مسلسلات رمضان والعبث بشهر العبادة
كتبها: د. محمد هشام راغب
هوجة من المسلسلات التليفزيونية يجري الإعلان عنها والترويج لها على صفحات
كاملة من الصحف اليومية. عشرات المسلسلات اليومية كفيلة بأن تحول شهر
العبادة لكثير من الناس إلى شهر لتضييع الأوقات وللمعاصي والكبائر. هذه
الحملة الإعلامية التجارية تقوم بعملية "اختطاف" لهذا الشهر الكريم لتحوله
عن مساره الذي أراده الله تبارك وتعالى.
شهر رمضان المبارك شهر للطاعة والعبادة والصيام والقيام والصدقات وصلة
الأرحام وقراءة وحفظ القرآن وغيرها من القربات، فكيف يمكن أن يروج لتلك
المسلسلات "الرمضانية" بهذه الصورة المستفزة؟. وليس من الضروري أن نعرف أو
نستعرض إذا ما كانت بعض هذه المسلسلات تدعو لمعان رذيلة أو أفكار منافية
للأخلاق، لكن يكفينا أنها تلهي المسلمين وتحاول صرفهم عن مقصود شهر الصيام.
لو لم يكن بهذه المسلسلات إلا أنها تغري البعض وتجذبهم بعيدا عن طاعة الله
في شهر الصيام لكان هذا كافيا لرفضها ومقاطعتها، فكيف لو كانت تدعو أيضا
للرذيلة وللقبائح الخلقية والاجتماعية ؟
بعض القائمين على هذه
المسلسلات من الطيبين وربما من الذين يعتزون بإسلامهم، ولكنهم لا يفهمون
أنهم بهذه الأعمال يسيئون لدينهم وللمسلمين في هذا الشهر المبارك، وهذا من
مظاهر “اللخبطة” في الدين التي نعاني منها والتي تصور للبعض أنه يمكن
للمسلم أن يقضي بعض أوقاته في الطاعة وبعضها في "أشياء أخرى". إن مناشدة
هؤلاء أن يتقوا الله فيما يعملون وفيما يقدمون للناس أمر ضروري، لأن
الإعلام مسئولية ورسالة وكل من يدعو الناس لأي أمر، سيوقف غدا بين يدي الله
ويُسأل عما قدمه، إن كان خيرا فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة،
وإن كان شرا فعليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، كما أخبرنا بذلك
الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
ومع هذا فتبقى المسئولية
الكبرى على كل مسلم أن يحرس دينه ويحرس صيامه وطاعاته أن تفسد بأي عمل من
الأعمال. كل مسلم مسئول عن تصرفاته، وأنت الذي بيدك “الريموت” وأنت الذي
تختار وأنت الذي تتحكم فيما تشاهد وتسمع. وديننا يستحق أن نكون على وعي
وانتباه وحرص بحيث لا نخدشه ولا نبطل أعمالنا الصالحة. ولا ينبغي أن نغتر
ببعض المسميات، فليست هذه المسلسلات تسلية للصائم، أو ترويح عنه في ليالي
رمضان إنها ببساطة تصرفه عن الطاعة إن لم تفسد عليه الطاعة أصلا. إننا إذا
استشعرنا هذه المسئولية فسنعلم أن دورنا مهم ومؤثر، فلو قاطعنا هذا العبث
وهذا الباطل الواضح فستركد هذه المسلسلات، فنحن الذين نساهم في ترويجها
وزيادتها وانتشارها على هذا النحو المؤسف. ولنتذكر أن الصائم مأمور بحفظ
لسانه وجوارحه عن جميع المخالفات، ولنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب" وقوله "من لم يدع قول
الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
د. محمد هشام راغب
كتبها: د. محمد هشام راغب
هوجة من المسلسلات التليفزيونية يجري الإعلان عنها والترويج لها على صفحات
كاملة من الصحف اليومية. عشرات المسلسلات اليومية كفيلة بأن تحول شهر
العبادة لكثير من الناس إلى شهر لتضييع الأوقات وللمعاصي والكبائر. هذه
الحملة الإعلامية التجارية تقوم بعملية "اختطاف" لهذا الشهر الكريم لتحوله
عن مساره الذي أراده الله تبارك وتعالى.
شهر رمضان المبارك شهر للطاعة والعبادة والصيام والقيام والصدقات وصلة
الأرحام وقراءة وحفظ القرآن وغيرها من القربات، فكيف يمكن أن يروج لتلك
المسلسلات "الرمضانية" بهذه الصورة المستفزة؟. وليس من الضروري أن نعرف أو
نستعرض إذا ما كانت بعض هذه المسلسلات تدعو لمعان رذيلة أو أفكار منافية
للأخلاق، لكن يكفينا أنها تلهي المسلمين وتحاول صرفهم عن مقصود شهر الصيام.
لو لم يكن بهذه المسلسلات إلا أنها تغري البعض وتجذبهم بعيدا عن طاعة الله
في شهر الصيام لكان هذا كافيا لرفضها ومقاطعتها، فكيف لو كانت تدعو أيضا
للرذيلة وللقبائح الخلقية والاجتماعية ؟
بعض القائمين على هذه
المسلسلات من الطيبين وربما من الذين يعتزون بإسلامهم، ولكنهم لا يفهمون
أنهم بهذه الأعمال يسيئون لدينهم وللمسلمين في هذا الشهر المبارك، وهذا من
مظاهر “اللخبطة” في الدين التي نعاني منها والتي تصور للبعض أنه يمكن
للمسلم أن يقضي بعض أوقاته في الطاعة وبعضها في "أشياء أخرى". إن مناشدة
هؤلاء أن يتقوا الله فيما يعملون وفيما يقدمون للناس أمر ضروري، لأن
الإعلام مسئولية ورسالة وكل من يدعو الناس لأي أمر، سيوقف غدا بين يدي الله
ويُسأل عما قدمه، إن كان خيرا فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة،
وإن كان شرا فعليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة، كما أخبرنا بذلك
الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
ومع هذا فتبقى المسئولية
الكبرى على كل مسلم أن يحرس دينه ويحرس صيامه وطاعاته أن تفسد بأي عمل من
الأعمال. كل مسلم مسئول عن تصرفاته، وأنت الذي بيدك “الريموت” وأنت الذي
تختار وأنت الذي تتحكم فيما تشاهد وتسمع. وديننا يستحق أن نكون على وعي
وانتباه وحرص بحيث لا نخدشه ولا نبطل أعمالنا الصالحة. ولا ينبغي أن نغتر
ببعض المسميات، فليست هذه المسلسلات تسلية للصائم، أو ترويح عنه في ليالي
رمضان إنها ببساطة تصرفه عن الطاعة إن لم تفسد عليه الطاعة أصلا. إننا إذا
استشعرنا هذه المسئولية فسنعلم أن دورنا مهم ومؤثر، فلو قاطعنا هذا العبث
وهذا الباطل الواضح فستركد هذه المسلسلات، فنحن الذين نساهم في ترويجها
وزيادتها وانتشارها على هذا النحو المؤسف. ولنتذكر أن الصائم مأمور بحفظ
لسانه وجوارحه عن جميع المخالفات، ولنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب" وقوله "من لم يدع قول
الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
د. محمد هشام راغب