تغيّر.. أو ارحل
الكاتب: د. مراد الصوادقي
الشرق الأوسط يتغير وبسرعة فهو محكوم بزمن معلوم وخطة
مرسومة ومعبّر عنها وفقا لما يؤسس لمرحلة جديدة وأكيدة، ولن ينجو نظام من
العاصفة القاصفة كالإعصار الشديد. فخلاصتها إما أن تتغير أو ترحل، ولا خيار
وسطا بين الحالتين إلا فيما قلّ وندر، ولكن لأجلٍ مسمى.
الأنظمة العربية كافة ستتغير أو تتبدل، وإيران ستتغير
أو تتبدل، ويبدو أنها اختارت التغيير لأنه أنفع لها وأصلح وإلا فإنها
ستتمزق. ويبدو أن القيادة الإيرانية قد وعت الرسالة وأخذت تتعامل مع
الأحداث بحكمة متفوقة على ما يقوم به الحكام العرب.
ولهذا رأينا تبدلات وتفاعلات جديدة، كان أولها التفكير
من قبل القوى الكبرى في نقل مجاهدي خلق من العراق، والمتغير الآخر ما يجري
بين الرئيس الإيراني والقيادة الإيرانية، ويبدو وكأنه خطوة محسوبة وهدفها
أن يستقيل الرئيس الإيراني، لكي تتحقق الإستجابة للمتظاهرين الذين عارضوا
إعادة إنتخابه. وربما سيكون ذلك في غضون أسابيع أو بضعة أشهر، وكأن القرار
قد تم اتخاذه والعمل جار على إخراجه وتسويغه وتبريره لكي لا يبدو وكأنه
انحناءة بوجه العاصفة المدوية في الشرق الأوسط.
كما أن إيران أخذت تسعى إلى الحوار مع القوى الكبرى،
ولا يستبعد أن تتخلى عن مشاريعها الكثيرة من أجل الحفاظ على سلامة النظام
الذي إن لم ينحن سينكسر حتما.
ووفقا لهذا فإن العديد من القوى التي تساندها إيران إن
لم تتغير ربما ستتهاوى، وسينحسر وجود إيران في مناطق معينة وستبقى في أخرى
على أن لا تمس النفط فيها.
قد يكون التحليل خاطئا، لكنه قراءة أولية لما يجري
ويدور ويتحقق في المنطقة، خصوصا في سوريا التي ربما هي الأخرى أخذت متأخرةً
تبحث عن مخرج مناسب من المأزق الذي وضع النظام نفسه فيه، وربما تكون إيران
قد نصحته بالعدول عن سلوكه بعد أن شاركته فيه، لأن في ذلك خطرا عليها وعلى
جميع مشاريعها، ولهذا فإن سوريا قد تجنح للحوار والخضوع لمطالب
المتظاهرين، وإيران ستتعامل مع المعارضة بأسلوب جديد.
فهل سيكون تعاملها مع مجاهدي خلق إيجابيا، ومع الآخرين كذلك؟
الواضح أن الرئيس الإيراني سيغادر السلطة بأي أسلوب،
وأن إيران قد تعود إلى رشدها وتتنازل عن أوهامها العقائدية التي أصبحت لا
تخدمها ولا تتفق مع المتغيرات والمستجدات الحاصلة وتتقاطع مع تطلعات الجيل
الإيراني المعاصر.
ودور إيران في العراق لا يزال متأرجحا لأنه يخدم
المصالح ويؤمّن نجاح المشاريع، وربما سيكون معززا ومقبولا وشاملا، شريطة أن
تضمن إيران توفير الأسباب والقدرات والآليات اللازمة للحفاظ على تمكين
الآخرين من الحصول على غاياتهم المتوافقة مع غاياتها، وربما ستستمر بلعب
دورها فيما جرى في العراق على مدى السنوات الماضيات. كما أن انسحاب القوات
العسكرية من العراق لن يتحقق إذا صح هذا التحليل.
فإيران أمام تحدي التبدل أو التغير، وعليها أن تختار.
فهل ستخرج من العراق وتنكمش داخل حدودها؟ وهل أنها تريد خوض ميادين من
الصراع الذي لا قِبل لها به؟
إن الأشهر القليلة القادمة سترسم معالم الحالة
الإيرانية الجديدة التي أخذت عناصرها تتفاعل بهدوء وحذر في معادلة صناعة
الشرق الأوسط الجديد.
الكاتب: د. مراد الصوادقي
الشرق الأوسط يتغير وبسرعة فهو محكوم بزمن معلوم وخطة
مرسومة ومعبّر عنها وفقا لما يؤسس لمرحلة جديدة وأكيدة، ولن ينجو نظام من
العاصفة القاصفة كالإعصار الشديد. فخلاصتها إما أن تتغير أو ترحل، ولا خيار
وسطا بين الحالتين إلا فيما قلّ وندر، ولكن لأجلٍ مسمى.
الأنظمة العربية كافة ستتغير أو تتبدل، وإيران ستتغير
أو تتبدل، ويبدو أنها اختارت التغيير لأنه أنفع لها وأصلح وإلا فإنها
ستتمزق. ويبدو أن القيادة الإيرانية قد وعت الرسالة وأخذت تتعامل مع
الأحداث بحكمة متفوقة على ما يقوم به الحكام العرب.
ولهذا رأينا تبدلات وتفاعلات جديدة، كان أولها التفكير
من قبل القوى الكبرى في نقل مجاهدي خلق من العراق، والمتغير الآخر ما يجري
بين الرئيس الإيراني والقيادة الإيرانية، ويبدو وكأنه خطوة محسوبة وهدفها
أن يستقيل الرئيس الإيراني، لكي تتحقق الإستجابة للمتظاهرين الذين عارضوا
إعادة إنتخابه. وربما سيكون ذلك في غضون أسابيع أو بضعة أشهر، وكأن القرار
قد تم اتخاذه والعمل جار على إخراجه وتسويغه وتبريره لكي لا يبدو وكأنه
انحناءة بوجه العاصفة المدوية في الشرق الأوسط.
كما أن إيران أخذت تسعى إلى الحوار مع القوى الكبرى،
ولا يستبعد أن تتخلى عن مشاريعها الكثيرة من أجل الحفاظ على سلامة النظام
الذي إن لم ينحن سينكسر حتما.
ووفقا لهذا فإن العديد من القوى التي تساندها إيران إن
لم تتغير ربما ستتهاوى، وسينحسر وجود إيران في مناطق معينة وستبقى في أخرى
على أن لا تمس النفط فيها.
قد يكون التحليل خاطئا، لكنه قراءة أولية لما يجري
ويدور ويتحقق في المنطقة، خصوصا في سوريا التي ربما هي الأخرى أخذت متأخرةً
تبحث عن مخرج مناسب من المأزق الذي وضع النظام نفسه فيه، وربما تكون إيران
قد نصحته بالعدول عن سلوكه بعد أن شاركته فيه، لأن في ذلك خطرا عليها وعلى
جميع مشاريعها، ولهذا فإن سوريا قد تجنح للحوار والخضوع لمطالب
المتظاهرين، وإيران ستتعامل مع المعارضة بأسلوب جديد.
فهل سيكون تعاملها مع مجاهدي خلق إيجابيا، ومع الآخرين كذلك؟
الواضح أن الرئيس الإيراني سيغادر السلطة بأي أسلوب،
وأن إيران قد تعود إلى رشدها وتتنازل عن أوهامها العقائدية التي أصبحت لا
تخدمها ولا تتفق مع المتغيرات والمستجدات الحاصلة وتتقاطع مع تطلعات الجيل
الإيراني المعاصر.
ودور إيران في العراق لا يزال متأرجحا لأنه يخدم
المصالح ويؤمّن نجاح المشاريع، وربما سيكون معززا ومقبولا وشاملا، شريطة أن
تضمن إيران توفير الأسباب والقدرات والآليات اللازمة للحفاظ على تمكين
الآخرين من الحصول على غاياتهم المتوافقة مع غاياتها، وربما ستستمر بلعب
دورها فيما جرى في العراق على مدى السنوات الماضيات. كما أن انسحاب القوات
العسكرية من العراق لن يتحقق إذا صح هذا التحليل.
فإيران أمام تحدي التبدل أو التغير، وعليها أن تختار.
فهل ستخرج من العراق وتنكمش داخل حدودها؟ وهل أنها تريد خوض ميادين من
الصراع الذي لا قِبل لها به؟
إن الأشهر القليلة القادمة سترسم معالم الحالة
الإيرانية الجديدة التي أخذت عناصرها تتفاعل بهدوء وحذر في معادلة صناعة
الشرق الأوسط الجديد.