أطفال بالقرب من صناديق النفايات في مدنية الصدر الواقعة شمال
شرقي بغداد. ابتكار جديد في الأنبار يهدف إلى تحويل النفايات إلى منتجات
صناعية. [رويترز]
أعلنت جامعة الأنبارالأسبوع الماضي عن حصولها على براءة اختراع في تحويل
النفايات إلى علامات وإشارات مرورية، إذ نجح أحد أستاذتها في قسم الكيمياء،
الدكتور محمد عواد، في تطوير مشروع يعد الأول من نوعه في العراق ضمن هذا
المجال.
وقال مسؤولون في محافظة الأنبار إن الابتكار، الذي اعتمد دوليا، سيتم
تنفيذه في المحافظة كونه يخدم أهالي الأنبار بيئيا وصحيا واقتصاديا.
وخصصت الحكومة المحلية معمل الزجاج في الرمادي ليكون منطلقا لتنفيذ المشروع وذلك لتوفر الأجهزة اللازمة والمساحة الكافية فيه.
وقال الدكتور محمد عواد، مبتكر المشروع، في حديث لموطني، إن تنفيذ
المشروع سوف يتم "بأيد عراقية، كون هناك خبرة ومهارة لدى الكوادر الهندسية
والفنية في معمل زجاج الرمادي لإنتاج ما سيتم إعداده من تصاميم وفق مواصفات
عالية الدقة".
وأشاد عواد بالدعم الذي حظي به من إدارة الجامعة وحكومة الأنبار
المحلية، موضحا أنه تم توفير كافة مستلزمات نجاح المشروع له، إذ تم تخصيص
كادر هندسي متخصص لمساعدته في إنجاز البحث.
مردودات إيجابية
وعن أهمية الابتكار وتطبيقاته، قال الدكتور رفعت الدليمي، مدير إعلام
جامعة الأنبار، في حديث لموطني إن المشروع "سيكون له مردود مالي واقتصادي
وجوانب إيجابية أيضا في الحفاظ على البيئة وسلامة المواطنين بعد رفع كميات
كبيرة من النفايات التي ستجمع من مدن الأنبار لاستخدامها في صنع العلامات
المرورية".
بدوره، قال المهندس مزهر الملا، عضو مجلس محافظة الأنبار ورئيس لجنة
الاستثمار، في حديث لموطني إن مجلس الأنبار والمؤسسات الحكومية المعنية
ستقدم الدعم المتواصل للكوادر العاملة في معمل زجاج الرمادي لضمان نجاح
المشروع.
وأشار الملا إلى المردود الاقتصادي للمشروع، موضحا أنه "سيساهم في
الحفاظ على العملة الصعبة التي تستخدم في شراء لوحات وعلامات وإشارات ضوئية
مرورية من الدول الأخرى، والتي تكلف حكومة العراق ملايين الدولارات،
واليوم ستصنع محليا".
وأضاف أن "صناعة العلامات المرورية سيكون ضمن المواصفات والتصاميم
العالمية المعتمدة، مع العمل على تطوير المشروع في المستقبل ليشمل استخدام
النفايات في صناعة مواد أخرى يحتاجها المستهلك وفق الشروط الصحية
والبيئية".
توفير فرص العمل
من جانبه، قال خضير عبد الجبار، من مديرية بيئة الأنبار، في حديث لموطني
إن "المشروع سيوفر فرص عمل كبيرة للشباب من الخبرات الهندسية والفنية
والايدي العاملة، مما يساهم في الحد من البطالة بين العاطلين عن العمل".
وأشار عبد الجبار إلى الآثار الإيجابية للمشروع على البيئة، إذ سيتم جمع النفايات دون الحاجة لطمرها.
وبين في حديث لموطني أن "الدوائر البيئية وبالتعاون مع البلدية ستعمل
على رفع كميات كبيرة وفق ما يحتاجة المعمل في الرمادي يوميا من نفايات
مختلفة صناعية ومنزلية وغيرها من النفايات التي ترمى في الحاويات الموضوعة
بالقرب من المنازل والمعامل والمحال الصناعية والتجارية في مدن الأنبار".