بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام وجميع أهل بيته وأصحابه، وحينما إستعد الجيش الأموي أن يسيروا بالسبايا إلى الكوفة، و علقوا رؤوس الشهداء على الرماح، كانت الرؤوس قد وزعت على القبائل، وكانت كل قبيلة تملك رأسا أو عددا من الرؤوس، إلا قبيلة واحدة لم تحصل على رأس، فحصل نزاع بين القبائل، ولم تكن تلك القبيلة مستعدة للتحرك، ولم تكن سائر القبائل مستعدة لتعطي رأسا من رؤسها إلى هذه القبيلة، فكل قبيلة كانت تريد أن يكون لها المزيد من الرؤوس للتقرب إلى يزيد وإبن زياد للحصول على الجائزة.
و هكذا بقي الجيش على هذا الحال، ولم يتحرك، إلى أن خطر ببال حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي حل قطع من خلاله نزاع القوم..
لقد تذكر حرملة أنه حينما إستهدف عبدالله الرضيع بنبله المسموم ذو ثلاث شعب فذبحه من الوريد الى الوريد وهو على يدي أبيه سيد الشهداء وسبط الرسول ، حفر والده الإمام الحسين عليه السلام بغلاف سيفه قبرا صغيرا خلف الخيمة ودفن جثمانه الصغير، فذهب إلى محل الدفن وحفر القبر وإستخرج جثة عبدالله الرضيع (ع) وقطع رأسه بخنجره وأتى به إلى تلك القبيلة الفاقدة للرأس، فعلقوا رأس عبدالله عليه السلام فوق الرمح، ولأن الرأس كان صغيرا، والرمح أكبر منه، ولم يقف على الرمح، ربطوه بالحبال إلى أن انتصب على الرمح، و أمه الرباب تنظر إليه..
و هكذا رفع وقطع نزاع القوم، كما رفعه من قبل حينما طلب الإمام له ماءا، فحصلت بلبلة وهمهمة بين القوم، ولكنه قطع ذلك النزاع، بسهم ذو ثلاث شعب ذبحه من الوريد إلى الوريد.
السلام على باب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام
السلام على رضيع كربـــــلاء
السلام على رضيع الحسين عليه السلام
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".