السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
(البقرة:183). صدق الله العلي العظيم.
للصوم خصائص كثيرة ومنها ماورد عن النبي صلى الله عليه وآله قوله:
‹‹نوم الصائم عبادة ونَفَسُه تسبيح››
الأولى: نوم الصائم عباده
والحديث يدل على عظمة هذا التشريع، وذلك أنّ العبادات الأخرى لا يمكن أن يؤتى بها وتشمل غيرها من العبادات بمعنى أن يكون له أجر تلك العبادة وعبادات أخرى،
بل لا يمكن أن يأتي بها العابد وهو نائم، إذ يشترط في العبادات القصد والتوجه والنية،
وذلك لا يتأتى للنائم غير أنّ الصوم يختلف عن بقية العبادات، فالصائم في عبادة وصوم وهو نائم، أي أنّ الصائم بصومه في عبادة من العبادات الأخرى بالإضافة إلى صومه.
الثانية: أنفاس الصائم تسبيح
أما قوله صلى الله عليه وآله: ‹‹ونفسه تسبيح››،
أي أنّ الأنفاس التي يتنفسها تسبيح لله تعالى، وفي هذا الحديث إيماءة، وذلك أنّ العلماء أبانوا أنّ الثناء على الله تعالى على نوعين:
الأول: ثناء بصفات الجمال، كقول الحامد: ‹‹يا رحيم، يا كريم، يا عليم››.
الثاني: ثناء على الله تعالى بصفات الجلال للحق تعالى، وتنزيهه عن ما لا يليق به من صفات، ويطلق العلماء الصفات الجلالية على الصفات التي لا يتصف بها الله تعالى كالولد والنظير والمثل،
وما لا يصح أن تتصف به الذات المقدسة، والصائم يثني على الله تعالى وينزهه عن الصفات التي لا تليق بجلاله وعظمته.
ثالثا:حقيقة عبادية النوم والأنفاس.
إنّ استيعاب معنى نوم الصائم عبادة يحتاج إلى شيء من البيان، وذلك أنّ الصائم يتزكى بصومه فيطهر من الناحية المعنوية،
ويدرك عظمة الحق تعالى، وبإدراكه لعظمة الحق تعالى يلتفت أنه لا يتصف بصفات النقص،
والرواية القائلة: ‹‹ونفسه تسبيح››، تبين معنىً لازماً للصائم وهو أنّ الصائم يصل بصومه إلى درجة تكون أنفاسه دالة على عظمة الحق تعالى عما لا يليق أن يتصف به،
﴿ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ ﴾،
فالله تعالى نزَّه نفسه عما لا يليق به من صفات النقص.
الرابعة: الصائم مستخلص لتنزيه.
فالمُخلَص هو من استخلصه الله تعالى لنفسه واجتباه لذاته، والنبي صلى الله عليه وآله أبان أنّ من يأتي بالصوم ويخلص في عبادته يصبح مخلصاً، وتكون أنفاسه منزهة للحق تعالى عما لا يليق أن يتصف به.
الخامسة: استشعار الأعضاء عظمة الله تعالى.
هناك طائفة أخرى من الروايات تبين أنّ جميع أعضاء الصائم تسبح لله تعالى، قال صلى الله عليه وآله: ‹‹ما من صائم يحضر قوماً يُطعمون إلاّ سبحت أعضاؤه وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم استغفاراً››،
أي استغفاراً له، وتسبيح الأعضاء إيماءة بأنّ من يحضر الطعام ويتوق إليه، فيتذكر أنه صائم لله تعالى تسبح أعضاؤه الحق تعالى، وتستشعر عظمته،
﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾(الإسراء:44).
السادسة: صمت الصائم تنزيه لله.
جاء عن إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام قوله: ‹‹نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح››،
الرواية المتقدمة ورد فيها، ‹‹نفسه تسبيح››، وهذا تعبير كنائي بأنّ الصائم حتى إذا لم يتكلم فصمته تنزيه للحق تعالى.
السابعة: الدعاء مستجاب.
‹‹ودعاؤه مستجاب››، فالله يستجيب للصائم إذا ابتهل إليه بالدعاء متضرعاً في كل وقت من شهر رمضان.
الثامنة: مضاعفة العمل.
‹‹ودعاءه مستجاب وعمله مضاعف››، من الخصائص المترتبة على الصوم أنّ جميع الأعمال التي يأتي بها الصائم مضاعفة،
نعم هناك مضاعفة للأعمال بنحو فردي، أي أنّ العمل يضاعف وحده، فإنفاق المال مضاعف والصلاة جماعة تتضاعف،
لكن الصوم يضاعف نفسه ويضاعف جميع الأعمال العبادية الأخرى.
التاسعة: جائزة عند الإفطار.
قال إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام: ‹‹إنّ للصائم عند إفطاره دعوة لا ترد››،
فالصائم يستجيب الله دعاءه بنحو عام، وله دعوة مستجابة في كل يوم بنحو خاص.
جعله الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاءرمضان خير وبركه
تحياتي للجميع
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
(البقرة:183). صدق الله العلي العظيم.
للصوم خصائص كثيرة ومنها ماورد عن النبي صلى الله عليه وآله قوله:
‹‹نوم الصائم عبادة ونَفَسُه تسبيح››
الأولى: نوم الصائم عباده
والحديث يدل على عظمة هذا التشريع، وذلك أنّ العبادات الأخرى لا يمكن أن يؤتى بها وتشمل غيرها من العبادات بمعنى أن يكون له أجر تلك العبادة وعبادات أخرى،
بل لا يمكن أن يأتي بها العابد وهو نائم، إذ يشترط في العبادات القصد والتوجه والنية،
وذلك لا يتأتى للنائم غير أنّ الصوم يختلف عن بقية العبادات، فالصائم في عبادة وصوم وهو نائم، أي أنّ الصائم بصومه في عبادة من العبادات الأخرى بالإضافة إلى صومه.
الثانية: أنفاس الصائم تسبيح
أما قوله صلى الله عليه وآله: ‹‹ونفسه تسبيح››،
أي أنّ الأنفاس التي يتنفسها تسبيح لله تعالى، وفي هذا الحديث إيماءة، وذلك أنّ العلماء أبانوا أنّ الثناء على الله تعالى على نوعين:
الأول: ثناء بصفات الجمال، كقول الحامد: ‹‹يا رحيم، يا كريم، يا عليم››.
الثاني: ثناء على الله تعالى بصفات الجلال للحق تعالى، وتنزيهه عن ما لا يليق به من صفات، ويطلق العلماء الصفات الجلالية على الصفات التي لا يتصف بها الله تعالى كالولد والنظير والمثل،
وما لا يصح أن تتصف به الذات المقدسة، والصائم يثني على الله تعالى وينزهه عن الصفات التي لا تليق بجلاله وعظمته.
ثالثا:حقيقة عبادية النوم والأنفاس.
إنّ استيعاب معنى نوم الصائم عبادة يحتاج إلى شيء من البيان، وذلك أنّ الصائم يتزكى بصومه فيطهر من الناحية المعنوية،
ويدرك عظمة الحق تعالى، وبإدراكه لعظمة الحق تعالى يلتفت أنه لا يتصف بصفات النقص،
والرواية القائلة: ‹‹ونفسه تسبيح››، تبين معنىً لازماً للصائم وهو أنّ الصائم يصل بصومه إلى درجة تكون أنفاسه دالة على عظمة الحق تعالى عما لا يليق أن يتصف به،
﴿ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ ﴾،
فالله تعالى نزَّه نفسه عما لا يليق به من صفات النقص.
الرابعة: الصائم مستخلص لتنزيه.
فالمُخلَص هو من استخلصه الله تعالى لنفسه واجتباه لذاته، والنبي صلى الله عليه وآله أبان أنّ من يأتي بالصوم ويخلص في عبادته يصبح مخلصاً، وتكون أنفاسه منزهة للحق تعالى عما لا يليق أن يتصف به.
الخامسة: استشعار الأعضاء عظمة الله تعالى.
هناك طائفة أخرى من الروايات تبين أنّ جميع أعضاء الصائم تسبح لله تعالى، قال صلى الله عليه وآله: ‹‹ما من صائم يحضر قوماً يُطعمون إلاّ سبحت أعضاؤه وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم استغفاراً››،
أي استغفاراً له، وتسبيح الأعضاء إيماءة بأنّ من يحضر الطعام ويتوق إليه، فيتذكر أنه صائم لله تعالى تسبح أعضاؤه الحق تعالى، وتستشعر عظمته،
﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾(الإسراء:44).
السادسة: صمت الصائم تنزيه لله.
جاء عن إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام قوله: ‹‹نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح››،
الرواية المتقدمة ورد فيها، ‹‹نفسه تسبيح››، وهذا تعبير كنائي بأنّ الصائم حتى إذا لم يتكلم فصمته تنزيه للحق تعالى.
السابعة: الدعاء مستجاب.
‹‹ودعاؤه مستجاب››، فالله يستجيب للصائم إذا ابتهل إليه بالدعاء متضرعاً في كل وقت من شهر رمضان.
الثامنة: مضاعفة العمل.
‹‹ودعاءه مستجاب وعمله مضاعف››، من الخصائص المترتبة على الصوم أنّ جميع الأعمال التي يأتي بها الصائم مضاعفة،
نعم هناك مضاعفة للأعمال بنحو فردي، أي أنّ العمل يضاعف وحده، فإنفاق المال مضاعف والصلاة جماعة تتضاعف،
لكن الصوم يضاعف نفسه ويضاعف جميع الأعمال العبادية الأخرى.
التاسعة: جائزة عند الإفطار.
قال إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام: ‹‹إنّ للصائم عند إفطاره دعوة لا ترد››،
فالصائم يستجيب الله دعاءه بنحو عام، وله دعوة مستجابة في كل يوم بنحو خاص.
جعله الله علينا وعلى الأمة الإسلامية جمعاءرمضان خير وبركه
تحياتي للجميع