كشف نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان خلال
مؤتمر صحفي ميداني عقده مساء أول من أمس أن الموقعين الأثريين اللذين تم
اكتشافهما مؤخراً في "دفي" ويعود للقرن الثالث قبل الميلاد والثاني في
"مردومة" ويعود للقرن الهجري الأول أن الموقعين عبارة عن ميناء يغذي
المواقع القريبة منه، مثل المستوطنات التي تتمثل في ثاج، جاوان، وتعود
للعهد الهللنستي قبل الإسلام.
وقال : "استطاع الباحثون من خلال دراسة طبقات الموقع تحديد ثلاث مراحل
استيطانية واضحة المعالم، ولذا نعتقد أن الاستيطان بموقع الدفي يعود
للمراحل المبكرة من عمر مملكة الجرهاء"، مضيفا "بدأ فريق السعودي من هيئة
السياحة مكوناً من 40 مختصاً وخبيراً بالعمل في الموقعين بالإضافة إلى ما
يقارب 120 عاملاً". وتابع "كانت بداية العمل بشهر ديسمبر من عام 2010م حيث
تم إجراء المسوحات وإعداد الخرائط وإسقاط الشبكيات على الموقعين، ثم بدأت
التنقيبات الفعلية ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا، وستسمر حتى نهاية شهر
مايو 2011م، لتستمر بعدها أعمال ترميم الموقع وتوثيقه ودراسة نتائجه".
وشدد على أن هناك فريقاً للترميم يعمل بشكل متوازٍ مع أعمال التنقيبات
الأثرية في الموقعين وذلك للحفاظ وتدعيم المباني المكتشفة ، وأضاف "إن هذين
المشروعين يأتيان في إطار برنامج للشراكة والتعاون بين الهيئة الملكية
للجبيل وينبع والهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث إن هذه المواقع تقع داخل
النطاق الجغرافي لأراضي الهيئة الملكية، ورغب الطرفان في الكشف عن آثار
هذه المواقع ومعرفة حدودها الفعلية، وإدخال ما يتم الكشف عنه في مشاريع
الهيئة الملكية لتعمير الأراضي المحيطة بهذه المواقع وتأهيل المواقع
الأثرية كمتاحف مفتوحة تحافظ على الآثار المكتشفة، وتجعلها تتكامل مع ما
حولها، وتتعاون مع الهيئتين في هذا المشروع أيضاً مؤسسة التراث الخيرية".
وأوضح الغبان أن موقع الدفي يمثل فترة مملكة الجرهاء التي سادت في شرق
الجزيرة العربية قبل الإسلام، ويمكن إعطاء فترة القرن الثالث قبل الميلاد
كتاريخ أولي وستتضح الصورة بشكل أفضل بعد استكمال نتائج دراسة الطبقات
ويمثل الموقع مرفئاً أو ميناء لإحدى المدن الجرهائية ألا وهي ثاج والتي تعد
من أبرز المدن القريبة آنذاك حيث تبعد 90 كم غرب مدينة الجبيل، والتي
يتزايد الآن احتمال كونها هي مدينة الجرهاء التي نسبت إليها مملكة
الجرهائيين".
أما موقع المردومة فيعود إلى القرن الأول الهجري فترة الدولة الأموية
كبداية لتأسيس هذا الموقع ليستمر الاستيطان به حتى القرن الخامس الهجري أي
قبل نهاية الدولة العباسية".
وعن النشاط السكاني، قال الغبان "يمكن الاستنتاج مما تم الكشف عنه أن
سكان هذه المستوطنة اعتمدوا بدرجة أساسية على العمل في البحر بمختلف
الأنشطة، حيث تم الكشف عن أدوات صغيرة لصيد الأسماك، وأدوات صنع الشباك،
ومفالق المحار ( الأصداف ) وكمية كبيرة من المسامير التي تستخدم في صناعة
وصيانة السفن، وكميات كبيرة من عظام الأسماك والحبار وغيره". وأضاف "إن
المؤكد أن حرفتي التجارة والصناعة من الحرف التي مارسها سكان هذه البلدة
لوجود بعض المعادن الخام التي تم العثور عليها بالموقع".