تنقسم مودة الإنسان لربه إلى مودتين: أحداهما فطرية مغروسة في نفس الإنسان ، والآخرى مكسبة يكتسبها بالسير على صراط الله المستقيم . وقد حدثنا القرآن الكريم في سورة المائدة عن محبة الإنسان الفطرية لربها في قوله تعالى :
"وإذ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ ظُهُورِ بَنِي آدَمَ ذُرِّيَّتَهم وأَشْهَدَهُم على أَنفُسِهِم أَلَسْتُ بِرَبِكم قالوا بلى شَهِدْنا ........."
وهذا الخطاب وُجه لبني آدم جميعاً من آدم عليه الصلاة والسلام إلى جميع من أتى بعده إلى يوم القيامة .
" وأشهدهم على خلقهم " :
من هؤلاء الذين أشهدهم ؟
ومن المقصود بذريتهم ؟
فآدم عليه السلام وبني آدم لم يكونوا قد خُلقوا بعد .
الجواب أن الله تعالى خاطب الأرواح التي كانت مهيئة لتكون داخل الأجساد التي خلقت فيما بعد . وهذا الخطاب في هذه الآية حقيقي بإجماع العلماء وليس مجازي .
"ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " :
فروح كل واحد منا شهدت أن اللهَ تعالى ربها سواء كان صاحب هذه الروح الآن مسلماً أو كافرأ أو فاسقاً أو فاجراً .
" أن تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين " :
إي إياكم أن تقولوا كذلك . فجواب الأرواح هذا ألا يدل على أن الأرواح انتشت وطربت من الخطاب الذي تلقّته من ربِّها ؟؟؟؟؟ .
وإن هذا الخطاب لم يُوجه إلينا عن طريق أسماعنا فالجسد بأعضائه لم يكن موجوداً آنذاك ، وإنما توجه الله تعالى بالخطاب إلى الروح مباشرة فهذا الخطاب دليل على أن كل الأرواح البشرية تتواصل مع إلهها وهذه النشوة ستظل سارية فيها إلى أن تلقى الله تعالى .__tmp_adfirstpost__
قد يقول قائلٌ إذا كانت الأرواح قد انتعشت بهذا الخطاب الربّاني فلماذا لا تذكرنا هذه الروح وتحدّثنا بأن خطاباً توجّه من الله تعالى إليها أم أنها قد نسيت ذلك الخطاب ،
ولماذا لا تتذكره كما تتذكر أيَّ شيءٍ آخر ؟ .
الجواب هو : أن الروح تحدّثنا بذلك الخطاب ونشوته ، أفلا يشعر الإنسان بين حين وآخر بحنين إلى مجهول؟ ، أفلا يشعر بشوق إلى التذلل والافتقار لأحد ولا يعرف إلى من ؟ هذه المشاعر موجودة ويكذب من ينكر الشعور بها ........ولكن هناك من يحجب الإنسان عن سرِّ هذه المشاعر وهذا الافتقار. إن كل إنسان يشعر بما يسمّى بالطرب الروحي : فعندما يسمع أصواتاً شجيّة ينتابه شعور طرب – ليس طرب إيقاعي – شعور حنين وشوق وافتقار فما السر ؟ .
السرأنّ هناك في أعماق الإنسان مشاعر دفينة تحتضنها الروح وتعجز اللغة عن التعبير عنها ، ومن أهمّ هذه المشاعر حنين الروح إلى تلك الساعة التي سمعت فيها خطاب الله سبحانه وتعالى لها ، وعندما تشعر الروح بأن الطرب الذي تسمعه يعبّر عن مشاعرها تظن أن هذا هو الشيء الذي تحن إليه . ولكن هذا الحنين الذي يشعر به الإنسان ليس إلا لعظيم واحد هو لحظة الخطاب تلك . قد يقول قائل أن هذا الحنين قد يكون إلى ذكرى أو إلى شخص ما والدليل أن ذلك الشوق يتلاشى عندما يرى ذلك الشخص مثلاً. ونقول أن هذا الكلام صحيح في الظاهر ولكن الحقيقة ليست كذلك ؛ فالروح عندما تفتقر داخل كيانها لذّة الخطاب الذي وُجه من الله تعالى إليها ، فهذا الطرب يعبّر لها عن ذلك العهد القديم ، والروح تودّ أن تحدّثنا عن ذلك الشوق ولكن الروح عندما تطرب تأتي شهوات الإنسان وغرائزُه فتصادر مشاعر الروح لحسابها ، وتوهم الإنسان أنه يحنّ لهذه الصور والأشكال ، والحقيقة عكس ذلك تماماً . قد يجلس الإنسان وحده دون أن يكون حوله أحد ودون أن يسمع أصواتاً شجيّة وفجأة يشعر شعوراً غريباً ، وما ذلك الشعور إلا شعور بالشوق لذلك العهد القديم ... ولكن كيف السبيل للقضاء على الشهوات والأهواء التي تحجب عن هذا الشعور وتوهم النفس خلافه ؟ السبيل هو تزكية النفس وتغذيتها ، وبعد حين سيجد المرء أن روحه اتصلت بباريها وفاطرها من عدم ..فتصلي وتمقت كلما هو بديء ، وإنّ هذه التزكية تفجّر مشاعر حاجة المرء لله تعالى ، وتزيد من قوة الافتقار والحاجة الفطرية له ، فإذا تنامت مشاعر هذا الحب تضمر فاعلية هذه الغرائز وتدرك النفس الشيْ الحقيقي الذي تحن إله . لقد صار يحسدني من كنت أحسده **وصرت مولى الورى منذ أن صرت مولائي فخطاب الله تعالى للإنسان في العهد القديم هو مبعث محبة الإنسان الفطرية لله تعالى ، وهذه الفطرة موجودة حتى في روح الملحد .
"وإذ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ ظُهُورِ بَنِي آدَمَ ذُرِّيَّتَهم وأَشْهَدَهُم على أَنفُسِهِم أَلَسْتُ بِرَبِكم قالوا بلى شَهِدْنا ........."
وهذا الخطاب وُجه لبني آدم جميعاً من آدم عليه الصلاة والسلام إلى جميع من أتى بعده إلى يوم القيامة .
" وأشهدهم على خلقهم " :
من هؤلاء الذين أشهدهم ؟
ومن المقصود بذريتهم ؟
فآدم عليه السلام وبني آدم لم يكونوا قد خُلقوا بعد .
الجواب أن الله تعالى خاطب الأرواح التي كانت مهيئة لتكون داخل الأجساد التي خلقت فيما بعد . وهذا الخطاب في هذه الآية حقيقي بإجماع العلماء وليس مجازي .
"ألست بربكم قالوا بلى شهدنا " :
فروح كل واحد منا شهدت أن اللهَ تعالى ربها سواء كان صاحب هذه الروح الآن مسلماً أو كافرأ أو فاسقاً أو فاجراً .
" أن تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين " :
إي إياكم أن تقولوا كذلك . فجواب الأرواح هذا ألا يدل على أن الأرواح انتشت وطربت من الخطاب الذي تلقّته من ربِّها ؟؟؟؟؟ .
وإن هذا الخطاب لم يُوجه إلينا عن طريق أسماعنا فالجسد بأعضائه لم يكن موجوداً آنذاك ، وإنما توجه الله تعالى بالخطاب إلى الروح مباشرة فهذا الخطاب دليل على أن كل الأرواح البشرية تتواصل مع إلهها وهذه النشوة ستظل سارية فيها إلى أن تلقى الله تعالى .__tmp_adfirstpost__
قد يقول قائلٌ إذا كانت الأرواح قد انتعشت بهذا الخطاب الربّاني فلماذا لا تذكرنا هذه الروح وتحدّثنا بأن خطاباً توجّه من الله تعالى إليها أم أنها قد نسيت ذلك الخطاب ،
ولماذا لا تتذكره كما تتذكر أيَّ شيءٍ آخر ؟ .
الجواب هو : أن الروح تحدّثنا بذلك الخطاب ونشوته ، أفلا يشعر الإنسان بين حين وآخر بحنين إلى مجهول؟ ، أفلا يشعر بشوق إلى التذلل والافتقار لأحد ولا يعرف إلى من ؟ هذه المشاعر موجودة ويكذب من ينكر الشعور بها ........ولكن هناك من يحجب الإنسان عن سرِّ هذه المشاعر وهذا الافتقار. إن كل إنسان يشعر بما يسمّى بالطرب الروحي : فعندما يسمع أصواتاً شجيّة ينتابه شعور طرب – ليس طرب إيقاعي – شعور حنين وشوق وافتقار فما السر ؟ .
السرأنّ هناك في أعماق الإنسان مشاعر دفينة تحتضنها الروح وتعجز اللغة عن التعبير عنها ، ومن أهمّ هذه المشاعر حنين الروح إلى تلك الساعة التي سمعت فيها خطاب الله سبحانه وتعالى لها ، وعندما تشعر الروح بأن الطرب الذي تسمعه يعبّر عن مشاعرها تظن أن هذا هو الشيء الذي تحن إليه . ولكن هذا الحنين الذي يشعر به الإنسان ليس إلا لعظيم واحد هو لحظة الخطاب تلك . قد يقول قائل أن هذا الحنين قد يكون إلى ذكرى أو إلى شخص ما والدليل أن ذلك الشوق يتلاشى عندما يرى ذلك الشخص مثلاً. ونقول أن هذا الكلام صحيح في الظاهر ولكن الحقيقة ليست كذلك ؛ فالروح عندما تفتقر داخل كيانها لذّة الخطاب الذي وُجه من الله تعالى إليها ، فهذا الطرب يعبّر لها عن ذلك العهد القديم ، والروح تودّ أن تحدّثنا عن ذلك الشوق ولكن الروح عندما تطرب تأتي شهوات الإنسان وغرائزُه فتصادر مشاعر الروح لحسابها ، وتوهم الإنسان أنه يحنّ لهذه الصور والأشكال ، والحقيقة عكس ذلك تماماً . قد يجلس الإنسان وحده دون أن يكون حوله أحد ودون أن يسمع أصواتاً شجيّة وفجأة يشعر شعوراً غريباً ، وما ذلك الشعور إلا شعور بالشوق لذلك العهد القديم ... ولكن كيف السبيل للقضاء على الشهوات والأهواء التي تحجب عن هذا الشعور وتوهم النفس خلافه ؟ السبيل هو تزكية النفس وتغذيتها ، وبعد حين سيجد المرء أن روحه اتصلت بباريها وفاطرها من عدم ..فتصلي وتمقت كلما هو بديء ، وإنّ هذه التزكية تفجّر مشاعر حاجة المرء لله تعالى ، وتزيد من قوة الافتقار والحاجة الفطرية له ، فإذا تنامت مشاعر هذا الحب تضمر فاعلية هذه الغرائز وتدرك النفس الشيْ الحقيقي الذي تحن إله . لقد صار يحسدني من كنت أحسده **وصرت مولى الورى منذ أن صرت مولائي فخطاب الله تعالى للإنسان في العهد القديم هو مبعث محبة الإنسان الفطرية لله تعالى ، وهذه الفطرة موجودة حتى في روح الملحد .