الملك عبدالعزيز
كتب- هلال الحارثي أشادت قناة (روسيا اليوم) بحنكة مؤسس
المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - وتناولت
في تقرير تلفزيوني بثته سيرة مؤسس هذا الوطن الكبير، واصفة إياه بأنه كان
يمتلك حدة ذهنية بارعة، ويمتلك في الوقت ذاته موهبة سياسية عظيمة استطاعت
لم شتات المملكة، وتوحيد تمزقها.
وقال التقرير التلفزيوني الذي نشرته بعنوان (طيارون روس لدى الملك
عبدالعزيز): شهد العالم عام 1932 قيام دولة جديدة وهي المملكة العربية
السعودية التي كانت نتيجة جهد كبير بذله الملك عبدالعزيز آل سعود من أجل
توحيد أراضيها، ولقد تجلت حنكة مؤسس هذا الكيان العظيم السياسية هذه في
تقويمه الصائب لإمكانات الطائرات بصفتها وسيلة لا بديل لها للنقل في بلاد
كانت عبارة عن صحراء جرداء ندرت فيها واحات تبعد بعضهما عن بعض. وتابع
التقرير يقول: مما يثير الدهشة هو قصة ظهور الطائرات في الجزيرة العربية،
تلك المنطقة التي كانت آنذاك تواجه أصعب مرحلة في تاريخها. ويضيف: يقول
الخبراء إن أول طائرات حلقت في سماء الجزيرة العربية عام 1914 حين أثارت
طائرة بريطانية الذعر في نفوس السكان بتحليقها فوق سماء جدة.
طائرة الملك عبدالعزيز
ولقد كان الملك عبدالعزيز حاكما بعيد النظر، صائب الرأي، ذلك عندما اتخذ
قرارا بتشكيل أول سرب جوي، ولم تمر فترة وجيزة حتى أقيم في المملكة
الاتصال اللاسلكي وجلبت دفعات هائلة من السيارات، حيث توجه ملك الحجاز
وسلطان نجد وملحقاتها (لقب الملك عبدالعزيز حينذاك) عام 1926 إلى الحكومة
البريطانية بطلب إيفاد خبراء مدربين يشرفون على استخدام الطائرات في سبيل
تنظيم مواصلات البريد في البلاد، ووصل الخبراء إلى جدة وقاموا بمعاينة
الطائرات فخرجوا باستنتاج أن 5 طائرات من مجموع الطائرات الست الموجودة
يمكن إصلاحها وجعلها جاهزة للتحليق، ولقد أقيم في يناير عام 1931 في جدة
الاستعراض الجوي في إطار احتفالات وطنية، وحلق تشكيل الطائرات على ارتفاع
منخفض فوق منصة وقف عليها الملك عبدالعزيز ونجله الامير فيصل بن عبدالعزيز
وعدد من الوزراء وشيوخ القبائل.
وأكد التقرير على متانة العلاقات السعودية الروسية مؤكدا أن الملك
عبدالعزيز قد اعتمد على طيارين ومهندسين روس، حيث قال: في الخامس من يونيو
عام 1934 حلق الطيار الروسي نيقولاي نايديونوف بطائرته فوق مدرج المطار
الواقع في ضواحي ميناء جدة كأول طيار روسي يحلق في سماء الجزيرة العربية.
وذكرت أبحاث ومذكرات أعدها الباحث ستيوارت بول أن الروسيين الطيار
نيقولاي نايديونوف والميكانيكي الجوي ماكسيموف اللذين كانا يخدمان سابقا في
الحرس الأبيض الروسي، شكلا أساسا لسرب الطائرات الأول في المملكة. بعد أن
وصل نايديونوف وماكسيموف إلى جدة في 3 يونيو عام 1934 بعد عقد اتفاقية
إصلاح الطائرة المرابطة في جدة. وقاما بفحص الطائرات وإصلاحها.
وجرى في 2 يوليو عام 1934 أول تحليق في سرب الطائرات الملكي قاد الطيار
الروسي نايديونوف إحدى طائراته. وفي 2 يوليو للعام نفسه قام نايديونوف
برحلة جوية على مدى 170 كيلومتر من جدة إلى الطائف أسفرت عن هبوط الطائرة
في جبال الهدا الوعرة. ثم تولى الأمير فيصل بن عبدالعزيز قيادة السلاح
الجوي الملكي الفتي، واتخذ قرار ببناء مطار في الطائف بحيث تتمركز هناك
القاعدة الرئيسية للسلاح الجوي السعودي، وشهد الطائف في نوفمبر عام 1934
وصول خبيرين روسيين آخرين من الحرس الأبيض، وبعد انجاز مشروع بناء القاعدة
الجوية نقلت إليها 3 طائرات أخرى من طراز " Wapiti"، واستمر الخبراء
الجويون الروس في العمل على إعداد وتدريب الكوادر الوطنية السعودية في
الطائف حيث قام الطيارون بتحليقات أولى فوق المدن السعودية، وشهدت مكة
المكرمة في 25 أغسطس عام 1936 تحليق طائرات يقودها طيارون سعوديون.
وأشرف نايديونوف في مايو عام 1938 على رحلة جوية قامت بها 4 طائرات
سعودية في مسار جدة - ينبع – جدة، وقطعت الطائرات 300 كيلومتر خلال ساعتين
و10 دقائق بسلام، كما قاد نايديونوف طائرة منها.
وقاد الطياران السعوديان الطائرتين الأخريين، أما الطائرة الرابعة
فقادها مدرب إيطالي، واستمرت تحليقات جوية تدريبية كهذه حتى آواخر
عام 1938
وذلك من مطار جدةا
لله يرحمك يا ملك عبد العزيز
و ربي يطول بعمر ملكنا الغالي عبد الله