أول كتاب حديث وصل إلينا كاملاً ومرتبًا على أبواب العلم هو موطأ الإمام
مالك رحمه الله ، وقد وضع الله له القبول في نفوس الناس ، والموطأ من أجمل
الكتب التي ألفت في عصر الإمام مالك وأعمها نفعًا ، وقد فضله الشافعي على
كل ما صُنِّف في الحديث إلى وقته ، حيث قال : ماعلى أديم الأرض بعد كتاب
الله أصح من موطأ مالك .
ولعل الإمام مالك هو أسبق علماء الحديث في وضع
ما عرف بفن الحديث ، فإنه لا يكاد يعرف من سبقه في نقد الرواة والتشدد في
الأخذ عن الرواة والعلماء .
وقد جمع الإمام مالك في موطئه ما صح عنده من حديث وتفسير وتاريخ ، وذكر أقوال الصحابة والتابعين والأئمة قبله.
درجة الموطأ بين كتب الحديث :
تأتي مرتبة الموطأ بعد الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم في الصحة في رأي جمهور المحدِّثين .
من هوالإمام مالك :
هوأبو
عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، إمام دار الهجرة وأجل علمائها ،
ولد بالمدينة المنورة عام 93هـ ، وتوفي بها 179هـ ، وكان أبوه رضي الله عنه
راوية للحديث .
تلقى
الإمام مالك العلم من كبار العلماء والفقهاء من التابعين ، وسمع كثيرًا من
الزهري، حتى إنه يعتبر من أشهر تلاميذه ، كما سمع من نافع مولى ابن عمر ،
واشتهر بالرواية عنه حتى أصبحت روايته عنه تسمى بالسلسلة الذهبية ، وهي
مالك عن نافع عن ابن عمر ، ومازال دائبـًا على العلم وتحصيله حتى أصبحت له
الإمامة في الحجاز ، وأطلق عليه عالم المدينة ، وإمام دار الهجرة ، وانتشر
صيته في الآفاق ، فهرع إليه أهل العلم من مختلف بقاع الأرض ، وكان يعقد
مجلسـًا للحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في وقار وأدب وحشمة ، لا
يرفع صوته فيه إجلالاً للرسول صلى الله عليه وسلم
.
سبب تأليف الموطأ :
يروى
في سبب تأليف الموطأ أن المنصور لما حج اجتمع بالإمام مالك وسمع منه
الحديث والفقه وأعجب به ، فطلب منه أن يدون في كتاب ما ثبت عنده صحيحـًا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسائل العلم ، وطلب أن يوطئه للناس ، أي
يجعله سهل التناول ، فاستجاب الإمام مالك لطلب المنصور ، وصنف كتابه العظيم
الموطأ .
عناية الإمام مالك بالموطأ :
عني
الإمام مالك بالموطأ عناية فائقة حتى قالوا : إنه مكث فيه أربعين سنة
ينقحه ويهذبه ، وقد أخذه عنه الأوزاعي في أربعين يومـًا ، فقال مالك : كتاب
ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يومـًا ، ما أقل ما تفقهون فيه .
قال
مالك : عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهـًا من فقهاء المدينة ، فكلهم واطأني
عليه فسميته الموطأ ، فقيل لهذا سمي الموطأ ، وقيل إنه سُمي الموطأ ، لأن
المنصور قال له : وطئه للناس أي اجعله سهل التناول والموطأ أي الممهد
المنقح .
وقد
روى الموطأ عن مالك بغير واسطة أكثر من ألف رجل ، وضرب الناس فيه أكباد
الإبل من أقاصي البلاد ، منهم الأئمة المبرزون ، ومنهم الفقهاء المجتهدون ،
ومنهم الملوك والأمراء كالرشيد وابنيه .
احترام الإمام مالك للخلاف :
لما
حج الخليفة هارون الرشيد سمع الموطأ من الإمام مالك، فرغب أن يعلقه في
الكعبة ويحمل الناس على العمل بما جاء به ، فأجابه الإمام مالك رحمه الله :
لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلاد ، وكل مصيب ، فعدل الرشيدعن ذلك .
(رواه أبو نعيمفي الحلية ) ، وقال ابن كثير: وقد طلب المنصورمن الإمام مالك
أن يجمع الناس على كتابه فلم يجبه إلى ذلك وذلك من تمام علمه واتصافه
بالإنصاف ، وقال : إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها .
عدد ما في الموطأ من آثار :
قال
أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه
وسلم وعن الصحابة والتابعين ألف وسبعمائة حديث وعشرون حديثـًا ، المسند
منها ستمائة حديث ، والمرسل مائتان واثنان وعشرون حديثـًا ، والموقوف
ستمائة وثلاثة عشر حديثـًا ، ومن قول التابعين مائتان وخمسة وثمانون
حديثـًا .
وبعض العلماء يعد أحاديث الموطأ أكثر ، وبعضهم يعدها أقل ،
والسبب في ذلك أن رواة الموطأ عن الإمام مالك كثيرون ، ويوجد عند بعضهم ما
لا يوجد عند الآخر ، وقد تيسر في عصرنا لعلماء الحديث الإطلاع على النسخ
التي تمثل الروايات المختلفة .
وقد جمع الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ما في النسخ المختلفة ، فبلغت أحاديث الموطأ ( 1852 ) حديثـًا .
وأشهر رواة الموطأ هو يحيى بن يحيى الليثي ، وإذا أطلق في عصرنا موطأ الإمام مالك فإنما ينصرف لها .
Download
رابط مباشر للجزء الاول + الثاني على الميديا فاير من رفعي الخاص
اضغط هنا
او
الجزء الاول
هنا
الجزء الثاني
هنا
مالك رحمه الله ، وقد وضع الله له القبول في نفوس الناس ، والموطأ من أجمل
الكتب التي ألفت في عصر الإمام مالك وأعمها نفعًا ، وقد فضله الشافعي على
كل ما صُنِّف في الحديث إلى وقته ، حيث قال : ماعلى أديم الأرض بعد كتاب
الله أصح من موطأ مالك .
ولعل الإمام مالك هو أسبق علماء الحديث في وضع
ما عرف بفن الحديث ، فإنه لا يكاد يعرف من سبقه في نقد الرواة والتشدد في
الأخذ عن الرواة والعلماء .
وقد جمع الإمام مالك في موطئه ما صح عنده من حديث وتفسير وتاريخ ، وذكر أقوال الصحابة والتابعين والأئمة قبله.
درجة الموطأ بين كتب الحديث :
تأتي مرتبة الموطأ بعد الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم في الصحة في رأي جمهور المحدِّثين .
من هوالإمام مالك :
هوأبو
عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، إمام دار الهجرة وأجل علمائها ،
ولد بالمدينة المنورة عام 93هـ ، وتوفي بها 179هـ ، وكان أبوه رضي الله عنه
راوية للحديث .
تلقى
الإمام مالك العلم من كبار العلماء والفقهاء من التابعين ، وسمع كثيرًا من
الزهري، حتى إنه يعتبر من أشهر تلاميذه ، كما سمع من نافع مولى ابن عمر ،
واشتهر بالرواية عنه حتى أصبحت روايته عنه تسمى بالسلسلة الذهبية ، وهي
مالك عن نافع عن ابن عمر ، ومازال دائبـًا على العلم وتحصيله حتى أصبحت له
الإمامة في الحجاز ، وأطلق عليه عالم المدينة ، وإمام دار الهجرة ، وانتشر
صيته في الآفاق ، فهرع إليه أهل العلم من مختلف بقاع الأرض ، وكان يعقد
مجلسـًا للحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في وقار وأدب وحشمة ، لا
يرفع صوته فيه إجلالاً للرسول صلى الله عليه وسلم
.
سبب تأليف الموطأ :
يروى
في سبب تأليف الموطأ أن المنصور لما حج اجتمع بالإمام مالك وسمع منه
الحديث والفقه وأعجب به ، فطلب منه أن يدون في كتاب ما ثبت عنده صحيحـًا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسائل العلم ، وطلب أن يوطئه للناس ، أي
يجعله سهل التناول ، فاستجاب الإمام مالك لطلب المنصور ، وصنف كتابه العظيم
الموطأ .
عناية الإمام مالك بالموطأ :
عني
الإمام مالك بالموطأ عناية فائقة حتى قالوا : إنه مكث فيه أربعين سنة
ينقحه ويهذبه ، وقد أخذه عنه الأوزاعي في أربعين يومـًا ، فقال مالك : كتاب
ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يومـًا ، ما أقل ما تفقهون فيه .
قال
مالك : عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهـًا من فقهاء المدينة ، فكلهم واطأني
عليه فسميته الموطأ ، فقيل لهذا سمي الموطأ ، وقيل إنه سُمي الموطأ ، لأن
المنصور قال له : وطئه للناس أي اجعله سهل التناول والموطأ أي الممهد
المنقح .
وقد
روى الموطأ عن مالك بغير واسطة أكثر من ألف رجل ، وضرب الناس فيه أكباد
الإبل من أقاصي البلاد ، منهم الأئمة المبرزون ، ومنهم الفقهاء المجتهدون ،
ومنهم الملوك والأمراء كالرشيد وابنيه .
احترام الإمام مالك للخلاف :
لما
حج الخليفة هارون الرشيد سمع الموطأ من الإمام مالك، فرغب أن يعلقه في
الكعبة ويحمل الناس على العمل بما جاء به ، فأجابه الإمام مالك رحمه الله :
لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلاد ، وكل مصيب ، فعدل الرشيدعن ذلك .
(رواه أبو نعيمفي الحلية ) ، وقال ابن كثير: وقد طلب المنصورمن الإمام مالك
أن يجمع الناس على كتابه فلم يجبه إلى ذلك وذلك من تمام علمه واتصافه
بالإنصاف ، وقال : إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها .
عدد ما في الموطأ من آثار :
قال
أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه
وسلم وعن الصحابة والتابعين ألف وسبعمائة حديث وعشرون حديثـًا ، المسند
منها ستمائة حديث ، والمرسل مائتان واثنان وعشرون حديثـًا ، والموقوف
ستمائة وثلاثة عشر حديثـًا ، ومن قول التابعين مائتان وخمسة وثمانون
حديثـًا .
وبعض العلماء يعد أحاديث الموطأ أكثر ، وبعضهم يعدها أقل ،
والسبب في ذلك أن رواة الموطأ عن الإمام مالك كثيرون ، ويوجد عند بعضهم ما
لا يوجد عند الآخر ، وقد تيسر في عصرنا لعلماء الحديث الإطلاع على النسخ
التي تمثل الروايات المختلفة .
وقد جمع الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ما في النسخ المختلفة ، فبلغت أحاديث الموطأ ( 1852 ) حديثـًا .
وأشهر رواة الموطأ هو يحيى بن يحيى الليثي ، وإذا أطلق في عصرنا موطأ الإمام مالك فإنما ينصرف لها .
Download
رابط مباشر للجزء الاول + الثاني على الميديا فاير من رفعي الخاص
اضغط هنا
او
- الكود:
http://www.mediafire.com/?pcf4i7xdtkob46i
الجزء الاول
هنا
الجزء الثاني
هنا