كلمة وليام سي. كيليان في حفل الافتتاح الكبير للمركز الإسلامي في تشاتانوغا
30 آب/أغسطس 2012
تشاتانوغا، ولاية تينيسي - بعد أكثر من عامين من أعمال البناء، استضاف المركز الإسلامي في تشاتانوغا مساء السبت 25 آب/أغسطس، 2012، احتفالا كبيرًا بمناسبة افتتاحه. حضر الاحتفال حوالي 250 شخصًا من جميع القطاعات، كان من بينهم مسؤولون في الحكومة الفدرالية، ومن الولايات، ومسؤولون محليون، وهيئات فرض تطبيق القانون، وممثلون لعامة الناس من جميع الأطياف الدينية.
بعد القيام بجولة في أنحاء المرافق وتناول طعام العشاء، رحب بالحضور كل من الدكتور منير منقارة، عضو مجلس إدارة أكاديمية النور، وبسام عيسى، رئيس الجمعية الإسلامية لتشاتانوغا الكبرى. ألقى النائب العام الأميركي، كيليان إحدى الكلمتين الرئيسيتين لتلك الأمسية، وتطرق فيها إلى الالتزام بالحقوق المدنية، وفيما يلي نص الكلمة.
وزارة العدل الأميركية
النائب العام الأميركي وليام سي. كيليان للمنطقة الشرقية بولاية تينيسي
كلمة رئيسية أُلقيت في حفل الافتتاح الكبير للمركز الإسلامي في تشاتانوغا
27 آب/أغسطس 2012
السلام عليكم
إنه لشرف لي أن أكون هنا وأتحدث إليكم.
ما يثلج قلبي هو رؤية مثل هذا التنوع في الاحتفال بافتتاح هذا المركز الإسلامي الرائع في تشاتانوغا. إنكم لفخورون، كما يحق لكم أن تكونوا، بهذا الإنجاز. أنتم، ومدينة تشاتانوغا، أمثلةً للطريقة التي ينبغي أن تتم بها مثل هذه العملية. وعبر جميع أنحاء هذه المدينة، والمقاطعة، والولاية، والدولة سوف يتمكن الجميع من رؤية كيف تعمل الحكومة في ظل دستورنا وقوانيننا عندما يقوم جميع الأميركيين بمعاملة بعضهم البعض كمتساوين في الحقوق والواجبات.
يتعزز ويزدهر برنامجنا في التواصل الإسلامي والعربي الأميركي من خلال أحداث كهذه ومن مشاركة مختلف الأطياف فيها. لقد تعرفت على بسام عيسى من خلال صديقي ضيا كبيري الذي أعرفه منذ 35 عامًا. وكان هو ووسام عيسى يقيمان في غرفة مشتركة في مساكن الطلبة بجامعة تنيسي في تشاتانوغا (UTC). إنه لعالم صغير حقًا.
من هو الأميركي؟ يبدو لي أنك ما لم تكن أميركيًا أصليًا أو هنديًا أميركيًا (من الهنود الحمر) مئة بالمئة، فإنك أنت أو أسلافك قد تكونوا ممن هاجروا إلى هذا البلد. وجلّهم إن لم يكن جميعهم، هاجروا أملا في الحصول على العدالة. كانوا يغادرون وأحيانًا يهربون من مجتمع ما ومن شكل حكم ما لا تتوفر فيه العدالة. أما العدالة فهي فعل ما هو صواب. إنه حقًا لمفهوم بسيط. ومن المثير للاهتمام، كما قد تتذكرون من مقدمة الدستور، إن مفهوم إقامة العدالة جاء في المركز الثاني مباشرةً بعد إنشاء اتحاد أكثر كمالا. ومن بين جميع الأميركيين العرب، والمسلمين، واللاتين، والأميركيين الأفارقة، والمجموعات السكانية الأخرى الذين قابلتهم وتحدثت معهم، كان الجميع يقولون شيئًا واحدًا "نريد فقط أن نعامَل مثل كل الآخرين، نريد فقط أن نعامَل كالأميركيين الذين نحن من بينهم."
يعتقد بعض الناس أن هناك فئات مختلفة من الأميركيين. لقد بحثت في مواد الدستور والقوانين الفدرالية، ولم أجد فيها مثل هذا التصنيف. إنهم يبحثون عن إضفاء الصفة الشرعية أو التوثيقية على تحيّزهم. ولكن من غير الممكن العثور على ذلك.
يمكن أن تنشأ الكراهية والتحيّز عندما لا تتوفر لدى الناس أية معلومات حول أفراد آخرين أو حول خلفياتهم، أو بسبب المعلومات الخاطئة حولهم. كما يُستخدم الإعلام المضلل لتبرير مواقف الكراهية والتحيّز. وبعدئذ يجري تصوير المجموعة المستهدفة بصورة غير مبررة، وبطريقة ما، على أنها مجموعة أدنى مرتبة أو أقل جدارة بالتمتع بحقوق وامتيازات المواطنة.
وبالأساس، يختار أولئك الذين يظهرون الكراهية والتحيّز نظامًا من القيم أساسه النفاق إذ إنه ينم عن معايير مزدوجة. يرغبون في أن يكونوا أحرارًا في ظل دستور وقوانين الولايات المتحدة، وأن يتمتعوا بحريتهم وتحررهم. ولكنهم يشعرون بأن أولئك الذين لا يفهمونهم أو لا يتفقون معهم يجب أن لا يمتلكوا الحقوق الدستورية والقانونية نفسها.
لم يكن واضعو الدستور، ولا أعضاء الكونغرس الذين صادقوا على القوانين الفدرالية للحقوق المدنية، يقصدون إقامة نظام من القيم مثل ذلك القائم على النفاق. إن القوانين الفدرالية تنطبق على الجميع وسوف يتم فرض تطبيقها على الجميع بالتساوي. وحجر الزاوية الأكبر للعدالة هو الإجراءات القانونية الصحيحة، التي تستند إلى فرض تطبيق القانون على الجميع بصورة متساوية.
وكما قال مارتن لوثر كينغ، "الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان".
لا يتوجب عليك أن تحب لون بشرة المرء، أو أن تمارس شعائر دينه، أو أن تتفق معه حول ميوله الجنسية، أو أن تتمتع بمختلف صفاته الثقافية، أو أن تقدّر إعاقته. ولكن بموجب القانون، يجب علينا أن نحترم الحقوق المدنية للجميع.
لقد استمتعت دائمًا بتجربة ما هو جديد ومختلف من الأطعمة، والثقافات، والممارسات الدينية، والتفاعلات والحوارات بين مختلف الناس. ينبغي على المتأثرين بالتحيز أن يشعروا بسعادة حظهم إذا كان لهم أن يتمتعوا بالزمالة، وبالتبادل الثقافي، وبالصداقة التي قد يوفرها لهم مثل هذا الحدث.
يجب علينا أن نحافظ على التعديل الأول للدستور ونفرض تطبيقه في ما يتعلق بحرية الدين، سواءً أكان ذلك يتعلق بمعبد للسيخ، أو كنيس، أو كنيسة، أو مسجد.
لقد كنا، وما زلنا، وسوف نبقى دائمًا أعظم دولة على وجه هذه الكرة الأرضية. إن تنوعنا هو مصدر قوتنا. واحترام الثقافات المختلفة واحتضانها يشكلان الركيزة التي نشأت دولتنا العظيمة عليها. وعلى الرغم من أننا متنوعون ثقافيًا، فإن ما يوحدنا يفوق ما يفرقنا. وكمواطن أميركي، فإنك لست بحاجة لتقديم أية أعذار، ولا يتعين عليك تقديمها، حول أصلك العرقي، وتفضيلك الديني، وتوجهك الجنسي، أو أي صفة أخرى تتعلق بهويتك. نحن جميعًا أميركيون وسنبقى كذلك، "مع الحرية والعدالة للجميع".
أشكركم مجددًا لمنحي شرف الحضور إلى هنا والتحدث إليكم. أهنئكم على إنجازكم، وعلى إتاحة الفرصة لنا بأن نكون جزءًا من تفانيكم واحتفالكم بهذا المركز الرائع.
والسلام عليكم جميعًا.
30 آب/أغسطس 2012
تشاتانوغا، ولاية تينيسي - بعد أكثر من عامين من أعمال البناء، استضاف المركز الإسلامي في تشاتانوغا مساء السبت 25 آب/أغسطس، 2012، احتفالا كبيرًا بمناسبة افتتاحه. حضر الاحتفال حوالي 250 شخصًا من جميع القطاعات، كان من بينهم مسؤولون في الحكومة الفدرالية، ومن الولايات، ومسؤولون محليون، وهيئات فرض تطبيق القانون، وممثلون لعامة الناس من جميع الأطياف الدينية.
بعد القيام بجولة في أنحاء المرافق وتناول طعام العشاء، رحب بالحضور كل من الدكتور منير منقارة، عضو مجلس إدارة أكاديمية النور، وبسام عيسى، رئيس الجمعية الإسلامية لتشاتانوغا الكبرى. ألقى النائب العام الأميركي، كيليان إحدى الكلمتين الرئيسيتين لتلك الأمسية، وتطرق فيها إلى الالتزام بالحقوق المدنية، وفيما يلي نص الكلمة.
وزارة العدل الأميركية
النائب العام الأميركي وليام سي. كيليان للمنطقة الشرقية بولاية تينيسي
كلمة رئيسية أُلقيت في حفل الافتتاح الكبير للمركز الإسلامي في تشاتانوغا
27 آب/أغسطس 2012
السلام عليكم
إنه لشرف لي أن أكون هنا وأتحدث إليكم.
ما يثلج قلبي هو رؤية مثل هذا التنوع في الاحتفال بافتتاح هذا المركز الإسلامي الرائع في تشاتانوغا. إنكم لفخورون، كما يحق لكم أن تكونوا، بهذا الإنجاز. أنتم، ومدينة تشاتانوغا، أمثلةً للطريقة التي ينبغي أن تتم بها مثل هذه العملية. وعبر جميع أنحاء هذه المدينة، والمقاطعة، والولاية، والدولة سوف يتمكن الجميع من رؤية كيف تعمل الحكومة في ظل دستورنا وقوانيننا عندما يقوم جميع الأميركيين بمعاملة بعضهم البعض كمتساوين في الحقوق والواجبات.
يتعزز ويزدهر برنامجنا في التواصل الإسلامي والعربي الأميركي من خلال أحداث كهذه ومن مشاركة مختلف الأطياف فيها. لقد تعرفت على بسام عيسى من خلال صديقي ضيا كبيري الذي أعرفه منذ 35 عامًا. وكان هو ووسام عيسى يقيمان في غرفة مشتركة في مساكن الطلبة بجامعة تنيسي في تشاتانوغا (UTC). إنه لعالم صغير حقًا.
من هو الأميركي؟ يبدو لي أنك ما لم تكن أميركيًا أصليًا أو هنديًا أميركيًا (من الهنود الحمر) مئة بالمئة، فإنك أنت أو أسلافك قد تكونوا ممن هاجروا إلى هذا البلد. وجلّهم إن لم يكن جميعهم، هاجروا أملا في الحصول على العدالة. كانوا يغادرون وأحيانًا يهربون من مجتمع ما ومن شكل حكم ما لا تتوفر فيه العدالة. أما العدالة فهي فعل ما هو صواب. إنه حقًا لمفهوم بسيط. ومن المثير للاهتمام، كما قد تتذكرون من مقدمة الدستور، إن مفهوم إقامة العدالة جاء في المركز الثاني مباشرةً بعد إنشاء اتحاد أكثر كمالا. ومن بين جميع الأميركيين العرب، والمسلمين، واللاتين، والأميركيين الأفارقة، والمجموعات السكانية الأخرى الذين قابلتهم وتحدثت معهم، كان الجميع يقولون شيئًا واحدًا "نريد فقط أن نعامَل مثل كل الآخرين، نريد فقط أن نعامَل كالأميركيين الذين نحن من بينهم."
يعتقد بعض الناس أن هناك فئات مختلفة من الأميركيين. لقد بحثت في مواد الدستور والقوانين الفدرالية، ولم أجد فيها مثل هذا التصنيف. إنهم يبحثون عن إضفاء الصفة الشرعية أو التوثيقية على تحيّزهم. ولكن من غير الممكن العثور على ذلك.
يمكن أن تنشأ الكراهية والتحيّز عندما لا تتوفر لدى الناس أية معلومات حول أفراد آخرين أو حول خلفياتهم، أو بسبب المعلومات الخاطئة حولهم. كما يُستخدم الإعلام المضلل لتبرير مواقف الكراهية والتحيّز. وبعدئذ يجري تصوير المجموعة المستهدفة بصورة غير مبررة، وبطريقة ما، على أنها مجموعة أدنى مرتبة أو أقل جدارة بالتمتع بحقوق وامتيازات المواطنة.
وبالأساس، يختار أولئك الذين يظهرون الكراهية والتحيّز نظامًا من القيم أساسه النفاق إذ إنه ينم عن معايير مزدوجة. يرغبون في أن يكونوا أحرارًا في ظل دستور وقوانين الولايات المتحدة، وأن يتمتعوا بحريتهم وتحررهم. ولكنهم يشعرون بأن أولئك الذين لا يفهمونهم أو لا يتفقون معهم يجب أن لا يمتلكوا الحقوق الدستورية والقانونية نفسها.
لم يكن واضعو الدستور، ولا أعضاء الكونغرس الذين صادقوا على القوانين الفدرالية للحقوق المدنية، يقصدون إقامة نظام من القيم مثل ذلك القائم على النفاق. إن القوانين الفدرالية تنطبق على الجميع وسوف يتم فرض تطبيقها على الجميع بالتساوي. وحجر الزاوية الأكبر للعدالة هو الإجراءات القانونية الصحيحة، التي تستند إلى فرض تطبيق القانون على الجميع بصورة متساوية.
وكما قال مارتن لوثر كينغ، "الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان".
لا يتوجب عليك أن تحب لون بشرة المرء، أو أن تمارس شعائر دينه، أو أن تتفق معه حول ميوله الجنسية، أو أن تتمتع بمختلف صفاته الثقافية، أو أن تقدّر إعاقته. ولكن بموجب القانون، يجب علينا أن نحترم الحقوق المدنية للجميع.
لقد استمتعت دائمًا بتجربة ما هو جديد ومختلف من الأطعمة، والثقافات، والممارسات الدينية، والتفاعلات والحوارات بين مختلف الناس. ينبغي على المتأثرين بالتحيز أن يشعروا بسعادة حظهم إذا كان لهم أن يتمتعوا بالزمالة، وبالتبادل الثقافي، وبالصداقة التي قد يوفرها لهم مثل هذا الحدث.
يجب علينا أن نحافظ على التعديل الأول للدستور ونفرض تطبيقه في ما يتعلق بحرية الدين، سواءً أكان ذلك يتعلق بمعبد للسيخ، أو كنيس، أو كنيسة، أو مسجد.
لقد كنا، وما زلنا، وسوف نبقى دائمًا أعظم دولة على وجه هذه الكرة الأرضية. إن تنوعنا هو مصدر قوتنا. واحترام الثقافات المختلفة واحتضانها يشكلان الركيزة التي نشأت دولتنا العظيمة عليها. وعلى الرغم من أننا متنوعون ثقافيًا، فإن ما يوحدنا يفوق ما يفرقنا. وكمواطن أميركي، فإنك لست بحاجة لتقديم أية أعذار، ولا يتعين عليك تقديمها، حول أصلك العرقي، وتفضيلك الديني، وتوجهك الجنسي، أو أي صفة أخرى تتعلق بهويتك. نحن جميعًا أميركيون وسنبقى كذلك، "مع الحرية والعدالة للجميع".
أشكركم مجددًا لمنحي شرف الحضور إلى هنا والتحدث إليكم. أهنئكم على إنجازكم، وعلى إتاحة الفرصة لنا بأن نكون جزءًا من تفانيكم واحتفالكم بهذا المركز الرائع.
والسلام عليكم جميعًا.