من طرف سندريلا 2009-08-31, 10:39 am
- ثالثًا : معرفة الأسماء الحسنى أصل عبادة الله تبارك وتعالى :
قال أبو القاسم التيمي الأصبهاني في بيان أهمية معرفة الأسماء الحُسنى
قال بعض العلماء : أول فرض فرضه اللهُ على خلقه معرفته ، فإذا عرَفه الناس عبدوه ،
وقال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ } [ محمد : 19 ] .
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها ، فيعظموا اللَّه حقَّ عظمته .
قال : ولو أراد رجل أن يتزوج إلى رجل أو يُزَوِّجه أو يُعامله طلب أن يعرف اسمه وكنيته ،
واسم أبيه وجدِّه ، وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فاللَّه الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو
رحمته ونخاف من سخطته – وله المثل الأعلى - أولى أن نعرف أسماءه ، ونعرف
تفسيرها .
فمثلا : من عرف أنه حييُّ كريم قوي فيه رجاؤه وازداد فيه طمعه ،
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( إن ربكم تبارك وتعالى حَييٌّ كريم
يستحي مِن عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صفرًا )).
- رابعًا : الأسماء الحسنى أعظم الأسباب لإجابة الدعاء :
قال تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [ الأعراف : 180 ] .
فدعاء الله بأسمائه الحسنى هو أعظم أسباب إجابة الدعوة وكشف البلوة ،
فإنه يرحم ؛ لأنه الرحمن ، الرحيم ، ويغفر ؛ لأنه الغفور ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل اللَّه بأسمائه الحُسنى ويتوسل إليه بها ،
فكان يقول : (( أسألك بكل اسم هو لك ، سمَّيت به نفسك ، أو علَّمته أحدًا من خلقك ، أو
أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع
قلبي ... )) .
وقد دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسجد
، فسمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت اللَّه لا إله إلا أنت ،
الأحد الصمد الذي لم يَلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد .
فقال : (( لقد سألت اللَّه بالاسم الذي إذا سُئِل به أعطى ، وإذا دُعي به أجاب )) .
وفي رواية فقال :
(( والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب ،
وإذا سُئِل به أعطى )) .
وفي رواية لأحمد :
أنه سمع رجلاً يقول بعد التشهد : اللهم إني أسألك يا اللَّه الأحد الصمد ،
الذي لم يَلد ولم يُولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي ، إنك أنت الغفور الرحيم .
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( قد غُفِرَ له ، قد غُفِرَ له )) . ثلاثًا.
- خامسًا : إن اللَّه يحب من أحب أسماءَه الحسنى :
عن عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث رجلاً على سَريَّة ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم بـ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ،
فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال : (( سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ ))
فسألوه ، فقال : (( لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحبُّ أن أقرأ بها )) .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أخبروه أن الله يحبه )) .
وفي حديث آخر ، قال الرجل : إني أحبها . فقال : (( حُبُّك إياها أدخلك الجنة )).
- سادسًا: دعاء اللَّه بأسمائه الحسنى أعظم أسباب تفريج الكروب وزوال الهموم:
عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
أنه قال : (( ما أصاب أحدًا قط همٌ ولا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدك ، ابن عبدك ،
ابن أَمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكُمك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ،
أسألك بكل اسم هو لك ، سميَّت به نفسك ، أو علَّمته أحدًا من خلقِك ،
أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيبِ عندك ،
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ،
إلا أذهب اللَّه همَّه وحزنه وأبدل مكانه فرحًا ))
. فقيل : يا رسول اللَّه ، أفلا نتعلمها ؟
فقال : (( بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها )) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب
يقول : لا إله إلا اللَّه العظيمُ الحليمُ ، لا إله إلا الله ربُّ السماواتِ والأرضِ
ورب العَرشِ العظيم .
وفي رواية للنسائي وصححها الحاكم
عن علي: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم
هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل كرب أو شدة أن أقولها.