحفيالبريطاني (جونثان كوك) في كتابه(إسرائيل وصراع الحضارات) الغرض من الغزو الأمريكيلعراق بأنه لتقسيمه وإجراء تغييرات في منطقة الشرق الأوسط. وقد لخص( ريتشارد باركر) السفير الأمريكي في بيروت في تموز عام 2007إستراتيجية بلاده في منطة الشرق الأوسطبان الغرض منها" وضع أسس جديدة لمشروع خارطة الطريق الكبرى في المنطقة تتماشىوأهداف الأقليات الطائفية والعنصرية في تحقيق الإنفصال".خاتمة هذه المشاريعالخطة التي أقرها مجلس الشيوخ الأمريكي في 26/9/2007 لتقسيم العراق الى ثلاثةأقاليم وحضى القرار بتأييد(75) عضو مقابل رفض(23) عضو، من ضمنهم(26) من أعضاء حزببوش(الحزب الجمهوري) الذي رفض القرار في نادرة طريفة!
حلم (إسرائيل الكبرى)لا يختلف عن حلم( بلاد فارس الكبرى) فكلاهما يقوم على التوسع والهيمنة الإستعماريةوتوسيع النفوذ على حساب دول الجوار وتحويلها الى كيانات هشة تنشغل بالحروب الطائفيةوالعنصرية. بمعنى تأكل بعضها البعض وما يتبقى منها يمضغه الفرس والصهاينة بهدوء, فالفرس يدعمون أكراد العراق لكنهم من جهة ثانية ينكلون بأكراد إيران ويحرمونهم منأبسط الحقوق لأنهم غير محسوبين على قائمة محبي آل البيت, كما إنهم يدعمون شيعةالعراق وبنفس الوقت يهضمون سنة إيران, ويدعمون أقليات العراق لكنهم يهضمون حقوقالأقليات الإيرانية كالاحوازيين والبلوش والأكراد, يدفعون عملائهم من حكام العراقالى تقسيم العراق عبر الفدراليات المزعومة ويعملون بقوة على توحيد دولتهموتوسيعها.
وبالرغم من دعوة إيران للمحافظة على وحدة العراق من التقسيم لكنالحقيقة هي خلاف ذلك لأن عراق قوي موحد كما أثبتت الوقائع على الأرض يحول دون تحقيقإيران لأهدافها التوسعية في تصدير البغض والطائفية والحقد الى الدول الأخرى وما عرفبتصدير الثورة الصفراء, فقد كشفت وثيقة في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي جاء فيها" بعد أن قامت دولة الأثنى عشرية في إيران بعد عقود عديدة، نحمل واجبا خطيرا وثقيلايتمثل بتصدير الثورة" مترجما بذلك مقولة الخميني في بيان الذكرى السنوية لأنصارالثورة في شباط عام 1980 بأننا " نعمل على تصدير ثورتنا الى مختلف أنحاء العالم". وبإتفاق مسبق مع الشيطان الأكبر تم تشكيل حكومة طائفية عنصرية في العراق على رأسهاممثل نظام الملالي في العراق عبد العزيز الحكيم وذراعه العسكري فيلق بدر الملقحبفيلق القدس الايراني.
وكان أول نتائج زف عبد العزيز الحكيم الى الحاكمالمدني بول بريمر أن حمل الحكيم جنين الفدرالية الذي بشر به العراقيين وهو تقسيمللعراق تحت يافطة جديدة, وكانت مداولات الحكيم مع المنظر اليهودي هنري كيسنجر قدإنصبت على مشروع تقسيم العراق وهي رؤية مشتركة للصهيونية( يمثلها كيسنجر)والإيرانية ( يمثلها الحكيم) . ولإرساء فكرة التقسيم كان لا بد من إشعال نار الفتنةالطائفية كنموذج عملي للتقسيم وشد الإذهان الى ضرورته لعدم قدرة الطوائف على العيشمعا بوفاق وإنسجام، رغم إن التاريخ يكذب هذه الدعوة الجوفاء فمنذ اكثر من ألف سنةعاشوا معا بسلام ووئام وسؤدد.
ومن الملاحظ ان جريدة الوفد المصرية سربتأخبارا في نهاية شهر تشرين الثاني من عام الغزو بأن مجلس الحكم سيء الصيت ناقشإقتراحا خطيرا لتقسيم العراق الى عدة دويلات. ثم تجسدت الرغبة بواقع عملي على تقسيمالعراق من خلال الدستور سيء الصيت الذي صاغته أنامل الخبير القانوني اليهودي نوحفيلدمان لإقامة فدراليات في الشمال والجنوب والوسط وما سمي في حينها شيعستانوسنيستان وكردستان فتهلهل وجه القادة الشيعة والأكراد بهذا التقسيم المريب والذييتوافق مع رؤياهم الضيقة لمستقبل العراق. وقد تضمن الدستور الفيلدماني غرائب وعجائبمنها تمثيل الأقليم الفدرالي خارج العراق بمعزل عن الحكومة المركزية, وفي الوقتالذي إدعى فيه (القائم بأعمال أبيه) عمار الحكيم بأن الفدرالية ليست موضوعا جديدا،فإنه كان محقا في ذلك فقد ناقشت احزاب العمالة تقسيم العراق منذ مؤتمر لندن سيءالصيت, وبعد الغزو الأمريكي وزعت مؤسسة شهيد المحراب خارطة جديدة لتوزيع الأقاليمطبعت في طهران, وقد عبر عادل عبد المهدي عن رؤيته بأن تجربة الإمارات العربية يمكنتطبيقها على العراق منطلقا من حماقة فريدة في بابها متجاهلا ان الامارات لم تأخذبمبدأ الفدرالية على أسس طائفية كما هو الحال في العراق.
من المؤكد إن احزابالولاء لدولة فارس الكبرى الممثلين في مجلس النواب وحكومة الإحتلال عندما طرحواموضوع تقسيم العراق فأنهم ينفذون أجندة أسيادهم نظام الملالي الذين يطمحون بضم جنوبالعراق الغني بالبترول الى إيران وبالتالي الهيمنة على أكبر احتياطي نفطي فيالعالم, كما إن إقامة دولة كردية في شمال العراق من شأنه أن يحي أحلام الأكرادبإحياء فكرة مهاباد الميته بضم إكراد الدول المجاورة للعراق، وفعلا منذ الغزو بدأتأسراب من الأكراد الإيرانيين والأتراك تحط في شمال العراق بإيعاز من حزبي برزانيوالطالباني، وتم ودفع اعداد غفيرة منهم الى محافظة كركوك بهدف التكريد.
ومنشأن تقسيم العراق طائفيا ان يدفع بقية الأقليات للمطالبة بالمثل, وقد تجلى ذلك علىلسان علي عبد المهدي رئيس (حزب تركمان أيلي) في تصريح أدلى به الى صحيفة الشرقالأوسط في نهاية شهر ايلول عام 2007 بأن" التركمان يعتزمون إعلان إقليم رابع فيالعراق إذا تم تقسيم العراق الى ثلاث دويلات" ومن المتوقع ان تعلن أقليات أخرى نفسالرغبة ولا يحق لأحد ان يمنعها فليس من المنطق ان تسمح لقومية أو طائفة بإقليموتحرم غيرها منه.
الخلاصة أن عراق واحد موحد قوي متماسك يفشل مشروعي إيرانوالكيان الصهيوني فنظرية الأمن القومي الإيراني والإسرائيلي تجد في تقسيم العراقالى كنتونات هشة من شأنه أن يضعفه ويسمح بالسيطرة على موارده الغنية ويوفر فرصةذهبية للتوسع على حسابه لإبتزاز دول الخليج الضعيفة وغير القادرة على مجابهةالتحديات الفارسية لتحقيق حلم الفرس (الإمبراطرية الفارسية الكبرى). كما ان عراقموجود على الخارطة من شأنه أن يجهض حلم الكيان الصهيوني ( بدولة إسرائيل الكبرى) كما إعترف الصهاينة أنفسهم. وكان الله في عون العراق والعراقيين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سباق محموم بين اليهود الصهاينة والفرس لتمزيق العراق وتفتيته.! - اطلع على خفاياالمخطط الخطير مدعم بتصريحات الجانبين
2009-05-12 :: بقلم: علي الكاش - كاتب ومفكر عراقي ::
عمامة الملالي وطاقية اليهود..وحدة الإستراتيجية و اختلافالتكتيك.!
الجزء السادس والأخير
- تقسيم العراق مطلب امريكي - إسرائيلي_- إيراني..
تشترك نظرية الأمن القومي الإيراني والصهيوني بعدة صفات من أهمها العملعلى إضعاف الكيانات العربية والأسلامية, والهيمنة على أقتصاديات العالم العربي, والتسايق التسليحي وإستنزاف الأمكانات المالية من خلال تحفيز الدول العربية للدخولفي مضمار التسابق التسليحي لدرء شرور الاطماع التوسعية في المنطقة وخلق توازن عسكريأو على الأقل توفير الإمكانات الحربية لمواجهة التحديات والتهديدات, و تتظافر جهودالفرس والصهاينة في العمل على تقسيم الوطن العربي الى كونتانات هشة تسهل تحقيق مايسمى ب( الأمبراطورية الفارسية الكبرى) أو ( إسرائيل الكبرى) التي وردت فيبروتوكولات حكماء صهيون المادة(9) " حينما نمكن لانفسنا فنكون سادةالأرض".
وهذا ما سنحاول أن نسلط عليه الضوء في هذه الجزء.
إن فكرة تقسيمالعراق ليست وليدة الغزو الامريكي للعراق وإنما هي فكرة إسرائيلية قديمة مستمدة منالتوراة لتحقيق ما يسمى ( إسرائيل الكبرى) الممتدة من اورشليم الى بابل وتدمير مدنهوسبي نسائه وقتل أطفاله حيث ورد" يا بنت بابل طوبى لمن يجازيك... ويمسك أطفالكويضرب بهم الصخرة" كما ذكرت بصورة غير مباشرة في يوميات هرتزل لإنشاء وطن قوميلليهود في فلسطين من ثم توسعه من جميع الإتجاهات, والعمل على إضعاف صوت العربالمناهضين للمشروع الأستيطاني ببذر الشقاق والتقسيم والتشتت لغرض منعهم من توحيدإرادتهم وإضعاف شوكتهم ليتم تنفيذ الإستيطان بيسر. كما وردت بصورة اوضح فيبروتوكولات حكماء صهيون التي طالبت بإنشاء وطن قومي ما بين النيل والفرات مستندةالى دعوات توراية. وفي عام 1956 ذكر المحلل السياسي(بار زوهار) في معرض تعليقه علىمذكرات (بو غوريون) بأنه خلال العدوان الثلاثي على مصر أقترح بن غوريون علىالفرنسيين خطة للتخلص من الزعيم جمال عبد الناصر وتقسيم الأردن والعراق ولبنانوسوريا وإعادة توزيع المنطقة بشكل يحقق أمن الكيان الصهيوني.
وكشف الكاتبالهندي (ك.ر.كرانجيا ) في كتابه الموسوم ( خنجر إسرائيل) الذي ترجم للعربية عام 1957 وثيقة إسرائيلية سميت بأسمه سربت من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي للرئيس جمالعبد الناصر الذي أودعها بدوره الى كر****************يا تتحدث عن بدائل لإتفاقية سايكس بيكولتقسيم المنطقة العربية الى دويلات هشة في سوريا ولبنان ومنها تقسيم العراق الىدولة كردية في شماله واخرى للعرب في الوسط وضم الجنوب الى إيران مكافأة لشرطيالخليج حينذاك رضا شاه بهلوي وكذلك زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة بما يخدمالكيان الصهيوني. وفي عام 1977 ورد مشروع التقسيم بنفس الصيغة أي تقسيم العراق الىثلاث دويلات على أساس الدين والعرق في مشروع (ليزلي غيلب) حمل أسم مدير لتخطيطالسياسي في الإدارة الأمريكية ..
علاوة على ذلك أشار اليها المفكر اليهوديهنري كيسنجر المنظر للسياسة الخارجية الأمريكية في مذكراته " سنوات العصف" التينشرت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بخمسة مجلدات والتي تشير الى خططالولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء دولة قومية للأكراد في شمال العراق تضم نصفخارطة العراق. مقترحا خطة لإبقاء الأوضاع ملتهبة بالصراعات والنزاعات للدولةالمحيطة بالكيان الصهيوني, وإضعافها بالشكل الذي يؤمن الإسقرار والأمن للكيانالصهيوني, وفيما يتعلق بالعراق أوصى بالعمل على وضع ترتيبات سياسية وعسكرية لتمزيقهوإقامة دولة جديدة في منطقة الخليج تشمل أكثر من 80% من أراضي العراق ومدها الىجانب الأحواز العربية.
وفي عام 1982 نشر مجلة(كيفونيم) تقريرا للمنظمةالصهيونية العالمية كشفت فيه عن خطة لتقسيم العراق وسوريا. كما سبق ان طرح المستشرقالأمريكي (برنارد لويس) مسألة تفكيك العراق معتبر "أنه كيان شاذ مبني على أساس خطأتأريخي صنعه الإنكليز ويتوجب تقسيمه". كما نوه المحلل الإسترايجي اليهودي (اوديدينون) عام 1982 عن تقسيم العراق بقوله " يجب علينا تحويل العالم العربي لموزاييكمفكك من مجموعات عرقية وطائفية ضعيفة تمكن إسرائيل السيطرة عليها كما تشاء لتحقيقحلم إسرائيل الكبرى".
جدير بالإشارة أن المؤرخ الإسرائيلي(بيني موريس) قددعا صراحة الى تقسيم العراق معتبرا انه دولة" مصطنعة انتجها الإنكليز ومزجوا فيهاعشوائيا شعوبا وطوائفا غير متجانسة ولا يمكن ان تتعايش فيما بينها". وخلال الغزوالإسرائيلي للبنان أوجز ( أريل شارون) الهدف من الغزو بأنه تفكيك لبنان ومن ثمتطبيق الفكرة على بقية الدول العربية لتشمل سوريا ودول الخليج العربي وفي مرحلةلاحقة مصر والعراق" الى مناطق هشة من الأقليات العرقية والطائفية المتحاربة" مضيفابأن تقسيم العراق يعتبر أهم من تقسيم سوريا" لأنه يشكل خطرا أكبر على إسرائيل, وعليه يمكن تقسيمه الى ثلاث دويلات هي الموصل وبغداد والبصرة".
كما صرحالجنرال (داني روتشيلد) الذي شغل منصب رئاسة قسم الأبحاث والدراسات في المخابراتالعسكرية الإسرائيلية بأنه يجب على حكومته أن تطور" علاقاتها مع الكانتونات التيتنشأ في العراق بعد إحتلاله ولاسيما الأكراد نظرا للعلاقة التأريخية الوطيدة بينالأثنين ". وبنفس المعنى نشر الصحافي المعروف (سيمون هيرش) تقريرا فيمجلة(نيويوركر) الامريكية تضمن معلومات خطيرة عن تعاون بين الإسرائيليين والأكرادلغرض تقسيم العراق الى دويلات" ويتماشى هذا الطرح مع خطة المستشار الأمريكي(اللانتوبول) التي نشرها على الموقع الخاص بالجيش الأمريكي داعيا الى تقسيم العراق الىثلاث دويلات وبطريقة تهكمية يتساءل" ما ضر لو اصبح العالم 196 دولة بدلا من 193" .
من المعروف أن تقسيم العراق قد طبق فعلا من قبل الإدارة الأمريكيةالصهيونية عام 1991 بفرض خطوط الطول والعرض من خلال الضغط على ما يسمى بالشرعيةالدولية وإبتزازعرابها الامين العام لتشكيل كنتونات مذهبية وعرقية تحت ما يسمى (مناطق تتمتع بالحماية الدولية), فقد قسم العراق الى ثلاثة أقسام أثنان منها شمالالعراق والجنوب مشمولان بالحماية الدولية والوسط غير مشمول بهذه الحماية في مفارقةغريبة!
و يبدو ان الصهاينة بخسوا تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات فاقترحواهذه المرة بأن تكون أربع كانتونات, فقد كشفت صحيفة(يديعوت أحرونوت) عن خطة أخرىلتقسيم العراق الى أربعة دويلات على أسس عرقية وطائفية ولكل دويلة برلمان وموازنةمالية وإدارة محلية. وهي ولاية الشمال ومركزها الموصل وتضم محافظات(دهوك، اربيل،السليمانية، الموصل، كركوك وصلاح الدين), والثانية ولاية الوسط ومركزها بغداد وتضممحافظات( بغداد والكوت والأنبار وديالى)، وولاية الفرات الأوسط ومركزها النجف وتضم ( الديوانية،كربلاء، النجف وبابل) وولاية الجنوب ومركزها البصرة وتضم ( ميسان،البصرة، المثنى وذي قار).
كما اشار (عاموس مالكا) المدير السابق لشعبةالمخابرات العسكرية للكيان الصهيوني صراحة بأن مسح العراق من الخارطة كدولة" سيقللمن المخاطر الإستراتيجية للأمن القومي الإسرائيلي، فعالم عربي بلا عراق موحد هوالأفضل لإسرائيل من عالم عربي فيه العراق".
وفي عام 1996 قدم المحافظونالأمريكان الجدد من الأصول اليهودية خطة لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات لرئيسالوزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتنياهو) خلال زيارته لواشنطن. وقبل الغزو بعامقام وزير الدفاع الإسرائيلي(ديفيد اليعازر) بزيارة كردستان العراق وناقش موضوعتقسيم العراق مع القيادات الكردية العميلة مما أثار حفيظة رئيس الوزراء التركيآنذاك( بولند اجاويد) الذي اعتبر موضوع الزيارة يشكل تهديدا لأمن تركيا.
وعلق مسؤول تركي رفيع المستوى بأن دعم إسرائيل للأكراد لتقسيم العراق منشأنه " جلب المزيد من الموت والويلات لمنطقة الشرق الأوسط". وفي اكنوبر من عام 2002نشر المحلل السياسي ( جاري دي هالبيرت) دراسة موسعة بشأن تقسيم العراق على أسسعرقية وإعادة ترسيم الحدود القومية. وفي نفس العام أصدر مركز (ستراتفور) للمعلوماتالجيوسياسية دراسة مهمة تناولتالاستراتيجية الامريكية لقسيم العراق الى ثلاثةمناطق منعزلة عن بعضها كي ينتهي وجود العراق كدولة موحدة, وذلك بضم بغداد ومحافظةالانبار الى الاردن وتشكيل ما يسمى بالمملكة الهاشمية المتحدة. وضم الموصل وكركوكالى كردستان العراق لتصبح دولة ذات حكم ذاتي. وأخيرا ضم محافظات الجنوب الى الكويت. وحسب التقرير فأن هذا الوضع سيحقق للكيان الصهيوني الأمن التام لأن العراق من أشدأعداء الكيان.
اما بعد الغزو الأمريكي للعراق فقد اشتدت هذه الدعوات وبرزتبصورة اوضح, فقد كتب (جون ديو) الباحث السياسي في معهد( إنتربرايزر الصهيوني) مقالافي ( لوس انجلوس تايمز) أكد فيه على ضرورة التعجيل بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات, ومن الجدير بالذكر ان ( ليزلي غلب)الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية فيالكونغرس الامريكي كشف في أواخر عام 2003 عن مشروع لتقسيم العراق الى ثلاث دويلاتنشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنون" الدول الثلاث هو الحل" أما المحلل الصهيوني ( جايباخور) في مركز هرتزليا فقد أعتبر عدم تقسيم العراق بعد الغزو بأنه يعني" ان الحربالأمريكية على العراق تعتبر فاشلة من الأساس ولم تتمكن من تحقيق أهدافها" ودعا الىضرب حركات المقاومة السنية بقوة" كي لا تتحول الى قاعدة لتهديد مصالح إمريكياوإسرائيل".
وفي يناير من عام 2004 نشر المحلل السياسي ( اريك ماكواردت) تقريرا حذر فيه من مغبة تقسيم العراق لأن ذلك من شأنه ان يحفز دول الجوار للتدخل فيشئون تلك الدويلات الهشة والسيطرة عليها، وسيؤدي ذلك الى اضطراب الوضع الاقليمي. وفي آذار من العام نفسه صرح هنري كيسنجر لشبكة( بي بي سي) بأن العراق" يسير بنفسهبإتجاه يوغسلافيا السابقة" قاصدا تقسيمها الى دويلات.
وقد حلل الصحفيالبريطاني (جونثان كوك) في كتابه(إسرائيل وصراع الحضارات) الغرض من الغزو الأمريكيلعراق بأنه لتقسيمه وإجراء تغييرات في منطقة الشرق الأوسط. وقد لخص( ريتشارد باركر) السفير الأمريكي في بيروت في تموز عام 2007إستراتيجية بلاده في منطة الشرق الأوسطبان الغرض منها" وضع أسس جديدة لمشروع خارطة الطريق الكبرى في المنطقة تتماشىوأهداف الأقليات الطائفية والعنصرية في تحقيق الإنفصال".خاتمة هذه المشاريعالخطة التي أقرها مجلس الشيوخ الأمريكي في 26/9/2007 لتقسيم العراق الى ثلاثةأقاليم وحضى القرار بتأييد(75) عضو مقابل رفض(23) عضو، من ضمنهم(26) من أعضاء حزببوش(الحزب الجمهوري) الذي رفض القرار في نادرة طريفة!
حلم (إسرائيل الكبرى)لا يختلف عن حلم( بلاد فارس الكبرى) فكلاهما يقوم على التوسع والهيمنة الإستعماريةوتوسيع النفوذ على حساب دول الجوار وتحويلها الى كيانات هشة تنشغل بالحروب الطائفيةوالعنصرية. بمعنى تأكل بعضها البعض وما يتبقى منها يمضغه الفرس والصهاينة بهدوء, فالفرس يدعمون أكراد العراق لكنهم من جهة ثانية ينكلون بأكراد إيران ويحرمونهم منأبسط الحقوق لأنهم غير محسوبين على قائمة محبي آل البيت, كما إنهم يدعمون شيعةالعراق وبنفس الوقت يهضمون سنة إيران, ويدعمون أقليات العراق لكنهم يهضمون حقوقالأقليات الإيرانية كالاحوازيين والبلوش والأكراد, يدفعون عملائهم من حكام العراقالى تقسيم العراق عبر الفدراليات المزعومة ويعملون بقوة على توحيد دولتهموتوسيعها.
وبالرغم من دعوة إيران للمحافظة على وحدة العراق من التقسيم لكنالحقيقة هي خلاف ذلك لأن عراق قوي موحد كما أثبتت الوقائع على الأرض يحول دون تحقيقإيران لأهدافها التوسعية في تصدير البغض والطائفية والحقد الى الدول الأخرى وما عرفبتصدير الثورة الصفراء, فقد كشفت وثيقة في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي جاء فيها" بعد أن قامت دولة الأثنى عشرية في إيران بعد عقود عديدة، نحمل واجبا خطيرا وثقيلايتمثل بتصدير الثورة" مترجما بذلك مقولة الخميني في بيان الذكرى السنوية لأنصارالثورة في شباط عام 1980 بأننا " نعمل على تصدير ثورتنا الى مختلف أنحاء العالم". وبإتفاق مسبق مع الشيطان الأكبر تم تشكيل حكومة طائفية عنصرية في العراق على رأسهاممثل نظام الملالي في العراق عبد العزيز الحكيم وذراعه العسكري فيلق بدر الملقحبفيلق القدس الايراني.
وكان أول نتائج زف عبد العزيز الحكيم الى الحاكمالمدني بول بريمر أن حمل الحكيم جنين الفدرالية الذي بشر به العراقيين وهو تقسيمللعراق تحت يافطة جديدة, وكانت مداولات الحكيم مع المنظر اليهودي هنري كيسنجر قدإنصبت على مشروع تقسيم العراق وهي رؤية مشتركة للصهيونية( يمثلها كيسنجر)والإيرانية ( يمثلها الحكيم) . ولإرساء فكرة التقسيم كان لا بد من إشعال نار الفتنةالطائفية كنموذج عملي للتقسيم وشد الإذهان الى ضرورته لعدم قدرة الطوائف على العيشمعا بوفاق وإنسجام، رغم إن التاريخ يكذب هذه الدعوة الجوفاء فمنذ اكثر من ألف سنةعاشوا معا بسلام ووئام وسؤدد.
ومن الملاحظ ان جريدة الوفد المصرية سربتأخبارا في نهاية شهر تشرين الثاني من عام الغزو بأن مجلس الحكم سيء الصيت ناقشإقتراحا خطيرا لتقسيم العراق الى عدة دويلات. ثم تجسدت الرغبة بواقع عملي على تقسيمالعراق من خلال الدستور سيء الصيت الذي صاغته أنامل الخبير القانوني اليهودي نوحفيلدمان لإقامة فدراليات في الشمال والجنوب والوسط وما سمي في حينها شيعستانوسنيستان وكردستان فتهلهل وجه القادة الشيعة والأكراد بهذا التقسيم المريب والذييتوافق مع رؤياهم الضيقة لمستقبل العراق. وقد تضمن الدستور الفيلدماني غرائب وعجائبمنها تمثيل الأقليم الفدرالي خارج العراق بمعزل عن الحكومة المركزية, وفي الوقتالذي إدعى فيه (القائم بأعمال أبيه) عمار الحكيم بأن الفدرالية ليست موضوعا جديدا،فإنه كان محقا في ذلك فقد ناقشت احزاب العمالة تقسيم العراق منذ مؤتمر لندن سيءالصيت, وبعد الغزو الأمريكي وزعت مؤسسة شهيد المحراب خارطة جديدة لتوزيع الأقاليمطبعت في طهران, وقد عبر عادل عبد المهدي عن رؤيته بأن تجربة الإمارات العربية يمكنتطبيقها على العراق منطلقا من حماقة فريدة في بابها متجاهلا ان الامارات لم تأخذبمبدأ الفدرالية على أسس طائفية كما هو الحال في العراق.
من المؤكد إن احزابالولاء لدولة فارس الكبرى الممثلين في مجلس النواب وحكومة الإحتلال عندما طرحواموضوع تقسيم العراق فأنهم ينفذون أجندة أسيادهم نظام الملالي الذين يطمحون بضم جنوبالعراق الغني بالبترول الى إيران وبالتالي الهيمنة على أكبر احتياطي نفطي فيالعالم, كما إن إقامة دولة كردية في شمال العراق من شأنه أن يحي أحلام الأكرادبإحياء فكرة مهاباد الميته بضم إكراد الدول المجاورة للعراق، وفعلا منذ الغزو بدأتأسراب من الأكراد الإيرانيين والأتراك تحط في شمال العراق بإيعاز من حزبي برزانيوالطالباني، وتم ودفع اعداد غفيرة منهم الى محافظة كركوك بهدف التكريد.
ومنشأن تقسيم العراق طائفيا ان يدفع بقية الأقليات للمطالبة بالمثل, وقد تجلى ذلك علىلسان علي عبد المهدي رئيس (حزب تركمان أيلي) في تصريح أدلى به الى صحيفة الشرقالأوسط في نهاية شهر ايلول عام 2007 بأن" التركمان يعتزمون إعلان إقليم رابع فيالعراق إذا تم تقسيم العراق الى ثلاث دويلات" ومن المتوقع ان تعلن أقليات أخرى نفسالرغبة ولا يحق لأحد ان يمنعها فليس من المنطق ان تسمح لقومية أو طائفة بإقليموتحرم غيرها منه.
الخلاصة أن عراق واحد موحد قوي متماسك يفشل مشروعي إيرانوالكيان الصهيوني فنظرية الأمن القومي الإيراني والإسرائيلي تجد في تقسيم العراقالى كنتونات هشة من شأنه أن يضعفه ويسمح بالسيطرة على موارده الغنية ويوفر فرصةذهبية للتوسع على حسابه لإبتزاز دول الخليج الضعيفة وغير القادرة على مجابهةالتحديات الفارسية لتحقيق حلم الفرس (الإمبراطرية الفارسية الكبرى). كما ان عراقموجود على الخارطة من شأنه أن يجهض حلم الكيان الصهيوني ( بدولة إسرائيل الكبرى) كما إعترف الصهاينة أنفسهم. وكان الله في عون العراق والعراقيين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]