محمد محمود الصواف أحد علماء االعراق الإسلاميين، ولد في الموصل -علم العراق العراق، وتوفي في Flag of Turkey.svg تركيا ،من القرن الماضي، حيث كان من الذين جمعوا بين العمل السياسي والإسلامي.
نشاة الصواف
ولد محمد محمود الصواف بالموصل في (شوال 1334هـ)الموافق (1915م)[2] في أسرة عُرفت بالصلاح، وتعمل بالزراعة والتجارة، وتلقى في صغره تعليمًا في المدارس التابعة للمساجد إذ اتم حفظه للقرآن الكريم في سن مبكرة، ثم درس مبادئ اللغة والشريعة بحيث تأهل ليلتحق بالمدرسة الفيصلية التي أنشاها العالم "عبد الله النعمة" المعروف في مدينة الموصل، والذي كان له تأثير كبير في شخصية الصواف فيما بعد.
ازادت روحانية الصواف في صغره عند التقائه بعالم الموصل وإمامها الشيخ محمد الرضواني ؛ فكان يلازمه لسنوات في صلاة الفجر، ويبقيان يذكران الله حتى طلوع الشمس من كل يوم، ثم يخرجان سويا إلى دروس العلم والفقه.
تخرج في المدرسة الفيصلية عام (1355هـ=1936م) ثم عمل معلما في بعض المدارس الابتدائية ثم الثانوية، إلا أن كان لا يريد ان يبقى حبس التدريس ؛ ولذلك استقال من عمله، فذهب إلى القاهرة، في علم مصر مصر، والتحق بالأزهر الشريف، بكلية الشريعة عام 1943 م وهو في الثلاثين.
العلم والدعوة في مصر
أقبل الصواف في القاهرة على العلم الشرعي ،إذا استطاع اختصار سنوات الدارسة إلى النصف، وأن يحصل على شهادة العالمية، ثم تخصص في القضاء في 3 سنوات بدلا من 6 سنوات. ووتناقلت الصحافة تلك الأخبار في حينه، كما أثنى عليه الإمام المراغي شيخ الأزهر، وقال له: يا ولدي لقد فعلت ما يشبه المعجزة.
الشيخ الصواف مع مجموعة من شباب جماعة الإخوان المسلمين، وهم السباعي، الداوليبي ،الأميري ،المبارك
كانت القاهرة في تلك الفترة عاصمة حية تموج بالأفكار والتيارات السياسية المختلفة، وكان الوافد إليها يجد بغيته من المناهل الثقافية والفكرية المتعددة، وكان النبوغ جزءًا من سمات ذلك العصر، وكان اعتناق الأفكار والمبادئ بدرجة من المثالية والنقاء سمة غالبة في أبناء هذا الجيل. وكانت دعوة الإخوان المسلمين من أبرز الدعوات الرائجة في الساحة المصرية آنذاك، واستطاعت أن تجذب إليها مجاميع من شباب مصر والعالم الإسلامي، ومنهم الصواف الذي ساهم في تأسيس قسم الاتصال بالعالم الإسلامي في هذه الجماعة.
العودة وتأسيس إخوان العراق
الشيخ الصواف ويظهر خلفه شعار الإخوان المسلمين
بعد أن عاد الصواف إلى العراق بعد حصوله على العلم من الأزهر الشريف، وتبنية فكر الإخوان المسلمين، ورأى أن يبدأ الدعوة من خلال العمل الشعبي في المساجد والجمعيات والخطابة والتدريس.
الشيخ الصواف مع مجموعة من شباب الإخوان
وصف الصواف بأنه كان ذا فراسة، وتجلت تلك الصفة في اجتذابه علامة العراق الكبير الشيخ أمجد الزهاوي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان أمجد الزهاوي قاضيا وعالما معروفا في مدينة الموصل، فاستطاع الصواف أن ينقله من حياته السابقة إلى حياة الدعوة والعمل رغم أنه بلغ في تلك الفترة سن المعاش. وتحدث عن هذه الصفة في الصواف الشيخ علي الطنطاوي في كتابه رجال من التاريخ"، فقال: "كان الشيخ أمجد كنزا مخبوءا فكشفه الصواف، كان كتابا عظيما مخطوطا لا يعرفه الناس فطبعه الصواف ونشره.
[عدل] عمله في العراق
عمل الصوّاف مدرسا بكلية الشريعة في مدينة الأعظمية مفضلا التعليم على القضاء، وأنشأ جمعية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ثم أسس مع الشيخ أمجد الزهاوي جمعية الأخوة الإسلامية سنة 1948 التي كانت الاسم الذي عمل تحته الإخوان في العراق، وأصدر مجلة الأخوة الإسلامية التي استمرت عامين حتى أغلقتها حكومة "نوري السعيد" في العهد الملكي، وألغت الجمعية.
وأثار توقيع حكومة علم العراق العراق لمعاهدة "بورتسموث" مع الإنجليز في 15 يناير 1948م[3] غضبا لدى الشارع العراقي في حينه، فكان الصواف بخطبه النارية يمثل المعارضة، فتعرض للسجن، وفصل من عمله.
[عدل] الصواف وFlag of Palestine.svg فلسطين
عرف عن الصواف بأنه كان عالما مجاهدا، فقد احتلت Flag of Palestine.svg فلسطين صدارة جهاده؛ فعندما دخلت الجيوش العربية Flag of Palestine.svg فلسطين وتم إعلان قيام علم إسرائيل إسرائيل في 15 من مايو 1948م [4] كان الصواف وإخوانه من الإخوان المسلمين في العراق في طليعة المجاهدين العراقيين الذين ذهبوا إلى فلسطين؛ فقد خرج على رأس مجموعة من الإخوان العراقيين إلى فلسطين بعدما جهز 3 أفواج بكامل عتادها وسلاحها، وكان يقول: (إن معركة فلسطين هي امتداد لمعارك صلاح الدين بالأمس"، وقد دون قصة هذا الجهاد في كتابه "الإسلام بين الأمس واليوم(.
وعندما انتهت حرب 1948 بين العرب واليهود وقامت إسرائيل لم يتوقف جهاد الصواف في نصرة قضية فلسطين، بل خاض جهادًا آخر في ميدان الوعي والثقافة؛ فأسس جمعية "إنقاذ فلسطين" مع طائفة من فضلاء المسلمين، وقد عملت الجمعية على جمع التبرعات وشرح القضية، وإظهار أن هذه القضية هي قضية جميع المسلمين. وعقدت الجمعية في عام 1373هـ= 1953م مؤتمر القدس الذي حضره لفيف من العلماء. وانتدب المؤتمر الصواف وأمجد الزهاوي وعلي الطنطاوي للطواف بالعالم الإسلامي لشرح أبعاد القضية الفلسطينية.
[عدل] الصراع مع الشيوعيين
كانت الأوضاع السياسية بالعراق في الستينيات تنبئ باقتراب حدوث تغيير سياسي كبير، وكانت إرهاصات حدوث انقلاب عسكري تتزايد، حتى وقع ذلك الانقلاب في (27 من ذي الحجة 1377هـ= 14 من يوليو 1958م) بقيادة عبد الكريم قاسم، وألغيت الملكية وأعلن قيام الجمهورية العراقية. وقد استقبلت الأوساط السياسية والشعبية هذا الانقلاب بابتهاج شديد سرعان ما تبدد مع صعود الشيوعيين ومحاولتهم الاقتراب من عبد الكريم قاسم الذي رحب بهم في البداية لعدم وجود قاعدة سياسية أو حزبية يتكئ عليها في ممارسة الحكم، إضافة إلى صراعه مع الضباط الوحدويين مثل عبد السلام عارف.
أدى اقتراب قاسم من الشيوعيين إلى احتقانات سياسية عسكرية كبيرة استغل بعضها أحد قادة الجيش وهو "عبد الوهاب الشواف" للقيام بحركة انقلاب مضادة في الموصل، عرفت بحركة الشواف ساندته فيها القوى المختلفة الرافضة للشيوعية، غير أن فشل الحركة تسبب في حدوث مجازر قام بها الشيوعيون، وأشيع أن الصواف قد قُتل ونعته بعض الإذاعات العربية، غير أن الرجل كان قد اختفى فترة، ثم رحل إلى الشام سرا عام (1379هـ= 1959م).
كان الشيخ الصواف قد أصدر مجلة "لواء الأخوة الإسلامية" التي وجهت انتقادات حادة للشيوعيين، وعندما ضاقوا بالنقد هاجموا المجلة وأحرقوا مكتبها ومطبعتها بعد 7 أعداد فقط من الصدور.
كانت الحركة الإسلامية في حينه تنتقد نظام حكم عبد الكريم قاسم؛ بسبب صعود الشيوعيين، وانتقاص الحزب الشيوعي العراقي للإسلام عقيدة وشريعة، وصدور قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 الذي ألغى كل القوانين الإسلامية المتعلقة بقضايا الأحوال الشخصية، ومنع تعدد الزوجات، وأعطى المرأة حق الطلاق والمساواة في الإرث مع الرجل؛ فوقف الإخوان لهذا القانون بالمرصاد، خاصة بعد أن أصبح لهم وجود سياسي بعد حصولهم على حكم قضائي بإنشاء حزب، وتم لهم ذلك في (ذي القعدة 1379هـ الموافق إبريل 1960) وترأسه نعمان عبد الرزاق السامرائي الذي أصدر جريدة "الفيحاء"، وكان نقد الإخوان شديدًا للشيوعيين، وكان لهم دور بارز في إحباط المشروع الشيوعي في العراق؛ لهذا سحبت وزارة الداخلية ترخيص الحزب بعد عدة شهور من قيامه في (23 من ربيع الآخر 1380هـ الموافق 15 أكتوبر 1960م).
[عدل] خروجه من العراق
ملف:الصواف في أفغانستان.jpg
الشيخ الصواف وهو يخاطب جموع من المجاهدين في أفغانستان، لابسا الزي الرسمي للأفغان
كان علم العراق العراق في تلك الفترة من سطوة الشيوعيين وما تلاها من صعود حزب البعث إلى السلطة سجنا كبيرا يضيق بالأحرار من الرجال؛ لذا قصد الصواف الشام بحثا عن الحرية فقضى بها بضعة أشهر، ثم ما لبث أن اتجه صوب علم المملكة العربية السعودية المملكة العربية السعودية فأكرمه ملكها السابق "فيصل بن عبد العزيز"، وعرف له قدره ومكانته؛ فاختاره مبعوثا خاصا له إلى الملوك والرؤساء، فطاف الصواف 35 دولة غالبيتها من الدول الأفريقية، وساهم بجهود كبيرة في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، وسجل رحلاته في كتاب "رحلاتي إلى الديار الإسلامية"، واختير عضوا بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد، والمجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي. وكان له دور مشهود في خدمة ودعم الجهاد الأفغاني ورأب الصدوع بين قادة الجهاد الذين كانوا يقتتلون بين الحين والآخر.
[عدل] المؤلفات
لم تشغل الدعوة ولا الجهاد والرحلات إلى البلاد الإسلامية الصواف عن التأليف؛ فأخرج عددا من الكتب حقق بعضها نسبة توزيع عالية وتم ترجمته إلى عدة لغات، ومن أهم كتبه
"المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام"
و"أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب"،
و"معركة الإسلام بين الأمس واليوم"،
و"من سجل ذكرياتي"،
و"بين الرعاة والدعاة"،
و"نداء الإسلام"،
و"تعليم الصلاة"،
و"صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق"،
و"العلامة المجاهد أمجد الزهاوي شيخ علماء العراق المعاصرين"،
و"عدة المسلمين في معاني الفاتحة وقصار السور من كتاب رب العالمين".
[عدل] الوفاة
توفي الصواف يوم الجمعة الموافق (13 من ربيع الآخر سنة 1413هـ - 11 من أكتوبر 1992م) في مطار مدينة إستانبول؛ حيث كان ينتظر الطائرة التي ستقله إلى مكة المكرمة، وقد نقل جثمانه ودفن في مقابر المعلاة بمكة بجوار قبر الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير.
[عدل] من اقواله
إن معركة فلسطين هي امتداد لمعارك صلاح الدين بالأمس