لو قصرنا النفايات الألكترونية على أجهزة الاتصال، نجد أن المملكة تتخلص
سنوياً بما يقارب ثلاثة ملايين طن، ورغم شح الإحصائيات في هذا المضمار،
فإن احصائيات أخرى قد تعطي مؤشراً ما، ففي أمريكا يتم التخلص سنوياً من
(200) مليون جهاز «كمبيوتر»، وأما في أوروبا فتشير التقديرات إلى أنه يتم
التخلص يومياً من (130) ألف جهاز، فضلاً عن ملايين الأجهزة الأخرى من
الهواتف و»التلفزيونات» وغيرها، أما عالمياً فيتخلّص العالم سنوياً من (50)
مليون طن من الأجهزة الإلكترونية القديمة، منها مليار جهاز كمبيوتر في
أنحاء العالم.
وكشفت نتائج استطلاع عالمي أجرته أشهر شركة في تصنيع الهواتف المتنقلة
على مقابلات أجريت مع (6500) شخص، في (13) دولة من بينها المملكة، أن
الأغلبية يقومون بالاحتفاظ بأجهزتهم القديمة في المنزل من دون استخدامها،
إضافةً إلى أن إحصاءات عدد الهواتف المحمولة في المملكة تعد أكثر من العدد
الإجمالي للسكان، حيث بلغ (36) مليون مشترك، مقارنةً مع (25) مليون نسمة،
ونسبة انتشار اقتناء الهواتف الخاصة في المملكة تقارب (144%).
تقول «ضي محمد» - طالبة بالمرحلة الجامعية -: أُحب كثيراً الاحتفاظ
بالأجهزة الالكترونية سواء القديمة أو الحديثة، وأحياناً أقوم بشرائها من
الآخرين من أجل اقتنائها، مضيفةً: «لدي حنين لتلك الأجهزة، فمثلاً مازلت
احتفظ بنوع أول جهاز جوال بيع في أسواق المملكة، أيضاً لدى تلفزيون أبيض و
أسود قيمته (1500) ريال، حصلت عليه من أحد بائعي الأجهزة».
ويوضح «مساعد العتيبي» - موظف حكومي - أنه يُفضل بيع الأجهزة
الألكترونية القديمة لأصحاب المحلات المستعملة بنصف السعر، وهكذا يضمن
مردودا ماديا بدلاً من تكدسها في المنزل.
وترى «عهود سعد» - موظفة في القطاع الخاص - أن أفضل طريقة للتخلص من
الأجهزة بأنواعها هي التصدق بها لأسر محتاجة، مشيرةً إلى أنها أعطت جميع
أجهزتها القديمة لأسرة مستحقة بعد تجديد أثاث منزلها.
ويشاركنا «سلمان القحطاني» - طالب بالمرحلة الثانوية - قائلاً: أعمل في
الفترة المسائية في محل والدي المتخصص في بيع الأجهزة، مضيفاً أنه يشتري
ويبيع القديمة منها، ذاكراً أن بعض الشباب يحبون شراء القديم والاحتفاظ به
ولو كانت قيمته مرتفعة؛ لأنه يعبر عن أصالة الماضي على حد تعبيرهم.