:)
عندما لم يحدد الأطباء علاجاً لمرضه قام أحدهم بأعطائه عنوان رجل عجوز عُرف انه أحد أولياء الله وان العديد من المصابين بامراض مستعصية شفوا بفضل دعائه .
وضع الرجل العنوان في جيبه يائسا ، وخرج من عند الطبيب إلى الشارع ، وهناك رأى صبياً بين السادسة والسابعة من عمره يبيع الكعك في زاوية من الزقاق ... كان الصبي ينظر اليه ببراءة ويبتسم وكأنه يعرفه من قبل
توقف الرجل عن السير فجأة ، إذ خطر بباله ما كان يعتقده دائما وهو أن الأطفال في هذا العمر يكونون بريئين وبدون آثام ... نظر إلى الصبي ... كان هناك حرف ( و ) على القميص البالي الذي يرتديه ... قال في نفسه : هذا هو الحرف الأول من كلمة " ولي " ... ماذا لو كان هذا الصبي هو الولي الذي اريده ... توجه اليه واشترى منه كعكة ثم قال له :
وضع الرجل العنوان في جيبه يائسا ، وخرج من عند الطبيب إلى الشارع ، وهناك رأى صبياً بين السادسة والسابعة من عمره يبيع الكعك في زاوية من الزقاق ... كان الصبي ينظر اليه ببراءة ويبتسم وكأنه يعرفه من قبل
توقف الرجل عن السير فجأة ، إذ خطر بباله ما كان يعتقده دائما وهو أن الأطفال في هذا العمر يكونون بريئين وبدون آثام ... نظر إلى الصبي ... كان هناك حرف ( و ) على القميص البالي الذي يرتديه ... قال في نفسه : هذا هو الحرف الأول من كلمة " ولي " ... ماذا لو كان هذا الصبي هو الولي الذي اريده ... توجه اليه واشترى منه كعكة ثم قال له :
- قال الأطباء انني مريض جداً ... هل تستطيع أن تدعو لي بالشفاء ؟
دهش الصبي أمام هذا القول وهذا الإقتراح ... هزَ رأسه علامة الموافقة وقال :
- انني ايضا أمرض كثيرا ، ولكن جدي يقول ان الذين يؤمنون بالله عندما يموتون فانهم يطيرون إلى النجوم حيث يشاهدون الجنة من هناك ... لذا أنا لا أخاف من المرض .
أحس الرجل براحة نفسية ، وداعب خد الصبي المزرق من البرد وهو يقول :
- لقد صدق جدك ... ولكني مع هذا أريد العون منك .
أدرك الصبي قيمه دعائه فقال وهو يشير إلى بائع البالون الذي كان ماراً :
- سأدعو لك ... ولكن ان شفيت فاني أريد منك أن تشتري لي عشر بالونات ... هل اتفقنا ؟
هز الرجل رأسه علامة الموافقة ، ولكن خطر للصبي انه لم يكن عادلا عندما طلب من الرجل مثل هذا الكنز الثمين فقال وقد احمر خده من الخجل :
- ليس ضروريا ان تكون البالونات من النوع الطائر ... أريد بالونات من النوع العادي .
دهش الصبي أمام هذا القول وهذا الإقتراح ... هزَ رأسه علامة الموافقة وقال :
- انني ايضا أمرض كثيرا ، ولكن جدي يقول ان الذين يؤمنون بالله عندما يموتون فانهم يطيرون إلى النجوم حيث يشاهدون الجنة من هناك ... لذا أنا لا أخاف من المرض .
أحس الرجل براحة نفسية ، وداعب خد الصبي المزرق من البرد وهو يقول :
- لقد صدق جدك ... ولكني مع هذا أريد العون منك .
أدرك الصبي قيمه دعائه فقال وهو يشير إلى بائع البالون الذي كان ماراً :
- سأدعو لك ... ولكن ان شفيت فاني أريد منك أن تشتري لي عشر بالونات ... هل اتفقنا ؟
هز الرجل رأسه علامة الموافقة ، ولكن خطر للصبي انه لم يكن عادلا عندما طلب من الرجل مثل هذا الكنز الثمين فقال وقد احمر خده من الخجل :
- ليس ضروريا ان تكون البالونات من النوع الطائر ... أريد بالونات من النوع العادي .
مد الرجل يده وصافح الصبي ... لقد تم التفاهم وتم العقد ، ولم تبق هناك سوى التفاصيل ... سيقابل الصبي بعد سته أشهر ان شفى من مرضه ، أي سيقابله في عيد الفطر ، واذا حدث شيء طارئ يمنعه من المجيء فسيرسل اليه البالونات بالبريد.
بعد ان سجل الرجل اسم وعنوان الصبي على ورقة ربت على رأس الصبي وودعه .
مر شتاء قارس، وعندما حل شهر رمضان لم يبق هناك أثر من مرض الرجل ... كان سعيدا جدا فقد عاد إلى الحياة مرة اخرى . ولم ينس الصبي ، بل اشترى له علبة جميلة من البالونات وبدأ ينتظر اليوم الأول من العيد بفارغ الصبر ، وعندما حل العيد أسرع إلى مكان اللقاء . لم يجده ... كان المكان مملوءً بالأطفال الفرحين بالعيد ، ولم يكن أحد من باعة الكعك يعرف الصبي ... ذهب إلى دكان بقال قريب وسأل عن الصبي ، أجاب البقال :
- لقد كانت رئة الصبي مريضة ، وقد توفي الصبي قبل اسبوع واحد .
نزل هذا الخبر كصاعقة على رأس الرجل ... ترك الدكان وأسرع إلى أول بائع بالون وأعطى له قبضة من النقود قائلاً :
- أريد عشر بالونات من هذه البالونات الطائرة ... أسرع! ... علهّا تصل إلى مكانها بدون تاخير .
بعد أن ربط الرجل خيوط البالونات التي قدمها اليه البائع قرأ البسملة ثم أطلقها إلى السماء ... دهش البائع مثل دهشة الآخرين حواليهم ... لم يتحمل البائع فسأل :
- لم أفهم ما فعلته ياصاحبي ... لماذا أطلقتها هكذا ؟
قال الرجل وهو يراقب صعود البالونات إلى السماء بعيون دامعة
- هناك صديق صغير لي ينتظر هذه البالونات ... صبي وليّ ... لقد أرسلته إلى عنوانه فقط .
بعد ان سجل الرجل اسم وعنوان الصبي على ورقة ربت على رأس الصبي وودعه .
مر شتاء قارس، وعندما حل شهر رمضان لم يبق هناك أثر من مرض الرجل ... كان سعيدا جدا فقد عاد إلى الحياة مرة اخرى . ولم ينس الصبي ، بل اشترى له علبة جميلة من البالونات وبدأ ينتظر اليوم الأول من العيد بفارغ الصبر ، وعندما حل العيد أسرع إلى مكان اللقاء . لم يجده ... كان المكان مملوءً بالأطفال الفرحين بالعيد ، ولم يكن أحد من باعة الكعك يعرف الصبي ... ذهب إلى دكان بقال قريب وسأل عن الصبي ، أجاب البقال :
- لقد كانت رئة الصبي مريضة ، وقد توفي الصبي قبل اسبوع واحد .
نزل هذا الخبر كصاعقة على رأس الرجل ... ترك الدكان وأسرع إلى أول بائع بالون وأعطى له قبضة من النقود قائلاً :
- أريد عشر بالونات من هذه البالونات الطائرة ... أسرع! ... علهّا تصل إلى مكانها بدون تاخير .
بعد أن ربط الرجل خيوط البالونات التي قدمها اليه البائع قرأ البسملة ثم أطلقها إلى السماء ... دهش البائع مثل دهشة الآخرين حواليهم ... لم يتحمل البائع فسأل :
- لم أفهم ما فعلته ياصاحبي ... لماذا أطلقتها هكذا ؟
قال الرجل وهو يراقب صعود البالونات إلى السماء بعيون دامعة
- هناك صديق صغير لي ينتظر هذه البالونات ... صبي وليّ ... لقد أرسلته إلى عنوانه فقط .