كما اعتدنا من فرق البوندسليجا الالمانية خلال السنوات الخمس الأخيرة هو نفسه الأمر الذي يتكرر هذا الموسم فدائماً ما نرى لاعبين نسمع اسماءهم للمرة الأولى مع انطلاق الموسم الكروي ما نلبث أن نكتشف فيهم نجوماً وأساطير لفرقهم فيما بعد.
الدوري الالماني شهد ظاهرة غريبة مطلع الموسم الحالي فبعدما كان يستمد قوته بانتداب لاعبين من السوق التركية أو الدول الشرقية المنحلة عن الاتحاد السوفيتي شهدنا الأندية الالمانية تعيد توجيه منظارها التسويقي فجأة إلى آسيا وخاصة اليابان وتنتدب عدد ليس قليل من اللاعبين اليابانيين والشئ الأغرب أن هذا السلوك كان واحداً من أسباب فوز المنتخب الياباني بكأس الأمم الآسيوية.
اليوم نحن بصدد استعراض أبرز اللاعبين الذين قدموا ليلعبوا للمرة الأولى في البوندسليجا وبدلاً من أن ينتظرهم الجمهور حتى يتأقلمون على المعيشة الالمانية والالتزام الالماني في التدريبات وخلافه وجدناهم يهزون شباك المنافسين منذ دقائقهم الأولى بل ويتألقون ويحافظون على هذا التألق و يجبرونا على ذكرهم اليوم:
5- سامي العلاقي
يُعد سامي العلاقي أبرز الوجوه في تقريرنا اليوم فدائماً ما يضع المحرر نفسه موضع القارئ لكي يضع توقع تقديري لرد فعل القارئ ، أذكر يوم أن سجل العلاقي هدفه الأول مع فريقه ماينز هذا الموسم أن قمت بالبحث عن اسم اللاعب لأعرف أي معلومات عنه فلم أجد إلى أن اضطررت للإستعانة بأحد الأصدقاء التونسيين ليمدني بما يعرفه عن اللاعب.
العلاقي ليس جديداً على الملاعب الالمانية فقد لعب منذ 2008 وحتى نهاية الموسم الماضي لفريق جروثر فيورث في الدرجة الثانية الالمانية وجاء مطلع الموسم الحالي لماينز.
موسم العلاقي الأول مع ماينز كان حافل للغاية هز من خلاله الشباك في مناسبات كثيرة ونجح في التسجيل في شباك بايرن ميونخ فقد ظهر بقميص ماينز تحت قيادة المدرب توماس توخيل في 28 مباراة سجل خلالها 10 جاء معظمها في النصف الأول من الموسم كما عاد ليعزز عدد مشاركاته مع المنتخب التونسي والتي بلغت بنهاية الموسم 6 مشاركات.
4- ماريو مانجوكيتش
النسخة المعدلة من المهاجم البوسني إيدين دزيكو إن جاز التعبير ، فهو يمتلك قدرات تهديفية عالية بالإضافة لإجادته اللعب كجناح وليس مهاجم صريح فقط ، يتقن الرأسيات ، التصويبات وكذلك المراوغة ولكن الغريب أن لم يكن يعلم عنه أحد قبل قدومه لفولفسبورج.
لم نعلم شيئاً كذلك عن دزيكو قبل قدومه لفولفسبورج ولكنه كان قد انضم لفولفسبورج قادماً من تيبليسه التشيكي ولكن مانجوكيتش جاء من دينامو زغرب الكرواتي ونجح في خلال موسمه الأول بأن يصنع علامات فارقة مع الذئاب الالمانية.
شارك مانجوكيتش في 24 مباراة وسجل 8 أهداف فقط ولكن معظم هذه الأهداف كانت بنقاط ذهبية يكفيك أن تعرف أن ماريو مانجوكيتش كان السبب الرئيسي في بقاء فولفسبورج بالدوري الالماني هذا الموسم حيث كان يحتاج الفريق للفوز في الجولة الختامية وتأخر بهدف أمام هوفنهايم قبل أن يعود ويسجل مانجوكيتش هدفين متتاليين ليضمن البقاء لبطل الدوري الالماني 2008-2009.
3- أتسوتو أوشيدا
من المرات القليلة في السنوات الأخيرة التي نجد فيها لاعب ياباني متألق في بطولة دوري أبطال اوروبا وهو ما وجدناه في الظهير الأيمن الدولي الياباني أتسوتو أوشيدا الذي جاء من صفوف الساموراي الأزرق الياباني كاشيما إنتلرز إلى العملاق الأزرق الملكي الالماني شالكه ليثبت أنه واحد من أفضل لاعبي موطنه هذا الموسم إن لم يكن أفضلهم.
أوشيدا قدم خلال موسمه الأول مسيرة حافلة للغاية وشارك مع الفريق بانتظام خاصة على مستوى دوري أبطال أوروبا ، حافظ على الرواق الأيمن للملوك ومنحهم الهيبة وكان واحداً من نجوم الفريق الأوائل في كثير من المناسبات.
شارك أوشيداً في 26 مباراة ودائماً ما كان يعتمد عليه المدرب القديم لشالكه فيليكس ماجاث وهو الأمر نفسه للمدرب الجديد رالف رانجنيك ولم لما وهو أثبت أنه واحد من أنجح صفقات الأزرق الالماني خلال المواسم الأخيرة . لزيارة صفحة اللاعب والتعرف على أرقامه لهذا الموسم.
2- شينجي كاجاوا
أفضل القرارات الصائبة للمدرب الشاب يورجن كلوب على الإطلاق هي تفكيره في ضم شينجي كاجاوا من سيريزو أوساكا الياباني فقد منحه هذا اللاعب فيما بعد أولى القابه في التاريخ كمدرب وأثبت أن من تعلم في منشأة تحمل اسم برشلونة لا يجد حاجزاً نحو البطولات.
كاجاوا الذي شب في أكاديمية برشلونة في مياجي باليابان جاء لدورتموند مطلع الموسم الحالي كبديل للمصري محمد زيدان المصاب بقطع في الرباط الصليبي ولكن مع أولى مبارياته مع الفريق أجبر الجمهور أن ينسى رؤية محمد زيدان أساسياً مرة أخرى طالما هنالك شخص اسمه كاجاوا وهو ما حدث بالفعل.
سجل كاجاوا 8 أهداف خلال 18 مباراة فقط مع دورتموند كان العامل المؤثر الأكبر فيها ولكنه غاب لفترات طويلة عن الفريق بسبب مشاركته في كأس الأمم الآسيوية مع المنتخب الياباني ومن بعد ذلك الإصابة بكسر في مشط القدم التي تعرض لها في مباراة نصف نهائي أمم آسيا وغاب على أثرها حتى نهاية الموسم.
1- راؤول جونزاليس
على الرغم من كونه واحد من أفضل المهاجمين الذين حملوا قميص ريال مدريد عبر التاريخ وعلى الرغم من كونه قائد الفريق لم يشفع له ذلك أن يدخل المفرمة المدريدية التي قذفت به بعيداً عن شبه الجزيرة الآيبيرية شمالاً إلى الأراضي الالمانية.
كونه ملكاً سطع ضوءه في فريق الملوك تخير فريقاً ملكياً في المانيا وهو نادي شالكه الذي كان محظوظاً بعض الشئ بالتعاقد مع لاعب قدم للفريق كل شئ فلم يتأثر باختلاف أساليب اللعب وفرض أسلوبه الخاص ، واصل التهديف بغزارة وأصبح هداف فريقه في الدوري المحلي ، واصل التهديف في دوري أبطال أوروبا وقاد الفريق للدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ النادي ، اعتلى صدارة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ ، رأينا منه مالم نراه من ناشئ في الخامسة والعشرون من عمره خاصة في آخر مباريات الفريق بدوري أبطال أوروبا فقد لعب كصانع العاب لبعض الوقت وشهدناه لأول مرة في تاريخه يتراجع ليصبح لاعب وسط مدافع واندهش الجميع لأن راؤول نجح في كل شئ هذا الموسم بالرغم أنه لم يمر بالملاعب الالمانية من قبل.
أقل ما يُقال هذا الموسم عن راؤول المستجد على الكرة الالمانية أنه ملكٌ ندر فيه ملوك كرة القدم الحقيقيون.