البطل يستهل حملة الدفاع عن لقبه بتعادل مخيّب
ستهلت البرازيل، حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين، حملة
الدفاع عن لقبها بتعادل أبيض مخيّب مع فنزويلا على ملعب "سيوداد دي لا
بلاتا"مساء اليوم الأحد في الجولة الأولى من تصفيات المجموعة الثانية في
كأس أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" لكرة القدم التي تستضيفها الأرجنتين حتى
24 تموز/يوليو الحالي.
ويأتي هذا التعادل المخيّب اليوم، ليؤكد حالة المنتخب
البرازيلي غير المستقرة في الآونة الأخيرة والمقلقة إذ قدم بطل العالم خمس
مرات مستويات متفاوتة في اللقاءات الودية التي خاضها استعداداً لكوبا
أميركا فهو كان خسر أمام الأرجنتين صفر-1 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي
وأمام فرنسا بالنتيجة ذاتها في شباط/فبراير الماضي وتعادل سلباً مع هولندا
الشهر الماضي.
وكانت البرازيل تمني النفس
اليوم بالفوز في مباراتها الأولى في "كوبا أميركا" وتلميع صورتها وطمأنة
جماهيرها خصوصاً أنها تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2014 في حين
حققت فنزويلا، التي تهوى لعبة "البايسبول" أكثر من كرة القدم، إنجازاً إذ
كانت فازت مرتين فقط في 49 مباراة في 14 مشاركة لها في المسابقة القارية.
المباراة
المباراة التي انتظرها عشاق
الكرة المستديرة في العالم أجمع، تأخر انطلاقها حوالي عشر دقائق لأسباب
تنظيمية غير واضحة، فلم يعزف النشيدان الوطنيان للمنتخبين في البداية كما
تم توقيفها في الدقيقة 28 لوقت قصير بسبب دخول كلب المستطيل الأخضر الذي
سرعان ما سار نحو النفق المؤدي لغرف تغيير الملابس بعد أن جرى وراءه رجال
الأمن، لتستكمل المباراة.
فرض المنتخب البرازيلي الذي غلب
عليه طابع الشباب، إيقاعه منذ الثواني الأولى، إذ استحوذ رجال المدرب مانو
ميزينيس على الكرة وبادروا بالهجوم، فكانت أولى المحاولات الخطرة تسديدة
من خارج منطقة الجزاء لروبينيو في الدقيقة الثالثة تمكن الحارس فيغا من
السيطرة على الكرة بسهولة.
في الدقيقة 13، كادت البرازيل
أن تفتتح التسجيل عندما مرر نجم سانتوس الصاعد نيمار كرة بينية إلى اندريه
سانتوس على الجانب الأيسر، فعكسها الأخير عرضية أمام المرمى لروبينيو، لكن
تسديدة الأخير علت المرمى الفنزويلي.
في ظل العاصفة البرازيلية، لم
يقدم لاعبو فنزويلا الكثير في الدقائق العشرين الأولى من الشوط الأول،
فغالباً ما كانت هجماتهم تُقطع من وسط الملعب وتؤدي إلى هجمات مرتدة معاكسة
يقودها سانتوس ولوكاس وغانسو، لكن الدفاع الفنزويلي نجح في مهمة الحفاظ
على شباكه نظيفة أمام المثلث الهجومي الخطير روبينيو وباتو ونيمار.
السيطرة البرازيلية شبه المطلقة أثمرت عن فرصة خطيرة جداً في
الدقيقة 27 عندما انسل مدافع برشلونة دانيال ألفيش على الناحية اليسرى وعكس
كرة جميلة إلى مشارف منطقة الجزاء تلقفها نجم ميلان الإيطالي الكسندر باتو
وسددها بقوة، لكن العارضة نابت عن الحارس لتبقى النتيجة بيضاء بين
المنتخبين.
وظهر باتو، الذي كن يلعب في مركز رأس الحربة مجدداً في
الدقيقة 32 عندما استقبل بمهارة كرة طويلة أُرسلت إليه من خط الدفاع داخل
منطقة الجزاء على الناحية اليسرى، فتوغّل وسدد على المرمى بمضايقة أحد
المدافعين، لكن الحارس فيغا نجح في إيقافها على دفعتين.
حملت الدقيقة 38 أخطر فرص الشوط
الأول عندما شنت البرازيل هجمة مرتدة من وسط الملعب قادها نيمار ومرر كرة
بينية متقنة إلى روبينيو على الجانب الأيسر فتوغل الأخير داخل منطقة الجزاء
لكن تسديدته الضعيفة التي فشل الحارس فيغا في السيطرة عليها، ارتمى عليها
المدافع فيزكاروندو واعترضها بكتفه حائلاً دون ولوجها المرمى.
وطالب البرازيليون باحتساب ضربة
جزاء بدعوى أن المدافع تصدى للكرة بيده ولكن الحكم أشار إلى استمرار اللعب
لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي.
أداء مخيّب
جاء "سيناريو" المباراة في
الشوط الثاني مختلفاً عن الأول، إذ كانت تحركات أبناء السامبا بطيئة وساعد
ذلك منتخب بلاد الرئيس هوغو شافيز على التقدّم نحو الأمام، فكانت أولى
الفرص فنزويلا في الدقيقة 59 عندما اخترق أرونغو لاعب وسط بوروسيا
مونشنغلادباخ الألماني على الجناح الأيسر ورفع كرة بالمقاس إلى داخل منطقة
الجزاء ارتقى لها لوكاس، لكن الحارس سيزار كان أسرع وتمكن من السيطرة
عليها.
اندفاع المنتخب الفنزويلي كلفه
البطاقة الصفراء الثانية عندما تدخّل غونزاليز بقوة على نيمار وطرحه أرضاً
فلم يتردد الحكم البوليفي راؤول أوروزكو في اتخاذ قراره بعد أن رفع الورقة
الصفراء أيضاً في وجه روندو الذي تظاهر بالسقوط داخل منطقة الجزاء بمضايقة
تياغو سيلفا.
ورد المنتخب البرازيلي بهجمة
سريعة في الدقيقة 63 اثر تمريرة طولية في الناحية اليسرى وصلت إلى راميريز
الذي انطلق بها ومررها إلى باتو الذي فشل في السيطرة عليها لتضيع الفرصة.
واصلت فنزويلا شن هجماتها
مستغلة فقدان التوازن بين خطوط البرازيل، فجاءت أخطر المحاولات عن
طريق روندو في الدقيقة 73 عندما باغت الدفاع البرازيلي بتسديدة بقدمه
اليسرى ارتدت من أقدام أحد المدافعين وخرجت إلى ركنية.
هبوط أداء أبناء السامبا
والتحركات الخطيرة لفنزويلا ،جعلت المدرب البرازيلي ميزينيس يلجأ إلى ثلاثة
تبديلات، فدفع بالمهاجم فريد مكان روبينيو ولوكاس مكان باتو وإيلانو مكان
راميريز في الربع ساعة الأخير من اللقاء.
حاول البرازيليون في الدقائق
الأخيرة إنقاذ نتيجة المباراة المفاجئة وغير المتوقعة أمام منتخب فنزويلي
متواضع لكن سوء الأداء الذي لازم الفريق الأصفر على مدار الشوط الثاني لم
يشفع بتغيير النتيجة التي بقيت بيضاء مثل أداء البرازيل في هذه المباراة.
"التعادل جاء عن جدارة واستحقاق"
وعقب اللقاء، أكد مدرب فنزويلا
سيزار فارياس أن التعادل السلبي لفريقه مع البرازيل جاء عن جدارة واستحقاق،
مشيراً إلى أن المنتخبين تعادلا بنتيجة سلبية قبل أقل من عامين في تصفيات
أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
وأوضح فارياس: "ربما أصبح
التعادل السلبي عادة بين الفريقين. نعمل على تطوير مستوانا. المنتخب
البرازيلي يلعب بشكل رائع وسيطر على مجريات اللعب في فترات عديدة ولكننا لن
نستسلم على مدار المباراة.. نتميز بالتنظيم والتعاون بين اللاعبين. وعندما
حانت الفرصة قدم الفريق أداءً جيداً. وعندما كان من الضروري على اللاعبين
أن يكافحوا، لم يتأخر أي منهم عن أداء واجبه".
"التعادل رفع معنوياتنا"
من جانبه، كشف لاعب الوسط
فرانكلين لوسينا، أن التنظيم هو أبرز أسلحة الفريق في مواجهة منافسيه
لافتاً إلى أن التعادل مع البرازيل رفع من معنويات الفريق الذي سيواصل
العمل باجتهاد وتواضع لأن التعادل اليوم حفّز الفريق على تحقيق نتائج جيدة
في البطولة.
وأضاف لوسينا: "نثق في قدرتنا على تقديم شيء مهم لبلدنا من خلال تحقيق نتائج جيدة في البطولة الحالية.
وأكد ريني فيغا حارس مرمى
الفريق: "التعادل كان مهماً للغاية بالنسبة لنا لأنه سيحفزنا في المباريات
التالية. نعترف بأننا لم نحقق شيئاً حتى الآن وعلينا التفكير في مباراتنا
أمام الإكوادور. جئنا إلى هنا لتحقيق الانتصارات وليس للمشاركة فقط".
التشكيلتان:
البرازيل
جوليو سيزار - داني الفيش – لوسيو – تياغو سيلفو – اندريه
سانتوس – غانسو- لوكاس – راميريز (ايلانو د75) - روبينيو (فريد د65) –
نيمار – باتو (لوكاس د 75).
فنزويلا
فيغا – روزاليس – غرانادوس – فيزكاروندو – سيتشيرو – لوسينا –
غونزاليز (دي جورجيو د85) - رينكون – ارانغو – روندون (مورينو د 64) –
ميكو (مالدونادود 78).
أدار المباراة الحكم البوليفي راؤول أوروزكو.